أسطول من السيارات تسير في نظام خلف بعضها البعض تكاد تسد الطريق عن المارة وفى تلك السيارة بالمنتصف كان يجلس هو منتبه لجهازه اللوحي يصب كل تركيزه عليه يتابع أعماله لا يهتم بما يسير حوله إلى أن توقفت السيارات بالتتابع أمام ذاك الصرح العملاق الخاص به, رفع نظره من على جهازه اللوحي ينظر أمامه وكأنه انتبه للتو لما يسير حوله خصوصًا حينما تشدق سائقه باحترام: وصلنا الشركة يا آدم بيه أومأ برأسه بينما ركض قائد الحرس الخاص به يفتح له باب السيارة خرج من السيارة ليطل بطوله الفاره, كان شاب شديد الوسامة ذو طول فاره جسد رياضي معضل وبشره حنطية ذو شعر أسود لامع كريش الغراب وناعم, وعينين كسواد الليل سار هو بعنجهيته المعتادة فهو ليس أي احد إنما هو آدم المنشاوي أخطبوط الطب في مصر و مدير واحدة من أكبر شركات الأدوية ليس في مصر فقط أو في الوطن العربي إنما في الشرق الأوسط ككل, على الرغم من صغر سنه الذى يصل إلى ثمانية وعشرين عامًا إلا أنه استطاع تحقيق ما لم يستطع تحقيقه الكبار تحرك لدخول مكتبه وما كاد يجلس على كرسيه حينما وجد ذلك الذى يفتح باب مكتبه بسرعة وهو يهتف بلهفة: كلمته؟ رفع حاجبه له دون حديث بينما هز الطرف الآخر رأسه دون فهم وهو يقول: ايه؟ أشار جهة الباب, فحمحم الطرف الآخر بخجل ثم قال بابتسامة يخفى بها خجله: يا سيدى متدققش المهم كلمته؟ ابتسم ثم حرك رأسه يمينًا ويسارًا مجيبًا إياه بهدوء: والله انت مفيش فايدة فيك يا ماجد ثم جلس على كرسيه مكملًا ولآخر مرة هقولك الباب ده عملوه عشان نخبط عليه أشاح ماجد بيده وهو يجيبه سيبك من ده كله كلمته؟ لا نظر ماجد أرضًا وهو يجيبه بحزن: ليه؟ رفع آدم نظره له ليجيبه ببساطة: تفتكر انت ليه؟ أقولك أنا اخوك مش هيتوب يا ماجد اخوك غبي عمره ما هيتوب ياريته بس يبطل القرف اللي بيعمله ده لأن جدك جاب آخره منه معلش يا آدم ما هو معذور رفع أنظاره له ليجيبه بصدمة: معذور!! وايه عذره بقى إن شاء الله متجيبش كلام من جيبك يا ماجد لم يكد ينهى كلماته حتى وجد من يدخل مكتبه مرة واحدة, رفع أنظاره لها بصدمة ليجد من تهتف به بلهفة: كلمته؟ نظر لها بصدمة وذهول من حركتها تلك دون أن يتفوه بكلمة لتعيد سؤالها بتأكيد أكبر: كلمته يا آدم؟ ضحك آدم وهو يضرب كف بآخر وهو يقول: والله انتِ واخوكِ محتاجين تتعلمو من أول وجديد حركت رأسها تجاه اخيها بجهل ليحمحم مشيرًا للباب ثم أجابها بصوت هامس: الباب يا نرمين لا خبطتي ولا أي حاجة رفعت حاجبها تجاههما بتعجب ثم سألت بذهول: هو انتوا بتتكلموا بجد! باب ايه اللي بتتكلموا فيه ده هو ده وقته؟ أنا بسأل كلمت جدي ولا لا, ووافق ولا لا هيوافق إذا كلمه آدم هيوافق دي مفيهاش كلام كانت تلك الكلمات خارجة من فم ماجد لتؤكد هي على حديثه مجيبه: عندك حق آدم هو الوجه الثاني للعملة, يعني آدم هو عبد الرحمن المنشاوي على صغير صمت ولم يتحدث على حديثهما وهو يضع عينيه على حاسوبه أمامه ويبدأ بالعمل وكأن هذا الكلام لا يعنيه لتنظر لاخيها بتساؤل ليهز رأسه نفيًا حولت أنظارها تجاه ذاك الذي يمثل اللا مبالاة انت مكلمتوش يا آدم؟ مكلمتش جدي يرجع حاتم ليه يا آدم ليه اللا مبالاة دي؟ هتفت بها بضيق وغضب ليهتف بها بضيق أكبر وهو يحاول أن يسيطر على نبرة غضبه من ابن عمه ذاك التالف عديم المسئولية: لا يا نرمين مكلمتوش ومش ناوي حتى أكلمه وحتى إن نويت مش ضامن إن جدك يرجعه للشركة مرة تانية انتِ ناسية عمل ايه! اخوكي قال إنه هيمسك الحسابات وكلنا ائتمناه لأنها دراسته في النهاية ومحدش خونه قوم يعمل ايه نسيتي؟ ثم ضرب مكتبه بيده صارخًا بغضب: يسرقنا يا نرمين يختلس من فلوس الشركة بقى دي أخرتها واحد من عيلة المنشاوي يبقى حرامي وشايفة إن اللي عمله جدك قليل ده كويس إنه مسحبش عليه مسدس وجاب أجله فيها في وقتها واكتفى بس بطرده من الشركة ولولا إني اتدخلت في الوقت المناسب كان زمانك بتقري عليه الفاتحة دلوقتي ودلوقتي عايزة أكلمه وأقوله رجعه لا مش ناوي أعملها.. صرخت هي أمامه بغضب: اخويا مش حرامي يا آدم اخويا أخد من فلوسه صرخ أمامها بغضب وقد نفرت عروق عنقه وجبهته من الغضب: اللي ياخد من فلوسه ده كان ممكن يقوللي أو يقول لجدك ونفهم عاوزهم فى ايه وكل حاجة بالعقل وبعدين من غير تزوير في المستندات ونمسك الشركة كلها ونفحصها ويطلع منه ونتفضح في السوق لولا لمينا الفضيحة يا هانم صرخت هي بغضب أمامه بما يعتمل صدرها من غيظ منه: وانت لما بتعوز فلوس بتروح تقول لحد يا آدم أو بتاخد تصريح من حد؟ لا لإنك انت مدير الشركة لكن أي حد فينا لو محتاج لازم يقدم أسباب لسيادتك أو لجدي كأن المال ده مالك لوحدك واحنا مالناش فيه ثم أشارت جهته بغضب: المال ده مالنا زي ما هو مالك بالظبط يا آدم وبالعكس المفروض الإدارة دي تبقى لحاتم مش ليك لأنه هو الكبير زي ما إدارة المستشفيات ماسكها عمي على الرغم من إنه الصغير, على أساس إنكم دكاترة هو بشري وانت صيدلي وطلعتونا احنا من كل حاجة وأصبحنا احنا شغالين عندكم صرخت بأعلى صوتها في آخر جمله لينتفض هو مزيحًا مكتبه أمامه من الغضب ثم صرخ بها وقد قارب أن يفقد السيطرة على أعصابه تمامًا والله أنا مطلبتش من حد إنه يمسكني إدارة أي نيلة من كله ده وماحاسبتش حد على إنه شغال عندي لا أنا ولا بابا وإن كنتِ شايفة إن ليكِ حق روحي طالبي بيه انتي واخوكي من صاحب الحق لكن أنا مش أكتر من راعي للمصالح هنا وشغال في المكان زيي زيك ما انتوا واكلين عقل جدي! نرمين!! تلك الصرخة خرجت من فم اخيها بغضب بينما تحرك آدم أمامها بهدوء مخيف كنمر سينقض على فريسته مرددًا: بصوت مخيف: انتِ قولتي ايه؟؟ مقالتش حاجة قالها ماجد وهو يتحرك ليقف حائلًا بينهما في حين تشدق آدم بهدوء مخيف يسري القشعريرة في الأبدان وعيناه السوداء تحول بياضها للون الأحمر: لا أنا عاوز أسمعها تاني مقالتش حاجة يا آدم امسحها فيا أنا كان ذلك رد ماجد في حين هتف هو بغضب مخيف في اخته: غوري من هنا دلوقتي حالًا تسمرت هي مكانها من الرعب لم ترَ آدم أبدًا في حياتها بهذا المنظر كان منظره في تلك اللحظة كالمارد المخيف, دائمًا ما كان هادئًا وقورًا وسيما لدرجة تسرق الأنفاس ببشرته القمحية وعينيه السوداء بأسلوبه الراقي الذى يجعله حلم كل الفتيات ولكنه الآن أصبح مخيفًا جدًا قولت غوري من هنا يلاااا تلك الكلمات الغاضبة التي هتف بها اخيها هي ما أخرجتها من حالة الصدمة تلك لتخرج ركضًا من مكتبه بينما هو أمسكه ليجلسه على مكتبه بالقوة وهو يقول بهدوء ومهاودة اهدى يا آدم ممكن تهدى انت مش شايف اختك بتقول ايه وبتتهمني ب ايه؟ صرخ آدم بتلك الكلمات بغضبٍ أعمى ومازالت عصبيته وغضبه مسيطرين عليه ليسحب ماجد كوب من الماء يعطيه له وهو يقول بهدوء: طيب اهدى واشرب بق مايه يلا مش عاوز زفت صرخ بها آدم لاحقاً, ضرب الكوب عرض الحائط ليتناثر الماء ويتحول الكوب إلى فتات يطير في كل مكان, تراجع ماجد للخلف في كرسيه ليتفادى تلك الشظايا يينما الصدمة تسيطر عليه, لم يره هكذا أبدًا وله كل الحق, كلمات اخته كانت قاسية جدًا حتى وإن كان بها بعض من الحقيقة ولكن أسلوبها ككل كان خاطئًا, ليتنهد محاولًا الهدوء ثم تحدث بهدوء وبلين محاولًا امتصاص غضبه: ممكن تهدى شوية؟ نرمين عيلة ومنفعلة وانت عارف كدة كويس هي متقصدش هى مقالتش كده إلا من ضيقتها على حاتم أنا وانت عارفين كدة كويس لأنه فى الأول والآخر اخونا وبعدين قرار جدك كان شديد شوية لا تقصد يا ماجد اختك تقصد كل كلمة قالتها هو ده اللي شايفاني بيه من وجهة نظرها واحد واكل بعقل جدى حلاوة وواكلين حقكم نفى برأسه وهو يجيبه بهدوء: لا مش كدة خالص بس هي متضايقة، انت مشوفتش جدك عاقبه ازاي حتى بدون ما يحاول حتى يعرف السبب ده كان هيموته وفي الآخر طرده من الشركة والبيت ومن العيلة كلها ومنع أي حد يكلمه أو يتواصل معاه وإلا هيحصّله ما ادالوش فرصة يدافع عن نفسه وحرمه من كل حاجة سواء وهو عايش أو بعد الشر لو حصله حاجة طبيعي كلنا نبقى متوترين وقلقانين وزعلانين عليه كمان واحنا مش قادرين نعمله حاجة نظر له آدم ليجيبه بعد تنهيدة: وأنا المفروض أعمل ايه يعني؟ ايه اللي فى ايدي عشان أعمله؟ زي ما قولنا جدك مش بيرفضلك طلب, كلنا عارفين إن بالنسبة لعبد الرحمن المنشاوي انت المفضل في العيلة دي ثم أجابه بمزاح: يا اخي ده بيحبك أكتر من ولاده كمان ده يكسر بخاطرهم وميكسرلكش طلب ده انت عنده فرخه بكشك حرك آدم رأسه للجهة الأخرى ليطلب منه ماجد بحزن وتوسل يقطع القلب: عشان خاطري يا آدم كلم جدى واتوسطله اعتبره مالك اخوك وغلط هل كنت هترضى باللى بيحصل ده؟ حاتم وإن كان متسرع بس برده ده اخوك الكبير اعتبر انه مالك عشان خاطري والله مالك الصغير مخه أكبر من اخوك ابتسم ماجد لآدم ليجيبه بتوسل: عشان خاطري يا آدم كلمه وان كان هناك شيء كبير جدًا إلى آدم توسل ماجد فهو ليس بـ ابن عم فقط بل هو رفيقه واخيه ليومئ له برأسه على مضض ثم بعدها رفع سماعة الهاتف ليحادث جده.. ___________________ بمنزل صغير بالكاد يسع من فيه, كانت تنام على الأريكة مغمضة عينيها كانت كالملائكة بالفعل بل وأكثر, شعرها الكستنائي يفترش الوسادة وجهها ناصع البياض مشرب بحمرة وردية جميلة, فُتح باب المنزل لتنتفض بسعادة تفتح عينيها لتظهر لون عينيها الذهبية الجميلة لتركض تستقبل الداخل وكأنها كانت بانتظاره وابتسامتها الجميلة تزين وجهها, ابتسمت تحتضن القادم وهى تهتف بسعادة حمد الله على سلامتك يا حبيبي نظر لها ذاك الكهل بسعادة وحب وهو يحتضنها قائلًا: الله يسلمك يا حبيبتي جيتي امتى؟ مش من بدرى يدوب ماليش نص ساعة جهزت الأكل ومستنياك قالتها وهى تسحب الأكياس من يده متحركة تجاه تلك الطاولة الصغيرة الموضوعة بالردهة اختفت ابتسامته وحل محلها الضيق وهو يتحرك خلفها بعد أن نظر للطعام المتراص أغمض عينيه يحاول السيطرة على غضبه وإن كان بالأصح يجب ألا يقال غضب إنما هو خوف، خوف ورعب على تلك الصغيرة صغيرته الوحيدة ومعشوقته الصغيرة هتف بها بضيق: يا ملك مش أنا قلت متمديش ايدك على أكل ومتدخليش المطبخ ولا ليكِ دعوة بالنار والغاز؟ ليه مابتسمعيش الكلام! نظرت للطعام الذى يكاد أن يُسمى طعامًا من الأساس بل هو بعض من البيض المسلوق وجبن وعدة أرغفة من الخبز وبجوارهم خضار تم تسخينه فقط فهي تعلم بموعد وصوله ولذا أرادت أن تجهز الطعام له بعد عناء يوم طويل ولكنها لم تغضب منه فهي تعلم عشقه وحبه الشديد لها فهي مدللته الصغيرة ويخاف عليها من نسمات الهواء, لذا لم تحزن أو تصرخ بل إنها مطت شفتيها مجيبة إياه بهدوء: يا بابا يا حبيبي أنا مطبختش ومعملتش حاجة أنا بس سخنت الطبيخ البايت ويدوب سخنت العيش وسلقت بيض ولو متقربيش ناحية البوتجاز أصلا متقلقينيش عليكِ يا ملك كفاية إن أنا ببقى مرعوب وانتِ جاية من الجامعة لوحدك وببقى حاطط ايدي على قلبي ابتسمت له ابتسامتها الرقيقة التي يعتبرها إكسير الحياة بينما التفت تجاهه تمسك بيده لتجلسه على كرسيه بينما جلست هي أمامه قائلة بمداعبة رقيقة وعتاب هادئ: يا حبيب قلبي أنا عارفة إن انت بتحبني وبتخاف عليا بس مش شايف إنه زيادة شوية خوفك ده؟ انت من كتر خوفك عليا مخليني ما بعملش حاجة أنا بس أخري اسلق البيض غير كدة فاشلة, ترضالي إني أكون ست بيت فاشلة كدة؟ وبعدين بطل خوف عليا اللي مكتوبله حاجة هيشوفها أجابها بعناد ورأس يابس: ولو برده, مش هخليكِ تعملي حاجة طول ما أنا عايش أنا مش مستغني عنك ثم أجابها بمزاح: وبعدين حد يتبطر على النعمة دي انتِ عايشة ملكة متوجة أي واحدة تتمنى حاجة زي كدة ضحكت هي بنعومة وهى تقطع قطعة خبز وتضعها في الخضار ثم وضعتها بفمه وقالت: يا حبيبي بس أنا كدة هجيلك مطلقة من أول أسبوع لأن مفيش زوج هيرضى إنه يتجوز واحدة مبتعرفش تعمل حاجة خالص نظر لها بجدية ثم قال: انتِ بنتي الوحيدة وأميرتي الصغيرة وجوهرتي الغالية وكل ما أملك فمش هفكر أديكِ لأي حد إن مكنتيش بالنسباله ملكة متوجة وبذل عشانك الغالي والنفيس يبقى بلاش مش عاوزين ثم أجابها بتملك ممازح وياريت محدش يرضى علشان أنا عاوزك معايا على طول وهما اللي بيتجوزوا بياخدوا ايه من الجواز غير التعب؟ أنا بقى مش عاوزك تتعبي ضحكت هي بصخب عليه تعلم أنه يغار عليها جدًا ويحبها كونها وحيدته الغالية ولكن لا تعلم لمَ يحيطها بذلك الاهتمام المبالغ الذي وللحق يقال أحيانًا يضايقها, قاطع حديثهما طرق على الباب كان لا يشبه الطرق العادي إنما يشبه من يطبل عليه, نفخ عاصم بضيق وهو يبعد وجهه بعيدًا بينما حولت هي وجهها الجهة الأخرى محاولة إخفاء ابتسامتها قدر الإمكان ثم وقفت قائلة بابتسامة: هشوف مين ولا تعرف كيف جلست بتلك الطريقة بينما صرخ هو بضيق: يعنى مش عارفة مين ما هو مفيش غيره؟ عم اللزقة ده ابتسمت وهي تقول: مش ممكن ما يكونش هو لا هو قالها عاصم بعناد طيب قوم افتح شوف مين أو أنا هروح قالتها هي بمهادنة رقيقة لينظر جهتها ثم بدأ ينفخ بضيق من ذلك السمج القادم الآن الذى لا ينفك عن المجيء إليهم وكأنه منزله فتح الباب لينظر إلى الطارق بينما الآخر نظر له بابتسامة واسعة وبدأ يدخل رأسه ينظر إلى داخل المنزل وكأنه يبحث عن شخص بعينه ولكنه تفاجأ بعاصم يقول له بغلظة: مش عاوزين النهاردة ثم وبكل جبروت اغلق الباب في وجهه اتسعت عينا ملك من الصدمة وظلت ترمش بها بذهول من فعلة والدها بينما على جانب الآخر وقف ينظر هو للباب بصدمة لا يصدق ما حدث ولكن وبكل هدوء رفع يده يضع إصبعه على جرس الباب ولكن هذه المرة لم يرفعه من عليه أبدًا وكأنه اقسم على دخول ذلك المنزل بينما صرخ عاصم بغيظ: ما هو يوم مش فايت وباين من أوله ثم فتح الباب صارخًا به بغضب: ايه عاوز ايه يا حمزة لحقت أوحشك ما احنا كنا مع بعض من الصبح ايه مش هاين عليك تسيبني أرتاح؟ ابتسم حمزة ثم وبكل هدوء دخل المنزل بعد أن أزاح غاصم من طريقه مما جعله يرفع حاجبه بذهول قائلًا بصدمة: هو أنا قولتك ادخل؟ ابتسم الآخر بسماجة قائلًا: مش محتاج تقول يا عمي أنا عارف البيت بيتي بالكاد استطاعت هي إمساك نفسها على ألا تضحك بصوتٍ عالٍ وفقط اكتفت بابتسامة خفيفة بينما قالت بصوت متحشرج إثر إمساكها ضحكاتها ازيك يا زووم عامل ايه؟ نظر لها عاصم بصدمة بينما أجابها حمزة بسعادة: ازيك يا ملوكة عاملة ايه؟ كان يقول كلماته ببساطة وهو يجلس على كرسي الطاولة حينما تفاجأ بمن يرفعه من ملابسه من الخلف صارخًا به بغلظة: جرب تدلعها كدة تاني يا حمزة وأنا هخليك أضحية العيد السنادي أومأ برأسه في خوف في حين صرخ هو بها غاضبًا: وانتِ اتعدلي فاهمة! أومأت برأسها بينما حمزة تغاضى عن كل هذا هاتفًا بهدوء: أنا روحت البيت لقيت أمي لسه بتطبخ قولت أروح عند عمى عاصم آكل عنده لحد ما تخلص اهو أنأنأ شوية نظر له عاصم هاتفًا بذهول: هي وكالة من غير بواب ولا احنا فاتحينها سبيل ايه ده!! لم يهتم حمزة لكلماته وقد بدأ بالأكل في الجبن بينما قالت هي: ايه رأيك أنا اللي سالقة البيض ومسخنة الأكل؟ توقف هو ونظر لها بصدمة وكأنها قد قالت وضعت الطعام به سم قاتل لو قالت هذا لكان أسهل له هتف هو بصوت متحشرج: انتِ قولتى ايه؟ أجابته بابتسامة فخر: أنا اللي عاملة الأكل مفيش تسلم ايدك؟ حول نظره جهة عاصم لينظر له بضيق بينما نظر لها ثم وجدته ينفض يديه قائلًا بهدوء وهو يتحرك صوب الأريكة: لا كدة فيه الحمد لله مش عاوزين ناكل أنا مش مستغني عن صحتي ولا عن حياتى ككل نظرت له بصدمة لتقول له بتعجب: ليه؟! لإنك فاشلة وأنا ومش مستغني عن نفسى حمزة!! صرخ به عاصم ثم أكمل: يعنى بجح وجاي تضايقنا في بيتنا! نظر له ليجيبه بهدوء: لا بس من الآخر كدة دي الحقيقة يا عم عاصم بنتك حتى البيض مبتعرفش تسلقه دي بتفتحه تلاقيه كله مايه من جوة وزفارة والأكل أكيد مشيطاه نظرت له بذهول لتمسك هي إحدى البيضات وتفتحها لتجدها بالفعل غير ناضجة أبدًا بل هي ماء من الداخل لترميها بالطبق صارخة بقرف: يع ايه ده! ثم وضعت لقمه بفمها من الخضار لتجده بالفعل له رائحة قضمت شفتها السفلى من الإحراج بينما قضم عاصم شفته السفلى من الغيظ حتى لا يقوم بقتله ثم هتف به بغيظ: وهو احنا كنا اشتكينالك يا جدع انت ده ايه الضيف الرخم ده يا ولاد صدق من قال شحات وعاوز فينو! أشاح حمزة بيده بلا مبالاة ثم قال: ده بدل ما تعلم بنتك يا عم عاصم بدل ما تجيلك متطلقة من تاني يوم بنتك فعلا فاشلة حمزة! صرخت به بغيظ ليصرخ بها هو بضيق: تنكري إنك كدة فعلًا؟ ثم نظر لعاصم قائلًا: ده يا مؤمن أمي اتصلت بيها قالتلها وانتِ جاية يا ملك هاتيلي معاكِ سبانخ أطبخها جابتلها جرجير ايه هتطبخي جرجير يا ملك؟ نظرت أرضًا قائلة: افتكرته سبانخ أشار جهتها قائلًا: بص متعرفش الفرق بين الجرجير والسبانخ ولما قالتلها هاتي جرجير جابتلها فجل قالتلها محدش عندنا بيحب الفجل يا ملك جيبتيه ليه احنا عاوزين جرجير كان ردك ايه يا ستي؟ نظرت أرضًا بإحراج ليصرخ هو بسخرية بدلًا عنها: والله يا عمتي كنت فاكراه جرجير حولت أنظارها الجهة الأخرى بينما ابتسم عاصم كاتمًا ضحكاته محولًا وجهه الجهة الأخرى حتى لا يفتضح أمره بينما أكمل هو: والله هي خافت تقولك جبيلي ملوخية يا ملك لتجبيلها نعناع المرة دي محدش هيعرف يتصرف من الصدمة لأن واضح إنك متعرفيش الفرق يين الملوخية والنعناع أجابت هي بسرعة دون تفكير: لا أعرف النعناع ..من ريحته وضع عاصم يده على وجهه حتى يخفى ضحكاته بينما ابتسم حمزة عليها قائلًا: اتفضل بتعرفه من ريحته والملوخية تلقاها من عوجتها في تلك الحالة لم يستطع عاصم إمساك نفسه من الضحك ليقهقه عليها بينما نظرت هي أرضًا ليهتف هو به بصوت متحشرج من الضحك: وانت مالك أنا راضي أطبخ نعناع وجرجير انت مالك؟ أنا عاوز أحافظ على صحتي قالها وهو يريح ظهره للخلف لتهتف هي بهدوء حتى تهرب منهما: هروح أعمل شاي ليصرخا كلاهما معًا لا تراجعت للخلف بينما هتف هو: أبوس ايدك لتحطي بدل السكر ملح وبدل الشاي قهوة ده إن محتطيش فلفل اسود اقعدي وأنا مش عاوز حاجة أنا عاوز أروح لأمى سليم جلست هي بغضب بينما ابتسم عاصم على الاثنين على الرغم من عدم وجود صلة دم بل جيران إلا أنهما اكثر من اخوة بل كالمولودين أسفل بعض يذكر هو حمزة حينما انتقل إلى هنا مع زوجته العزيزة كانت قد اقتربت من الولادة بينما هو كان أحد عشر شهرًا ويحاول السير والآن أصبح يكبرها بعام ودائمًا ما يحيطها بخوف كأخ كبير فلقد توفى الله والده حينما كان صغير بينما تولى هو الاهتمام به بينما لم تقصر السيدة ثناء والدته بالعناية بطفلته حينما ماتت زوجته وهى كانت بضعة أشهر لتهتم بها وترعاها حتى أنها أرضعتها بضعة أشهر مع حمزة لتصبح اخته بالفعل, أفاق على صوتها تهتف بسعادة: بس عندي ليك خبر حلو حول الاثنان أنظارهما تجاهها في حين هتفت بسعادة: الدكتور بتاعي جابلي شغل حلو في شركة أدوية مشهورة وهروح اعمل انترفيو فيها بعد أسبوع في قسم البحوث الخاص بيها وبيقوللي إن في الغالب هيقبلوني علشان التقديرات بتاعتى غير الكورسات التطويرية اللي أنا واخداها وادعولي كمان تقديري السنادي يبقى زي كل سنة من الأوائل في الحالة دي أكون معيدة وكمان دكتورة في قسم تطوير والبحوث في الشركة ابتسم عاصم ليجيبها بسعادة: مبروك يا ملوك ودي شركة ايه دي؟ هتفت بسعادة لا تعلم شيء عن رد فعلهما: الدويني للأدوية فرع الفيوم بتاعنا اتسعت عينا حمزة وهو يهمس برعب وقد سُحب الدم من عروقه: نهار أبوكي اسود! بينما وقف عاصم صارخًا بغضب ورعب: ده على جثتي إن ده يحصل مستحيل أسمح بـ ده _________________ كان يمسح على وجهه بضيق وهو يتحرك في المكتب ذهابًا وإيابًا ثم هتف بمهادنة: طيب يا جدي اسمعني مش هينفع كده هو خلاص بعدناه وعلمناه الأدب رجعه بس شد عليه شوية ويكون عينك عليه نصت هو للطرف الآخر ثم بعدها أغمض عينيه محاولًا الهدوء ثم قال: يعني إذا كان قدامنا وعمل مصيبة هنبعده وهنعمل كارثة, جيبه تاني وخليه معاك وقدامك وعاقبه زي ما تحب وعلمه الأدب زي ما انت عاوز بس يكون قدام عينينا وبعدين ميرضكش وجع قلب أمه ده وحرقة دم عمي وخوف اخواته العقاب ده مش ليه لوحده ده للكل أنصت يستمع للطرف الآخر بينما عينا ماجد تتحرك مع حركة آدم بلهفة يرغب بالفعل في إقناع جده, يعجبه بالفعل كلمات ابن عمه وعقله كان يتمنى أن يكون اخوه هكذا ولكنه تفاجأ به تافه! ولكن ماذا يفعل هو بالنهاية اخيه, أفاق على كلمات آدم ماشي يا جدي متفق معاك إنهم كلهم غلطانين وده أدب للكل على التقصير في تربيته بس تمام دلوقتي كل واحد هياخد راجع وكله هيهتم عن الأول أرجوك يا جدي صمت ليجيبه بهدوء: تمام حاضر في أقرب وقت هتلاقيني جاي وجايبه تمام سلام يا جدي نظر لماجد ليقول له: خلاص يا سيدى جدك عفا عنه وعاوزه في أقرب وقت قدامه وهروح أنا كمان هناك بالمرة علشان عاوزني ولو عاوز تروح انت كمان مفيش مشاكل نظر له ليتنحنح بحرج قائلًا: بس أنا معرفش مكانه! بدأ يعمل آدم على الحاسوب الخاص به وأجابه بهدوء: اتصل بيه وخليه يجيلنا نروح سوا أو يسبقنا على الصعيد واحنا نحصله تنحنح ماجد وصمت في حين رفع آدم عينيه ونظر جهته ثم هتف بـ اسمه بشك: ماجد! نظر له ماجد ثم هتف بخوف: بصراحة كده أنا معرفش مكانه ولا معايا رقم تليفونه ومش عارف عنه حاجة خالص حتى إنه قفل الحسابات بتاعته على النت كل اللي أعرفه انه ساب العاصمة كلها وسافر على فين معرفش اتسعت عينا آدم على مصراعيها ثم هتف بغضب: نهار أبوك اسود انت عارف انت بتقول ايه؟.. أمال خليتني أكلم جدك ازاي مدام متعرفلوش طريق!... انت عارف انت ورطتنا كلنا ف ايه ومع مين ... جدك هيفتكرنا بنلعب بيه علشان يوم ما يحدد معاد واخوك مايكونش موجود ويسمع الكلام ده هيكون إهانة لعبد الرحمن المنشاوي واحنا مش حمل غضبه تعرف تقوللي في الحالة دي هنتصرف ازاي! انت كدة بتأذينا كلنا لأن جدك هياخدها على كرامته تعرف تقوللي هنتصرف ازاي؟ نظر ماجد أرضًا بإحراج وقال: أنا ايه عرفني إن جدك هيوافقك من أول مكالمة؟ وبعدين أنا قولت إنك لما تكلمه هيوافق يخليه يرجع بيته فهندور عليه على مهل أنا ايه عرفني إنه هيطلب يخليه يروح قنا ويشوفه وكمان في أقرب وقت! ضرب آدم على سطح المكتب صارخًا بغضب: اهو حصل يا اخويا شوف هتتصرف ازاي بدل ما تطين فوق دماغنا كلنا شوف اخوك وادعي إنه ميكونش عمل مصيبه بدل متبقى مصيبة مش قادرين عليها وانت عارف اللى هيقع في ايد عبد الرحمن المنشاوي محدش هيقدر يرحمه قالها بتحذير ليبتلع ماجد ريقه برعب.