يخرج بعد ربع ساعة من الحمام بصدر عاري يرتدي سروال منامته القطني فقط، عيناه تتسابقان في البحث عنها بتلهف وخياله الجامح لا يتوقف عن محاولاته لاستكشاف المفاجأة التي حكت له عنها.. تتسمر يده المشغولة بتجفيف شعره ليتحول إلى تمثال منحوت جامد وعيناه تقعان عليها.. على هيئتها بالخصوص.. تسقط المنشفة من يده ونظراته تتراكض عليها تلتهم وقفتها الفنية، ترفع يديها للأعلى وقدمها اليمنى تتقدم على اليسرى تقف على أطراف أصابعها لتغدو كلوحة إغراء فنية حية، وبدلة الرقص المتلألئة ترسم قدها وتتفنن في نقاط أنوثتها الفاتنة.. ابتلع ريقه الذي سال فجأة وهو يلاحق مشدوهًا حركتها وهي تنحني تشغل الموسيقى بجانبها ثم تبدأ بالتمايل على أنغامها الشعبية بغنج وإغواء لا يلائم غيرها.. وابتسامتها المنتشية تثبته وتسلبه اتزانه.. تقترب منه بحركات ساقيها الرشيقة وأردافها تهتز متماشية مع الايقاع ومع حركات يديها وكتفيها.. تتحرك بخفة كشعلة نارية تلعب على أوتار قلبه المدله بعشقها.. تدور حوله بحركات مرفرفة كفراشة تنجذب للنور.. تميل بجذعها للخلف عليه تلامسه بكتفها فيهدر قلبه بصدره ونار مستعرة تلتهم دعائم صبره.. يداه تندفعان لالتقاطها فتنسل هاربة كالسراب قبل أن يصل إليها وتتابع رقصها مبتعدة وهو كالمنوم يتحرك نحوها مأسورًا.. يتوقف بتوقفها وهي تستدير نحوه مجددًا.. لهاثه يتسارع وصدره يعلو ويهبط وعيناه في ترقب وترصد.. تنحني للأمام وشعرها المصفف جيدًا يتطاير بضربات حادة من رأسها كجناح صقر جارح.. فينتزع نفسه من جموده ويسرع نحوه يمنعها وقلبه يتعثر بنبضاته ولا يكاد يستطيع التحكم بعاطفته… " كفى.." التقط ذراعها لترفع رأسها إليه ووجهها لا يكاد يظهر من بين خصلات شعرها المبعثرة.. رأى نظرة تساؤل مبهم في عينيها فيزداد وجيب قلبه وذراعه تلتف حول خصرها يقربها ويلصقها به يرتمي معها في بؤرة تلك النيران التي أشعلت فتيلها .. يده تبدأ بإبعاد خصلات شعرها عن وجهها ليميل على شفتيها هامسًا بلوعة محترقة: " ستصابين بالدوار من تلك الحركات.. والليل لا يزال في أوله.." يكتم ضحكتها المستمتعة بقبلة جامحة متطلبة بينما يداه تعبثان وتستكشفان تفاصيل تلك البدلة التي ترتديها.. من أين لها بها؟.. " أين تعلمت الرقص؟" يهمس بتنهيدة معذبة من بين شفتيها فتحيط عنقه بذراعيها وهي تشرئب على أطراف أصابع قدميها تتشبث به.. تبادله توقه المجتاح بتوق أكبر هامسة بحرارة: " كل أنثى تجيد تحريك خصرها وأردافها.." تشتد ذراعاه حولها بتملك بينما تهدر أنفاسه في وجهها هامسًا باحتراق: " كل الفتيات يرقصن في الأعراس والمناسبات.. هل فعلتِ؟.." عيناها في عينيه بنظرات ذائبة بينما تضحك مجددًا تلاوعه وتزيده احتراقًا.. يتنهد بقلة حيلة وذراعه الملتفة حول خصرها ترفعها ويسير بها ليرتمي معها على الفراش وقلبه يهدر تزامنًا مع كلماته المنفعلة بعاطفة: " ربي.. وكأن الغمازة التي لا أعرف كيف أخفيها عن أعين الآخرين لا تكفي.. لينضاف إليها رقصك المغوي هذا.. هل علي سجنك في برج عال ليرتاح قلبي.." تضحك بإثارة وعيناها تشعان بنظرات حب أبدي له وحده تقسم له اليمين ولقلبها: " وحق من خلق هواك متملكًا للفؤاد، لم ير مخلوق رقصي ما عداك ..ووفاء.." يعبس قليلا بينما يتذمر بحنق: " تلك الفتاة تقاسمني في كل شيء.. هذا ظلم.." ترتجف ضحكاتها بينما يبدأ في تلمس طريقه المعروف هامسًا بتحذيرات في عينيه: " سوف نرى موضوع رقصك هذا وموضوع وفاء غدًا.. أما الآن فلدينا موضوع أكثر أهمية ننجزه.."