(اللعنة السادسة) الفصل السادس
أرجوك ياعامر متبعدوش عن حضني خليني أشوفه بس.. أنا هعيش خدامة ليكم بس خلوه في حضني عامر أخو أمي بحده: لا خلصنا.. الواد دا ابوه هياخده.. وانتِ هنكتب كتابك انهارده.. عدتك خلصت بولادة ابنك.. العريس مستني من شهور..مش هتفضلي قاعدة كدا ورجوع لجوزك مش هترجعي خلصنا كدا.. دي كانت الضربة القاضية لأمي.. خالي عامر كان راجل جبار وقلبه قوي مبيرحمش.. وكان بيكره ابويا كره العمى، منعرفش ليه..يمكن غيرة، أو حقد منعرفش.. فعلا اخد اخويا اللي لسه مولود ورماه لأبويا.. واللي عرفنا بعد كده إن ابويا اشترى خالي بقيراطين أرض كتبهم ليه.....عشان يسيبله الواد.. امي حست إن الدنيا كلها متفقه عليها.. وخصوصًا بعد ماراحت لأبويا تاني يوم تترجاه يسيبه ليها..دموعها مغرقة وشها، بس للأسف أبويا كان خلاص الحقد اتمكن منه، والجبروت زاد في قلبه أضعاف.. خرجلها وفي ايده ابنها..اللي حتى ملحقتش تشبع منه.. ـ عملتي اللي عملتيه، واهو كله في الآخر صب لمصلحتي.. واديني خت الواد في حضني.. وانتِ اللي خسرتي لا واد ولا بنت.. بس انا عندي عرض ليكي.. كانت بتبص لابنها اللي بيصرخ على ايده..ودموعها مغرقه وشها.. وبتقوله بلهفه... _ابوس ايدك هاته.. خليني أرضعه..أخده في حضني.. بقي مشفعليش حاجه خالص عندك.. ادهولي أملي عيني منه.. دا أنا مشوفتوش حتى..لما اتولد.. وقتها ابويا بكل شماتة بصلها، وكأنه كنزه الثمين وقالها.. _ اسمعي عرضي الأول.. مش يمكن يعجبك.. عجبك كان بها.. مش عجبك.. انتِ حره.. ـ عرض ايه؟ ـ ايه رايك.. تيجي زي مابيقولوا في التليفزيون تشتغلي مربية ليهم واهو منك تراعيهم ومنهم تشتغلي بدل ما نسوان اخواتك بيسمموكي باللقمة.. ومشغلينك خدامة ليهم..دا حتى من كتر الخدمه خلفتي الواد ضعيف من قلة الأكل...وبقيتي شبه الموميا..لا جمال ولا مال.. _ نزلت دموعها بقهر وفعلا ساعتها اتأكدت إن فعلا مذلوله ليهم، ومش راحمينها...وخدت قرار. قربت أمي وبصت لملامح اخويا وقربت شويه تمد ايدها تاخده، بعده هو بسرعه عنها.. وحصل بعدها حاجه عمري ما أنساها العمر كله..بتنعاد كل يوم قدامي كأنه مشهد سينما..
