Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

(اللعنة الثامنة) الفصل الثامن

قاطع طارق نظراتها بإبتسامة بشوشة..فرحانة بس مقلقة.. _. عيونك مليانه أسئلة يا فاطيمة، وخايف لو جاوبتك عليها كلها، أخسرك قبل ما تبقي حلالي وأخدك في حضني زي ما كان نفسي من ١١سنة.. _يعني ايه؟! _ يعني تقبلي تتجوزيني بكل الرضا ...تتجوزي واحد عاش عمره كله منتظر نظرة بس من عنيكي عايش يتخيل اسمك جنب اسمه.. معرفتش ايه اللي حصل، وازاي نست كل المرار اللي في قلبها.. _ تفتكر وحده زيي يا طارق بعد كل اللي حصلها عندها خيار تاني غير أنها تقبل.. انقلبت الابتسامه على وشه، وبصلها بألم.. _ لسه بتحبيه؟ _ أكدب عليك لو قولتلك ايوه...أنا ست بحب بقوه، وبكره بردو بقوه… علي قد ما حبيته على قد ما كرهته…مفيش في قلبي ليه دلوقتي غير الكره ..بس غصب عني حتة مني معاه، ولادي ياطارق، هيفضلوا العقبة الوحيدة في طريق فرحتي، لو بقيت أسعد الناس، من غيرهم مش هبقى أنا.. دموعها نزلت وعلي رغم حزنه من اللي بتمر بيه..والمواقف اللي حطتهم هنا، بس كان قلبه بيرقص..اتنفض من مكانه.. وهز راسه وهو بيتأملها بعنيه، وكأنه بيقولها حاسس بيكِ، حوارنا لسه مخلصش .. أنا الدعم...وأنا السند..وأنا كل شيء بعد كده… همس ببسمة حزينة رغم سعادته إنها أخيرًا هتكون ليه.. _ حوارنا لسه مخلصش ..؟ ندهت عليه تاني بلهفة..طارق استني.. بصلها بلهفة، وقالها زي اللي عقله طار.. _ الله اسمي حلو أوي من بين شفايفك يابطة.. استغربت الاسم ..ورددته.. _ بطه! بس مهتمتش ..وكملت بسؤالها اللي كان لازم تسأله لحد تاني من زمان، كان لازم النقط تنوضع على الحروف في حكايتها مع عامر من زمان ، قبل ما تتعلم بأسوأ درس… همست بصوت مخنوق بالدموع، وهي بتعترف بينها وبين نفسها...إنها قد ايه كانت مغفلة .. _ هتتقي ربنا فيا؟؟ أاول ما لمح صوتها المخنوق، قلبه انخلع من مكانه، وعنيها مغرقاها الدموع، ولولا أنها مبقتش لسه حلاله كان رجع وخطفها وخدها في حضنه.. بس ابتسم لها وبصعوبة بيحاول يسيطر على مشاعره، وسألها بسخرية على حاله معاها، وعلى الظروف الملعبكة من يوم ما وقع في حبها..اتنهد بحرقة.. _ تعرفي فاطيمة لطارق ايه؟؟ استغربت طريقته.. بس نفت براسها إنها لا متعرفش.. فاا فابتسم وعنيه اتملت دموع، على البنت اللي عاش عمره كله يحلم بيها، لحد ما عدى عمره الثلاثين ..وهمس لها.. _ أنتِ الدنيا كلها يا فاطيمة...فاكهتي المحرمة، اللي فضلت طول عمري مشتهيها..مش هقدر أوعدك بالجنة..عشان أنا لسه طارق اللي على قد حاله..ولا هعيشك في قصر زي ما كنتِ عايشة..ولا هعرف أمنع اشتياقك لولادك..ولا هعرف أمنع دموعك وأنا مش موجود وبدور وسط زحمة الحياه على لقمة عيشنا..بس أوعدك..متناميش ليلة غير في حضني، ولا أسيبك تغفي غير على ابتسامة جميلة من قلبك تنسي بيها مرار يومك وأنا مش جنبك، عيني مش هتنام غير بعد عيونك عشان أكون متطمن إنك فعلًا غفيتي وارتاح فكرك، وعلي قد ما أقدر أوعدك هزرع في حياتنا السعادة.. سرحت في كلامه، قد ايه كلامه مريح بيدخل القلب من غير حاجه.. ياريتها قبلته من زمان، وياريتها اتخلت عن كبريائها زمان وقالت إنها مش متجوزة، ألف ياريت خطرت ببالها.. ابتسمت بوجع..وهي بتفكر نفسها ..بولادها..مفيش قوه في العالم هتنسيها ولادها..مش هتعرف تعيش حياتها، بس بما إن مفيش خيارات ليها...فهترضى.. هترضى وتحمد ربنا إنها هتبقى لواحد زي طارق..زمان كانت بتسمع جدتها تقول.. خدي اللي يحبك ومتاخديش اللي بتحبيه.. ابتسمت ورفعت راسها ليه، وهو بيعيد سؤاله عليها.. _ تقبلي تتجوزي طارق زي ما هو كده؟؟ من غير تفكير ردت عليه ..الأول جاوبني انت.. _ قابلني زي ما أنا..انت عارف أنا مريت بإيه.. وأنا عايشه في ايه دلوقتي؟ زادت ابتسامته، ولمعت عينه زي زمان...وهو بيجاوبها بلهفه.. _ قابلك ولو كنتِ عضم في قفه..لو مكحكحة وسنانك واقعة، ولو مبقتيش تقدري تمشي حتى..المهم في النهاية اسمي واسمك يزينهم قسيمة واحدة… وقد كان...بقت ملكه، وأول ما قال المأذون جملته الشهيرة.. بارك الله لكما وبارك عليكما..كانت في حضنه، بين ايديه.. وبيهمسلها رغم العيون اللي كانت بتبصلهم بحقد وكره.. _ بحبك..كنتِ دعوة بدعيها بإخلاص كل ليلة..وكل وقت وكل ساعة من يوم ما وعيت على حبك..وربنا رزقني بيها.. بس قلبها كان مهموم..مشغول بحالها وبولادها، وبأسئلة كتيرة محتاجة تفسير ليها…لقت نفسها بتسأله بهمس بسؤال هتموت وتعرف إجابته، وتلقائي سألت.. _ اتجوزت نيفين؟؟ سمعت ضحكته وأنبت نفسها، وهو بيخرجها من حضنه، بعدما سمع صاحب الصوت الكريه المقرف، اللي لولاها مكنش فكر عمره يحط ايده في ايده.. بيستعجله عشان قال ايه كده مينفعش… تتنهد وبعد عنها، ومسك ايدها، وبحنيهة طبع على كفها بوسه رقيقة..وبعدها ميل يهمس في ودنها بحنيه عمرها ما حست بيها… _ هجاوبك على كل حاجه واحنا مع بعض يا قلب طارق..هانت.. قلبها اتطمن..هو معقول حد قادر يزرع الراحة في قلب حد من لمسة ايد..وهمسه بحب، ونظرة أمان..وعشق.. حنيته خلتها تتنهد بحسره، وهي بتمتم، ياريتني قابلتك من زمان يا طارق...مكناش وصلنا للي وصلناله.. انتبهت على خطوات طارق اللي بتبعد عنها، وهو ماشي مسالم جنب عامر، وفجأة جه أهم سؤال في دماغها.. _ ازاي عامر يوافق كده بسهوله على طارق، رغم فقر حاله.. جسمها ارتعش فجأة متعرفش ليه...خافت ..وانكمشت من صوت مرات اخوها عامر اللي زي الوحوش..وهي بتقولها بسخريه، وبتتأملها بقرف واضح.. _ معرفش عاجبه فيكِ ايه! حتي بعد ما بقيتي زي الموميا، ومعدش فيكي أي حاجه تسحر..ازاي قدر يضحي بالقيراطين الأرض اللي عاش طول عمره بيحوش عشان يشتريهم.. واتنازل عنهم لعامر .. التفتت تبص ليه بصدمه، قابلتها عينه اللي سعادة الدنيا ماليها..وهي بتسمع جدتها لأمها الله يرحمه بترد عليها… _ مش كل الناس بتحسبها زيك انتِ وجوزك يا بخيته..في ناس قربها من اللي بيحبوهم تسوى الدنيا وما فيها..تسوي ايه الجنة من غير ناس بتحبنا نتونس بيها… ردت بخيته مرات عامر بسخريه.. _ وماله يا حاجه..يبقي يخلي الحب يفطرها ويعشيها، ولا يرجعلها بنت من بناتها.. قلبها وجعها، والراحة اللحظية اللي حست بيها، اتحولت لألم، وجع محفور جواها، لا هينمحي ولا هتعرف تتناساه بين يوم وليله.. دموعها نزلت، ولسه هتنسحب لأوضتها الحزينة..سمعت طارق اللي قرب منها..وبثقة قالها.. _ ولا مال الدنيا كله يسوى لحظه واحدة أعيشها بين ايدك..ياريتني كان معايا زمان، وأنا اديته وما سبتك من ايدي.. لسه هترد تقوله...تقصد ايه؟ كان خرج..وجاتلها الإجابة على ايد عامر اللي زقتها بكل قوة، وقفلت عليها الأوضه..وهو بيقول.. يالا ياختي..غوري نامي...مهمتك خلصت الليلة..امتي نرتاح بقي من خلقتك اللي عاوجاها علينا ليل مع نهار.. غمضت عينها بوجع، وبكت بحرقه وصوت بكاها في الأوضة الحزينة، له صدى..ايه ذنبها..إنها مش اختهم شقيقه..ايه ذنبها بس إن ولادها يعيشوا نفس العيشة الحزينة.. ايه ذنبها في حكايتهم كلهم..ياريت بإيدها وكانت خطفت ولادها ورحلت..بس منين الايد قصيرة، والعين كسيرة وعامر أكل ورث أمها منها من زمان..أمها اللي ماتت قبل حتى ما تفتح عنيها...ياريتها تقدر تقول لا...بس الظاهر إن الفراق مكتوب عليها…

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514