Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الرابع (الطوفان الرابع طوفان المشاعر)

الرغبة دائما دافع لأن تفعل المستحيل كي تصبو لما ترغب.. و أجمل أنواع الرغبة هو رغبة التقدم للأمام و هناك أشخاص قليلون من يمتلكون رغبة التقدم بإصرارهم و قوة شخصيتهم.... كانت تجلس و هي تقلب قلمها بين أناملها بشرود.. يأخذها الفضول لمعرفة ما ينتظرها حتي دلف عليها أحد الأشخاص و هتف بها: _ سهي سيادة اللوا عاوزك في مكتبه حالا. اومأت برأسها و إرتشفت بعضا من قهوتها السريعة و تركت الكوب و قفت و هي تعدل من سترتها و سحبت نفسا عميقا مقتضبا و زفرته بسرعة و انطلقت لمكتبه بترقب..... وقفت أمام باب مكتبه مستلهمة القوة ثم طرقته ..فوصلها صياحه : _ إدخل. دلفت سهى لمكتبه بإبتسامتها الهادئة.. ووقفت أمامه وقالت : _ تحت أمرك يا فندم. أشار لها على مقعد أمامه : _ إقعدی یا سهی إتفضلي. جلست أمامه بثقة.. فقال برسمية راسما الجدية على ملامحه: _ اولا انتي عارفة انا بقدرك ازاي و عارف كويس قدراتك و ان ثقتي فيكي مالهاش حدود . إبتلعت سهي ريقها بتوتر فمن المؤكد انه بعد هذه المقدمة الطويلة ينتظرها شىء جلل .. ردت بإمتنان : _ طبعا يافندم و رأي حضرتك فيا وسام علي صدرى .. و لولا دعمكم ليا ماكنتش هبقي زى ما حضرتك دايما بتقول عليا . إبتسم بخفوت و قال مباشرة : _ اللواء فهمى عاوزك معاه في مهمة سرية جدا جدا جدا. تشنجت تعابير وجهها و تسرب الخوف إلى قلبها وقالت بقلق : _ اللواء فهمي بتاعنا و لا لواء فهمي تاني ؟! هز رأسه بتفهم من صدمتها و قال مؤكدا : _ أيوة هو . أعادت شعراتها للخلف و قالت : _ اللوا فهمي ..قصد حضرتك الجيش ! أوما برأسه مؤكدا : _ أيوة محتاجينك في مهمة كبيرة في للجيش. صمتت قليلا لتلتقط أنفاسها التي هربت منها من خوفها .. فركت أعلي انفها و هي تسأله : _ يعنى يا فندم حضرتك عاوز تقنعنى إن القادة في الجيش عاوزني أنا لمهمة ! نظر إليها كأنه يستلهم الصبر قائلاً: _ أيوة يا سهى..هما محتاجين حد مش معروف ومهمتك هتكون كشف خلية إرهابية في الإسماعيلية بتتعامل برسايل إليكترونية معينة قدرنا نفك شفرات بعضها.. بس هما حسوا وقدروا يغيروا كل حاجة في آخر لحظة . إرتسم علي وجهه الاحباط و شبك كفيه ببعضهما امامه علي المكتب و تابع بضيق : _ بس انا متأكد لو حاولتي إنتي مع الرسايل الجديدة هتقدرى خصوصا بعد ما كشفتي شبكة غسيل الاموال .. و انتي مش هتكوني لواحدك ما تقلقيش إحنا كمان هنوهمهم إننا لسه بنراقب الرسايل القديمة فهيتحركوا براحتهم على الجديدة. لمعت عيني سهي بعدما فطنت لمقصده ليأردف بحزم : _ مهمتك بقا تفكي لينا شفرة الرسايل دى وتحددى مكانهم وتعرفيلنا السفارة اللي بيبعتولها الرسايل دى جوة مصر . رفعت حاجبها وقد أصابتها دهشة مؤقتة من طلباته الكثيرة .. هز سالم رأسه بعدم صبر وقال : _ مالك يا سهى.. وباعدين إنتى ناسية إن اللواء فهمي اللي رشحك ليا علشان تشتغلى معانا.. یعنی معرفتك وأكيد الشغل معاه هيبقى مريح لیکی .. قلقانة ليه بقا ؟! لم تبدى سهى أي إعتراض .. ولكنها تنهدت بإرهاق : _ يا فندم حضرتك بتتكلم عن الجيش.. ده فخر ليا وتاريخ أعيش عليه باقى عمرى.. ومع ذلك قلقانة لأفشل وأخذل سيادة اللواء فهمى وأهز ثقته فيا و فشغلي. عاد بظهره للخلف و هو يطالع قلقها .. فقال بابتسامة رائقة ليبث فيها ثقته بها : _ أنا واثق فيكى لأبعد الحدود.. إنتي قدرتي توقعی أكبر عملية تهريب وغسيل أموال كانت هتحصل في تاريخ مصر.. بس اللي جای مش سهل برضه إنتى هاتتعاملي مع ظباط الجيش.. فلازم ثقتك في نفسك تبقى أقوى من دلوقتى وما تتهزيشقدامهم .. وأنا متأكد من نجاحك إن شاء الله. ردت بحماس ممزوج بالسعاده : _ تمام يا فندم.. أنا مستعده وتحت أمركم. طالعها بنظرة جادة وقال : _ بكرة إن شاء الله هتروحي بعربية خاصة لمكان سيادة اللواء وهيفهمك مهمتك بالتفصيل.. بس.. أهلك لازم يوافقوا إنك تبعدى عنهم طول فترة المهمة. تمتمت بخفوت بعدما لوت ثغرها : _ أوبا.. ودول هقنعهم إزاى بقا . رد عليها سالم مسرعا : _ ما تقلقيش فهمي هيتولى المهمة دى هو معرفة عمك وهيقدر يقنعهم بسهولة .. دى مهمة علشان مصر. قالت سهى بخوف : _ يا رب يوافقوا يا فندم.. أنا إتحمست جدا. أجابها بثبات : _ ان شاء الله .. تقدرى تتفضلي . وقفت و ودعته و عادت لمكتبها و هي تتمتم بتعجب : _ الجيش ! ده انا داخلة علي منحدر تاريخي و يا صابت يا خابت . ..................................................... إجتمع الجميع للإفطار سويا .. نزلت فريدة متأخرة على الفطار لنومها في ساعة متأخرة بعد حديثها المطول مع أدهم ..رغم سخطها و غضبها السابق منه الا انه بكلمة واحدة قد محي آلام قلبها السابقة و ما كابدته في غيابه .. سارت ناحية الجميع بإبتسامة مشرقة و التي تلاشت من صدمتها عندما رات أدهم الجالس بثقة و يتحدث و يضحك ويبدو عليه أنه نام جيداً.. ولكن ما أغضبها قرب حياة وزهرة منه وحديثهم الحميمي.. علت وجهها نظرة غضب لمحها أدهم من مكانه فوقف وإتجه ناحيتها.. وهي لم تلين نظرتها بل صاحبتها ارتفاع لحاجبها الايسر في حركة يعلم جيدا ان ورائها غضب شديد .. وقف أمامها وحدجها بشوق وقال : _ الجميل ماله .. ايه التكشيرة دى ؟! عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت ببرود : _ ما فيش..بس شيفاك واخد راحتك مع الكركوبة وبنتها اللعوبة. دخل أدهم في نوبة ضحك عالية جعلت الجميع يلتفت اليه بتعجب من سخريتها .. دنا منها بأذنه و قال مسرعا : _ إسمهم إيه ؟! .. والله لتقوليها تانى. قالت بعدما أطلقت صوبه نظراتها النارية من سخريته : _ الكركوبة وبنتها اللعوبة.. إيه عجبتك. رمقها بنظرات مطولة جريئة و متعمقا في ملامح وجهها منتهيا عند شفتيها هاتفا بهمس : _ أى حاجة منك بتعجبني.. وقوى كمان. إرتبكت في وقفتها و تنحنحت بحجل لينقذها صوت والدتها التي قالت : _ تعالى يا فريدة إفطرى يالا. ردت فريدة و كأنها تشكرها علي تدخلها بالوقت المناسب : _ حاضر يا ماما. زم أدهم شفتيه و تمتم بغضب : _ بقا کده یا سوسو.. أمك شكلها هاتقطع علينا. ردت فريدة بصوتها الطفولي و الذي بقي له من فريدة القديمة .. و الذي دك حصونه المتحكمة في إنفعالاته بذبذباته الناعمة : _ إخص عليك يا أدهم دى ماما عسل. لاحظ دلالها المثير و حركة كتفها الناعمة .. فرفع حاجبه بغضب وقال: _ اوعى تتكلمى مع حد بدلعك ده في الجامعة ولا مع حد غريب .. وباعدين ما مامتك عسل لأنها جابتك يا قمر إنتي. تنحنحت فريدة و صاحت قائلةو هي تبتعد عنه : _ حاضر يا ماما جاية أهه. تركته وإبتعدت وهو يتطلع إليها بإبتسامة متسلية .. جلست بجوار والدها وقالت: _ صباح الخير عليكم جميعا. رد الجميع : _ صباح النور. إجتذب أدهم كرسى و جلس بجوارها ببساطة مما أشعل نار الغيرة بقلب زهرة وحياة و تطلعا ببعضهما في صمت... سألها جلال بإبتسامة ساخرة: _ ما لسه بدرى يا أستاذة فريدة. تركت كوب الحليب من يدها و هي ترفع عينيها بملل و قالت: _ كل شوية يا أستاذة فريدة يا أستاذة فريدة.. قاصد تضايقني انت صح. فسألها أدهم بتعجب: _ و ايه اللي يضايق فيها مش فاهم. تعالت ضحكاتهم ليهتف جاسر بتوضيح: _ لما اختارت تدرس الحقوق و تبقي محامية بقا عمك جلال يتريق عليها و يقولها هتبقي زي الأستاذة فاطمة الفيلم بتاع فاتن حمامة ده و من يومها و انت عاوز تعصب فريدة.. قولها يا أستاذة. مال جلال عليها و سألها بتأكيد: _ عندكوا النهاردة درس الزومبی ده مش كده. ضحكت فريدة ضحكة عالية فوخزها أدهم فيقدمها فتأوهت و هي تقول : _ إحم.. إسمه زومبا يا بابا زومبا. فقالت زهرة وهي تلوى شفتيها بحنق: _ لازمتها إيه يعنى.. ولاهو دخول وخروج وخلاص البت مالهاش إلا بيتها.. ده غير ان حياة وريتني فيديوهات لسخام البرك ده و طلع استغفر الله رقص و مسخرة. رفع مازن عينيه صوبها بنظرات نارية و ترك قطعة الخبز من يده و اجابها بحدة: _ يبقي مسخرة لو جنس راجل بص عليهم من بعيد.. انما المكان اللي بيتدربوا فيه أمان و كله بنات و انا بروحه دايما علشان اتطمن عليهم. ثم تحول بعينيه ناحية أخته التي كانت تصك أسنانها من الغضب و غمز لها لتبتسم بإمتنان متابعة حديثه بكل ثقة : _ اما جو البنت مالهاش الا بيتها ده إنتهى خلاص .. إحنا دلوقتى بنعمل شغلنا أحسن من الرجالة كمان و متفوقين .. عندك سهى مثلا اللواء سالم بيعتمد عليها في المهمات الصعبة والسرية لأنها تستحق اللي هي فيه بعد ما تعبت على نفسها.. وكملت دراستها العليا في كلية الشرطة.. وبقت أنجح من رجالة كتير في الجهاز عندها.. و انا من اوائل دفعتي علي كل شباب الدفعة رغم اني بنت.. حتي مي بنت حضرتك مسئولة عن سنتر كامل بأكبر مول للملابس الجاهزة و ممشياه زى الساعة و هي لسه بتدرس و أمثلة كتير.. ياريت حضرتك تراجعي افكارك. تطلع إليها أدهم بإعجاب شديد لشخصيتها القوية وثقتها بنفسها.. فقال جاسر بفخر : _ عندك حق يا فريدة إنتى وسهى بميت راجل. رفعت حياة حاجبيها بإستنكار وعلت السخرية وجهها و هي تقول : _ هما بس سهى وفريدة اللي بتقال لهم الكلام الحلو دايما .. إنما أنا ومى على الهامش. رد عليها جاسر بقوة و بنبرة قاطعة : _ لأ ياحياة إنتي اللي همشتی نفسك بعد ما سمعتى كلام أمك وقعدتى في البيت و مكملتيش تعليمك .. إنما مي بقا فامشاء الله مسئولة عن سنتر زى ما قال فريدة و ليها شخصيتها زى ياسين ومازن. أعاد جلال سؤاله على فريدة وهو يدارى غضبه من حياة : _ المهم يا فريدة انتم هتروحوا مشواركم ده ولا لا علشان اعرف يا بنتي قبل ما اخرج . ردت فريدة وهي تضع المربى على الشطيرة: _ أيوة يا بابا هنروح إن شاء الله ..لما سهى ترجع وليلى هتقوت عليا وهنروح سوا. تهللت أسارير ياسين.. وقال بلهفة : _ هي ليلي هاتيجي.. كويس إنك قولتيلي. صفع ياسين مقدمة رأسه سأله و هو يكظم ضحكته عليه بينما التفت اليه جاسر و قال مداعبا : _ مهتم یعنی.. مش فاهم سؤالك ده ليه. حاول ياسين جاهدا أن يخترع سبب ما لسؤاله الغشيم فقال بتلعثم : _ يعنى علشان أوصلهم لو محتاجين مساعده وكده بس . فقال أدهم مسرعا : _ لا يا حبيبي أنا رجعت ولو محتاجين مساعده يبقى أنا اللي هساعدهم. ليرد مازن بغضب و هو يوزع انظاره بينهما : _ لا يا بابا إنت وهو هما لو محتاجين مساعده أنا أولى بإخواتي طبعا منكم . ضربت فريدة جبهتها وقالت بصياح : _ إنتوا هاتتعازموا على بعض ..ناسين إنى معايا عربيتي وسهى كمان معاها عربيتها.. يعنى شكرا ليكم على المساعدة. لملم مازن أشيائه و قال : _ يالا بينا احنا يا ياسين عاوزك معايا و انا بستلم شساتين السواريه الجديدة لازم تشيك عليهم معايا . وقتشف اخر ما تبقي بكوب لشاي خاصته مرددا : _ مع انه عندي جامعة بس مش مشكلة فداك .. يالا عاوزين حاجة يا جماعة . اجابته اميرة : _ لا يا قلب امك ربنا يحسن ما بين ايديكم و يوسع رزقكم . ..................................................... أمضت العائلة يومهم سويا.. بعدما تحمل ياسين و مازن اعمال محلاتهم و تركوا الكبار ينعمون ببعض من الراحة و لو ليوم .. غمز أدهم لوالده الذي إعتدل في جلسته وقال موجها حديثه لجلال : _ كنت عاوز أفاتحك في موضوع مهم يا جلال. رد جلال متحمسا: _ تحت أمرك يا حاج إتفضل. إبتسم جاسر إبتسامته الهادئة المعهودة وردد : _ أدهم كلمنى إمبارح علشان نتمم موضوع خطوبته على فريدة. كان وقع كلماته كالصاعقة على الجميع .. بينما تحولت وجنتي فريدة لجمرتين ملتهبتين من خجلها.. إبتسمت سعاد إبتسامة واسعة.. بينما ربتت على يدها بسعادة أميرة .. ولكن الحقد البادى على زهرة وإبنتها حياة لم يخفى على أحد.. غمزت مي لفريدة بإبتسامة رائقة .. بينما دلف ياسين ومازن و قالا بمشاغبة: _ متجمعين عند النبي. اسرعت مي مرددة: _ اقعدوا عمي جاسر طلب ايد فريدة لأدهم. صفعا كفيهما في بعض فهما كانا على يقين هذه الخطوة.. ليقول مازن بترقب: _ و انت ايه رأيك يا بابا؟! رد جلال بفرحة قد ملأت نبرات صوته: _ أنا عن نفسى شرف ليا مصاهرتك يا حاج، وأدهم راجل يتمناه أي أب لبنته.. بس الرأى هنا رأى فريدة. تطلع الجميع إليها ما زاد توترها وقلقها، فـسألها جاسر قائلا بجدية : _ هاه یا فريدة إيه رأيك يا بنتى. أطرقت رأسها وقالت بصوت مرتعد وشفاه مرتعشة : _ اللي تشوفوه يا عمي. خرجت زغرودة سريعة من أميرة.. تلتها زغرودة من سعاد ليبتسم الجميع بسعادة .. تنهد أدهم براحة وقال مسرعا: _ الحمد لله.. المهم دلوقتي نحدد ميعاد الخطوبة بقا. ضحك جلال ضحكة عالية وقال متعجبا من حالته : _ مالك مستعجل ليه يا عريس.. مش لازم تعرفنی اول أخبار شغلك إيه.. وناوى على إيه.. وظروفـك إيه.. ولا إيه يا حاج جاسر. هز جاسر رأسه بالإيجاب وهو يؤكد : _ عندك حق يا جلال.. بس ما تقلقش أدهم جاهز وأنا هسيبه هو يتكلم. إعتدل أدهم في جلسته وقال بثقة: _ أنا إتعينت معيد في الجامعه وهبدأ شغلى من الإسبوع اللى جاى.. وكمان مطلوب في أكتر من مكتب محاماه منهم مكتب الدكتور حامد الشناوى اللى بتدرب فيه فريدة.. وشكلى كده هقبل عرضه.. وبعد فترة هفتح مكتبى أنا وفريدة إن شاء الله.. والبيت أنا معايا مبلغ كويس أقدر أشترى شقة تكون قريبة من هنا وهفرشها باللي تؤمر بيه يا عمى إنت وفريدة. أوما جلال برأسه وقال : _ على بركة الله.. مبروك يا ولاد. ترکت حياة الجلسة.. وصعدت شقتهم وهي غاضبة وحانقة على الجميع. و تتوعدهم بم يفوق خيالهم . وقف أدهم وإقترب من عمه وقال : _ ممكن نقرأ الفاتحة دلوقتي يا عمى. رد جلال بصوت متحير: _ لا ده إنت مستعجل بجد.. بالراحة يا إبنى الأمور دي مش بتتاخد بسرعه کده. فتطلع أدهم لوالده بنظرة إستغاثة.. فقال جاسر بإبتسامة: _ بعد إذنك يا جلال إيه رأيك تبقى حلاوتها في حموتها.. ونقرأ الفاتحة دلوقتى ونحضر للخطوبة في أقرب وقت وأوعدك هعملهم حفلة الكل يتكلم عنها. _ أوما جلال رأسه موافقا وقال : _ حاضر يا حاج اللي تشوفه هي بنتك وهو إبنك.. على بركة الله هات إيدك يا أدهم. تطلع أدهم لفريدة بفرحة وهموا يقرأون الفاتحة .. أتموا قرائتها فتعالت الزغاريد مرة أخرى وبدأت التهاني من الجميع.. وقف أدهم أمام فريدة ووجذبها من يدها أوقفها أمامه وتطلع إليها بحب وأخرج من جيبه علبة قطيفة أخرج منها خاتم الخطبة وألبسها إياه.. رمقته فريدة بسعادة ليقول لها أدهم بفرحة: _ أوعدك قدام الكل إنى هحافظ عليكي.. وهحطك جوة عنيا وقلبي.. وهعمل المستحيل علشان أسعدك ..يا نصى التاني. تأملته فريدة وقد شعرت بأنه ينظر إليها كما لم ينظر إليها من قبل، وعشقت بها نظراته .. إبتسمت بخجل وقالت : _ شكرا يا أدهم. صاح بهم ياسين قائل ا: _ عقبالی یا رب. ردت مي بسرعة: _ أمين. رمقها ياسين بغضب وقال في نفسه : _ هاو..ده بعينك.. أهبل أنا أروح أتجوز فرقة. إقترب عثمان من أدهم وفريدة وقبلهما وقال : _ مبروك يا ولاد.. ربنا يهنيكم ويسعدكم. اجابه سويا : _ شکرا یا عمی. تطلع عثمان لزهرة بنظرة تهديد لكي تقترب و تهنأهم .. فوقفت متصنعه الإبتسام وقالت ببرود : _ مبروك.. ربنا يهنيكم. _ الله يبارك فيكي يا مرات عمى. دخلت سهی وقالت : _ أنا جيت.. السلام عليكم. رد الجميع: _ وعليكم السلام. لاحظت تعبيراتهم المتفاوتة ما بين الفرح والخجل والغضب.. فقالت مستقهمه : _ في إيه إحـكولى فاتنى كتير. رد مازن بفرحة: _ ده إنتى فاتك كتير قوى.. أدهم قرأ فاتحة فريدة ولبسها الخاتم. تطلعت سهى لأدهم وقالت بقوة : _ مش بتضيع وقت إنت سجنتها معاك بسرعة ..مستعجل ليه كده. فأجابها ببديهية: _ أنا مش مستعجل.. ده أنا إتأخرت كتير. هزت رأسها بالإيجاب وقالت : _ عموما مبروك..ربنا يتمم ليكم بخير. إقتربت من فريدة وإحتضنتها بقوة وقالت وهي تقاوم دموع تشكلت في مقلتيها : _ خلاص هياخدك منى يا ديدة. مسحت فريدة على ظهرها بنعومه وقالت بحنان: _ عمرى ما هبعد عنك يا سهى..ربنا ما يحرمنا من بعض. دخلت ليلى عليهم .. وإقتربت من جمعهم وقالت : _ مساء الخير يا جماعة. رد الجميع : _ مساء النور. تطلعت لأدهم مبهورة من التغير الكبير في شكله ووسامته الزائدة .. ثم إبتسمت وقالت : _ حمد الله على السلامة يا أدهم. _ إبتسم وهو يتطلع إليها بتعجب من هيئتها الجذابة.. ثم قال : _ الله يسلمك يا ليلى.. إتغيرتى كتير.. إنتوا كبرتوا إمتى كده . عاينته ليلي قائلة بإبتسامتها الساحرة : _ أربع سنين كتير برضه يا أدهم.. بس إنت كمان متغير خالص . إقتربت منها سهى وقالت : _ باركى لأدهم وفريدة يا لولة إتقرأت فتحتهم من شوية. دخلت في نوبة ضحك .. أذابت معها قلب ياسين الذي ضرب رأسه بيده وقال هامساً : _ يا دين النبي.. حد يشيلها من قدامي يا جماعة. تحكمت في ضحكها و اعتذرت بخجل : _ أسفة بس ما قدرتش أمسك نفسي.. ليه السرعة دى بس هي الدنيا هتهرب . ردت سهى مؤكدة كلامها : _ أنا قولت كده والله.. بس أدهم ما صدق. تطلع إليهما أدهم بغضب وقال : _ أيوة ما صدقت.. ده أنا بحبها من وهي في اللفة كفاية بقا ولا إيه. ردت ليلى بخوف بعدما إستشعرت غضبه الشديد : _ لأ كفاية طبعا.. مبروك يا ديدة. إكتفت فريدة بالإبتسام وقالت مجاملة: _ الله يبارك فيكي يا لولة..عقبالك يا حبيبتي. جلست ليلي وهي تقول : _ كنت جاية علشان أخدكم لكلاس الزومبا.. بس كده النهاردة كمان out صح. رد أدهم بنبرة قاطعة : _ طبعا صح.. أنا هخرج شوية مع فريدة.. بعد إذنك طبعا يا عمى. رد جلال باقتضاب : _ لا يوم تانى بقا . تحطمت مع كلماته كل الأحلام التي بناها أدهم لهذه النزهة الرومانسيةو التي كان يخطط لها ................................................... في مكتب اللواء فهمى.. وقف ثلاثة وحوش من وحوش قواتنا المسلحة بهيئتهم المرعبة لأى خائن و قوتهم بادية علي ملامحهم .. تطلع إليهم وهو يمرر عينيه عليهم بصمت ثم قال بحزم : _ الشخص اللي هيساعدكم في مهمتكم جاهز وبكرة إن شاء الله هيكون هنا تتعرفوا على بعض وتبدأوا شغل. تأفف الرائد سامح بخفوت و عاد بعينيه ناحيته و قال بضيق: _ بصراحه يا فندم إحنا مش محتاجين حد جديد معانا.. ونقدر على المهمة لوحدنا زى ما إحنا وإدارة نظم المعلومات بتمدنا بكل المعلومات اللي عايزينها. لاحظ هدوء فهمي و انصاته له دون تعقيب فأردف قائلا ببديهية: _ وباعدين يا فندم إحنا وحدتنا للإشتباك ومالناش في جو الرسايل الإلكترونية ده من الأساس. أضاف الرائد باسم بطريقة مهذبة : _ سامح عنده حق يا فندم.. وباعدين إحنا كنا قربنا نوصل.. وأكيد هنقدر مرة تانية. وقف اللواء فهمى وضرب سطح مكتبه بقوة و قال بصرامة جعلتهم ينتفضون في وقفتهم : _ فين أول قواعد إتعلمتوها في العسكرية يا بشوات .. إنتم هاتجدلوني و لا ايه .. ده اللي بتعلموه للمجندين. رد سامح بصرامة و هو يعقد ذراعيه خلف ظهره بإحترام : _ آسفين يا فندم غلطة مش هتتكرر. جلس فهمى على مكتبه وقال بتعقل هادىء : _ دى خلية إرهابية خطيرة و مهم إننا نمسكهم عايشين.. يعني الموضوع مش إشتباك وضرب نار وبس يا سيادة الرائد .. عموما بكره هعرفكم على زميلكم الجديد.. هو شخص متمكن من شغله جدا.. وذكي جدا.. وهتستفادوا منه.. ده غير إنه هيساعدكم في التمويه ومحدش هيتخيل إنه ده اللي هيحللكم المهمة دى. رد الرائد ماجد بإنصياع عسكرى : _ تمام يا فندم.. اللي حضرتك تؤمر بيه. تطلع فهمى بالاوراق امامه مضيفا بحدة : _ بكرة ان شاء الله هعرفكم عليه.. وإنت يا سامح زي ما إنت قائد العملية. ثم رفع عينيه يطالعهم بقوة و هو يقول: _ بس المساعد الجديد ليكم مش هتقل صلاحياته عنكم.. ومطلوب منكم إنكم تتعاونوا مع بعض.. عارف إن ده صعب عليكم بس المواجهات ما بقتش بالسلاح بس.. بقا في وسائل أخطر وأنا إخترتكم انتم للمهمة دى من الأول لكفائتكم.. إتفضلوا إنصراف. أدوا التحية العسكرية و انصرفوا في صمت... خرج الثلاثة من عنده وهم في حالة ضيق.. فقال ماجد مازحا بنبرة ساخطة : _ تخيلوا صلاحياته هتبقى زينا.. حتت واد قاعد ليل ونهار قدام الكمبيوتر بيلعب عليه هيبقى زينا.. عجبت لك يا زمن. توقف سامح في سيره و التفت اليه قائلا بحنق : _ بقولك إيه يا بوتاجاز إنت.. ما تشعللناش أكتر ما إحنا والعين.. بس فالح جوة اللي تؤمر بيه يا فندم عاوز تاخد بونط علي قفانا يا أصفر . هتف ماجد بضيق و هو يشيح بيده في وجهه : _ لا أعمل زيكم وآخد وأدى معاه في الكلام وأنسى إنه القائد بتاعنا. استند باسم علي الحائط خلفه و هو يطرق بأنامله علي ذقنه مفكرا و قال مستفهما: _ دلوقتى إحنا هنعمل إيه مع العيل السيس اللى جاى لنا ده خصوصا بعد موضوع التمويه.. اموت و اعرف ايه علاقته بالتمويه؟! ضحك ماجد ضحكة عالية وقال بسخرية : _ وبتقولوا عليا بوتاجاز .. ده باسم جاب من الأخر.. بس بتفق معاه بالكلام بتاع حكاية التمويه دی.. مش عارف ليه قلبى مش مطمن. رد سامح بإستغراب : _ هيكون قصده إيه يعني.. عموما یا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش. اقترب ماجد من سامح و قال بتمنى : _ طب بزمتكم ما تعبتوش من جو ضرب النار والإشتباك وتحرير الرهاين والنط من الطيارات والجو ده. تطلع إليه سامح بغضب وقال : _ أنا مش مصدق نفسى إني واقف قدام ظابط جيش و مش اي ظابط جيش . هز باسم رأسه حانقا وقال بعبوس : _ ما تاخدش في بالك منه ده واحد دماغه فاضيه.. جسم عالفاضي. رد ماجد عليه وهو يطالعه بنظرة لوم : _ ماشی یا بسوم براحتك.. عموما هتعملوا إيه مع الواد اللي هيأنسنا الفترة اللي جاية دى. إبتسم سامح بمكر وقال : _ لو طلع عيل طرى.. هنشف أمه. زم ماجد شفتيه وقال بخوف : _ إستر ياللي بتستر.. بس تصدق سامح معاه حق ده لو طلع عيل فرفور فعلا ده إحنا هنبقى مسخرة باقي الوحدة. رفع سامح عينيه بملل و قال: _ جرى ايه يا ماجد انت هتقضيها سامح معاه حق، باسم معاه حق بلاش ملل الله يخليك. ربت باسم على كتف سامح وقال : _ أنا معاك في اللى هتعمله يا سامح.. الواد ده لازم يروح تدريب مستجدين.. ويا سلام ولو إتعمل معاه الصح ويمر بإسبوع الجحيم مع المجندين. رد سامح عليه بإبتسامة شيطانية و هو يقول غامزا بعينه : _ إنت كده فاهمنی صح. تطلع إليهم ماجد بخوف وقال : _ ما تخفوا شوية يا وحوش.. أمال لو ما كنتش مهمتكم حماية الناس.. كنتوا عملتوا إيه ؟! قطب سامح حاجبيه و قال بسخط: _ اومال عاوز حتت عيل يجيي يتنطط علينا قدام المجندين و رجالتنا بحجة انه معاه صلاحيات زى صلاحياتنا و اسكتله.. يا أخي ده دا. حثهم باسم علي السير ليبتعدوا عن غرفة اللواء و هو يقول بعقلانية: _ اساسا صنف العيال دى مش هيستحمل طريقتنا و هيعتذر من اول يوم و يهرب ما تقلقش. سار سامح بخطوات واسعة و هو يقول: _ و الله أتمني مع اني مش شايف ليه أي ستين لازمة و لا بحب اي حد من الداخلية يتحك في شغلنا من الأساس. سار ماجد بجوار باسم و قال بتنهيدة مقتضبة: _ هيبتنا هتروح يا بسوم.. تخيل لو يعرف بموضوع الصلاحيات و يتنطط علينا. توقف باسم في سيره و التفت اليه قائلا بنفاذ صبر: _ انت برج الجوزاء يا ابني.. عندك انفصام مثلا.. ما ترسى علي بر هو صعبان عليك و لا هتكون معانا. أشاح ماجد بذراعه قائلا بضيق: _ معاكم يا سيدى طبعا.. هو في ايه محدش يفضفض معاك بكلمتين يا ساتر عليك. و تركه و ابتعد لاحقا سامح و هو يناجي ربه ان تمر تلك الايام علي سلام.. فما ينتويه سامح و باسم قد ينهي تقدمهم في جهازهم بذريعة مخالفة الاوامر..... ..................................................... في المساء هاتف اللواء فهمى جاسر .. وطلب منه مقابلته هو ووالد سهى.. وافق جاسر وإتفقوا على أن يرسل إليهم سيارة خاصة لتقلهم لمقر عمله.. فرد جاسر متعجبا: _ أنا بدأت أقلق يا فهمى.. هو فيه إيه بالظبط. رد فهمى باقتضاب: _ لما تيجي هتعرف.. العربية قدام الباب عندكم .. مع السلامة. هاتف جاسر جلال وطلب منه مقابلته في حديقة منزلهم.. نزل جلال الذي لاحظ تجهم وجه أخيه .. فاقترب منه وسأله مستفسرا: _ مالك يا حاج.. في حاجة. رد جاسر متوترا ً: _ اللواء فهمى عاوزنا نروحله فورا.. علشان موضوع بخصوص سهی. _ سهي ! قالها جلال متعجبا.. ليرد جاسر قائلا: _ أنا كمان مستغرب زيك.. بس يالا نركب العربية اللي باعتها وهنعرف كل حاجة هناك يالا بينا. _ ركبوا السيارة.. وكان زجاجها من الفاميه الغامق.. حتى لا يتسنى لهم رؤية الطريق.. بعد فترة طويلة وصلوا لمقر قوات العمليات الخاصة.. ترجلوا من السيارة بخوف.. حتى أشار إليهم أحد المجندين.. فصعدوا معه لمكتب فهمى.. طرق العسكرى الباب.. ودخلا للغرفة.. وقف فهمى لإستقبالهم بإبتسامة هادئة.. إقترب من جاسر وقال مرحبا: _ أهلا وسهلا منور الدنيا يا حاج جاسر . رد جاسر بإبتسامة: _ شكرا يا سيادة اللواء. _ إزيك يا جلال أخبارك إيه. قالها فهمی.. فرد جلال وهو مازال متوتر و متحسبا للقادم : _ الحمد لله يا فندم . أشار اليهم فهمى بالجلوس وهو يعود ليجلس على مكتبه مرة أخرى.. وقال: _ أكيد عاوزين تعرفوا أنا طلبتكم هنا ليه . بصراحة أيوة. قالها جلال بسرعة.. فاعتدل فهمى في جلسته وقال بصرامة : _ بصراحة إحنا عاوزين سهى في مهمة تابعة للقوات المسلحة.. وخلال فترة المهمة دى.. هتبقى مع رجالتي دايما.. يعنى هتبعد عنكم فترة طويلة شوية.. لغاية ما نقدر ننهي مهمتنا بنجاح. أنهى فهمى كلماته فوجدهم يتطلعوا إليه ببلاهه من الصدمة.. فقال متعجبا : _ مالكم في إيه؟! خرج جلال من صدمته وقال مستفهما : _ يعنى بنتى هتبعد عنى.. وهتقعد مع ظباط جيش لواحدها.. طول فترة المهمة. _ أيوة. "قالها فهمي ببديهية.. فرد جلال بعصبية: _ معلش یا فندم بس دی بنت.. وإحنا صعايدة.. إيه اللي يضمنلي إنه ما حدش يأذيها أو يتعرض لها. رد فهمی شارحا نظريته بتعقل : _ شوف يا جلال أنا کلفت تلت ظباط من أكفأ ظباط الجهاز بالمهمة دى معاها وأكيد هيحطوها جوة عنيهم. هز جلال رأسه رافضا الفكرة قائلا بضيق: _ يا سيادة اللواء بس دول في الأول والأخر رجاله وهي بنت.. لا سامحني بس أنا مش موافق. إستند فهمى بكلتا يديه على مكتبه.. وقطب جبينه قائلا: _ بس أنا قبل ما أرشح بنتك للقادة بالجيش إتأكدت إنها بنت بميت راجل وتقدر تدافع عن نفسها كويس قوى.. والرجالة بتوعنا بيضحوا بعمرهم علشان بنتك وبنتي وبنات مصر كلها ما يتأذوش تتخيل بقا إنهم ممكن يأذوها. خرج جاسر عن صمته وقال لطمأنة أخيه : _ أنا حاسس بيك يا جلال بس سهى هتساعد رجالتنا في الجيش إنهم يحموا البلد.. وباعدين إحنا هنبقى فخورين بيها لما تنجح ومصر كلها تتكلم عنها.. وهنكلمها طول الوقت سواء بالتليفون أو بالفيديو وبكده هنطمن عليها. فکر جلال قليلا فيما قالوه.. معهم حق فهي تستطيع حماية نفسها.. ولكن رجالنا في القوات المسلحة أهل للثقة بالنهاية .. خرج عن صمته وقال بتنهيدة مقتضبة : _ تمام.. على بركة الله.. بس بنتى أمانة في رقبتك يا سيادة اللواء. _ ما تقلقش عليها.. وأنا حابب أشكركم إنكم عندكم بنت زى سهى بذكائها وأدبها وقوة شخصيتها.. إنتم لازم تفتخروا بيها. إبتسم جلال بفخر وقال: _ شكرا يا فندم.. وربنا يوفقها ويوفقكم وتقدروا عليهم الكلاب دول . _ يا رب. عادوا الإخوة لمنزلهم.. جلسوا على طاولة بحديقة المنزل.. إقترب أدهم منهم وقال مستفسرا: _ كنتوا فين كده. رد جاسر قائلا بجدية : _ إقعد يا أدهم علشان الكلام كله يبقى قدامك. إستشعر أدهم توترهم وقلقهم وقال : قلقتنى يا بابا في ايه؟! أخرج جاسر هاتفه وهاتف سهى وطلب منها النزول إليهم.... بعد قليل جلست سهى معهم وهي في إنتظار قرارهم بفارغ الصبر... قص جاسر عليهم ما دار بينهم وبين اللواء فهمى وأنهم وافقوا على إنضمام سهى لهم بعد فترة.. وقف أدهم منتصبا بغضب وقال : _ مستحيل طبعا.. إنتم إزاى وافقتوا علي كده . جذبته سهى من يده وأجلسته وقالت هامسة: _ يا أخي حرام عليك اقعد .. أنا مش مصدقة أصلا إنهم وافقوا. حدجها أدهم بتعجب وقال : _ يعنى إنتى موافقة على الكلام ده؟! أومأت برأسها وقالت بصرامة : _ أيوة موافقة يا أدهم.. ده شغلی.. وباعدين هسألك سؤال لو سمحتلي... فرضا كانوا طلبوك إنت لمهمة في الجيش.. هتتأخر. زفر بضيق وقال مسرعا : _ أنا راجل.. وإنتي بنت.. عارفة يعنى إيه بنت. ردت بنظرة حادة: _ عارفة.. وموافقة أخدم بلدى حتى لو كانت حياتي تمن لده. تطلع إليها الجميع بفخر.. فقال جلال وهو يضمها بذراعه لكتفه : _ ربنا يحميكي.. بس هقول لأمك ومازن إيه إن شاء الله ؟! رد جاسر بعد تفكير: _ لما ييجي الوقت اللي هتبعد عننا فيه نبقي نقول إنها مسافرة برة مصر في مهمة مع الداخلية.. وإحنا وافقنا. فقالت سهى بفرحة: _ أنا مبسوطة قوى إنكم فهمتوا طبيعة شغلى.. إنتم أحلى أهل في الدنيا. إحتضن أدهم كفيها بين كفيه وقال وهو يتطلع إليها بحب : _ أنا واثق فيكی یا سهى.. وعارف إنك قد المهمة دى وقدود.. خليكي واثقة في نفسك أغلب الوقت تمام. ردت بحماس: _ حاضر يا أطيب أخ في الدنيا. ربت على كفها بكفيه وقال: _ حبيبتي ربنا يحميكي و ترجعي بالف سلامه. وقف جاسر وقال بتعب: _ يالا بقا كل واحد على بيته.. الدنيا بردت. وقف الجميع ماعادا أدهم إلتفت إليه جاسر وقال متعجبا: _ مش هتطلع يا أدهم؟! إبتسم أدهم ببراءة ماكرة وقال: _ لا أنا قاعد شوية.. إتفضلوا إنتم. ضحكت سهى عليه ووضعت أناملها في فمها وأصدرت صفير كصفير أدهم.. وقالت بخبث: _ تصبح على خير يا أدهومي. تصنع الإبتسام وقال ساخرا: _ وإنتي مش من أهله يا سو. صعدوا علي الدرج لتصطدم بهم فريدة اثناء هبوطها الدرج بسرعة.. إستجمعت أنفاسها وقالت بلهاث : _ آسفة يا عمى.. ما أخدتش بالي و الله . فسألها جلال بخبث : _ على فين يا فريدة. اجابته بخجل: _ ما إنت عارف يا بابا ولا لازم تحرجني وخلاص. تركتهم وهبطت الدرج.. وسط ضحكات الجميع.. إتجهت لمكانهم المعتاد.. فوجدته جالس بإنتظارها.. جلست بجواره وقالت: _ كنت عاوزني في حاجة يا أدهم. تطلع إليها بحب و هو يتأملها.. صغيرته أصبحت فتاة جميلة.. لم يعرف متى كبرت.. ولا كيف إبتعد عنها كل هذه السنوات.. حتى عاد إليها في النهاية.. حمل كفها الأيمن بين كفيه.. وتطلع لخاتمه الذي زين يدها.. ورفع يدها ناحية وجهه وقبل الخاتم ثم قبل يدها.. تسارعت دقات قلبها وجذبت يدها بسرعة .. وقالت بخجل: _ بطل بقا حركاتك دى لو سمحت . مال ناحيتها قائلاً بهمس: _ حركات إيه ده أنا لسه بسخن..التقيل جای ورا بس مش دلوقتى. ابتسمت بخفوت فقال متابعا: _ بحبك قوى يا ديدة. اتسعت إبتسامتها بخجل.. فأردف قائلا : _ وإنتى بتحبيني ولا. حاولت جاهدة أن تخفي خجلها.. والذي إرتسم على وجنتاها بحمرة لذيذة.. تلهب مشاعره ناحيتها أكثر وقالت مطرقة رأسها: _ أكيد إنت عارف إجابة سؤالك ده من زمان قوى. فتابع بنبرة صوته الخافتة: _ بس عاوز أسمع بودني علشان أتأكد. بدأت تفرك أصابعها من خجلها.. فقال مناكشا : _ اللى يشوفك وإنتى مكسوفة كده.. ما يعرفش إنك بتلعبي كراتيه وكونغ فو..لا وكمان زومبا. _ وكيك بوكسينج كمان. قالتها بثقة.. فرفع حاجبه مستغربا ما قالته و هو يقول : _ ليه كل ده یعنی.. اللي يشوف رقتك وجمالك ده.. ما يشوفكيش لما هتبقى بعضلات وهتبقى شبه الرجالة. ردت بتلقائية بريئة: _ يا حبيبى الزومبا والبوكسينج ..علشان أحافظ على جسمى إنه يفضل رشيق دايما. إقترب منها وهو يلتهمها بعينيه وقال: _ قولتي يا إيه ! إسترجعت كلماتها الأخيرة.. فعضت على شفتيها ووقفت بسرعة هاربة من نظراته الجريئة.. ولكنه بسرعة الفهد إجتذبها إليه.. وحاول التطلع داخل عيونها رغم هروبها منه.. و قال: _ لو ما قولتيش قولتي إيه تانى هفضل موقفك كده للصبح. هتفت فيه بحدة مستنكرة تلميحاته ولمساته : _ سبنى يا أدهم بقا لو سمحت. رفع رأسها ناحيته.. وتطلع داخل عيناها وقال محذرا: _ إنتى عرفانى.. ومش هسيبك غير لما تقولى يا حبیبی تانی. حاولت التملص من يديه أكثر من مرة ولكنه قد أحكم قبضته عليها.. تطلعت إليه بقوة وقالت: _ سبنى يا أدهم.. إنت لسه قايل بنفسك إنى بلعب كونغ فو.. فابعد أحسنلك ..وسبني يالا. قربها منه أكثر وهو يذوب داخل عيونها وقال هامسا: _ مش أنا اللي يتقاله كده يا فريدة. ودفعها بعيدا عنه وأخذ وضعية الملاكمة و حرك عنقه يمينا و يسارا و قال: _ ورينى بقا شطارتك.. لعبتى في عداد عمرك. صاحت بهم سهى من نافذتها: _ ها... أطلب الإسعاف. بينما إكتفت حياة بالتطلع إليهم بحنق.. حرکت فريدة رقبتها هي الاخرى وقالت بتوعد : _ ما تبقاش تزعل بقا من اللي هيحصلك. وهجمت هي عليه ولكنه تفادی ضرباتها بسرعة .. كانت دائما في وضعية الهجوم بينما إكتفى أدهم بوضعية الدفاع حتى لا يؤذيها.. قالت وهي تلكمه لكمه مفاجئة في بطنه : _ مش ناوى تضرب صح. تأوه من لكمتها و هو يضع كفه علي بطنه وقال بغضب: _ آآآه.. بقا كده.. إستحملى بقا. وبدأ هجومه الشرس عليها فصفر ياسين من شرفته وقال: _ أيوة كده يا أدهم إرفع راسنا. تفادت ضرباته بكل حرفية وإنحنت قليلا وفردت ساقها و بحركة دائرية رفعت قدمه عن الارض و بطريقة سريعة كان أدهـم ممددا على الأرض .. إعتدلت في وقفتها وقالت بشماتة: _ أفتكر كفاية عليك كده النهاردة. وقف وهو يستشيط غضبا.. ونفض الأتربة التي علقت بسترته وخلعها وقذفها بجواره..وقال بصرامة: _ ماشی یا فريدة.. والله لهوريكي ومش هرحمك. زادت قوة لكماته.. وهي تضحك عليه حتى إجتذبها من ذراعها ولفه بالقوة للخلف وأصبح ضهرها ملاصق لصدره.. تألمت و هي تحاول تخليص ذراعها و تمتمت بحدة : _ دراعي يا أدهم خف شوية. زاد توترها وهي تشعر بنبضات قلبه.. كأنها تردد إسمها.. وإسمها وفقط.. إقترب من أذنها هامسا بخفوت: _ ده بعينك.. وباعدين أنا مبسوط كده. ردت سهى بغضب: _ فريدة لو عايزة تفك إيدها منك..هتفكها في ثانية.. بس واضح كده إنها عجبتها الحركة دى. بينما صفق له ياسين وقال: _ أيوة كده يا أدهم متسبهاش. زاد غضب فريدة من كـلمات سهى فجذبت يدها بسرعة وعدلت من ملابسها وقالت: _ مبسوط دلوقتي..أهم بيتريقوا علينا. إقترب منها أدهم.. وقال وهو يحدجها بشوق: _ أنا بصراحة مبسوط.. وإطمنت إن أى حد هيلمسك هتظبطيه. إبتسمت له إبتسامة ساحرة وقالت بدلع : _ تصبح على خير... يا حبيي. والتفتت عائدة للمنزل... بينما وقف هو شاردا وقلبه يصرخ بحبها .. أخرجه ياسين من شروده قائلا: _ إطلع يا حبيبى نام.. الفيلم خلص. ردت مي بضحكة عالية : _ عندك حق يا سنسونتي كأننا كنا بتفرج على فيلم لبروسلى. فقال ياسين بحنق: _ إطلع بسرعة يا أدهم.. خلينا نطفيلها التليفزيون

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514