دخل للمنزل بضيق وهو يصرخ بغضب يشعر ب انه كالمقبوض عليه ب احدى التهم صارخا بغضب سيبنى يا اكرم سيبنى بدال والله متحلفش حصل على الاجابة باردة من فم الاخر ليصرخ بضيق هو انا خدام عند ابوك جايبنى على ملا وشى فيه ايه هو حد قالك انى شغال عند جناب البيه بتاعك احتد عينى اكرم بغضب وهو يسمعه يسب ب رئيسه ولكنه حاول ان يهدئ اعصابه ويجبر نفسه على الصمت ليصرخ الاخر بغضب بارد والله انت تلاجه ايه مابتحسش يا مغ قطع سلسله لعناته ذاك الصوت الصارخ بغضب ايه اللى بيُحصُل اهنه؟؟ انتفض الآخر بمكانه من حدة ذاك الصوت وهيبته لكنه سرعان ما سيطر على نفسه صارخا بضيق الحيوان دة جا احترم نفسك صرخ بها صاحب الصوت بغضب اعمى ليكمل بضيق لما تكلم حد تحترم نفسك وانت بتكلمه او بتتكلم عنه ثم نظر له باحتقار ليكمل احترامك للى حواليك بيزود احترامك لكن اهانتك بتخليك ملكش جيمة وتافه قالها ب ازدراء ملحوظ ليصرخ الاخر بغضب وقد احمر وجهه كله من الاحراج الذى يتلقاه دون داعى مش شايف يا جدى هو جايبنى ازاى من غير اذنى على ملا وشى كله دة علشان البيه بتاعه امر بكدة صرخ به الجد بغضب مسكتا اياه حاتم لينظر حاتم ارضا مجيبا بضيق وقد علم ان جده اصبح على نهايته من الغضب نعم يا جدى نظر له ب احتقار ليجيبه بضيق آدم ملوش دعوة انا اللى امرت انك تيجى اهناه انا اللى جولت انى عاوزك وجولت انهم يجيبوك ثم اكمل ب ازدراء ولو انى معاوزش اشوف وشك وكنت ناوى اتحرم من طلتك البهيه ومعاها هحرمك من كل شى ارتفع رأس حاتم بصدمة ليكمل الجد بصرامة لولا آدم اللى اتوسطلك ف جيبتك اهناه لما اشوف هعمل معاك ايه جدى قالها حاتم بضيق وقد كان يود الاعتراض ليصرخ عبد الرحمن معاوزش اسمع صوتك اللى شوفته منك وانت بتهين رجالتى كفاية جوى ثم صرخ بصرامة غور من وشى غير خلجاتك واتسبح مطايجش اشوف وشك وبعدين مش ناجصك ولا ناجص مصايبك احمر وجه حاتم من الضيق فى حين نظر الاخر جهة ذاك الرجل الذى يقف خلفه ب إحترام ولم يرفع وجهه عن الارض ليهتف بشكر تعبناك معانا يا اكرم يا ولدى كتر خيرك . ثم نظر جهة حفيده بضيق ليحول انظاره له متمتما باعتذار ومعلهش حجك عليا انى اتفضل ارتاح العفو ياحج على ايه ده حجك على راسى من فوج وجزمتك اشيلها على دماغى قالها باعتذار واحترام مبالغ به جهة ذاك الرجل ليتحرك قائلا بهدوء بعد اذنك ياحج اومئ العجوز ب بهدوء ليحول انظاره جهة ذاك الذى يصرخ بغضب كدة يا جدى كدة تقل قيمتى قدام اللى يسوى واللى ميسواش قاطعه عبد الرحمن ب ازدراء انت اللى بتجل جيمة نفسك عمل ايه الراجل علشان تسب وتلعن فيه دة ضفره برجبتك صرخ حاتم بضيق وهو يشير بسبابته جهة صدره بقى بتساوينى انا ب خدام صرخ عبد الرحمن بغضب اعمى اكرم ولد سباعى مهواش خدام ابوه هو دراعى اليمين وبير اسرارنا كلنا والواد متربى جدامنا وفى بيتنا معمرناش شفنا منه حاجة عفشة دة ان حكم الامر هيفدونا برجابيهم ثم نظر جهته ب احتقار متسائلا ب ازدراء لا يحاول حتى مداراته انت تجدر تفدينى برجبتك اجابه بسرعة ودون تفكير مكانش ينعز لو عندى واحدة تانية كنت عملت بس هو انا عندى كام رقبة علشان افديك بيها رفع انظاره جهة جده ليجده ينظر جهته ب اشمئزاز واضح ليتنحنح مكملا بسخط لا يخلو من الحرج بس برده يا جدى انت ضيعت هبتى و برستيجى اجابه عبد الرحمن بسخرية طيب ميل ودور عليه يا اخويا نظر الاخر ارضا بضيق ليهتف به الاخر بقرف غور من خلجتى اتسبح لحد ما افضى واشوف هعمل معاك ايه قلب شفتيه بضيق ليتحرك من وجهه صاعدا لاعلى ليصطدم باحدهم نظر جهتها ليهتف بضيق عاجبك كدة يا جدتى كدة جدى يصرخ فيا قدام الاغراب ارتفع حاجبها له لتجيبه بهدوء مؤنب ازيك يا حاتم يا ولدى عامل ايه حمد الله على سلامتك ليك وحشة قلب وجهه ليجيبها بضيق الله يسلمك يا جدتى نظرت له لتجيبه بسخط يعنى مش شايفاك مشتاج لجدتك ولا بتسلم عليها ولا بتحضنها ولا بتمد يدك ليها ايه هو انت جطعت جواصر الدم خالص نظر ارضا ب احراج من عتابها ليهتف عبد الرحمن بسخط متزعليش نفسك يا حجة دة واد عاق وسفيه مايتاخدش عليه حاجة اذا كان مسلمش على جده اشاح هو بيده صارخا بسخط وهو يصعد لاعلى سيبتلكم الحب انتو وكفاية عليكم آدم يبقى هو اللى مقطع السمكة وديلها فى الحب صرخت به فاطمة بضيق وماله آدم دلوك وايه دخله فى الموضوع ولكنه تجاهل الرد عليها ليربت عبد الرحمن على كتفها بحنان متزعليش منه هو غيرته هتموته ادعيله ربنا يصلح حاله هزت رأسه لتجيبه برجاء يارب رفعت انظارها جهته لتتساءل وهى تفرك يديها بتوتر كلمت سباعى شوفت وصلو لايه سحب شهيقا طويلا ليجيبها بهدوء كلمته الصبح وجال انه وصل لبيته ومستنيه طيب كلمه وشوفه عمل ايه قالتها بحزن ليومئ برأسه وهو يرفع هاتفه جهة اذنه يطلب الرقم ثوانى ووجده يرد عليه الو يا حاج اجابه عبد الرحمن ايوة يا سباعى عملت ايه وصلتو صمت سباعى لبرهة من الوقت ثم اجابه ايوة يا حاج وصلنا وجايين فى الطريج ثم صمت لثوانى ينظر فى المرآه الامامية جهة تلك الغافية بالخلف مكملا وفيه مفاجأة معايا ياحاج مفاجأة مفاجاءة ايه صمت سباعى ثم اجابه بهدوء هتعرف لما نيجى لعله خير اجابته خرجت متوترة ليومئ الرجل وكأنه يراه مجيبا بهدوء لا يخلو من ابتسامة خير يا حاج خير متجلجش احنا خلاص على وصول اومئ العجوز برأسه مغلقا هاتفه التفت له فاطمة بتيارل ليجيبها بهدوء بيقول جايين على وصول ثم صمت لبرهة ليجد عيناها متسائلة وبما انه يعلم انها كانت تستمع جيدا للمكالمة لذا قال بيقول جايبين مفاجاءة بس معرفش ايه هى ظلت تنظر اليه متسائلة لبعض الوقت وجينما لم تحصل على اجابة اومئت برأسها متحركة وهى تقول بهدوء هروح اشوف البنات عملو ايه فى الوكل واكد على صابحة انها تنضف الاوضة ل عاصم اومئ برأسه وحينما خرجت وجد ذلك الذى يدخل براحة جالسا امامه بعد ان تحمم وبدل ملابسه ب اخرى نظيفة ثم تساءل بتعجب فيه ايه حاسس ان الجو مكهرب وكأن فيه حاجة غريبة مش فاهمها فيه حاجة حصلت حاسس ان فيه ترقب لحاجة وكمان جدتى شكلها زعلانه ارتفع حاجبى عبد الرحمن بذهول ثم تساءل بتعجب ايه دة انت طلعت بتعرف تفكر زيينا وكمان بتعرف تحس دة الواحد كان يفتكر انك معندكش دم احمر وجه بالغضب ليصيح بضيق امال عايش على ايه يا جدى اجابه عبد الرحمن بسخرية لاذعة على ماية البطيخ اللى انت نايم فيها احمر وجهه من الغضب ليصرخ به بضيق وهو يقف يوووه احترمنى شوية يا جدى مش كدة نظر له عبد الرحمن ليجيبه بهدوء ماهو انت اللى مش بتحترم تفسك علشان كدة مش مخلى حد يحترمك اشاح بيده وهو خارج صارخا لا دى مش عيشة انا هغور اشوف حته اقعد فيها ولا حاجة اعملها بدال التهزيء فى الرايحة والجاية دة . دة واضح انى جاية هنا بس لقلة القيمة صرخ به جده رايح فين فى داهية كانت اجالته غاضبة وحينما نظر لعينى جده الغاضبة بشدة تنحنح ليجيبه بضيق هروح اتمشى فى البلد ممكن اروح الجنينه او اروح الارض نظر له جدة ليهتف بحزم غور روح المزرعة بتاعة المواشى انده لعمك صلاح علشان عاوزه وانت تجعد هناك ومتجيش غير لما اطلبك وتابع الشغل بداله بدل السرمحة الفاضية يعنى ايه هروح عند البهايم نظرة واحدة زاجرة جعلته يتراجع مجيبا بهدوء حاضر يعلم جده جيدا ويعلم غضبه الذى لا يفرق بين عدو وحبيب ربما ان اغضبه سيربطه باحدى النخلات ويجلده او يربطه هو بجانب احدى البقرات داخل المزرعة لذا لابد من الصمت فهو دخل الى هنا برغبة جده ويعلم انه استحالة يخرج الا برغبته مهما فعل فهذا المكان وتلك البلدة اشبه بحصن محصن تحت سيطرة شخص واحد هو عبد الرحمن المنشاوى والكل خاضع تحت امره ف المنشاوية هى حصنه والداخل اليها مفقود والخارج منها مولود نظر سباعى للخلف ليتأكد من نومها ثم نظر جهة عاصم خلفه وهو يتساءل ايه سبب الغيبة دى كلها ليه اختفيت كدة حول عاصم نظره جهة صغيرته التى تنام على كتفه ثم اجابه بطريقة مبهمة ظروف هى بجد ماتت وازاى كان سؤال سباعى مستنكر فى حين عيناه كانت تطالع النائمة والتى وللعجب تشبه والدتها بشدة بل هى صورة مصغرة ليجيبه عاصم بما لم يرضى فضوله الموت علينا حق يا سباعى وهى كان وقتها آن خلاص صرخ سباعى بغضب ماترد عليا بكلمة مفهومة يا عاصم انتفضت ملك من نومها بفزع تضع يدها على صدرها ثم تلفتت حولها برعب سرعان ماوقعت عيناها على ذاك الذى ينظر جهتها بحدة ووجهه قريب منها بشدة لتتراجع للخلف برعب ممسكة عضد والدها مستمدة منه الامان ثم سألته بتوجس هو فيه ايه ربت على رأسها بحنان وهو يجيبها مفيش دة صوت عمك سباعى كدة نفخ سباعى بضيق وهو يعيد وجهه للامام كلما ظن انها "هنا" نظر الى خصلاتها وجدها ليست هى بل انها لوالدها وعيناها البندقية التى تشبه عينى والدها تؤكد وبصدق انها ليست "هنا" بل انها عينى وخصلات كل من ينتمى الى تلك العائلة "الدوينى" فهى اكثر الصفات المميزة بهم بالاضافة لبشرتهم الحنطية التى وللعجب لم ترثها الفتاة انما ورثت بشرة والدتها الفاتحة نفخ بضيق وهو يؤكد لنفسه انها ليست "هنا" ف الاخرى تتميز بالثقة الغير محدودة وبقوة الشخصية التى تستطيع لمحها بسهولة بالإضافة لثقتها بنفسها اما هذه فهى متوترة خائفة كما انها رقيقة بطريقة غير مسبوقة ليست هى ابدا انما بالفعل ابنته فى حين اومئت الفتاة برأسها ثم اراحت رأسها على كتف والدها لبعض الوقت متفكرة فيما يحدث ناظرة من زجاج السيارة بشرود وان كانت بالفعل لاترى ما امامها الى ان افاقت على صوت سباعى يهتف بجمود وهو ينظر امامه حمد الله على السلامة وصلنا انتفضت تنظر من زجاج نافذة السيارة لترى تلك البلدة العجيبة هى بالفعل نشأت فى قرية ريفية ولكن تلك البلدة مختلفة، تشبه حصن هناك اثنان يقفان على اول البلدة معهم اسلحة رفعا ايديهم بالسلام لذاك الجالس بالامام اراضى شاسعة على بعضها ليست بينها فواصل وكأنها تنتمى لشخص واحد وهناك اراضى صغيرة على الجانب الاخر بينهم فواصل اذا ف تلك لاشخاص مختلفة لمحت من بعيد مكان ملتف كبير بشدة لتشير جهته تسأل والدها ايه دة؟؟ نظر عاصم جهته بتدقيق وكأنه يسترجع ذاكرته ليرفع نظراته جهة سباعى بتساؤل ايه دة دة مكانش هنا قبل كدة؟؟ اجابه الآخر بهدوء لا دة كان موجود بس جددناه دى مزرعة المواشى بس جددناها ورفعنا السور بتاعها اكتر ووراها مزرعة الطيور اردف بالجملة الاخيرة وهو يشير بيده الى تاليا ثم اكمل وهو يشير بيده الى جزء بعيد وهناك كدة جزء من مزرعة الخيل تساءل عاصم بتعجب مزرعة خيل ليه مش كان بيربيهم فى البيت ابتسم الاخر وهو بجيبه لا ماهم كترو فعملو مزرعة يعنى الحج اتوسع فى الموضوع وطبعا فيه جزء صغير فى البيت لاحفاده لما بييجو نظر له عاصم بتساؤل هو كلهم قاعدين فى العاصمة نفى سباعى برأسه وهو يجيب لا الحج صلاح واولاده عايشين هنا ورفضو يسيبو البلد ابتسم عاصم وهو يعود برأسه للخلف وهو يقول اكيد صلاح ميقدرش يسيب الحج ولا البلد دة زى السمك ميقدرش يطلع من الماية اومئ سباعى برأسه وهو يجيب بهدوء بالظبط واولاده زيه بيحبو المكان وميقدروش يسيبوه او يسيبو الحاج والحاجة اومئ الاول برأسه فى حين كانت ملك تتابع المكان بابتسامة مكان يُشعرك بالدفئ المنازل البعيدة متراصة بجوار بعضها بعيدا عن الارض اطفال يلعبون بالشارع بضفائرهم ونساء يتراصون امام المنازل يتسامرون رجال يعملون بالارض فى حين التفت لوالدها لتشير جهة شئ تتسائل عنه لتجد عيناه تيبح فى اتجاه بعينه بحنين شديد وقبل ان تسأله عن مابه لتجد الاخر قد ذاك الرجل قد لاحظ الامر ليجبب اسئلته غير المنطوقة باعو البيت وكل حاجة ليهم هنا ومشيو فيه حاجات اشتراها الفلاحين وفيه اماكن اشتراها الحاج والبيت؟؟ تساءل بها عاصم بلهفة ليجيبه بهدوء مبهم بالنسبة لها البيت والارض اشتراهم الحاج بعد مارفض لقاهم جايبين واحد من بره يشتريهم ف اضطر يشتريهم هو البيت مقفول والارض بيزرعها زى ما كنتو بتعملو زمان اومئ برأسه بحزن فى حين حولت الاخرى عينيه وسطهم بتساؤل وحينما فتحت فاها لتتساءل وجدت الاول يهتف بهدوء وصلنا رفعت عيناها لتفغر فاها بشدوه لا ليس حقيقيا ذلك البيت لا ليس بيتا انما هو قصر ك احد قصور الملوك قصر يقف شامخا غريبا وسط تلك الاراضى وان كان مبتعدا كثيرا عن تلك الاراضى والبيوت الخاصة بالفلاحين ولكن هل هناك قصور فى الارياف وفى وسط القرى ربما هى تاشت فى قرية بالفعل وتؤكد ذلك ولكن لم ترى بحياتها شيئا مماثل وكأنها فى ثوانى تحولت من حقبه لاخرى غريبة عنها رفعت عيناها لتسأل والدها ولكنها تفاجئت بنظراته الشاردة تجاه المنزل نظرات تتراقص بها الحنين والحزن نظرات لم ترها بعين والدها من قبل ربما كانت تراها فقط حينما تجده يتحدث عن والدتها او يمسك صورتها وان كانت الاخرى مختلفة بها حنين وحزن اشد وحب كبير يستطيع الاعمى رؤيته ابتسمت بهدوء وان كانت تتساءل فى قرارة نفسها كيف يربطهم بتلك العائلة روابط بيننا بينهم فوارق تكاد تختلف بين السماء والارض فهم من اثرى الاثرياء مزارع مواشى وخيل وما الى ذلك وقصر ك احد قصور الملوك يينما همزكالمعدمين امامهم وان كان لديهم صلة قرابة اذا لما ام يساعدوهم من قبل فى العمل ولما لم يتواصلو معهم اصبحت الافكار تضج برأسها اكثر واكثر ولكنها يجب ات ترجئ الحديث لوقت لاحق فلكل مقام مقال تحركت السارة لتدخل ذاك المنزل مجازا وبالطبع يقف امامه حارسان هذا اصبح امر مفروغ منه لتمشى على ممشى من الحجارة المرصوفة يحيط بها النجيل والزرع والحشائش بالاضافة الى الاشجار والزهو ر حديقة كالحدائق التى تراها بالتلفاز لتتساءل بتعجب هو الحاج عبد الرحمن دة غنى اوى كدة يا بابا؟؟!! انتفض رأس سباعى للخلف يناظرها بذهول متعجب ماهذا؟؟!! كيف تسأل هكذا سؤال!! كيف تسأل عن غناه وهم تقريبا يمتلكون ما يمتلكه عبد الرحمن المنشاوى وان كانت الفروق قليله بعض الشئ؟؟ وكيف يترك ابن الحسب والنسب مكانه ويعيش فى هكذا مستوى حقير ك ذاك الذى رآه؟؟ وكيف يختفى تلك السنوات دون ان يسمع عنه احد لدرجة تصديقهم بموته ليتفاجئو ب انه على قيد الحياة وحينما يرغب بالظهور يؤكد بأنه لن يأتى الا بحماية؟؟!! ماذا حدث له فى كل تلك السنوات ليختبئ كالجرذ فى الجحر؟؟ ولماذا اصر الان على الخروج منه؟؟ والعجيب لما بنته لا تعلم شيئا عن ما يخصه او يخص عائلته؟؟ اسئلة كثيرة تضج برأسه منذ سمع لاسمه وبالاخص منذ رآه ولكن الاخر يُغلِق على نفسه يرفض الحديث او الكلام افاق من دوامته على اجابة المذكور الشاردة اه اكتر مما تتصورى او تتخيلى صمتت وهى تنظر للمكان بذهول مشوب بالفرحة فى حين توقفت السيارات امام الباب الداخلى للمنزل ليتحرك الجميع يخرجون فى حين تحرك احد الرجال يقتح الباب الخاص بهم ليخرجو وتبرع احدهم ب اخراج حقائبهم من الحقيبة الخلفية وتحرك امامهم لُيدخلها المنزل فى حين تحرك ذاك الخشن المسمى سباعى ليضرب الجرس ثم صرخ بصوت القوى الخشن ياساتر ياحاج ثم دخل يسبقهم فى حين توقف والدها مكانه يتطلع الى ارجاء المنزل بحب وحنين الى ان وجدت الرجل يخرج مرة اخرى ومعه آخر عجوز ولكن مازالت قوته به يتخرك ممسكا عصاه يرتدى جلبابه فى حين ملامحه تبدو عليه الهيبة والوقار والسلطة والصرامة وان كانت بها الكثير من الحنان لتجده يركض ليقف امام والدها ك شاب بالعشرين من عمره يناظره بحنان وحب وحنين شديد لتتراجع هى للخلف ختفى خلف ظهر والدها سامحة له بالحركة براحة تتابع نايحدث بهدوء لتجده ينظر لوالدها بابتسامة فى حين اغرورقت عيناه بدموع ابى هطولها وهو يهتف بصوت متحشرج عاصم!! نظر له عاصم بحب وحنين فى حين بالدله نفس النظرة ليجيبه بحشرجة وبصوت اجش ازيك يا حاج واحشنى ثم وحدته يميل على يده يقبلها ليسحبه الرجل داخل احضانه يربت على ظهره بحب وهو يهتف به واحشنى ياعاصم واحشنى ياولدى فينك من زمان ياحبيبى اختفيت ولا سألتش عنى ولا رفعت السماعة تسأل عن عمك العجوز اتوحشتك جوى ياولدى واتوحشت ريحتك عشرين سنة ياعاصم عشرين سنة لا حس ولا خبر اجابه الاخر بصوت بانت به اثار البكاء غصب عنى ياعمى غصب عنى والله غصب عنى انى اعيش مقطوع كدة بس ما باليد حيلة ظلوالرجل يربت على ظهره الى ان ابعده عن احضانه ينظر جهة وجهه الذى زارته بعض التجاعيد وعيناه التى سكنها الوجع والالم وخصلاته الكستنائية الجميلة التى زارها الشيب على استحياء ليتأوه بالم على زهرة شباب تلك العائلة وابن رفيقه وولده الذى لم ينجبه يااه كبرت جوى ياعاصم دة انا فاكرك كنت لسة امبارح بتلعب اهناه مع العيال كبرت جوى ياولدى ضحك عاصم بألم ليجيبه ب ابتسامة حزينة عشرين سنة مش حاجة قليلة يا حاج ابتسم العحوز وهو يسحبه داخل احضانه ثلنية ولكنه تفاجئ مرة واحدة بتلك التى تقف خلفه لاتهدل يداه وهو بنظر جهتها بصدمة ليبتعد عنه مقتربا منها بخوف وهو ينظر جهتها بتركيز الى ان وقف امامها فى حين التف عاصم ليقف بجوارها اشار جهتها عبد الرحمن بصدمة وهو يهتف بصوت مبهوت "هنا"!! ازاى!! مش انت جولت انها اتوفاها الله؟؟ ازاى؟؟!!! احتضنها عاصم ليجيبه بنبرة حزينة دى مش "هنا" ياعمى الحج دى ملك التف له عبد الرحمن بصدمة يريد تفسير لاجابته ليجيبه عن سؤاله الغير منطوق ملك بنتى الوحيدة، وحيدتى، وكل اللى ليا فى الدنيا ابتسمت له ملك ب استحياء من نظراته المدققة جهتها ليجيبه عبد الرحمن بصدمة ازاى دى هى؟؟!! ابتسم الاخر وهو يجيبه ب ابتسامة حزينة امر الله يا حاج يقطع من هنا ويوصل من هنا اومئ عبد الرحمن وهو مازال تحت تأثير الصدمة ليُشير جهة المنزل قائلا طيب اتفضلو ادخلو اومئ الجميع برأسهم فى حين تقدمهم هو ليهتف بصوت جهورى ياحاجة فاطمة يياحاجة يا ام صلاح تعالى استجبلى الضيوف فجاءة ظهرت سيدة عجوز تركض من الداخل كطفلة فى الخامسة عشر ملامحها جميلة لم تمحى حتى وان كانت زارتها الكثير من التجاعيد توضح كم كانت بارعة الجمال فى صغرها ترتدى جلباب طويل داكن تمسك بيدها بفوطة قطنية تمسحها به وهى تهتف بسعادة عاصم!! ركض عاصم تجاهه يقبل يدها مجيبا بابتسامة عاملة ايه يا امى ربتت على ظهره بحنان وهى تجيبه ب ابتسامة كيفك ياولدى وكيف حال قطعت كلماتها وهى ترفع عيناها لترى تلك الشابة الصغيرة التى تقف خلفه لتهتف بصوت مبهوت بعد ان اسقطت يديها "هنا" اغمض عاصم عيناه بشدة هذا اصعب ما يتوقعه المر خارج عن السيطرة لذا كان يهبئها فهى كصورة صبق الاصل فى حين هتفت تلك الصغير ة ب ابتسامة بعد ان استوعبت الشبة الكبير الذى يخلطونها به بوالدتها وان كانت على علم بذلك من صورها القديمة ولكن الواضح ان الجميع يعلمون والدتها وبشدة لذا هتفت بابتسامة ناعمة وبصوت رقيق حجول كملامحها المتوردة انا ملك بنتها رمشت تلك العجوز بعينيها لبعض الوقت وكأنها تجد صعوبة فى استيعاب ماتقوله تلك الصغير ة لذا ابتسمت الاولى صامتة واعطتها كل الوقت اللزم للاستيعاب لتهتف الاخرى بتعجب مش معقولة دة انتى نسخة منها ابتسمت الاولى وقد تورد وجنتيها بشدة من الخجل لتجد تلك السيدة تركض نحوها تسحبها داخل احضانها وتربت عليها بشدة وتقبل وجهها صُدمت ملك من ذاك الهجوم المفاجئ عليها وبالأخص حينما وجدت تلك العجوز تبكى وهى تهتف منوبين دموعها وشهقاتها ياحبيبتى يابتى ياحبيبتى الحمد لله يارب الحمد لله عشت وشفت بتك ياهنا عشت وشفت بنتك ياعاصم الحمد لله يارب على نعمك محرمتنيش لشوف هنا فى بنتها الحمد لله لم تعلم ملك ماذا تفعل امام هذا الهجوم العجيب من الحب والحنان الذى لم تكن اهلا لها فى ذلك الوقت لذا لم تجد سوى ان ترفع يديها وتربت على ظهر تلك السيدة بهدوء دون ان يجد لسانها القدرة على التعبير لتجدها تبعدها عنها بعد برهة صارخة فى والدها بغضب كدة يا عاصم كدة السنين دى كلها با ولدى تحرمنى اشوفك واشوف" هنا" وكمان بنتك كدة يا عاصم صمت والدها لبعض الوقت الى ان اجابها بهدوء كل شئ وله اوانه يا حاجة ارتفع حاجبها بنظرة زاجرة ليبتسم معدلا امى الحاجة ربتت على ظهر الفتاة بحنان وهى تتمعن النظر جهتها بحب ثم تحول عيناها جهة ذلك الرجل بحزن بعد ان ضاعت سنوات عمره وهى ترى الحزن خيم على ملامحه والفقر زاهر على هيئته كما انه اصبح مبعثر يبدو انه عانى كثيرا لم ترتئ الحديث امام تلك الصغيرة التى يبدو انها لا تعلم عنهم شئ بالاضافة الى نظرات زوجها الزاجرة لذا زعقت بصوتها يا صابحة بت ياصابحة ركضت اليها تلك السيدة ترفل فى جلبابها الطويل مجيبة اياها نعم يا ستى الحاجة اجابتها السيدة بهدوء اندهى حد من الرجالة يطلع شنط سيدك عاصم على اوضته اللى جهزناها وبعدها خدى شنط ستك ملك طلعيها على اوضة تانية تكونى منضفاها تقعد فيها بسرعة اومئت الفتاة برأسها لتهتف ملك بحرج وخوف لا ملوش لزوم انا هنام مع بابا تطلعت اليها تلك السيدة بحنان ثم ربتت على كتفها مجيبة اياها بنبرة زاجرة ولكنها حنونة ياخبر تنامى فى اوضة لية معندناش مكان ولا ايه دة البيت ماشاء الله كبير ويساع من الحبايب الف نفت ملك برأسها وهى تجيبها ب احراج لا ملوش لزوم انا هبقى مرتاحة معاه اكتر هنا صدح صوت الرجل المهيب بنبرة لا تقبل الجدال او النقاش ميصحش يا بنتى انتى تنامى فى اوضتك من غير خجل وبعدين ماتخافيش محدش هيضايجك اهدى واطمنى نفت برأسها وهى تجيب بخوف من فكرة ابتعادها عن والدها لا مش كدة بس انا خلاص يا بتى متخافيش مش هنخطفك عاد فتحت فمها ولكن قاطعها والدها بهدوء خلاص يا ملك ربتت تلك العجوز على ظهرها وهى تقول ماتخفيش انتى فى بيتك يابتى وان مشالتكيش الارض نشيلك فى عنينا دة انتى الغالية بنت الغاليين ابتسمت وهى تجيبها شكرا يا حاجة نظرت لها فاطمة لتجيبها بتأنيب مستنكر حاجة حاجة ايه هو انا غريبة جوليلى يا ستى نظرت لها ملك بهدوء وبابتسامة ناعمة لتضحك العجوز وكأنه صبية صغيرة وهى تستدرك قولها لاه ستى متمشيش معاكى وانتى كيف البسكوته اكدة اجولك جوليلى يا جدتى كيف ما بيجولى حاتم ولا تيتا كيف مابتجولى نرمين قربت ملك حاحبيها من بعضهم لتساؤل لتجيبها السيدة دول احفادى ولاد ولادى يعنى ابتسمت ملك وهى تجدها من فرط سعادتها تثرثر دون توقف وهى تسألها وانتى عندك كام سنة ياملك وفى كلية ولا لا ولو دخلتى انتى فى سنة كام ضحك الرجال عليها بينما اتسعت ابتسامة ملك فى حين هتف عبد الرحمن من بين ضحكاته بالراحة عليها يا فاطنة البت مش هتطير كدة هتخوفيها منينا ابتسمت فاطمة قائلة بسعادة الله مش بتعرف عليها يا حاج كفاية انى معرفتش انها موجودة غير من خمس دجايج بس وهى المفروض كانت اتربت بين ولادى وفى حضنى ابتسم عاصم بحزن فى حين اجابها عبد الرحمن بقهقهة سعيدة بوجود تلك الصغيرة امامهم التى هة تعويض عن والدتها ولارادة ربنا تشبها وبشدة اهى معاكى ماهتهربش منيكى بس بالراحة على البت دى جاية من طريج طويل وتعبانة معاكى الوجت كله تتعرفى عليها بس واحدة واحدة زمت العجوز شفتيها بحون لتبتسم ملك عليها يبدو انها رقيقة بشدة ويبدو انها كانت ب ايامها فتنة تسر الناظر لها ف لم تمنع سنوات عمرها من تغيير مرحها وطفوليتها لتجيبه بحب بالراحة عليها ياجدى هى متقصدش نظر لها بابتسامة حنونة وهو يقول بهدوء يفتح عليكى يابتى ويفرح جلبك زى مافرحتى جلبى بكلمة جدى دى ملك ولم تعلق واستسلمت هى لشعور الامان والود الذى يكتنفها ثم حولت نظراتها جهة والدها لتجد ولاول مرة عيناه يكتنفها راحة لم ترها من قبل وكأنه حقق اخيرا ما كان يصبو اليه كالمسافر او المهاجر الذى حط اخيرا على ارضه