(سما) العمر عدى هوا...بقيت ال١٦سنه..وحسيت إن الزمن بيعيد نفسه، ووقعت في حب ابن عمي، وأبويا وعمي قرروا يجوزونا؛ لأننا ميصحش نعيش في بيت واحد...كنت الأم لأخويا الصغير، وجوزي الأب ليه، وهو أول ولادنا.. وهي خلفت من طارق علطول للأسف..الحب اللي بينهم مع كل موقف من مواقفنا اللي عمرها ما خلصت مع بعض كان بيبان…كانت بتقول عمري ما أحب تاني بس للأسف عشقت طارق بجنون، جنون زاد من جناني أنا.. رغم ضيق الحال اللي عاشوا فيه أو أنا كنت متخيلة كده, إنها مهما عاشت مش هتوصل للي كان أبويا معيشها فيه.. كرهي لمرات ابويا بيزيد.. وانا شيفاها قد ايه بتكره أخويا الصغير اللي للأسف معرفتش تخلف ولد زيه...حتى ابويا مبقاش هو..اتحول لمسخ..وكل فتره يحن لأمي، ويناديها وهو في حالة غياب عن الوعي، وفجأة يقوم ويبقى زي الحصان ويكون جبروت بحق، ويصرح بكرهها بشكل فظيع.. عمري ما شفت لهفته لأخويا، لخلفة الواد اللي كان هيتجنن عليه، بل بالعكس كان بيحب بنات نرجس بجنون..وطلباتهم أوامر.. وانا واخواتي أحوالنا في النازل...أمي عمرها ما بطلت تعترض طريقي أنا واخواتي عشان تطمن علينا.. لدرجة كانت بتنتظرنا على باب المدرسة أنا واخواتي..كنت بشوف الحنين بعيونهم وهما بيقابلوها ..بس بنظرة مني كانوا بيقلبوا عليها… بس عمرها ما زهقت ..كانت بردو تيجي في ايدها اخونا أو عدونا الوحيد زي ما كنا مسمينه...ومعاها سندوتشات جبنه وطماطم وخيار، وساعات فاكهة من اللي بنحبها، بس في كل مرة كانت بتجيلنا كنت بهينها، و-بخ سم مرات ابويا في جسمها وبقولها انتِ السبب ليه معشتيش خدامه تحت رجلينا.. لما عامله بتحبينا أوي كده، وآخد منها الأكل وأرميه في وشها.. وأقولها بقرف.. ـ دا مش قيمتنا..دا قيمه الفقرا اللي زيك.. مش محتاجين أكلك في حاجه..أكليه لابنك اللي جبتيه من عشيقك. وأشاور بإيدي على اخويا الصغير اللي كان بيجري يستخبى في حضنها من قوة صوتي عليها، ويفضل يبكي بحرقة.. كنت بلمح اخويا الصغير عاوز يجري عليه، ويطبطب عليه، وعليها، كنت بسرعة أضربه على وشه، وأقوله اوعى هخلي ماما نرجس تضربك..ورغم إني عمري ما قلت لنرجس يا ماما إلا اني كنت بتعمد أوجعها ..وأحرق دمها.. وفعلًا... ساعتها كانت تبكي بحرقة، وتقوللي متجيش عليا أوي كده يا سما. متلوميش يا بنتي محدش ضامن عمره، سامحيني لو أنا وحشه أوي كده.. كنت أضحك بسخريه وأقولها.. ـ خدي دي، ابقي هاتيله حاجه يلبسها ولا ياكلها..متكسفيش يا أم عادل.. كنت متوقعة إنها هتاخدها وتبوس ايدها وش وظهر بس اللي حصل..ساعتها... اااه..كان لعنة..وحلت عليا.. _ بطلي مسكنة.. أنا عمري ما أتخلى عن عيالي بكنوز الدنيا حتي لو هشتغلهم خدامه.. يا... تعرفوا.. عمري ما ندلتها بأمي ولا خليت اخواتي يندهولها أبدًا.. دموعها عمرها ما أثرت فيا، أو كنت مش حاسة بحاجه .. ما أنا مقولتلكوش إن نرجس مرات ابويا كانت علطول شحنانا ضدها رغم إنها كانت سقيانا الذل والمرار أنا واخواتي.. بس كنا بنسمع كلامها ونعمل زي ما بتقول.. رغم كل القرف اللي شايفينه منها.. تخيلوا كدا.. امي بقولها يا ست انتي..ومرات ابويا يا ماما.. ااه يا امي سامحيني..ياما كسرتك.. ونصفت عليكِ اللي عمرها ما كانت ولا هتكون مكانك .. غمضت عيني وافتكرت موقف لنرجس، عمري في حياتي ما نسيته… لما خدت بناتها وأبويا وراحو يصيفوا وسابونا هنا واخويا الصغير كان هيموت ويروح معاهم.. وللأسف فعلا ركب القطر وراح وراهم وبعد ما قطع المسافة من السويس لبورسعيد ضربته وشتمته وقالتله ارجع زي ما جيت...أحسن أدفنك هنا..وقتها اخويا الصغير بقلة حيلة رجع وهو عينه عليهم..وبيبكي بحرقة..ومكنش معاه ولا مليم، لولا الناس حنوا عليه، ووصلوه لينا..وقتها اتأكدت أن أبويا اللي كان جوز أمي مات من زمان..واللي فضل مسخ ملوش قيمة ...لما سابها بجبروت تكسر نفس أخويا، ولا قدر يمنعها ولا هي قلبها رق وحن ليه وهي هتحنله ليه؟ إذا كانت أمه اللي ولدته سابته.. بس مع كل موقف كان بيمر علينا..... كنا بنكره أمي اكتر واكتر.. وأقول فيها ايه لو فضلت خدامه..ماهي عيشتها زي عيشه الخدامين..فقر وقرف.. بيت من طين وملابس تقرف، وجسمها من قلة الأكل بقي هزيل..وابنها شبه ولاد الشحاتين.. مكنتش أعرف إنه من الحزن والفراق..أو أنا من حقدي عليها شوفتها أم أربعه وأربعين مش ست جميله، عنيها ونظراتها الحزينة الكل حاسس بيها، ولبسها عمره ما كان ولا هيكون هلاهيل قديمة بالعكس طارق كان رغم ضيق حاله كان بيعاملها أميرة.. عاملها كست تستحق تعيش أحسن عيشه..الحب دايمًا كان واضح عليه، في كل مرة يتحط في موقف اختيار بين مصدر رزقه اللي كان دايمًا أبويه واقفله فيه من الحقد والغيره، وبينها… كان بيختارها هي...وبيقولها كنوز العالم متسواش لحظة حنية أعيشها بين ايديك… وكل مرة بيطلع من حفرة ابويا يوقعه فيها، على باب رزق جديد..بقدرة لا إله إلا الله..ودا اللي كان مجنن أبويا… أنا الوحيدة اللي كرهت أمي..في حين عشقها كل البلد..وأبويا الوحيد اللي كره طارق، في حين كان لسانه سيف بتار وكلمته في الحق بيعملها حساب كل البلد.. كان عنده لسان فصيح، وبيخطب في المنابر، وصوته رهيب وهو بيتلو القران الكريم..لدرجة أن إبنه اللي مخلفش غيره اللي هو اخويا يعني كان نسخة منه.. كان تقي..وبيخاف ربنا وبيتقيه فيها...وهي للأسف عشقته..عشقته بجنون.. وكأنها لا عشقت قبله ولا بعده..ولا عنيها نظرت غيره.. اللي كان واجعني اوي هو اخويا، طول عمره بيحنلها، كان بيهرب ويروحلها من ورانا.. وكان بيحب يقعد مع عادل اخونا الصغير، وبقى يحب كلام طارق وصحبته، وبقي يتكلم بلسانه وحب الحياه من تاني..قربه من امه محستش بيه، ولا تغييره الجذري بردو حسيت بيه..كنت في دوامة تانية تعب ملوش تفسير، وعايشه على المهدئات مبقتش قادرة أفسر ولا الدكاترة عارفينله سبب.. لحد ما مرات ابويا اكتشفت دا وطبعا.. وكان لازم تحط التاتش بتاعها.. يومها ابويا قتل اخويا من الضرب لدرجة إنه فقد النطق شهر كامل، ودا كرهني في أمي اكتر، في كل مره كنت بكرهها اكتر واكتر وأحط الذنب عليها.. الحمول زادت عليا..والصغير بيكبر، وأنا واقفة مكاني، وقصة الحب بيني وبين ابن عمي فقدت شغفها ومبقاش قادر يتحمل جناني.. وكأن القدر بيعيد نفس حكاية أمي.. بس الفرق بينا إني ضعيفة الشخصية..قدامه..ويمكن دا اللي معجبوش فيا.. وكان سبب في دماري..وإنما أمي كانت قويه رغم ضعفها ثارت لكرامتها، وخدت قرار..وعوضها ربنا.. اتنقلنا لبيت تاني أنا وولادي واخويا... بس مع دا كله..كانت أمي عمر زيارتها ما انقطعت ليا حتى بعد جوازي رغم إني عارفه طارق، كان بيرفض وكانت بتيجي من وراه، لأنه عارف إني بضايقها وبهينها..كان بيخاف عليها من الهوا الطاير.. ـ عمري ما قابلتها حلو..كانت تيجي وتقعد وأضرب عيالي وأقولهم اوعى حد يسلم عليها ولا يقولها جدتي.. كانت تيجي تقعد زي الكرسي..تتكلم، تتكلم ومردش عليها أبدًا.. فتقوم بعدها بدقايق وتمشي، كانت ثابته، بتبتسم دايمًا، وفي ايدها اخويا من جوزها التاني، بهدوم مبهدلة، ووش كنت بشوفه غول من كرهي ليه أو يمكن أنا من كرهي كنت شيفاها كده.. كان كل ما ييجي يلعب مع اخويا وولادي.. أضرب ولادي واخويا واقولهم إياكوا..تلعبوا مع الأشكال دي.. كرهي ليها كان عامي عنيا.. وفي مرة من صوتي العالي.. ابنها من زعيقي وقع كاس الماية، فشخطت فيه؛ لأنه بهدلي الدنيا، ورغم أني متعودة على كده من اخويا وولادي.. وقتها خرس خالص.. وبصلي بصه عمري ما هنساها..انا ايه ذنبي، بتعملي ليه.كدا..؟ بكي وجري على أمي وخدته في حضنها، لمحت دمعها في عيونها بتحاول تداريها وخدته ومشيت..وانا يومها طردتها، وحرمت عليها تيجي تاني هنا... ما أنا كمان كان ايه ذنبي..؟ كان يجري اخويا الصغير عليها..أشخط فيه وأقوله سيبها تمشي.. تغور في داهية.. هي كل يوم تنطلنا هنا..موراناش غيرها. كنت دايمًا شايفة إنها بتيجي عشان تشحت مني أو تصعب عليا واديها حاجه من عندي.. بس في الحقيقة هي كانت نفسها عزيزه وعمرها ما شربت ولا كلت عندي، كان جوزي بعد ما تمشي يخرج جري يشخط فيا ويزعقلي ويقولي انتِ معقدة حرام عليكِ..بكره اللي بتعمليه يتردلك.. كما تدين تدان..انتِ ازاي كده...؟ دا انتِ بترحبي بمرات أبوكِ وبناتها احسن من كدا.. مرات أبوكِ اللي كانت ذلاكِ ومكرهاكِ في عيشتك..والله لو ما غيرتِ من أسلوبك لأرجعك ليها.. مكنتش بهتم بكلامه ولا عمر كلمه كما تدين تدان فهمت معناها..ولا عرفت اني جوزي نفسه من حقدي بدأ يكرهني.. الكل كان عارف إنها انظلمت.. وخصوصًا جوزي لأنه كان كبير وفاهم.. إلا أنا..كرهي ليها كان عامي عيوني.. كبرت واخويا كبر وهي كبرت وابويا زيها كبر وبدأ الندم ينخر في قلبه.. أنا الوحيدة اللي كنت بكرهها أوي..اخواتي كانوا بيتعاملوا معاها عادي.. أما هي بطلت تزورنا انا واخواتي في بيوتنا من زمان من ساعة اللي حصل وانا قلته ليها، وعادل حكى لطارق، وحلف عليها ما تروح لحد فينا..كفايه كلهم اتجوزوا وكفاية تأنيب ضمير لنفسها..وهي اقتنعت أو مثلت إنها اقتنعت وبطلت تزورنا.. لحد ما جيت في مره تعبت جامد والكل عرف بتعبي..وطارق سمح ليها تزورني..وجت لسوء حظي..أو سوء حظها..ملهوفة عليا.. ـ ألف سلامه عليكِ يا قلب امك..ياريتني أنا.. مدت ايدها تحسس على راسي مطقتش زقتها بقوة.. فرجعت قعدت مطرحها وحطت وشها في الأرض اخويا عادل كان معاها وقتها كان تم ١٧ سنه..بدأ يكبر ويفهم.. بصلي بكره.وحدة..نفس البصة اللي ببصلها بيها.. واتنفض من مكانه وحاوط أمي بايده وخدها في حضنه.. يالا يا أمي من هنا..كده اتطمنتِ عليها..ألف سلامة يا سما.. امي قامت من مكانها بهدوء وطاوعته ومشيت، حسيت انه انتصر عليا..قومت اتسندت وبدون وعي، خرجت فلوس من الدرج، وبكل عنجهية مديت ايدي وادتهالها في ايدها... ـ خدي دي، ابقي هاتيله حاجة يلبسها ولا ياكلها..متكسفيش يا أم عادل.. كنت متوقعه ‘نها هتاخدها وتبوس ايدها وش وظهر بس اللي حصل..ساعتها... اااه..كان لعنة..وحلت عليا.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ