Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثالث

اغمض عيناه بضيق من حديث ابن عمه ماجد ذلك المستهتر الذى سيضعه فى ورطه امام جده نظر له ماجد ثم قال بخوف ناوى على ايه سلط عليه انظاره بنظره مبهمه لم يستطع الاخر فهم ما يدور بعقله ولكنه كان خائف ولا يعلم سبب خوفه من نظراته تلك الى ان وجده يرفع هاتفه متصلا ب احدى الارقام ثم اجاب بهدوء اكرم تعالى ليا فى المكتب بسرعه ثم اغلق الهاتف فى ذلك الوقت استطاع ان يفهم ما يدور بعقله دقائق ووجد الباب يدق ف سمح له بالدخول ليطل عليه شاب فى اوائل الثلاثينات من عمره طويل عريض المنكبين ذو ملامح حادة وصارمه تستطيع ان تلمح القوة من خلالها كان ذلك هو اكرم قائد الحرس الخاص ب ادم ليرفع آدم انظاره جهته متشدقاً بهدوء اكرم عاوزك فى خلال ٢٤ ساعة تكون جايبلى حاتم ضيق اكرم عيناه متسائلا بهدوء حاتم مين حاتم المنشاوى ٢٤ ساعة تسائل بها اكرم ليومئ آدم برأسه مجيبااه وقبل ما تسأل احنا منعرفش هو فين ومش معانا خط سير ليه من ساعة الفضيحة اللى حصلت فى الشركة فاكرها اومئ اكرم برأسه بهدوء مجيبا بنبرة ذات معنى اكيد ودى حاجة تتنسى اومئ آدم برأسه مكملا اه هى دى ف احنا عاوزين حاتم من تحت الارض مهما كان التمن ومهما كان مستخبى فين جيبه الموضوع مفيهوش اختيار اجيبه ولا اعرف مكانه تراجع آدم فى كرسيه ليستند عليه بظهره قائلا بنبرة متسلطة لا تجيبه ثم اكمل بنبرة ذات مغزى جعلت ماجد يبتلع رمقه برعب ومعاك كل الصلاحيات سامعنى كل الصلاحيات يا اكرم المهم تجيب حاتم مهما كان التمن الموضوع مش هزار حاتم مطلوب ب الاسم ل عبد الرحمن المنشاوى اتسعت عينى اكرم بصدمة ومن ذاك الذى لا يعرف عبد الرحمن المنشاوى وسلطته ولكن ماذا يريد منه هل سيقتله هذه المرة ام ماذا ولكنه تجاهل اسئلته وافكارة متسائلا بعمليه اجيبه هنا لحضرتك ولا اوديه للحاج على طول فى البلد ضيق آدم عيناه ثم اجابه بعدها بدقائق بهدوء وهو يهز مقعده الذى يجلس عليه لما توصله وتحط ايدك عليه كلمنى وساعتها نتفق هنوديه على فين هنجيبه على هنا ولا هتطلع بيه على الصعيد وانا وراك بس الاهم ثم اقترب منه وهو يهز اصبعه بتحذير بس اهم حاجة توصله وتجيبه مهما كان التمن انا عايزه يا اكرم اومئ اكرم برأسه بهدوء ثم استأذن بالخروج ليسأله ماجد بخوف ليه اكرم ما كانش ينفع حد تانى يعنى انت عارف اكرم و اسلوبه وعارف برده حاتم ودماغه وعصبيته وعِنده وفوق كدة انت عارف ان حاتم بيكره اكرم ازاى نظر آدم للحاسوب امامه ثم اجابه ب لامبالاة حاتم بيكره اكرم لانه قائد الحرس بتاعى ف ده بيحسسه بالنقص لكن مش ل سبب فيه ثانيا بقى اى حد تانى ممكن يخاف من الزيطة بتاعت اخوك او على الاقل يكش من سلطته لكن اكرم مابيهموش ان قولنا هاته هيجيبه مهما كان هو مين مبيفرقش معاه المهم بينفذ الشغل اللى اتطلب منه يعنى عنده ولاء لشغله مهما كان التمن غير انه قد المسئولية يعنى هو الواحد اللى هيقدر يغرف هو فين حتى لو كان فى سابع ارض هيعرف مكانه وهيجيبه قصدك عنده ولاء ليك قالها ماجد بسخريه لترتفع عينى آدم جهته بصدمة ولكنه انزلها بهدوء يُركز على العمل امامه قائلا ب لامبالاة اظن ان انا مديره ف الشغل يبقى لازم يكون عنده ولاء ليا لان دة شغله ثم رفع عينيه جهته بغضب قائلا اكرم هيقدر يوصل لاخوك ويجيبه وفى الميعاد المهم انت عاوزه يوصله ولا لا لان انا مش لعبة ف ايدك انا ورجالتى انتفض ماجد من حدة آدم فى تلك اللحظة ليجيبه بخوف عاوز يا عم عاوز ماتقلبش كدة استمر آدم فى النظر جهته لبعض الوقت بنظرة حادة ولكنه اعاد عيناه جهة شاشة حاسوبه قائلا نشوف شغلنا بقى اومئ ماجد برأسه ثم بدأوا فى انهاء اعمالهم _______ كان يجلس بالمنزل يُفكر بعد حديثه مع ابن بكر يغلى كمرجل مشتعل من تجرُأ ذلك الصغير عليه لتقطع هى عليه شروده مرة ثانية قائلة فيه ايه ياحاج خلاص اهدى كدة مش حتت عيل يفور دمك ثم جهرت بعلو صوتها بت يا حُسنيه هاتى كوباية ليمون للحاج الواد استجل بيا يا فاطمه معاش ولا كان اللى يستجل بيك ياعبد الرحمن فيه ايه انت مش نفذت اللى فى دماغك وابوه اكدلك انه هينفذ اللى انت عاوزه نفى برأسه قائلا بغضب مش فكرة نفذت اللى فى دماغى فكرت ان الواد دة شوكته جوية عن ابوه شاب وطالع للدنيا وفاكر نفسه يجدر يعمل اى حاجة وانا فى نظره راجل كبير وبخرف وان سمع كلامى النهاردة مش هيسمعه بكره هيسمعه وغصب عن اللى خلفوه وان كان هو معارفش بيكلم مين ابوه عارف والنهاردة انت فهمته بنفسك لو كان نسى وان اتجرأ عليك ورفع بس عينه فيك ف مش هيطلع عليه صبح دة البلد كلياتها تجوم وتاكله هو ميعرفش مين عبد الرحمن المنشاوى ولا مين عيلة المنشاوية ولا ايه نفى برأسه قائلا بتفكير لا من الواضح الواد ميعرفش لانه معاشش اهنه هيعرف وجت يعرف صمت عبد الرحمن ينظر امامه بشرود يضيق ما بين عينيه بتفكير لتسأله فاطمه بتعب مالك يا حاج ايه اللى شاغل بالك تانى مش عارف ضيقت عيناها تحاول فهم تلك الاجابة العجيبة منه لم يكن زوجها يوما متشككا او متوترا كهذا اليوم ولكن منذ بداية اليوم تجده على غير سجيته المعهودة هناك شحنات متوترة تجوب من حولها تيارات كهربية صاعقه تلتف من حوله لا تستطيع فهمها هناك شئ يؤرقه يخيفه لاتفهم له سبب ليس بسبب ذلك المعتوه ولكن هناك شئ اكبر من بكر وابنه ولكن العجيب حتى عبد الرحمن لا يفهم لما يشعر هكذا التفت تنظر جهته تنظر له ب ابتسامة دائما وابدا كانت قادرة على سرقة قلبه واثلاج نَفَسه المرتعش حتى مع مرور الزمان ستظل تلك الابتسامة هى نوره ومرشده فى وسط رعبه وستبقى الى الابد ابتسامتها هى ما يريحه رغم كبر السن وزيادة التجاعيد فى وجهها ولكن سيظل هذا الوجه هو اقرب ما يكون لقلبه وهى نفسها تعى ذلك لتبتسم له برقه لم تستطع محوها سنين عمرها قائلة برزانه وهى تربت على ركبته جولى يا عبده ايه اللى مضايجك بس اصدر تأوه خارج من صميم قلبه ستقتله تلك المرأة لا محالة ليجيبها بشغف والله يا فاطمة مفيش حاجة بتمحى خوفى ورعبى غير ابتسامتك ومفيش حاجة بتجدر ترجعنى شباب تانى غير نبرة الدلع والدلال فى كلامك حتى لو مر ١٠٠ سنة هتفضلى انتى اللى بتهزى جلبى من جوة ابتسمت فاطمة ولم تعلق ولكنها اجابت بهدوء ان كنت بسحب منك التوتر جولى يا اخويا فيه ايه مش كلمة العيل دى اللى تضايقك ايه اللى حصل وموترك يا عبده اخرج نفس حارق من ثنايا قلبه ليجيبها بهدوء مش عارف يا فاطمة حاسس النهاردة يوم مكهرب ومش هيعدى بسهولة يعنى ابتدى ب موضوع حاتم و آدم وبعدين الخبر بتاع بكر وابنه وبعدين كلامى معاهم حاسس ان لسة فى اليوم بجية اليوم باين من اوله حاسس ان فيه حاجة تانية هتحصل وانا احساسى ما يخيبش زمت شفتيها بخوف نعم احساس زوجها لم يخب يوما ولكن ما الذى سيحدث اكثر لذا اجابته بهدوء ماهيحصلش حاجة ايه اللى هيحصل تانى نظر لها ليجيبها بهدوء يارب يا فاطمة يارب ولم يكد ينهى كلماته ليجد تلك الخادمة القادمة تقول ب احترام تليفون علشانك يا حج انقبض قلب فاطمة اصدق احساس عبدالرحمن هذه المرة ايضا لتجيبها بضيق مين تانى ؟؟ معرفش يا حاجة واحد بيجول ان اسمه عاصم وعاوز يكلم الحاج انتفض كلاهما على ذلك الاسم ليسألها عبدالرحمن عاصم مين بيجول انه اسمه عاصم رضوان انتفض عبد الرحمن كمن لدغته حية ينظر جهة فاطمة بذهول بينما هى كانت شاحبة كمن سُحب الدم من عروقها كان منظرهم عجيب كمن رأى ميت يتحرك امامه او كمن قال ان هناك شخص من الاموات على الهاتف ليصرخ بها بجنون اثار رعبها عاصم رضوان مين جولى انُطجى يا بت تراجعت الفتاة للخلف من الخوف قائلة برعب معرفش يا حج مجالش غير اكدة عينيه ظلت على اتساعما ليصرخ بها بجنون هاتى التليفون بسرعة... يلا انجرى ركضت الفتاة تلبى ذلك الامر بسرعة فهى لم تراه يوما هكذا ولا تظن ان تراه ابدا فى حين نظر عبد الرحمن ل زوجته قائلا تفتكرى هو هزت رأسها بصدمة قائلة بعدم تصديق معرفش العلم عند الله دلوقتى هنشوف كاد يصرخ على الفتاة لتتعجل ولكنه وجدها تدخل حاملة اياه فى يدها ليتناوله منها ولكن حينما وجدوها مازالت تقف مكانها صرخت بها فاطمة قائلة واجفة كدة ليه انجرى شوفى اللى وراكى ركضت الفتاة من امامهم وهى لا تدرى حقا سر ذلك الجنون الذى اصبح محيطا بتلك العائلة فى حين ابتلع عبد الرحمن ريقه بخوف مجيبا بتوجس الو اجابه الطرف الاخر بنفس الاجابه ليتسائل عبد الرحمن بجمود ظاهرى مين معايا ليجيبه الطرف الاخر بصوت متألم ايه يا حاج لسه معرفتش صوتى ولا نسيته مع الزمن مين تسائل بها عبد الرحمن بتوجس ليجيله الطرف الاخر بمرح لا واضح ان السن غير نبرة صوتى انا وعندما لم يجد اجابة من الطرف الاخر اجابه بهدوء عاصم يا حج عاصم رضوان وكأن الطرف الاخر اخيرا قد وجد صوت ليجيبه بذهول وكأنه لم يكن يصدق انه من الاساس كان على قيد الحياة قائلا عاصم رضوان ااا اعفاه عاصم من الاجابه ليجيبه بهدوء اه هو عاصم رضوان الدوينى ازيك يا حاج تراجع عبد الرحمن ليسقط على مقعده بصدمة وتعب الن يكتفى صدامات ومفاجاءات لهذا اليوم ليجيبه بصدمة عاصم انت لسه عايش وصلته ابتسامه ساخرة ليجيبه بسخرية اكبر ايه قالولك انى مُت ولا جابولك شهادة وفاة مزورة ولا يكونش عملولى عزا وانا لسة على وش الدنيا عموما انا مبتصدمش منهم ومن اللى ممكن يعملوه خلاص بقيت اتوقع منهم اى حاجة اجابه الطرف الاخر بهدوء وهو يفرك جبهته بتعب لاه ياولدى بس سنين على سنين محدش عارف عنك حاجة ولا حس ولا خبر دول ٢٢ سنة يا عاصم يا ولدى ولا عمرك رفعت السماعة او اتكلمت فص ملح وداب ولا كأن كان ليك وجود من الاساس تنهد عاصم ليجيبه ب ارهاق كان لازم اعمل كدة ياعمى مفيش قدامى حل تانى زوى عبد الرحمن ما بين حاجبيه بدهشة ليجيبه بصوت متسائل ليه يا عاصم يا ولدى بتجول اكدة صمت عاصم ولم يتحدث ممتنعا عن اجابته ثم اجابه بمماطلة دة موضوع يطول شرحه المهم انت عامل ايه وصحتك عاملة اية تنهد هو قائلا بشكر الحمد لله نشكره ياولدى المهم انت عامل ايه اومئ له وكأمه يراه مجيبا بهدوء نشكره نبرته بها شئ عجيب فاترة وقلقة فى نفس الوقت ولكن لم يشأ عبد الرحمن الضغط عليه ليجيبه برجاء مش ناوى تخلينى اشوفك ياولدى واشبع منيك ومن ريحتك يا غالى اتوحشتك جوى ياعاصم ايه عمك عبد الرحمن موحشكش ولا ايه تنهد عاصم ليجيبه بتبرة متوترة لا ياعمى وحشتنى وكل حاجة وهو دة الموضوع اللى كنت عاوز اكلمك فيه خير ياولدى جلجتنى انا كنت عاوز اجى ياحاج واتكلم معاك الموضوع مينفعش فى التليفون اجابه عبد الرحمن بفرحة عارمة وقد ظهرت نواجزه من السعادة تنور ياولد الغالى وان مشالتكش الارض نشيلك فى عنينا تسلم ياحاج... تسلم هتيجى ميتا لم يقابله سوى الصمت لبعض الوقت لولا وصول صوت انفاسه المتوترة او الخائفة لا يعلم ولكن لولا وصلولها عبر الهاتف لظن انه اغلقه لذا حثه على الحديث عااصم معاك يا حاج هتيجى ميتا دة اللى عاوز اجولهولك مش عاوز حد يعرف ان انا جاى او اى حاجة لحد ما اوصل ولو تجدر توفرلى وسيلة حماية وامان تجيبنى لحد البلد ولحد عندك يبقى كتر خيرك كانت تلك اجابة عاصم التى اثارت الرعب فى قلب عبد الرحمن ماذا حدث معه ليكون عاصم بذلك التوتر والرعب ماذا فعلو به ليجعلوه هكذا ماذا حدث ليختفى كل تلك السنوات كالفأر بالجحر لا يريد احد ان يعلم عنه شئ وحينما ظهر ايضا يحاول الاختباء حتى لا يعلمو بوجوده ليجيبه بعد برهة من الهدوء بجمود وحزم تمام ياولدى هبعتلك العربية والناس اللى تجيبك ثم اكد على حديثه قائلا ومش هبعتلك اى حد كمان انت فى حماية عبد الرحمن المنشاوى ولازم توصل لهنيه بالسلامة هبعت سباعى والرجالة يجيبوك زفر عاصم الهواء من فمه براحة مادام الامر وصل ل سباعى فلن يستطيع احد الاقتراب منه ف سباعى يعتبر مرسال الموت لكل من يحاول اعصاء امر ل عبد الرحمن المنشاوى ونسبة وفاءه له تكاد تكون مائه بالمائة لذا اجابه بهدوء تمام ياحاج هاجيلك فى اقرب وقت تردد عاصم فى اخباره بشأن ملك ابنته تلك التى لا يعلم عبد الرحمن عنها شئ ولكنه صمت وكأنه يريد الاحتفاظ بكامل اوراقه للنهاية ولكن حدث مالم يكن فى الحسبان حينما تسائل عبد الرحمن بشك هتيجى لوحدك ولا معاك "هنا" اغمض عاصم عيناه ب الم مازال الجرح ينزف على الرغم من مرور كل تلك السنوات مازال جرحه ينزف عند تذكره لها او المجئ بسيرتها مازال يُقتل وجعا بسببها ولكنه حاول اظهار الهدوء فى اجابته هنا تعيش انت ياحاج طولة العمر ليك بس انا مش جاى لوحدى انا جاى بملك بنتى صدمة حلت على عليه من ذلك للخبر المفاجئ الذى وقع عليه وقوع كارثى ليسحب الدم من من عروقه ويشحب وجهه ليشبه وجه الاموات ثم بدأ يترنح فى مكانه مكانه من الصدمه لتسرع فاطمة التى تقف بجانبه وتتابع الحديث بفضول ب اسناده بسرعة فى حين بدأت الاسئلة تتزاحم داخل ععقله كيف كيف حدث هذا ومتى ليترجم لسانه ذلك الكلام وهو يجلس متتبع على يد زوجته وهو غير منتبه لها تماما قائلا بصدمة امتى وكيف دة حصل وليه ثم صرخ به بحرقة وألم وليه مجولتليش؟؟ ليه؟؟ صرخ بالكلمة الاخيرة بعلو صوته فى حين اجتمعت الدموع فى مقلتيه ولكنه ابى ان ييحرره صمت عاصم لبرهة ببدو انه لم يلاحظ حديثه عن ابنته ولكنه صمت لبعض الوقت ثم اجابه بعدها بجمود ظاهرى ده موضوع يطول شرحه يا حاج هتعرف كل حاجة لما اجى صمت عبد الرحمن فتره ثم تحدث بعدها بغضب مكبوت يحاول هو كبته وكظمه بكل ما اوتى من قوة صارخا على بكرة تكون عندى يا عاصم فاهم هبعتلك سباعى على العنوان بتاعك وتيجى فى اجرب وجت لازم اعرف ايه اللى بيحصل حواليا فاهم حاضر يا حاج اغلق عبد الرحمن الهاتف ليتكئ برأسه على عصاه لتهرع اليه زوجته هاتفه برعب مالك ياحاج ايه اللى حصل جالك ايه عاصم خلاك اكدة ايه اللى حصل رفع وجهه عن عصاه ليهالها منظره دموع أ عبد الرحمن المنشاوى كبير العائلة والبلد والمحافظة ب اكملها وواحد من كبار رجال العائلات فى الدولة واكثر ايضا يبكى ماذا حدث لتراه بهذا الشكل لتتساءل برعب فيه ايه يا عبد الرحمن جالك ايه اجابها ب الم "هنا" ماتت يا فاطمه شهقة مصدومة نأت عنها وهى تضع يدها على صدرها ثم بدأت تهز رأسها برفض فى حين بدأت دموعها تسيل قائلة ب الم لا بتهزر مستحيل مستحيل يكون دة اللى حصل اكيد الكلام دة مش حقيقى دة اللى جاله يا فاطمة هو دة اللى جاله عاصم لتبكى هى بعلو صوتها لا هنا لا ثم صرخت بعلو صوتها هنا لا يا هنا تنهد عبد الرحمن يربت على كتفها بينما هى بدأت فى البكاء بألم وصوت يقطع القلوب ليقول هو اهدى يافاطمة اهدى لتستمر هى فى بكائها قائلة ب الم اهدى ازاى يا حاج دى "هنا" ترقرقت الدموع بعيونه ولكنه اجابها بهدوء محاولا اخفاء حزنه اهدى يا فاطمة محدش عارف حاجة لسة مش عارفين ماتت امتى و ازاى ثم اضاف بهسيس مرعب ولازم نعرف ازاى دة حصل وياويله لو كان السبب والله لهخليه يندم على اليوم اللى اذاها فيه ثم اضاف بحزن و الم لكن لو دى ارادة ربنا ف اللهم لا اعتراض يس ياحاج قاطعها ب الم مبسش ومش عاوز كلام كتير بكرة بالكتير هنعرف كل حاجة ثم تركها تبكى وتنوح داخلا غرفة مكتبه ثم جلس عليه واضعا رأسه بين كفيه ملقيا عباءة جمودة الخارجى ليعرى نفسه باكيا ب الم وقهر كيف؟؟ كيف حدث هذا كيف ماتت طفلته البريئة وردة عائلة المنشاوى مسكها وعطرها كيف توفيت ولما ؟؟ لما اخفى هو عنه هذا الامر لما اخفى عنه هذا الخبر وتذكره الان بعد كل تلك السنوات الانها يتيمة الابوين اضنى هو عليهم بمعرفته ب امورها ولكنه يعلم بانها بالنسبة له ك ابنته هو من رباها هو من زوجها وزفها له بيديه هاتين ربما لم يرزقه الله ب فتيات ولكن هنا كانت ك ابنته كان يمنى نفسه بظهوره هو وهى وربما معهم اطفالهم لكن الان حينما يسمع صوته يخبره هو بموتها هل عانت فى موتها هل ماتت وحيدة ام كان هو بجوارها ولما؟؟ لما تذكره الان الكثير من الاسئلة تدور بعقله الان صغيرته ماذا حدث لها كيف تخلى عنها ولم يبحث عنها كما هو من المفترض كيف القى ب الامانه التى امنها له والدها بمجرد تسليمها لعاصم وبعد اختفاءها بحث عنها لبعض الوقت ثم تركها على راحتها ليفاجئ اليوم بموتها كيف كان قاسى لا مبالى وهو من كان دائما يفخر برجولته وشهامته وحفظه للامانة كيف؟؟ بدأت تنهدات بكاءه تتعالى ودموعه تغرق وجهه هاتفا بتالم رحمتك يارب صبرك وجلدك وسلواك انعم بها على قلب عبدك يالله اللهم لا اعتراض ثم بدأ بكاءه يتعالى صارخا ب الم اللهم لا اعتراض اللهم لا اعتراض كان بكاءه نابع من الحزن على تلك الصغيرة اليتيمة والوردة الرقيقة كان نابعا من تأنيب الضمير له لانه تناسى امرها كان نابعا من الخوف من ربه ومن سؤاله عن تلك الامانه التى لم يهتم بها ليرتعش جسده ليس حزنا فقط وانما رعبا من مواجة خالقه بينما كان على الطرف الاخر كانت هى تبكى ب الم تلطم خديها بحزن مما جعل الفتيات العاملات فى القصر ينظرن لها بتعجب لم يحدث يوما ان رأوها هكذا من مات لهم يبدو ب ان هذا اليوم لن يمر مرور الكرام ابدا ولكن احدا لم يجرؤ على فتح فاه فيبدو ان ايام الهدوء بهذا القصر ولت والان ستأتى ايام الحزن والالم ______________ جلس هو يحتضن تلك الصورة بيده ينظر لها بدموع لن تنضب ابدا مع مرور الزمن ثم بدأ صوت بكاءه يتعالى صارخا ب الم وحشتينى اوى يا هنا وحشتينى اوى.. وحشنى حبك وحشنى حنانك وحشنى وجودك جنبى وسندك ليا ... انا من غيرك ضايع يا هنا من غيرك ضايع ومش لاقى طريق احنا ضايعين من بعدك يا هنا انا وملك ضايعين ثم رفع الصورة يقبلها بحب كانت صورة لامرأة فاتنة ذات عيون سوداء وكذلك خصلات شعرها بينما ملامح وجهها بيضاء مشربة بحمره وردية شفاه وردية مكتنزة تنفرج عن ضحكة رائعة وانف صغير وعيون متوسطة الاتساع تحمل بين يديها طفل رضيع بسعادة كانت ملامح تلك المرأة غاية فى الجمال والبراءة والرقة لتنساقط دموعه عليها ثم بدأ يقوم بمحوها مكملا ب الم ملك كبرت يا هنا ملك بقت عندها ٢١ سنة وخلاص هتتخرج من كلية العلوم ذكية جدا يا هنا اكتر مما تتخيلى دايما من الاوائل ثم بدأ بكاءه يتعالى صارخا بالم شبهك يا هنا الخالق الناطق انتى مخدتش منى غير رتوش لون شعرى وعيونى غير كدة انتى حتى رقتها انتى ملك بقت ايه فى الجمال ياهنا ثم بدأ بكاءه يتحول الى بكاء طفل صغير كمن فقد والدته وهو يحتضن صورتها ويتكلم من بين شهقاته مقدرتش احميها يا هنا فكرت انى بهروبى وانى اتخبى انى اقدر احميها منهم لكن طلعت زى ما قولتى ان الدنيا بالنسالهم كخرم ابرة ملك لولا ستر ربنا كانت هترمى نفسها فى وسطيهم كانت هتروح منى يا هنا الهدف اللى انا عايش علشانه كان هيروح منى فى غمضة عين كنت فاكر بهروبى بحميها لكن اكتشفت ان زى ما انتى بتقولى بضيع وقت مش اكتر ولازم المواجهة بدأ يومئ برأسه لها وكانها تراه وهو يقول من بين شهقاته اهو جه يا هنا مش هفضل جبان انا اتصلت ب المنشاوى وكلمته وهروحله ملك برده منهم ومن عيلته وهو هيقدر يحميها احسن منى كان لازم اعمل كدة من زمان بس كل شئ ب اوانه ودلوقتى اوانه دلوقتى حان وقت ان ملك الدوينى تظهر على الشاشة علشان تاخد نصيبها وحقها اللى ضاع منها من سنين بعد ما كملت السن القانونى دلوقتى وقت ان كل شئ يرجع لمحله يا هنا والحقوق ترجع لاصحابها انا عملت المستحيل وهربت سنين وعشت فى جحر زى الفيران علشان اللحظة دى ثم بدأ يمسح دموعه بعنف مكملا بتصميم ونظرة قوية تحتل عينيه ودلوقتى ان الاوان ومحدش هيساعدنى ويحمينى انا وهى غير واحد بس وهو عبدالرحمن المنشاوى وضع الصورة مكانها على الكمود ثم وقف من على الفراش مكانه يجلب حقيبة سفره وبدأ يضع بها ما يحتاجه من اوراق وملفات وملابس وبعينية نظرة تصميم ان الاوان الان ليستعيد حقه وحق ابنته بعد كل تلك السنوات العكاف ان الاوان ليسترد كل ذى حق حقه.

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514