عاد الجميع إلى المنزل بعدما أوصلوا ليلى لمنزلها ..فقال مازن بتعب و هو يجمل حقيبته علي ظهره : _ حمد الله على سلامتنا.. أنا هطلع علي طول هلكان من الطريق. رد ياسين مسرعا و هو بتمطأ بكسل : _ وأنا كمان ميت من تعبى.. خدني معاك يا مزونة. تطلعت حياة لأدهم وقالت بعدما لاحظت وقفته : _ وإنت مش هتطلع يا أدهم؟! أجابها أدهم وهو يمسك بيد فريدة قائلا بحزم : _ لا.. إطلعوا إنتوا یا بنات عاوز فريدة في موضوع كده. سحبت فريدة يدها بسرعة وقالت بتلعثم : _ لا... لا أنا هطلع معاهم.. أصلى تعبانة شوية. ابتسمت حياة بخفوت بينما جذبت مي حقيبتها و تركتهم في صمت.. تأكد أدهم من حدسه ناحية فريدة.. فلقد كانت شاردة طوال الطريق.. اقترب منها و قال بقلق: _ طب إستنى خمس دقايق بس عاوز اتكلم معاكي. أشاحت بنظرها بعيدا عنه وقالت بصرامة : _ معلش يا أدهم أشوفك بكرة ان شاء الله. جذبها من يدها وقال وهو يحدجها بتعجب: _ أنا هروح الكلية الصبح.. وبعدها هروح مكتب دكتور حامد ومش هقدر أشوفك غير بالليل. أومات برأسها وقالت و هي تنصرف : _ تمام ربنا يعينك.. تصبح على خير. تطلع إليها بتعجب وقال: _ وإنتي من أهله يا عمري. إبتسمت حياة بسخرية وقالت في نفسها: _ عمرك! يا أخي إللهي يتقصف عمرها إن شاء الله.. وعلى يدى. اقتربت منه و سألته برقة: _ هتفضل واقف هنا برضه مش هتطلع. انتبه ادهم لوقفتها و قال بضيق: _ مش فاهم و الله وقفتي تعباكي في ايه؟! ما تطلعي يا حياة بيتك و سبيني في حالي لو سمحتي. لوت ثغرها و قالت بحدة: _ الحق عليا عاوزة اتطمن عليك براحتك ان شاالله تنام هنا انت حر. تركته و تبعت فريدة و هي تسبهما الاثنان بحقد... في شقة جلال..قابلتهم سعاد بفرحة و هي تفتح ذراعيها لمازن قائلة : _ وحشتنى يا مازن. رد مازن بإبتسامةو هو يضم رأسها لصدره العريض : _ وإنتي أكتر يا سوسو.. الحاج جلال عامل إيه؟! اجابه جلال وهو يخرج من غرفته قائلا بمداعبة : _ الحمد لله زى الفل.. إنت أخبارك إيه يا ولدى. قبل مازن مقدمة رأسه و قال: _ كويس الحمد الله.. الشغل عامل إيه من غيري؟! ربت جلال على كتف إبنه وقال : _ مستنيك طبعا.. بكرة تقوم من بدرى تمام استلمنا شحنة فساتين سواريه و سيبت كل حاجة لما انت تيجي علشان تقيدهم. هز مازن رأسه بتفهم و قال مسرعا: _ حاضر يابابا متقلقش انا و مي نخلصها في يوم ان شاء الله . دخلت فريدة للشقة وضعت حقيبتها على جانب.. وركضت وإرتمت في حضن والدتها وبكت كالأطفال .. ربتت سعاد على ضهرها بحنان وقالت بقلق: _ مالك يا حبيبتي..إنتى كويسة يا فريدة؟! اجابها مازن بحيرة: _ و الله يا ماما من امبارح و هي كده و انا مش فاهم مالها. احتضنت سعاد وجهها بين كفيها و تطلعت بعيناها و هي تسألها: _ مالك يا قلب ماما؟! حد زعلك! ردت فريدة من بين دموعها: _ وحشتيني يا ماما قوى.. مش هبعد عنك تاني مهما حصل. ضحكت سعاد وقالت بمداعبة : _ ده أدهم بيخلص في الشقة خلاص.. وهتتجوزي وتبعدى عنى وعن حضنى زى كل البنات.. دى سنة الحياة يا حبيبتي. هزت فريدة رأسها نافية وقالت: _ لأ مش هسيبك .. قولوله مافيش جواز خلاص رجعت بكلامي. ضحك مازن ضحكة عالية وقال: _ ده كان موتنا كلنا يا اختي هو احنا قده. اقترب منها جلال و قال بإبتسامة هادئة و هو يطالعها بترقب: _ إستهدى بالله يا بنتى.. وأنا هبلغ أدهم إنك خلاص مش عوزاه. ردت فريدة مسرعة: _ لا يا بابا إوعى.. ده أنا بهزر بس. ليدخل الجميع في نوبة ضحك علي حالتها.... أما في شقة جاسر.. إقترب ياسين من اميرة وحملها و دار بها قائلا بمزاح : _ وحشتينى يا فيرجينيا قوى. ردت أميرة بخوف و هي تتمسك بعنقه : _ نزلنی یا وله.. دخت يا أهبل. أنزلها حتى لامست قدميها الأرض و هو يقول: _ الله امي و وحشاني. ضربته في كتفه و هي تحاول التماسك و قالت بضيق: _ و انت ما وحشتنيش انا كنت مرتاحة منك و الله و من جنانك ده.. هتعقل امتي؟! أشار لها ان تقترب منه و تطلع حوله بخوف وقال بصوت خفيض : _ قوليلى صحيح.. طبعا الحاج إستغل خلوتكم وخربها مش كده.. عارفه انا مش هيفوت الفرصة. ضربه جاسر على راسه من الخلف وقال بحدة : _ يا قليل الأدب.. والله لهربيك علي طولة لسانك دى. تألم ياسين من ضربته وقال بفزع و هو يمسد رأسه: _ إنت طلعت منين.. يبقى خربتها صح.. إعترف يا شقی. ضربه والده مرة أخرى فقال أدهم بنفاذ صبر و هو يدلف للشقة بوجه متجهم : _ سيبه يا بابا ده خلاص عياره فلت. إحتضن أدهم أميرة.. وقال بحنو : _ عاملة إيه يا ست الكل طمنيني عليكي. ملست علي ظهره و قالت: _ كويسة يا ولدي.. مالك يا أدهم شايل الهم ليه كده؟! إزدرد أدهم ريقه بألم وقال: _ ما فيش حاجة.. ما تقلقيش عليا ده من الطريق بس مش اكتر. ثم إحتضن والده وقال : _ وحشتنی یا حاج جاسر والله. اجابه جاسر و هو يطالع تجهمه بتعجب: _ وإنت كمان يا ولدى. تركهم أدهم ودخل غرفته يجذب حقيبته خلفه .. جذبت أميرة ياسين من اذنه و سألته بقلق: _ انت يا زفت اخوك ماله كده؟! خلص ياسين أذنه منها و قال بألم: _ ودني يا ستي.. معرفش ماله ما قالك من الطريق بطلي تقلقي علي الفاضية و المليانة كده. هز جاسر رأسه و قال بشرود و هو يطالع باب غرفة أدهم: _ أمك معاها حق.. في حاجة مضيقاه ابني ما بيقدرش يخبي اللي بيحس بيه و بيبان علي وشه. لف ياسين كتفي أمه بذراعه و قال: _ و انا مش باين علي وشي اني جعان.. حضري الغدا بسرعة لأنا واقع من الجوع يا فيرچينيا. جلس أدهم على فراشه ومرر أنامله في شعراته وزفر بضيق وقال في نفسه: _ يا ترى مالك يا فريدة.. أول مرة تهربي من عنيا کده.. قلبى مش مطمن.. مخبية عليا إيه يا عمرى بس. في شقة عثمان رحبت زهرة بمى و حياة.. ثم جذبت حياة من ذراعها ودلفت لغرفتها وقالت: _ وريني الفيديو ده فورا. ردت حياة بحنق: _ طب إصبرى يا ماما.. هغير هدومى وأجيلك بس. ردت زهرة بنبرة محذرة: _ بت يا حياة إتعدلى معايا.. ووريني الفيديو ده فورا. أخرجت حياة هاتفها.. وأدارت الفيديو وأعطت الهاتف لزهرة.. إتسعت إبتسامتها وقالت بسعادة : _ خلاص دى نهايتك يا بنت سعاد.. وأدهم لحياة مهما عملتوا. ثم امتعض وجهها و هي تكمل الفيديو و قالت بضيق: _ بس لو كملوا الفيديو ده هيعرفوا انه كان غصب عنها و خططتنا هتبوظ. خلعت حياة حجابها و قالت بثقة: _ ما انا مش هوريهم الفيديو.. هاخد الصورة دى بس و هحذف الفيديو فورا. ربتت زهرة علي كتفها و قالت براحة: _ كده كويس.. لما نشوف انا و لا بنت البندر الست سعاد الفاجرة. إستمرت سهى على حالتها واقفة في نفس المكان تتطلع للاشى بملامح يكسوها القلق و الخوف .. إقترب منها أحد المجندين وقال: _ آنسة سهى روحى أوضتك هتبردى من الوقفة كده. ردت بوهن: _ لأ.. يبقى شكرا ليك بجد لو جبتلى كرسي أقعد عليه. أضاف قائلا بقلق: _ حضرتك أكيد جسمك واجعك من قفزة الثقة.. روحى أوضتك إرتاحي وإدفي ولما يرجعوا بالسلامة هديكي خبر. حرکت رأسها نافية وقالت: _ مش هتحرك من هنا غير لما أطمن عليهم.. روح إرتاح إنت. رد مسرعا بصرامة: _ أنا هفضل جنبك لغاية ما الرائد سامح ما يرجع بالسلامة. إمتلات عيونها بالدموع بمجرد سماع إسمه..وقالت في نفسها: _ برضه عينتلي ملاك حارس يا سامح.. بتحبنى للدرجة دى.. طب ليه مش بتقولى.. هموت وأسمعها منك..بس ترجع إن شاء الله وأنا مش هسيبك تانى أبدا.. يا رب رجعهولى بالسلامة هو واللي معاه. إقترب منها المجند وهو يحمل كوبا من القهوة السريعة الساخنة وكرسي.. أجلسها عليه وقال: _ إتفضلى اقعدى و إشربی ده علشان يدفيكي الهوا النهاردة صعب و الشمس مغيمة. تطلعت للكوب وقالت بإبتسامة باهتة: _ عرفت منين إنى بحب النسكافيه؟! أجابها و هو يبتسم بهدوء: _ سيادة الرائد سامح اللى قالى. زادت إبتسامتها وقالت و هي تجلس : _ إنت إسمك إيه ؟ _ إسمى مينا يا فندم ضابط صف متطوع. إرتشفت بعضا من قهوتها وقالت : _ زی ریان یعنی. أومأ برأسه مؤكدا و قال: _ أيوة. عادت بشرودها للاشئ..وقلبها ينفطر على سامح ورفاقه.. ولسانها دائم الدعاء إليهم دون توقف.. رق قلب سهي على حال مينا الجالس بجوارها دون كلل او ملل .. فقالت بأسي: _ قوم إرتاح إنت..هتتعب كده لأنك ما نمتش من امبارح. تطلع أمامه وقال بغضب: _ أنا أصلا مش مرتاح غير لما يرجعوا منصورين وأطمن إلهم جابوا حق مصطفي. رفعت حاجبها متعجبة وقالت: _ مصطفي مين ؟! أخذ نفسا عميقا وزفره مرة واحدة وهو يجيبها بصوت حزين: _ مصطفي ده جاری وصاحبي وأخويا.. إتطوعنا سوا لمعهد ظباط الصف.. وفي أول عملية لينا من ست شهور.. إستشهد. تهدلت رأسه و ضم ركبتيه لصدره و ضغط علي شفتيه متحكما في دموعه و قال: _ قتلوه غدر الكلاب.. لغم فجره قدام عنيا... وما قدرتش أساعده...والنهاردة عرفوا اللي عملها وراحوا يا خدوا بطاره. رفع رأسه ناحيتها و قال و قد احمرت عينيه بشدة: _ أكتر حاجة تعبانى إن الرائد سامح رفض إنى أروح معاهم. تطلعت إليه سهى بتعجب وقالت: _ طب هو ليه رفض ياخدك معاهم؟! طأطأ رأسه بألم وقال: _ المهمة دى مش محتاجة تسرع واحد زيى وإلا مش هنرجع كلنا. قطبت سهى جبينها وقالت بتعجب: _ مش فاهمة حاجة. إبتسم مينا وقال مغيرا للموضوع: _ بس أكيد مبسوط برضه إنى قاعد معاكى دلوقتي. فقالت سهى مازحة: _ ده إنت بتعاكسنى بقا. رفع يديه في الهواء وقال نافيا: _ لا طبعا..ده كان سامح باشا مسحنى من على وش الأرض. تنهدت بأسى وتدثرت بوشاحها.. وعادت للإنتظار مرة أخرى. عند سماعها لآذان الظهر وقفت وقالت بتعب : _ كده لازم أقوم أصلى..خليك هنا يا مينا لو رجعوا تعالى عرفني بسرعة تمام.. وأنا مش هتأخر. وقف و قال بجدية: _ تمام يا فندم. توجهت لغرفتها.. توضأت وإرتدت إسدالها وصلت بخشوع.. رجت الله كثيرا أن يحميهم ويوفقهم و يعيدهم كاملين .. أتمت صلاتها.. وبدلت ملابسها.. وخرجت مسرعة.. إقتربت من مينا وقالت: _ لسه مافيش جديد؟! أومأ مينا برأسه نافيا وقال بقلق: _ لا..مش عارف إتأخروا ليه..الرب يحميهم. تنهدت بألم وقالت: _ أمين. في الساعة الرابعة .. عادت الطائرة مرة أخرى. وقفت سهي تتابع هبوط الطائرة بترقب مميت .. وبعد دقائق.. ترجل الجنود .. تبعهم ماجد.. إقتربت منه سهى وقالت: _ الحمد الله.. إنتم بخير يا ماجد؟! رد بوجه متجهم: _ ما تقلقيش يا سهى إحنا بخير. لاحظت تغير طريقته في الحديث.. وتجهم وجهه..بل حزنه البادى في صوته وملامحه.. فقالت بقلق: _ خسرتوا حد يا ماجد" رد بألم و هو يتفادى التطلع في وجهها : _ أنا لازم أدى تمام للقائد بعد إذنك. جذبته من ذراعه بالقوة وسألته بصراخ: _ سامح فين..هو كويس ولا.. قاطعها بسرعة قائلا: _ سامح زى الفل وشوية وجاى هو وباسم ما تقلقيش. ارتاحت قليلا.. وتركت ذراعه..فتركها وإبتعد.. جلست على الكرسى.. مررت أصابعها على وجهها تنفض عنه آثار قلقها ثم قالت متعجبة: _ هو قالى سامح وباسم دلوقتي جايين.. ليه ما قالش على ريان؟! جلست وأفكارها تتقاذفها يمينا تارة ويسارا تارة.. بعد فترة طويلة لاحظت قدوم سيارة من السيارات التابعة للقوات المسلحة العالية و الكبيرة الحجم فوقفت مسرعة .. ترجل منهاباسم تبعه سامح.. بمجرد رؤيتها له سالما ..لم تتمالك نفسها وركضت نحوه.. إبتسم لها بألم.. وتوجه ناحيتها بتلهف هو الاخر ... إرتمت في صدره دون وعى أو إدراك فقط شعورها وإحساسه ما دفعهما لإحتضان بعضهما .. تنهد سامح طويلا وقال براحة: _ مش مصدق إنك قدامي وشوفتك تاني يا سهي. إبتعدت عنه.. وتأملت ملامحه بشوق وقالت وهي تذرف دموعها: _ كنت هموت عليك.. ما تبعدش عنى تانى أبدا. إنتبهوا لوقوف باسم بجوارهما .. فإقتربت سهي منه وقالت: _ حمد الله على سلامتك يا باسم. رد بحزن: _ الله يسلمك يا سهى. إلتفتت حولها وسألته متعجبة: _ هو ريان فين.. عاوزة أطمن عليه هو كمان. تطلع إليها باسم بألم و قد احمر انفه و عيناه .. وإبتعد هاربا من نظرات القلق التي بدأت تطل بعينيها.. إقتربت من سامح مرة أخرى.. وقالت وهي تحدجه بقوة علها تستشف منه أي شئ يريح قلبها : _ فين ريان يا سامح؟! إحمر وجهه وتجمعت العبرات في عينيه.. وأخرج من جيبه ورقة وأعطاها لسهى.. وقال وهو يداری دموعه: _ الورقة دى بإسمك لقيناها مع ريان بعد ما. هربت الدماء من وجهها.. وأصبحت أكثر شحوبا وهي تتابع كلماته الغامضة..قلبها ينبؤها بالأسوء.. لكن عقلها يرفض التصديق.. زادت دقات قلبها.. وشعرت بوخزات مؤلمة في صدرها..و مع ذلك حافظت على صلابتها حتى ينتهى من تفسير ما يريد قوله.. أضاف سامح بنبرة متأسفة وخائفة عليها: _ بعد ما.... إستشهد. وقفت سهى تتطلع إليه ببلاهة.. لم تستوعب بعد مقصده.. فقالت بهيستيرية : _ طب ماجاش معاكم ليه؟! أنا هقعد هنا أستناه. جلست على الكرسي تتطلع أمامها وهي تائهة .. جثى سامح أمامها وقال: _ سهى إذكرى الله.. ريان نحسبه من الشهداء.. إدعيله يا حبيبتي ده بطل. هزت رأسها نافية وقالت بنظرات زائغة : _ إنت كذاب. وقف وإحتضن رأسها وقال بصوت مختنق : _ لو عرفتى أد إيه هو إتمنى الشهادة.. عمرك ما تزعلى عليه ابدا. بدأت تبكي بصوت مكتوم..ثم تحول بكائها لنحيب..خرجت عن صمتها وصرخت قائلة: _ هو ما يستحقش يموت.. ده أطيب إنسان قابلته في حياتي.. قولى إنك بتكذب عليا يا سامح أرجوك. رد سامح بقلق من إنهيارها و حركاتها اللا ارادية : _ إهدى بس كده.. حرام عليكي نفسك. إعتصر قلبها الما.. وزاد تهدج أنفاسها حتى باتت عاجزة عن التنفس بسهولة.. وقفت وتطلعت حولها وصاحت قائلة بدموعها: _ رياااان.. إنت فين.. يا ريااااان رد عليا. تشكلت سحب ضبابية حول عينيها..قبل أن تميد بها الأرض و تسقط مغشى عليها.. حملها سامح بسرعة.. وركض بها للعيادة الطبية.. وضعها على الفراش.. وأسرع إليها الطبيب.. عاينها وقال: _ عندها صدمة عصبية.. هتاخد شوية وقت وترجع طبيعية إن شاء الله. سأله سامح بخوف: _ ننقلها مستشفى كبيرة يا دكتور؟! هز الطبيب كتفيه و قال بتعقل: _ للاسف مش هينفع.. القائد مش هيوافق تخرج من هنا علشان سلامتها.. مش لازم حد يعرف بوجودها هنا اصلا. تنهد سامح بخوف وقال: _ ربنا يستر.. وتفوق بخير إن شاء الله. إستيقظ الجميع على يوم جديد يحمل لهم الكثير و الكثير من الاحداث الغير متوقعة .. إتجه أدهم للجامعه و باشر عمله و هو يمني نفسه أن تكون فريدة وسط الجميع تطالعه بنهم كما تفعل دائما .. إستيقظت فريدة متثاقلة ومرهقة لنومها متأخرة و لكثرة بكائها وقت صلاتها و هي تناجي ربها أن ينقيها من تلك الفعلة و التي لم يكن لها يد بها .. إنتبهت سعاد علي طرقات علي باب شقتها فقطبت حاجبيها بتعجب و تركت غرفتها و خرجت و فتحت الباب حتي ارتفع حاجبيها بتعجب و قالت بنبرة مشدوهة : _ حياة ! إبتسمت حياة بهدوء و قالت : _ أخبارك ايه يا مرات عمي ؟ أشارت لها سعاد بالدخول و قالت بتوجس : _ انا كويسة يا حبيبتي اتفضلي ادخلي . دلفت حياة و هي تمسح الشقة بعينها و إلتفتت اليها قائلة بنفس الابتسامة : _ لاحظت ان فريدة مراحتش الكلية فا قولت اطلع اقعد معاها شوية . هزت سعاد رأسها و قالت بإندهاش : _ تقعدى مع مين ؟! تنهدت حياة بإقتضاب و قالت ببساطة : _ مع فريدة .. هو في مشكلة ؟! حركت سعاد كتفيها و قالت بتسليم : _ لا يا حبيبتي مافيش مشكلة .. ادخلي عندها هي لسه صاحية من النوم و انا هحضرلك شاي . تركتها حياة و اتجهت ناحية غرفة فريدة و هي مازالت تحتفظ بتلك الابتسامة التي زادت من قلق سعاد أكثر .. إنتبهت فريدة لطرقات على باب غرفتها فقالت: _ إدخل . دخلت حياة عليها قائلة بحماس : _ وحشتيني يا ديدة . رفعت فريدة حاجبها وقد أصابتها دهشة مؤقتة وقالت بضيق : _ أعوذ بالله من الخبث والخبائث.. عاوزة إيه يا حياة عالصبح . أغلقت حياة الباب.. وجلست على مكتب فريدة وقالت ببرود و هي تعبث بكتبها : _ دى مقابلة تقابليني بيها يا ديدة . زفرت فريدة بضيق وقالت و هي تجذب كتبها من يدها : _ هاتي من الأخر يا حياة .. وإدخلى في المصيبة اللي جابتك على طول . ضحكت حياة وقالت بمكر : _ بعشق ذكائك و الله .. عندك حق.. أنا فعلا جيالك في مصيبة..ده لو ما سمعتيش کلامی . عقدت فريدة ذراعيها امام صدرها .. ووقفت أمامها قائلة بحزم : _ بت إنتى أنا مش فيقالك.. روحي على بيتكم يالا . وضعت حياة ساقا على الاخرى بغرور وقالت: _ طب مش عاوزة تعرفي أنا عاوزة منك إيه ؟! تطلعت فريدة لحياة بغضب وقالت بنفاذ صبر: _ عاوزة إيه يا حياة.. إنجزى ؟ وقفت حياة وتطلعت لفريدة بقوة وقالت بثقة : _ عوزاکی تبعدى عن أدهم.. والنهاردة . ضحكت فريدة ضحكة عالية و فكت ذراعيها و لفت حول نفسها وقالت ساخرة : _ ضحكتيني.. والله ما كان ليا نفس أضحك.. إنتى مجنونة يا حياة صح ؟! تجهم وجهها و هي تقول بنبرة قاطعة : _ روحي على شقتك يا ماما... إتكلى على الله بدل ما اطلع اللي فيا فيكي و مش هسمي عليكي . إبتسمت حياة بخبث لئيم.. وقد برقت عيناها بوميض شيطاني وأضافت محذرة : _ صدقيني هتبعدى عنه يا بمزاجك وده لمصلحتك .. أو غصب عنك وده لمصلحتى . حدجتها فريدة بإشمئزاز وقالت بثبات : _ إنتى إتهبلتي في عقلك يا حياة.. أنا وأدهم اللي بينا أكبر من الحب.. أنا بتاعته وهو بتاعي.. مش هتقدرى تفرقينا مهما عملتي . ضحكت حياة وقالت و هي تعدل من حجابها متعمقة بعيناها في عيني فريدة بغلظة : _ يا غلبانة.. ده إنتى على نياتك قوى يا ديدة . وأخرجت هاتفها ووضعته أمام عينى فريدة التي إرتفع حاجبيها وإتسعت عيناها وهى تتطلع لصورتها وعمر يقبلها.. إبتلعت فريدة ريقها بصعوبة وقالت بإرتباك : _ إيه ده جبتى الصورة دى منين ؟! أغلقت حياة هاتفها و أعادته لجيب سترتها و قالت بعبوس : _ أنا اللي صورتها.. هاه هتبعدى عنه بمزاجك ولا غصب عنك ؟ إبتسمت فريدة بهدوء وقالت بلا مبالاة : _ إنتى أكتر واحدة عارفة إن عمر باسني غصب عنى.. غدر يعنى.. وأصلا محدش هيصدق الصورة دى.. بليها وإشربي مايتها يمكن نارك تبرد من ناحيتي يا بنت زهرة . إجتذبتها فريدة من ذراعها.. وخرجت بها من غرفتها.. وتوجهت لباب شقتها فتحته.. ودفعت حياة خارج الشقة وقالت بعدما رفعت سبابتها بوجهها محذرة : _ صدقيني يا حياة محدش هيتأذى من الصورة دى غيرك.. عارفة ليه علشان أنا مظلومة.. وربنا ما بينصرش ظالم على مظلوم.. هاه ربنا يا حياة.. فاكره ربنا ولا نستيه . صكت حياة أسنانها بحقد وصاحت قائلة: _ يا عمو جاسر.. يا طنط أميرة.. يا بابا.. يا عمو جلال..تعالوا كلكم.. يا جماعة . صعد على صياحها الجميع بتعجب ..سألها جاسر بقلق و هو يطالع وقفتها المتحفزة هي و فريدة : _ في إيه يا حياة على الصبح.. بتزعقى ليه ؟! هو احنا مش هنخلص من خنافكم مع بعض ؟ سألها الجميع نفس السؤال فردت قائلة: _ و هي تحدج فريدة بحقد : _ أنا ندهت ليكم كلكم علشان أعرفكم حقيقة الست هانم فريدة . إبتسمت زهرة بتشفي و هي تطالع قوة ابنتها في مواجهتهم .. بينما وقف مازن أمامها و هو يرتدى قميصه و قال بغضب: _ إحترمي نفسك يا حياة.. إنتى متضايقة من فريدة علشاما أحسن منك . ضحكت حياة ضحكة عالية وقالت بنظرات متقززة : _ هى مين دى اللي أحسن منى.. قصدك على أختك اللي بتخون أدهم حتى قبل ما يتجوزوا . صعق الجميع من كلماتها.. فصرخ مازن بها قائلا و هو يقبض علي ذراعها بعنف : _ لولا إنى عامل خاطر لعمى.. كنت قتلتك ودفنتك مكانك يا سودة . إبتسمت حياة بسخرية وقالت و هي تفك قبضته من حل ذراعها : _ روح إقتل الهانم أختك وإغسل شرفك وشرف عيلتنا اللي هي مرمغته في الوحل . وأعطته الهاتف وقالت بتشفي : _ شوف صورة الهانم.. وعمر صاحب أدهم بيبوسها.. متع نظرك الصورة تجنن مش كده ؟! تطلع مازن للصورة بملامح متفاوتة بين الصدمة و التقزز و الغضب و الشراسة .. ثم وضع يده على فمه.. وتطلع لفريدة بترقب خطير وقال: _ اللى في الصورة ده بجد ولا البت دى عاملة حاجة في الصورة ؟! صمتت فريدة من خوفها.. فصاح بها مازن قائلا بصراخ : _ إنطقى الصورة دى حقيقية . أومأت برأسها وقالت بصوت يكاد يسمع من خوفها: _ أيوة حقيقية ..بس یا مازن..... . لم تكمل كلماتا لأن يد مازن كانت أسرع.. صفعات ولكمات كانت كفيلة بطرحها أرضا لتكمل قدمه ما بدأته يده.. حاول ياسين أن يبعده عنها ولكن مازن كان كالثور الهائج لا يسمع.. ولا يشعر.. فقط صراخ والدته ما أخرجه من لا و هي تردد : _ جلال.. رد عليا يا جلال.. إلحق أبوك يا مازن. قالتها سعاد صارخة.. إبتعد مازن عن فريدة وقد غطت الدماء وجهها.. صاح جاسر بياسين قائلا و هو يرى جلال ملقاً أمامه بلا حركة : _ إتصل بالإسعاف بسرعة يا ياسين. رد ياسين و هو يخرج هاتفه من جيبه بإرتباك : _ حاضر يا بابا..حاضر. هاتف الإسعاف.. وحاولت فريدة الوقوف.. فلم تستطع و قد خانتها قدماها كما خانتها ثقتهم بها.. زحفت وإقتربت من والدها قائلة و هي تهزه بعنف : _ بابا..سلامتك يا عمري .. إسمعنى أرجوك بلاش تقتلني انت كمان. وقف مازن وسحلها من شعرها لغرفتها قائلا بشراسة : _ لو جرى لأبويا حاجة.. موتك مش هيكفيني يا فاجرة. دفعها في غرفتها.. وأغلقها بالمفتاح.. بعد قليل وصلت سيارة الإسعاف و دوى صوتها في المكان.. وحملوا جلال علي الحامل ..ونزل ورائه الجميع مسرعين .. أوقفت ميرة جاسر وقالت بصياح : _ استني يا حاج.. لو أدهم جه هقوله إيه.. ده ممكن يموتها و يروح في داهية. فكر جاسر قليلا ثم اجابها بصرامة: _ إوعى تقوليله حاجه.. كلمينى وأنا أجى على طول انتي فاهمة. اومات أميرة برأسها وقالت بإنصياع : _ حاضر يا حاج.. ابقي طمني علي جلال. تركها و تبعهم مع ياسين.. فور وصولهم دلف جلال للفحص الطبي وأخبرهم الطبيب أنها بداية جلطة.. ولكن إسعافه بسرعة أنقذ حياته.. وضع بالعناية المشددة.. ومنعت عنه الزيارة حتي تستقر حالته الصحية.. وقف مازن أمام باب العناية كالأسد الجريح.. يتحرك كالمجنون و تلك الصورة لا تفارق عينيه ..لم يستطع أن يصبر.. فخرج راكضا من المشفى..فقالت سعاد لياسين بصراخ : _ إلحقه يا إبني هيموت البت. ركض ياسين ورائه.. فلم يدركه.. و قف يتطلع حوله قليلا بعدم استيعاب لما يدور حولهما بسرعة شديدة حتي هداه عقله فقاد سيارته يتبعه.. وقفت زهرة أمام سعاد التي تبكي بنحيب.. وقالت بتشفى: _ دلوقتى بتعيطي.. ياما نصحتك تربى بناتك بدل ما هما دايرين على حل شعرهم كده. كففت سعاد دمعاتها و وقفت أمامها وبكل غضب السنين والأيام و المواقف التي تخطتها كي لا تفسد جمعة العائلة وصفعتها على وجهها بكامل قوتها وقالت بغضب: _ بنتى أشرف منك ومن بنتك وأنا واثقة فيها حتى لو شوفتها بعنيا.. وعارفة قد إيه هي بتحب أدهم.. ومستحيل تأذيه. انتفض الجميع في وقفته علي إثر دوى صوت الصفعة.. بينما وضعت زهرة كفها علي وجنتها و طالعتها بصدمة لتخرجها منها سعاد و هي تقبض علي رقبتها و قالت بشراسة: _ وملعوبك إنتي وبنتك هيتكشف وربك موجود ما بيضيعش حق مظلوم.. إتفضلى إمشى من هنا لأني أنا اللي هصور قتيل وهدخل فيكي السجن وهريح ولادنا كلهم من شرك يا حرباية. اشار جاسر لعثمان بعينه ان يتدخل بينهما.. وقف عثمان أمام زهرة وقال بغضب: _ إركبى تاكسى وروحى فورا.. ولما هرجع هيكون ليا كلام معاكى إنتي وبنتك.. ولو جرى لأخويا حاجة.. ما تلوموش إلا نفسكم. ارتعبت زهرة مـن كلمات عثما والتي لأول مرة يذوب فيها قالب الثلج ويخرج عن صمته و كانت نظراته عميقة و مهيفة جعلتها تترك المشفى مسرعة.. وركبت سيارة أجرة..عائدة لمنزلها. وصل أدهم إلى المنزل مبكرا.. لأنه قد إشتاق لصغيرته و طاوع عقله في العودة كي يعرف منها سبب تغيرها عليه .. صعد الدرج حتى التقى بحياة.. إقترب منها مبتسما وقال: _ صباح الخير.. واقفة كده ليه يا حياة و ايه اللي صحاكي بدرى انتي بتقومي الضهر من نومك. تلعثمت حياة من خوفها وقالت بإرتباك : _ كنت.. كنت عوزاه أقولك حاجة مهمة. لاحظ ملامحها المتوترة..فسألها بقلق: _ مال وشك.. في إيه.. إنطقى قلقتينى؟! _ عمى جلال وقع من طوله بعد ما شاف الصورة دى لحبيبة القلب. قالت كلماتها بسرعة..حتى لا يلاحظ أدهم كدبها .. ووضعت الهاتف أمامه.. حمله بين يديه.. وتطلع به مطولا و هو يطالع استسلام فريدة المبزز و الذي علي اثره امتعض وجهه و بىزت عروق عنقه .. ثم إمتدت يده وأمسكت بالدرج بعدما كان على وشك السقوط من الصدمة.. زادت سرعة أنفاسه.. وإتسعت عينيه و هو يهزى بهيستيرية : _ ليه...ليه يا فريدة.. ده أنا ...ده أنا كنت.. فريي فريييييييدة. وصل صراخه لفريدة التي تكورت كالجنين.. ووضعت يديها على أذنيها كي لا تسمع صراخه المؤلم.. فهل صدق ما رآه هو الآخر.. هل ثقتهم بها معدومة لهذه الدرجة... وفجأة إنكسر باب الشقة عليها... زاد خوفها منه وزادت رعشتها وقالت: _ ماليش غيرك يا رب.. إنت اللى عارف إني مظلومة. دخل أدهم يلهث لشقتها بنظرات زائغة و هو منهار ..وقعت عينيه على باب غرفتها.. وبحركة واحدة منه إنكسر الباب.. تطلعت إليه فريدة بخوف من هيئته الجديدة عليها كليا .. أما هو فقد رق قلبه لها بعدما إختفت ملامح وجهها.. وبعدما غطته الدماء.. إقترب منها قائلا بألم: _ كنت حاسس إنك متغيرة.. حبتيه إمتى.. إنتي مش كنتى بتقوليلى دايما إنك لسه بتحبيني. إنحني قليلا بحيث أصبح وجهه مقابلا لوجهها و ما إستفزه نظرات اللا مبالاة التي كانت تحدجه بها .. هز رأسه لاشعوريا و قال من بين أسنانه : _ طب ضحكتي عليا ليه.. ليه.. ليه إنطقى . لم يتمالك نفسه هو الآخر.. وبدأت حفلة التعذيب..لم تدافع عن نفسها و لم تتصدى لضرباته كانت تتلقاها بصمت يشبه خواء روحها .. فلقد تمنت الموت في هذه اللحظة بالذات.. دخل مازن وياسين على صراخ أدهم... إجتذبها ياسين من تحت أقدامه وقال بصياح أجش و هو يلفها بذراعيه متلقيا الضربات مكانها : _ إتقوا ربنا بقا.. هتقتلوها.. إيه ما فيش عندكم عقل.. أنا أصلا مش مصدق إن فريدة تعمل کده حتى لو قالت هي أيوة . لاحظ سكونهما فأبعد ذراعيه عنها ليخرج صوتها متحشرجا : _ للأسف يا ياسين.. ثقتهم فيا معدومة. ضمت ذراعها لصدرها و هي تتأوه بصوت مكتوم و قد بدا عليه أنه كسر و قالت بصوت متقطع : _ ومهما إتكلمت .. مش .. هيصدقوا . تطلع إليها ياسين برجاء وقال: _ قولى الحقيقة وبرئي نفسك.. أنا مصدقك والله . إبتسمت فريدة بسخرية وقالت بألم : _ خلاص مش هتفرق كتير .ز الإتنين دول ماتوا بالنسبة ليا . صاح بها مازن قائلا و هو يركلها بقدمه ليطرحها علي الارض مجددا : _ وليكي عين لسه تتكلمي و غلاوة ابوكي لأخليكي تتمني الموت . فكر ياسين قليلا ثم تركهم وركض مسرعا مبتعدا عنهم .. بعدما توصل لمن تستطيع مساعدته.. حاولت فريدة الوقوف ..حتى وقفت متثاقلة و هي تشعر بدوار شديد و ألم بكامل جسدها .. إقتربت من أدهم وقالت وهي تطالعه بقوة بعدما سعلت بعض الدماء التي تناثرت علي قميص بذلته : _ وحضرة المحامى الدولي الجهبزي.. مالاحظش إن الصورة اللي شافها مقصوصة من فيديو . أجابها مازن بسرعة بنبرة عميقة سوداء كنظراته : _ ما تحاوليش تبرأى نفسك.. إنتي قولتي إنه الصورة حقيقية . أخذت فريدة نفسا عميقا لتضبط به إنفعالاتها ..وتخفى ضعفها وألم جسدها.. قبل أن تنهار باكية.. ثم أخرجته ببطء.. وقالت وهي مازالت تطالع أدهم بإحباط: _ أنا بكلم دلوقتى أدهم المهدى المحامي... مش اللي كان خطيبي... يا حضرة المحامي المتهم برىء حتى تثبت إدانته.. وأنا دليل إدانتى هو دليل برائتی. ضيق أدهم عينيه لتتابع هي بثقة : _ یا ریت تلحق حياة.. قبل ما تكتشف غبائها وتمسح الفيديو اللي قصت منه الصورة دى.. بس بعدها.. ما أشوفش وش حد فيكم إنتم الإتنين تمام. ضغطت علي أنفها النازف بكفها و قالت و قد بدأت الرؤية تختفي من أمامها : _ لازم تعرف يا أدهم.. أنا مكن أسامح بابا.. وأسامح مازن .. وكمان ممكن أسامح حياة.. لكن إنت عمرى ما هسامحك . إبتعدت عنهما وتمددت في فراشها بألم.. تطلع مازن لأدهم بحيرة.. لينطلق أدهم بسرعة لشقة عمه عثمان.. طرق على الباب بغضب فأتاه صوت زهرة من ورائه وهي تصعد الدرج قائلة بتعجب : _ بتخبط كده ليه يا أدهم.. بشويش يا إبنى الباب هيتكسر . فتحت حياة الباب وهي ترتعد من خوفها وقالت بتلعثم : _ في إيه يا أدهم مالك.. هتكسر الباب . رد بهدوء يحسد عليه.. وهو يمد يده ناحيتها : _ هاتى موبايلك . رفعت حاجبها متعجبة وابتلعت ريقها بذعر و قالت: _ عاوزه ليه مش فاهمة .. انا بس خدت الصورة و وريتهالكوا . رفعت زهرة عيناها للسماء و قالت بخوف : _ يارب يا حياة تكوني سمعتي كلامي و مسحتي الفيديو و الا هنروح فيها انا و انتي . إنقض عليها ولف ذراعها وراء ظهرها وقال صارخا: _ الزفت ده فين لهكسرلك دراعك والله .. انطقي احسنلك . صرخت زهرة قائلة بخوف : _ إلحقوني يا ناس هيموت البت . صعدت أميرة على صراخ زهرة قائلة بتعجب : _ إهدا يا إبنى مش كده.. و هي حياة ذنبها ايه ؟! أنا كلمت أبوك وهو جای حالا و هيحلها ان شاء الله بس سيب البت . زاد ضغط أدهم على ذراع حياة وقال بصوت يشبه فحيح الافاعي بجوار اذنها : _ هاتي الموبايل أحسنلك لهكسرلك دراعك و مش هتصعبي عليا ثانية . تألمت حياة وصرخت قائلة بإستسلام : _ آآآآآه.. دراعي هيتكسر بجد ..خده أهه . ناولته هاتفها فأخذه منها و دفعها بعيدا عنه .. وفتحه وقف مازن بجواره .. بحث به قليلا حتى وجد الفيديو فعلا كما قالت فريدة.. تابعه من أوله.. وتابع إقتراب عمر من فريدة ..ثم حديثهما ثم هجوم عليها وقبلته الغادرة.. ودفع فريدة له وضرباتها ولكماتها وصراخها به.. إبتلع مازن ريقه بصعوبة وقال و هو يجذب شعراته بعنف : _ يا إبن ال..... دی جاتني يومها وإترمت في حضنى وقعدت تعيط.. وأنا مافهمتش هي بتعيط ليه.. كان لازم أسمعها . ثم انقض علي حياة و قبض علي حجابها بشعراتها و قال بصراخ : _ انتي بتكرهيها ليه كده .. انا سيبها بتموت فوق و ابويا المرمي في المستشفي ده ما صعبش عليكي . جائهم صوت جاسر من ورائهم قائلا بثبات : _ أنا ما شکتش فيها ثانية.. وكنت عارف إن فيه حاجة غلط . مصمصت أميرة شفتيها و قالت بخزى : _ ان بعض الظن إثم .. ربنا يسامحنا كلنا علي اللي عملناه في البت الغلبانة دى .