وقفت سهى تتطلع للمجندين بخوف بعدما خلعوا الجزء العلوى من ملابسهم فظهرت عضلاتهم المبالغ بها .. أخرجها ريان من شرودها و هو يقترب منها قائلا بإشفاق : _ ما تقلقيش والله مش هسيبك.. وهبقى حنين معاكى. زمت شفتيها وحركتها يمينا ويسارا بسرعة وقالت ساخرة: _مش مصدقاك برضه.. إنت لما بتشوف سامح بتتحول يا ريان. إعتدل ريان في وقفته وقال ببديهية : _ طبعا مش القائد بتاعى.. لازم احترمه وأنفذ أوامره. فقالت وهي تحدج سامح بسخط : _ لا والله.. طيب القائد شرف يا أخويا لما نشوف اخرتها معاكم. وقف سامح أمام الجميع وبدأ في وصف ما سيتم فعله.. وسهى تشعر بالضيق.. بدأ العراك بين جميع المجندون فتطلعت سهى لريان وقالت بنبرة تحذيرية : _ عليا النعمة من نعمة ربي لو إتغابيت لهخاصمك. ضحك ضحكة عالية وقال و هو يتخذ وضعية للهجوم : _ما تقلقيش بقا.. إعملي زیی وحاولي تضربینی و انا همثل اني بتوجع. حركت سهي رقبتها.. وأخذت وضعية الهجوم وقالت بسخرية من ريان و هي تطالعه بندية : _ أعمل زيك إيه بس دى حركة قديمة قوى. وفجأة تلقى ريان ضربات لم يكن يتوقعها على الإطلاق.. ولم يتوقعها الجميع.. لدقائق كان ينازلها بصدمة و يتصدى ضرباتها بحرفية... وقف سامح متابعا لما يحدث بتعجب.. وريان مكتفى بالدفاع عن نفسه منها.. إبتعدت عن ريان وقالت : _ مالك يا إبنى إنشف شوية.. ويالا لاعبنى. سألها ريان بتعجب و هو يقف قليلا ملتقطا أنفاسه : _ إنتى بتلعبي كونغ فو. ردت بابتسامة ماكرة: _ بلعب كونغ فو.. ومعايا الحزام الإسود في الكراتيه.. وبتمرن بوكسينج کمان. وهنا تلقى ريان ركلة قوية من قدمها ببطنه.. إبتعد عنها وقال متألما و هو منحني و متمسكا ببطنه : _ آااااه... أنا الحق عليا إنى إتساهلت معاكي.. قابلی بقاده أنا هسنجفك. وبدأ النزال الحقيقي بينهما.. رغم فارق القوة البنيانية.. إلا أنها كانت تنازله بمهاره.. إقترب ماجد من سامح وقال له بملامح مشدوهة : _ سامح.. إنت مصدق اللي إحنا شايفينه ده؟! إبتسم سامح وقال متعجبا: _ لأ مش مصدق.. ده بجد.. دی سهى بتاعت الصن بلوك. ربت ماجد على كتف سامح وقال: _ مضايقهاش تاني بقا.. لتتغابي عليك. طالعه سامح وهو قاطب جبينه من غضبه و قال بحدة : _ مين ده .. ده أنا أفعصها بصباع رجلى. تنفست سهى بصعوبة وقالت: _ هي الخناقة دى مش هتتفض بقا.. إحنا نبلغ الشرطة وهي تتصرف. ضحك ريان ضحكة عالية وقال: _ إنتى مالك النهاردة.. ضاربه إيه عالصبح. تنهدت بإرهاق وردت ساخرة: _ ضاربة من اللي ضربت منه يا أخويا فول. لاحظ تنفسها بصعوبة.. فابتسم قائلا: _ شكلك تعبتى صح.. فشفشتك أنا برضه. زمت شفتيها وقالت بحنق: _ مين ده.. ده إنت محتاج دكتور يا إبني يصلح خلقتك اللي باظت دى. إنتهى الإشتباك.. ووقف سامح قبالتهم وقال بجدية : _ عاوزكم دلوقتى يا وحوش تنقذوا الحركة اللى بيها تشلوا حركة العدو وتفقدوه توازنه بسرعة ..جاهزين. رد عليه الجميع في وقت واحد بصرامة: _ تمام يا فندم. تطلع ريان لسهى بإبتسامة خبيثة وقال: _ أنا اللي هبدأ.. معاكى ربك بقا. زمت شفتيها وقالت متصنعة الغضب: _ كده يا ريان.. هزعل منك والله. تعالى صياح سامح وقال: _ إبدأ. وفجأة طارت سهى في الهواء وهبطت بسرعة على الأرض.. فصرخت متألمة: _ آآآآآآه.. الله يحرقك يا بعيد.. إنت ما سمعتش الهندسة قالك العدو.. أنا بقيت من الأعداء وأنا ما أعرفش. ضحك ريان وقال وهو يمد إليها يده ليساعدها علي الوقوف : _ قومى يالا علشان هتنفذي الحركة دى معايا. وضعت يدها علي ظهرها و قالت بألم : _ ضهري.. لو سمحت يا سيادة الرائد. أشارت سهى لسامح... فاقترب منها بقلق هو وماجد.. فسألها ماجد بسرعة: _ إنتى كويسة يا سهى. ردت وهي مازالت جالسة علي الأرض: _ الحمد لله.. وسع شوية يا ماجد لو سمحت. إبتعد قليلا عن مرمي بصرها ..فوجهت حديثها لسامح وقالت: _ بص يا هندسة.. إنت معاك حق.. أنا عاوزة أروح عند أمي. ضحك سامح ضحكة عالية على حالتها وقال بإصرار : _ لا مافيش مرواح في حته.. وقومي يالا نفذي الحركة مع ريان. إحتدت نظراتها نحوه.. وإنفجرت به قائلة بسخرية : _ يا صلاة النبي.. إنت عاوزني أرفع ضرفة الباب ده وألفه في الهوا وأنزل بيه على الأرض مش كده.. هو حد قالك إنى كنت بشتغل فطاطرى قبل ما أقابلك. تعالت ضحكات الجميع من حولهم و سامح يحك أنفه مسيطرا علي ضحكاته بينما طالعتهم بضيق و قالت بسرعة: _ إضحكوا إضحكوا.. ربنا عالمفتری.. ماشی یا ریان مش هكلمك تاني. مدت يدها ناحية ماجد وقالت بوهن : _ إيدك يا ماجد يا أخويا.. ربنا ما يوقعك في ضيقة. مد ماجد يده ناحيتها وهو في نوبة ضحك حد الدموع.. وقفت ممسكة بظهرها وقالت بتأوه شديد : _ خلصوا بقا إنتوا العاركة دى.. ولما تخلصوا إدونى رنة أكون إرتاحت شوية . همت منصرفة.. أوقفها سامح بسرعة قائلا: _ أقعدى هنا.. ورانا حاجات كتير لسه هنهزر و لا إيه . تطلعت له تستعطفه بنظرات طفولية بريئة وقالت بحزن: _ لا ما خلاص يا معلم.. كان فيه وخلص والله.. تعرف لو كنت جيت بدرى.. كنت لحقت.. بس ربك بقا ماليكش نصيب. ضحك عليها وقال متصنعا الحزم : _ يا بنتى إنتى علیکی حاجات.. بس برضه مش هسيبك . ردت سهى مسرعة : _ لا والله.. خليها معاك عليا النعمة ما هي راجعة.. خد بالك من نفسك يا هندسة أمشى أنا بقى . إجتذبها سامح من ذراعها وقال بتعجب: _ هي مين دى اللى مش راجعة انتي عاوزة تجننيني ؟! ردت بتلقائية: _ كلمتى يا أخويا... مش قولتلك خلاص خلصت. زفر بضيق.. ثم قال بغضب: _ أستغفر الله العظيم.. إسكتى بقا.. وأقفى إنتباه . حركت كتفيها باستسلام وقالت: _ منين..ما ضهرى إتعوج خلاص و مش هيفرد عن قريب . زاد ضحك الجميع.. فاقترب منها ريان وقال بخجل : _ أنا آسف والله سامحيني . تطلعت إليه بغضب وقالت: _ أنا عندى أوبشن تاني يا أخويا.. ما إنت القائد بتاعي . أشار سامح لريان بعينه فأومأ برأسه متفهما و قال لها بهدوء : _ تعالي يالا أوصلك لأوضتك إرتاحي شوية . إستندت علي يده و هي مازالت متمسكة بظهرها بألم و تتمتم بضيق .. كانت شاردة بالسماء التي غزتها الشمس بهيمنة غريبة و هي تشعر بضيق غريب منافي لسعادتها التي ملأتها مؤخرا سواء بعودة أدهم أو برحلتهم الجميلة تلك .. وقف أدهم خلف فريدة وقال بمداعبة : _ يا صباح اللي بتغنى . إلتفتت إليه قائلة بغضب: _ إنت فين يا أدهم ؟! رد مسرعا متفاديا نوبة غضبها الموشكة علي الحدوث و المرتسمة علي وجهها الحانق : _ كنت بظبط كل حاجة علشان هنروح شاطئ عجيبة . لمعت عيناها.. وقالت بفرحة: _ هو ده بقا.. هنمشى إمتى ؟! تطلع أدهم لساعته وقال بجدية : _ كمان ساعة تقريبا و كل حاجة جهزت الحمد لله .. دي مسئولية صعبة . ثم إبتسم إبتسامة جانبية و هو يتعمق بعينيها التي تحولت للون العسلي نتيجة إختلاطها بضوء الشمس و قال بنظرات ذات مغزى : _ وحشتيني قوى قوى قوى . إبتسمت بخجل وقالت بإرتباك : _ إحم.. أنا هروح أعرف ليلي اننا هنمشي دلوقتي .. سلام . تركته وإبتعدت وهو هائم بها كعادته كلما وقعت عليها عينيه التي تلتهمها بشوق مهلك .. قابلت فريدة ياسين في باحة الفندق جالسا بمفرده .. فتجاهلته عن عمد .. إقترب منها وقال لائما : _ زعلانة منى للدرجة دى يا ديدة ؟! نظرت له بضيق وقالت بحدة لاذعة : _ أنا محبش حد يزعل صاحبتي مهما كان مين و خصوصا انها يتيمة و موت باباها خلاها هشة و انا من يومها و بحس انه انا مامتها مش صاحبتها . طأطأ رأسه بأسف.. وقال بتنهيدة حزينة : _ خلاص يا ستى أنا آسف و مش هزعلها تاني و الله ..هي فين وأنا أعتذر لها . ردت فريدة بغضب: _ مش راضية تسيب الأوضة .. أول مرة أشوفها حزينة كده . إعتصر عينيه بألم وقال : _ طب ممكن أجى معاكى أصالحها ؟ فكرت قليلا.. ثم قالت بإبتسامة هادئة : _ تمام.. قدامی یا رخم . توجهوا لغرفة فريدة.. فطرقت فريدة الباب.. فتحت ليلى الباب لتتفاجأ بياسين أمامها.. تطلع إليها بإعجاب و هو يعض علي شفتيه فهي كانت ترتدى شورت و تي شيرت للنوم ولكنها لم تمهله ثانية أخرى وصفعت الباب في وجهه.. ضحكت فريدة وقالت بقلق: _ كده أنا ليلتي سودا.. إنزل إنت يا ياسين.. ربنا معايا بقا . رد مسرعا بإبتسامة هيام متذكرا هيأتها المثيرة : _ لا مش هنزل غير لما تصالحنى . فتحت فريدة الغرفة بمفتاحها وأغلقت الباب ورائها.. لتنفجر بها ليلي قائلة بغضب: _ بتستعبطى يا فريدة بتخبطى عليا وإنتى عارفة إنى بهدوم النوم لسه.. والالقى قريبك ده في وشي . حاولت فريدة تهدأتها وقالت بتعقل : _ طب إهدى يا لولة بس.. هو كان جاي يعتذرلك و الله و متضايق انه زعلك . إكفهر وجه ليلى وقالت بسخط: _ مش عايزة منه حاجة..خليه يبعد عنى خالص انتي فاهمة . تطلعت فريدة بباب الغرفة الذي يقف ياسين خلفه و قالت بصوت خفيض : _ ليه كل ده يعني .. انتي مكبرة الموضوع من غير سبب . لملمت ليلي شعراتها الصفراء و قالت بصياح هيستيري : _ قولتلك كفاية مش عاوزة أسمع حاجة عنه إرحموني بقا . وصلت كلماتها لمسامع ياسين.. فابتعد عن غرفتهم بغضب .. بينما قالت فريدة بقلق: _ هشش .. ياسين واقف برة يا مجنونة . هتفت فيها بحدة : _ ما يوقف.. أنا مش عاوزة أشوفه أصلا . إبتعدت فريدة عنها و فتحت الباب كي تعتذر منه فلم تجده .. تطلعت يمينا و يسارا لم تجد له آثر فوقفت لثواني تفكر في موقفهما بتعجب ثم هزت كتفيها بتسليم و دلفت للغرفة ثانية .. إنتهت الراحة.. زفرت سهى بتعب بعد هذا المجهود الذي أخذ من وقتها كثيرا وهي تعمل أمام حاسوبها وأرجعت ظهرها للوراء.. وحركت عنقها للجانبين وهي تفركه بيدها.. إسترخت على المقعد قليلا.. وأغمضت عيناها لتريحهما إستعداد لموجة التعذيب القادمة .. ذهب ريان لغرفتها.. طرق الباب.. فتحت له وهي تحمل بداخل عينيها نظرة لوم.. إبتسم لها وقال: _ والله آسف . لم تتمالك نفسها وإبتسمت بهدوء وقالت: _ بتفكرني بمازن أخويا.. مش بعرف أزعل منك.. زى بعضه . سألها بضحكته الدافئة: _ يعنى خلاص صافي يا لبن . أومات سهى برأسها وقالت بإبتسامة رائقة : _ تمام.. الغدا جهز . رد متذكرا: _ صحيح ما أنا جاى أخدك يالا . أومأت برأسها و قالت يهدء : _ ثواني وهحصلك مش هتأخر . دخلت غرفتها.. أغلقت حاسوبها بسعادة بعدما توصلت لمعلومات مهمة في قضيتها و تنتظر ردة فعل سامح عندما يعلم بما توصلت إليه بمفردها .. إرتدت ملابسها العسكرية وحذائها الرياضي.. وخرجت مسرعة.. إنتبهت لغرفة مفتوحة.. دلفتها.. فوجدتها كغرفة تمرين الزومبا و المرآة حولها بكل مكان و الأرضية من الخشب الناعم تحت قدمها فلفت حول نفسها وابتسمت وقالت: _ واو..هما بيرقصوا هنا زومبا برضه . كان سامح في طريقه للميس.. فوجد تجمع لبعض المجندين أمام إحدى الغرف.. ما أن رأوه قادما حتى إبتعدوا وإتجهوا للميس.. تطلع سامح داخل الغرفة بفضول لتتسع عينيه بغضب و هو يرى سهى وهي ترقص بحركات إيقاعية سريعة.. واضعة سماعات الهاتف في أذنها.. عض على شفتيه من غضبه ودخل الغرفة مسرعا.. إنتبهت سهى لدخوله فشهقت بخوف وصاحت بغضب: _ مش تخبط قبل ما تدخل كده يا أخينا إنت . قطب سامح جبينه وقال بتجهم : _ يا سلام..مكسوفة يا بت اني دخلت فجأة و شوفتك .. دى الدفعة كلها إتفرجت علیکی . ضيقت عيناها بعدم فهم وقالت: _ إزاى یعنی.. مش فاهمة . أشار إليها على إحدى النوافذ المفتوحة وقال ساخرا: _ من الشباك ده يا هانم.. واقفة تترقصى في معسكر للقوات الخاصة .. هو اللي في دماغك ده مخ و لا مخ بالردة . ردت وهي تحدجه بحنق: _ إيه واقفة أترقص دى.. ده تمرين زومبا.. أفك بيه عضلاتى اللي إتشنجت و إتكسرت وإتحمصت بسببك . رد وقد زاد علو صوته: _ زومبا إيه وزفت إيه.. هو إنتى هنا في رحلة . أغمضت عينيها ثم فتحتهما دليل على نفاذ صبرها وقالت بتحذير: _ أى حاجة أعملها ما تخصكش فاهم .. أنا حرة.. طالما شغلى ماشى تمام.. مالكش دعوة بيا..مفهوم . أمسكها من ذراعها بالقوة وقال وهو يتطلع داخل عيونها والشرر يتطاير من عينيه: _ إنتي قليلة الأدب وأنا هربيكي . ضحكت ضحكتها العالية وقالت و هي تستمتع بقربه منها : _ تربى مين حضرتك روح ربي لسانك الأول . رفع سامح حاجبه متعجبا.. ثم قال بنبرة متوعدة : _ أربي لساني ها... طب قدامی بقا یا هانم . صعد الجميع للحافلة بعدما إطمئن أدهم عليهم أشار للسائق بالتحرك .. إقتربت فريدة من ليلى التي تجلس بالمقعد المجاور لها وقالت بترفق : _ فكي بقا يا لولة خلاص.. دول يومين بس عاوزين نستمتع بيهم . جلس أدهم بالمقاعد المقابلة لهم وأكد على كلام فريدة : _ فريدة عندها حق يا ليلى..إضحكي يالا بلاش كآبة مش لايقة عليكي أصلا يا ضرتي . إبتسمت ليلى علي مزاحه وقالت بضيق مفتعل : _ أن ضرتك يا أدهم ؟! أومأ برأسه و قال من بين أسنانه بغيظ : _ أيوة ضرتي .. لما فريدة تسيبني و تقعد جنبك إنتي علشان تراضيكي لازم أتغاظ طبعا . تأبطت ليلي ذراع فريدة و طالعتهما قائلة بنبرة حزينة : _ أنا ماليش إخوات.. بس ربنا عوضني بيكم ربنا يخليكوا ليا . ردت فريدة و هي تضم رأسها لصدرها : _ حبيبتي يا لولتی إنتي نصي التاني و أقرب خد لقلبي بعد سهي و الله . شردت فريدة قليلا و قالت بهمس خافت : _ يا ترى سهي عاملة إيه ؟! وصلوا أخيرا لشاطئ عجيبة.. ترجلوا من الحافلة.. وقف أدهم أمام الشباب وقال يصرامة : _ معلش یا شباب ده آخر الباص.. وإحنا هنكمل الباقي مشي.. المكان هناك يجنن ويستحق نمشيله شوية. وصلت سيارة مازن بنفس الوقت فصفها وترجل الجميع منها.. توجهوا لشاطئ من أجمل شواطئ مصر بصفاء مياهه و هدوءه المريح للعين و النفس .. تطلع أدهم أمامه وقال بإعجاب: _ سبحان الله المكان يجنن بشكل . رد مازن بنظرة إنبهار و هو يضع كفيه في بنطاله : _ عندك حق يا أدهم.. ده عالمي . إلتفت عمر ناحية فريدة وقال بنظرات عميقة : _ عندك حق الصراحة ... ده اجمل مكان شوفته في حياتي. ردت فريدة وهي تتطلع لأدهم متجاهلة عمر و نظراته الوقحة : _ كويس إنها عجبتكم.. أنا أفكارى دايما جهبزية . ضحك أدهم وقال و هو يحتضن كفها بين راحته بتملك : _ جهبزية ؟! دى لغة جديدة نزلت في السوق ولا إيه ؟ زمت فريدة شفتيها.. وقالت بدلالها المثير : _ كده يا أدهم.. مخمصاك . صك عمر على أسنانه من غضبه.. بينما إقترب منها أدهم بهيام وقال بصوت خافت : _ بقولك إيه إرحمى أمي العيانة.. أنا أول ما هرجع هنختار الفرش علشان أول الإمتحانات ما تخلص نتجوز وقتی أنا تعبت . وخزته في ذراعه وقالت هامسة: _ طب إتلم بقا مازن هيعلقني . غمز لها بعينه و قال : _ ده أنا أعلقه من ودانه لو بص ناحيتك بس . جذب سامح سهى من يدها بالقوة..وإتجه ناحية غرفتها.. وقال: _ والله لأعلمك الأدب. يا أنا يا إنتي . تألمت من يده القابضة على رصفها بالقوة ويجرها ورائه وقالت: _ سيب إيدى بقا. وجعتني . رد سامح بصرامة: _ لأ مش سايبك..وهعرفك تتكلمي معايا بأدب إزاى. أدخلها لغرفتها بالقوة.. رفع سبابته في وجهها وقال بغضب: _ هتقعدى هنا.. وما فيش غدا.. ولو كترتى في الكلام مافيش عشا . ضحكت وقالت وهي تحدجه بتحدى: _ يا سلام.. خفت أنا كده.. طلب إيه رأيك بقا إنى أنا اللى هعاقبك . عقد ذراعيه أمام صدره وقال متعجبا: _ لا والله.. وهتعاقبيني إزاى إن شاء الله . إقتربت منه ذائبة بقسمات عينيه التي باتت تشعر بالآمان و الراحة بمجرد أن تقع بآسرها.. حركت كتفيها وقالت بتحدى: _ هأضرب عن الطعام بمزاجي.. ولما حد يسألني.. هقول إنه إنت اللي منعت عنى الأكل . ضحك ضحكة عالية و هو يهز رأسه .. فدق قلبها بسرعة و إبتلعت ريقها بتوتر و هي تستجديه أن يتوقف قبل أن تنهار قواها أمامه و تتمسك بذراعه و تعترف بعشقها له .. إقترب منها أكثر في حركة مفاجأة وقال بتحدى: _ إعملى اللى إنتي عيزاه .. وأنا بتحداكي إنك تعملى اللى قولتي عليه . جلست على مكتبها هاربة من محيطه المربك لها وقالت وهي تحدجه بمكر: _ هنشوف أنا ولا إنت. سحبت عقدة شعراتها و تركته منسابا علي ظهرها بتموجاته المتمردة مثلها و هي تقول بجدية : _ تعالى بقا نتكلم جد شوية... أنا وصلت لمعلومات مهمة جدا . فتحت حاسوبها.. فوقف ورائها كالعادة و هو يقاوم لمس شعراتها مكبلا ذراعيه .. شرحت له تفاصيل المعلومات التي تحصلت عليها و بعض المعلومات الارشادية عن هوية تلك الخلية و ما يدبرون له .. وعلى الإحداثيات لمكان الخلية.. إتسعت عيناه من المفاجأة.. وقال بفرحة : _ تعرفي تحمليلي كل المعلومات دى على فلاشة . مدت يدها بفلاشة وقالت و هي تثني رقبتها للخلف ناحيته : _ جاهزة يا فندم . أمسك بالفلاشة.. وبرقت عينيه من الفرحة.. وقال بحماس: _ حلو قوى.. هروح بقا بالمعلومات للقائد.. يالا سلام . سار بضع خطوات و وقف مكانه لثواني ثم إلتت إليها و قال : _ برافو عليكي .. علي فكرة أنا من أول مرة بينتي شطارتك و أنا كنت واثق إنك هتعملي حاجة . رفعت طرف شفتها و قالت بتذمر : _ بس كده مافيش حاجة تاني عاوز تقولها . إبتسم بهدوء و هو يتعمق بعينيها و لأول مرة تتوقف عينيه علي شفتيها لثواني جعلتها تتنحنح بخجل بينما إلتفت هو وتركها وإنصرف ظلت بغرفتها تعمل على مهمتها بسعادة بعدما لمعت عينى سامح من الفرحة .. لطالما عاشت تهتم بنفسها و فقط و الآن فهى على أتم إستعداد لفعل أي شئ لإسعاده .. رغم آلام جسدها إلا أنها تابعت العمل بحذر و هي تحاول طرد إبتسامته و نظراته من عقلها . بعد تناولهم وجبة الغداء التي أحضرها أدهم معه کمشرف للرحلة.. بدأ البعض في لعب الكرة الشاطئية.. والبعض يتحدث سويا أحاديث جانبية .. والبعض يلعب أسئلة وأجوبة.. إقترب ياسين من ليلى وجلس بجوارها وقال بصوته الرجولي العميق : _ أنا آسف . تطلعت إليه بلوم و قد إتسعت عيناها و برز لونهما الأزرق و كأنها تطلق شظايا غضبها ناحيته .. بينما تنهد هو وقال بإبتسامة واسعة: _ يخرب بيت جمال عنيكى الزرقا دی هتموتني في مرة و أنا ببص جواها . إبتلعت ليلى ريقها و إبتعدت بعينيها عنه و هي تهدر بغضب: _ إحترم نفسك لو سمحت.. وإبعد عنى شوية . ضحك باستخفاف وقال: _ من قلبك .. أتحداكي تبصي في عنيا و تقولي كده . مررت أناملها في شعراتها في حركة أظهرت إرتباكها أكثر من تواجده و قالت بتلعثم : _ أقدر طبعا بس .. بس أنا مش عاوزة أشوفك قدامي أصلا . جذب يديها التي تعبث في شعراتها و قال بترفق : _ طب إهدى شعرك ذنبه إيه بس هتقطعيه . سحبت يدها منه و هي تردد بحدة : _ مالكش دعوة إنت شعرى و انا حرة فيه . اغلق عينيه و فتجهما دليل علي فقدان صبره و ال بعبوس و هو يقف مبتعدا عنها : _ بقا كده.. براحتك... أنا اللى غلطان أصلا . إبتعد عنها غاضبا و هو يركل بقدمه كل ما يقابله منفسا عن ناره .. ووقف أمام البحر يتأمله بضيق .. إنحني قليلا وجمع بعض من الحصى وبدأ في قذفه ناحية البحر بغضب.. إقتربت منه فتاة وقالت بصوت رقيق : _ إنت بترمي الحصى غلط. إلتفت اليها ياسين قاطبا حاجبه بتعجب و تسائل : _ نعم ؟! وقفت إلي جواره و قالت بابتسامة ناعمة : _ انت بترميه غلط .. إرميه كده . أخذت بعض الحصى وبدأت تقذفه وهى مائلة بجسدها الذي رفع تنورتها قليلا و كشفت عن ساقيها إبتعد ياسين بعينيه عنها و طالع الحصي بتركيز افضل له .. فقفزت الحصى على وجه الماء لمساحة كبيرة .. ضحك ياسين وقال بصدمة : _ يا بنت اللذين .. عرفيني تاني كده بتعمليها إزاى . فقالت مازحة و هي تطالعه بجرأه متجولة بعينيها علي جسده العريض و سماره المغرى : _ تدفع كام وأنا أقولك ؟! حدجها ياسين بإبتسامة هادئة وقال بمداعبة : _ اللي إنتى عوزاه.. أؤمرى يا قمر . ضحكت ضحكة عالية.. فقال ياسين مازحا: _ أموت أنا.. إحنا ليلتنا فل بالصلاة عالنبي . _ عليه الصلاة والسلام يا أخويا . إلتفت ياسين ورائه على صوت ليلى التي إقتربت منهم و وقفت خلف الفتاه و سحبت تنورتها للأسفا قليلا وقالت: _ معلش أصل لما هتوطي تاني كل حاجة بتبان قولت أسترك .. انتي عارفة من ستر مؤمن في الدنيا .. رغم انه مالكيش علاقة بمؤمن دي بس زى بعضه . إلتفت الفتاة ناحيتها و قالت بعبوس : _ ايه اللي انتي بتقوليه ده ؟! عدلت ليلي قميصها القصير و قالت بنظرات حازمة : _ عاوزة إيه يا أمل ؟! أجابتها بغرور: _ مش عاوزة حاجة.. في حاجة إنتى ؟! إبتسمت ليلى بسخرية وقالت: _ في محشى أغر فلك يا قطة . كظم ياسين ضحكاته علي هيأتها الصارمة بينما أشارت ليلي بيدها و قالت بنبرة تحذيرية : _ إتكلى على الله.. بدل ما أعملها معاكي و اظن انتي عارفاني كويس . تطلعت إليها الفتاة بغضب.. و تطلعت بياسين بإبتسامة رقيقة و حيته برأسها وتركتهم وإنصرفت.. إقترب ياسين من ليلى وقال بخبث: _ مش فاهم إتحمقتى كده ليه . ردت ليلى بصوت متحير: _ إيه إتحمقتى دى.. عادی یعنی دی بنت مش مظبوطة.. وخفت عليك منها . إقترب منها أكثر وإبتسم بمكر قائلا: _ ليه عيل صغير مش هعرف بتعامل مع مين ؟! إبتعدت عنه قليلا بعدما لاحظت نظراته الجريئة وقالت: _ خلاص یا سیدی sorry الحق عليا خوفت عليك . هز رأسه بتفهم و قال : _ يا ترى بالصدفة شوفتينا مع بعض و لا عنيكي ماشية ورايا مثلا . صكت أسنانها و هي تلعن تلقائيتها و تصرفها الغير محسوب وو قالت بهدوء مصطنع : _ ما تعطيش لنفسك أكتر من حجمها يا ياسين علشان ما تتوجعش . تركته وعادت مكانها.. عاد بعينيه للبحر و هو يشعر بألم غريب في قلبه الذي خلق كي تكن هي ساكنته بحصرية باتت تخنقه .. وقفت می بعدما تابعت ما يحدث بتعجب و إتجهت ناحية ياسين.. وقفت بجواره.. وقد لاحظت شروده و ملامحه الغاضبة التي تشرح ما يدور بعقله .. فقالت بمرحها المعتاد كي تخرجه من حالته تلك : _ سنسونتي.. قالشنى إنت من ساعة ما وصلنا .. ايه ماليش حق عليك . هتف فيها ياسين بحنق وقال: _ إبعدى عنى يا مى دلوقتي.. أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدام وشي . جفلت بعينيها لصراخه بها وقالت بخوف: _ هو أنا كل ما أكلمك تزعقلى .. انا عملتلك ايه . التف ناحيتها و قال بصياح غاضب : _ و لما انتي عارفة اللي هيحصلك بتكلميني ليه ؟ إبتلعت ريقها و قالت بترفق : _ حسيتك زعلان و متضايق قلبي وجعني علشانك لاني اتعودت انك بتضحك و بس و ما هانش عليا اشوفك مكشر كده . هدأ قليلا لائما نفسه وقال بإبتسامة خافتة : _ سامحيني يا ميوش.. غصب عنى والله . إبتسمت برقة وقالت: _ مسمحاك يا سيدى.. قولى إيه اللي مزعلك بقا ؟ تنهد بألم وهو يتطلع ليلى وقال بألم : _ تعبان قوى.. ونفسي أرتاح . ربتت على كتفه وقالت بحنان: _ ربنا يريح قلبك.. إنت طيب قوى وحنين قوى و الضحكة علي وشك احلي ميت مرة من التكشيرة الوحشة دي . إتسعت إبتسامته و قال بكلمات يعلم انها ستؤذيها و تجرحها و لكن كي لا يعلقها بحباله اكثر من ذلك : _ شكرا يا ميوش.. إنتى كمان طيبة قوى.. ربنا يرزقك بإبن الحلال اللي يحبك بجد لانك تستاهلي حد مميز يقدر قيمتك كويس . شعرت مى بغصة في حلقها و اختناق خفيف .. فالتفتت بسرعة تخفي دموعها التي ملأت عيناها.. و قالت بصوت متحشرج : _ و انت كمان يا ياسين .. بعد اذنك . إبتعدت عنه مسرعة و تركت جمعهم و صعدت لغرفتها و بمجرد ما أغلقت الباب حتي إنهارت جالسة علي الارض و هي تبكي بنحيب مرددة بضعف : _ معاه حق هيحبني ليه .. حد يحب واحدة بالحجم ده .. يعني هيسيب كل بنات الجامعة و يبصلي . وقفت بتثاقل و سارت حتي المرآة و تطلعتلنفسها بها و دون ان تشعر حملت فرشاة حياة و القتها بكل قوتها ناحيتها فتهشمت كليا .. وقفت تتطلع لصورها المشوهة بقطع الزجج المحطمة و قالت بقوة و هي تكفف دمعاتها كأنها مشمئزة منها : _ كفاية بقا .. انا لازم اتغير و ابقي زي اي بنت مش هسمح لنفسي افضل في سجن زيادة وزني ده كتير .. و مش علشان حد ده علشاني انا و بس . سحبت نفسا طويلا و هاتفت العاملون بالفندق و طلبت منهم ان ينظفوا الزجاج المتناثر قبل عودة حياة و تحمل تكاليف كل شىء .. في المساء عاد الجميع للفندق.. بعد تناول وجبة العشاء.. إقترب مازن من عائلته وقال بحماس : _ إنتم قاعدين هنا والشباب هايصين برة . وقف عمر وقال بسعادة : _ أيوة بقا.. ده أنا كنت قربت أمل من القعدة كده . فقال ياسين وهو يتطلع لليلى بنظرات متقطعة: _ سامع اغاني .. في رقص یعنی یا مازن ؟ إبتسم مازن بمكر بعدما فهم مغزاه و قال : _ ده في بلاوى برة.. يالا بينا هتفضلوا قاعدين كده . خرجوا جميعا.. إقترب عمر وياسين من الشباب وإندمجوا معهم وبدأوا في الرقص.. ضحك مازن علي هيئة ليلي التي تفرك اناملها و هي تعض شفتيها بغضب و تحرك ساقها بهيستيرية وقال: _ وأنا هقف هنا أعمل إيه.. تعالى معايا يا أدهم . ردت فريدة بسرعة: _ يجى معاك فين يا أستاذ إنت.. إمشى يالا . ضحك مازن وقال ساخرا: _ هتسيبها تمشى كلامها عليك من أولها يا وحش عيلة المهدى . رد أدهم بثقة: _ مين ده.. ده إحنا جامدين قوى یعنی . رفعت فريدة حاجبها وقالت: _ يعنى إيه الكلام ده ؟! رد أدهم بسرعة و هو يتأمل جمال غضبها : _ يعنى مش رايح معاه طبعا . إبتعد مازن وهو يضحك عليه بينما وقفت حياة على نار من غضبها.. لم تكن حياة فقط الغاضبة فليلي لا تقل عنها.. بعدما رقص ياسين مع تلك الفتاة مرة أخرى .. اقترب منه مازن و قال بجوار أذنه : _ خف شوية يا ابني ليلي هتفرقع زى البلونة اقسم بالله . لاحظت فريدة غضب ليلى فسألتها بقلق: _ مالك يا لولة متضايقة ليه ؟! ردت ليلى بتلقائية وعيونها تشع نارا: _ شايفة البت اللي إسمها أمل بتعمل إيه مع إبن عمك . ردت فريدة باشمئزاز: _ هي فعلا مزوداها قوى بس عادى يعنى إيه اللي ضايقك منها ما إنتى عرفاها . ردت ليلى بغضب وقالت و هي تقف بحدة : _ ولا حاجة يا فريدة.. أنا هتمشى شوية زهقانة . إبتعدت ليلى عنهم.. وصعدت إحدى الصخور وجلست عليها.. تنهدت بقلق وقالت في نفسها: _ أنا مش فاهمة إيه اللي بيحصلى.. من يوم ما قالي إنه بيحبني وأنا متلخبطة ليه.. معقول أكون بدأت أحبه.. طب لو مش حب.. ليه إتضايقت لما شوفته مع الزفتة دى.. أنا مش فاهمة حاجة خلاص . زفرت بضيق وقالت: _ لأ مش معقول ! _ هو إيه ده اللى مش معقول.. إنتي بتكلمي نفسك ؟! تطلعت ليلى بياسين..ثم قالت ساخرة: _ إيه ده سبت الهانم لوحدها.. يا قلبك يا أخي.. دی حتى ما تتسابش . ضحك ياسين ضحكة عالية وقال وهو يجلس بجوارها: _ عندك حق والله.. هي الصراحة صاروخ . ضربته في كتفه بغضب وقالت: _ طب قوم من هنا يالا.. غور من وشى احسنلك . تألم من ضربتها.. وقال بضحك: _ آه.. كتفى إتخلع يا مفترية.. إيد دى ولا مرزبة . ردت ساخرة: _ لا بلطة يا خفيف.. مش عاوزة أشوفك إمشى من قدامي . مسك ذراعيها بقوة وقربها منه متعمدا حصارها في مكانها وإرباكها .. تفاجأت من إقترابه الشديد منها.. وإزدردت ريقها بتوتر رهيب.. تطلع داخل عيونها بنظرات قوية تحمل العزيمة والإصرار وقال مؤكدا بثبات : _ بتغيرى عليا صح ؟ زادت دقات قلبها وارتعشت يداها.. وشعرت بإحتباس أنفاسها وبإضطراب شديد يجتاحها.. مرت لحظات ثقيلة عليها.. كانت الأسعد إليه.. لوى ثغره بابتسامة جانبية.. فتمالكت نفسها وقالت وهي تجذب ذراعيها من بين قبضتيه: _ إنت مجنون.. غيرة إيه وبتاع إيه.. وسيب إيدى بقا . فقال هامسا بالقرب من وجهها: _ طالما بدأتي تغیری.. ده معناه إنك بتحبيني صح يا ليلي . ضحكت ضحكة عالية وقالت بإستهزاء: _ ياسلام عالثقة ..ما توهمش نفسك بحاجة مش موجودة . قال وهو ينظر إليها بتمعن: _ كذابة..بس لازم تعرفي بمزاجك غصب عنك إنتى بتاعتى مفهوم و لا هكون لواحدة غيرك و لا هتكوني لحد غيري . دفعها بالقوة وإعتدل في وقفته.. رمقها بنظرة أخيرة وتركها في تخبطها وإبتعد.. ظلت تتطلع إليه وهو يبتعد ثم قالت: _ عندك حق.. أنا بكذب على نفسى وعليك.. شكلي كده حبيتك بجد..بس برضه مش هينفع . طرق ريان باب غرفة سهى.. فتحت له بإبتسامة وقالت: _ بقيت بعرف خبطتك خلاص.. عامل إيه من غيرى ؟ إستند على الباب وقال: _ ما جتيش الميس ليه علشان تتعشى.. يعني لا غدا ولا عشا ! تذكرت سهى رهانها مع سامح.. فقالت بكذب: _ أنا أكلت.. كان عندى أكل وفاكهه.. ماقدرتش أسيب الأوضة.. عندي شغل كتير . إعتدل ريان في وققته وقال: _ ربنا يعينك.. لو احتجتى حاجة بس عرفيني.. أنا قاعد للساعة عشرة تمام . إبتسمت له قائلة: حاضر.. تسلملی یا ریان . أشار لها بذراعه و هو يقول بإبتسامته الدافئة : _ سلام.. إدخلي يالا . أغلقت الباب وجلست على فراشهابوهن .. تحسست معدتها من الألم وقالت بعند: _ لما أشوف أنا ولا إنت يا سيادة الرائد.. مش هخليك تشمت فيا أبدا . في الصباح وقفت فريدة كعادتها على البحر بمفردها و نفس الشعور يعود و يراودها .. تشعر بإنقباض في قلبها و كأن شيئا جلل سيحدث ..إقترب منها عمر كالأفاعي وقال مازحا: _ صباح الورد علي احلي وردة . فردت مفزوعة و هي تضع كفها علي صدرها بفزع : _ بسم الله.. مش تعمل صوت أو على الأقل تتنحنح يا جدع انت . إبتسم بمكر وقال: _ أت.. إيه ؟! عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية: _ تتنحنح يا أخويا.. إيه مش عارف معناها . إقترب منها بجرأة.. وقال: _ لأ مش عارف ردت فريدة بحنق و هي تعود للخلف خطوة : _ يعنى تعمل إحم..دستور.. أى حاجة .. هو أدهم فين انتم مش المفروض في اوضة واحدة . رفع عينيه بملل و قال : _ أدهم أدهم .. مافيش غير أدهم علي لسانك . ضيقت عينيها بعدم فهم و ي تقول بتوجس : _ و انت مالك اصلا .. ما تجيب من الآخر و قولي عاوز مني ايه بدل جو الحرامية و النظرات ده . ضحك ضحكة عالية وقال: _ هو الصراحة أنا نفسي أعمل حاجة .. ومش قادر أصبر أكتر . ردت فريدة بعدم فهم قائلة: _ تعمل إيه يعنى مش فاهمة ؟! إقترب منها بسرعة.. وضم وجهها بين كفيه وقبلها.. قبلة ساخنة عميقة جعلتها تتصنم لثواني و كأن جسدها قد شل كليا .. إبتسمت عيني حياة بمكر وهي تشاهد هذا المنظر على شاشة هاتفها.. ثم قالت بإبتسامة منتصرة : _ وقعتی یا فرى وما حدش سمی علیکی .