يخرج خارج القصر ويمتطي جواده ويشد لجامه اذناََ له بالتحرك وصار جواده يركض كالفرسان موادعاََ أرضه يقصد وجهة أخرى ليمحو عنها الجهل ويدخل تعاليم دين الإسلام ويشق الصحراء حتى وصل غابة الظلام ولكن هذه المرة كان يعرف مفاجئاتها جيداً كان حذراََ حتى خرج منها وبانت على وجهه ابتسامة نصر أول الطريق برؤيته الجبل الذي يغطي المدينة من الشرق وتقدم بجواده حتى وصل اليه ونزل عنده وصار يصعد عليه صخرة صخرة متشوقا ومتلهفاََ لرؤية مدينته التي تركها منذ الثلاثة عشر عاماََ وصعد حتى تمكن من رؤيتها ويقف مستنشقاََ عطرها. وجلس فيه إلى غروب الشمس وعند دخول الليل ذهب هو الى داخل المدينة يستكشفها كان يمشي داخلها ببطء وعلى وجهه غطاء يمشي متلفتاََ وهو ينظر حركتها التي اعتمرت في الليل وشوارعها المضيئة بالمشاعل وتجمعاتها المختلفة شرذمة يسكرون وغيرهم يلهون مع النساء وآخرون يتبارزون مشى حتى مر على بيته الذي كان محترق وظل ينظر إليه متحسرا ومتأسراََ لما حدث لوالده بسببه ودون أن ينتبه انكشف الغطاء عن وجهه وكان الجميع ينظر إليه في دهشة وزهول وعندما فاق لنفسه كان قد فات الاوان على تغطية رأسه ووجهه لأن الجميع رآه ولكن كانت المفاجأة عندما اقترب منه أحد سكان المدينة سائلاً. _من انت. وبهذا السؤال اطمئن قيس أن لم يتعرف عليه أحد وهذه الثلاثة عشر انستهم ملامحه وتغير مظهره فأجاب. _انا كنت باحثاََ عن مسكن وعمل وسمعت عن كرم أهل هذه الأرض. _وانت أتيت إلى المكان الصحيح ستسكن وستعمل. _اشكرك سيدي اريد عملاََ فقط وان كان على المسكن يكفي أن تأذنو لي المكوث داخل ذلك الكهف عند الجبل. _ولما لا أفعل ماتراه يريحك. صار قيس يتردد على المدينة وعمل مع أهلها بالزراعة ويدعوهم ليلاََ وعندما رأى أنه قد تمكن وصار الكثير يعرفه باسم مبهم اختاره هو لنفسه بدأ يقترح عليهم فكرة هذا الدين والناس صارت تحبه كثيراً وبدأ تعليمهم وفي كل مرة يرى مدى تقبلهم له فيخبرهم عنه شيئاً حتى باح بالدعوة سراََ لاصدقاءه وادخلهم الإسلام وصاروا يتوافدون على دين الإسلام يوم بعد يوم حتى جعل له قوم حوله يحبوه. في مدينة كدايس السجن ومرت ثمان سنوات على هذه الحال وهو يدعوهم ليلاً وقبل الفجر يعود خلف ذلك الجبل حيث صار مسكنه وكانوا يكثرون حوله أكثر فأكثر على طرف المدينة وفي يوم أتى كعادته متخفياََ يغطي رأسه رامياََ الغطاء على وجهه فتفاجئ بأن لا أحد اليوم ينتظره فتكلم في نفسه. _أين الجميع ألم يأتي احداََ كنت أتي في كل يوم الناس تتوافد إلى مجلسي واليوم لا أحد ماذا يحدث. وعند حديثة مع نفسه يجد فجأة حرس الملك حوله فيقول في نفسه وهو يومأ برأسه. _الآن فهمت. ودون مقاومة اخذوه ورموه أمام سيدهم فيستل الوزير سيفه من غمضة واضعه على عنقه. _من انت ومالذي تدعيه ومن أي أرض أتيت. _انا من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى الإسلام جئت لانهيكم عم تفعلوه جئت لاخبركم بأن هناك بالسماء إله اسمه الله يرى كل شيء أتيت لأقول لكم ماتفعلوه هو غلط هو كفر وعبادتكم سيدكم واشراك بالله لا معبود الا الله. الوزير بغضب. _وعزتي وسيدي إن لم تنتهي عن هذه الخرفات لتجد سيفي مطيح برأسك. يبتسم. _انتهي عن الحق لا انا على ولست خائفاََ. يرفع الوزير سيفه ويحكم قبضته لينزله على عنقه وهو يغمض عينيه ويثني رأسه متشهداََ والوزير ينزل السيف وقبل أن يضرب عنقه يامره سيده بالتوقف وينهض عن كرسيه متقدماً إليه وهو يقول. _اتريدنا أن ننتهي عن ماورثناه عن آبائنا واجدادنا. _ولكن كان اجدادكم على خطأ وجائتكم الفرصة لتعودو للصواب. _انت تجاوزت كل الحدود وتجرات على أن تدخل مدينتنا وتفعل مافعلت تدعو الناس لعصياني والتخلي عن عادت وتقاليد ورثوها عن أجدادهم انت عقابك الإعدام عند ساحة المدينة. يصرخ. _ارموه بالسجن وغداً عند شروق الشمس إعدامه. رموه بالسجن ومر الوقت و في ليلة مظلمة ليس بها قمر كان قيس متسطحا داخل السجن يفكر في ماحدث له وماسيحدث يضع ذراعه وسادة تحت رأسه والثانية تغطي عينيه فيفيق بفزعه يردفها ابتسامة فور رؤيته الحارس ثانياً ظهره يفتح قفل الحجز. يسأله وهو يظهر قوة وثبات على وجهه _ابهذه السرعة حان موعد اعدامي. قال الحارس _ليس موعدك ولكن شيئاً رؤيته ستخفف عنك من ظلمة هذه جدران. هو بدهشة _ماذا تقصد بشيء يخفف عني. عند نهاية سؤاله يصدم برؤيتها وعلى وجهها وحزن والم كأنها كانت تحمل تلك السنين التي مرت عبئاً عليها. وعندما كانت نظراتهم تحكي عن سؤال وجواب تائه عن كلمه وضدها عن فرحة وحزن كان الحارس قد أزال ذلك الحاجز الذي بينهم وساقة خطواتها إلى داخل السجن. فتقول له _افرح برؤيتك ام أحزن على ماوجدتك عليه. فيقول مبتسماً مع نزول عبرة شوقاََ _قولي الحمدلله أنني مازلت حياََ وأن الله أكرم عيناي برؤيتك مجدداً اشتقت إليك يافاطمة. _وانا تخطيت الشوق وصارت حياتي تتعلق برؤيتك. _لن أموت دون يومي. تداعب خصلات شعره بيدها وبدموع يمزجها عشق. _شاب شعرك وابيضتت لحيتك. يداعبها مبتساََ. _ولكني مازلت شباب فقط هذه سبايب ملت من اللون الاسود فقررت التغيير. ضحكت بهدوء وتثني رأسها استحاءََ من عينيه فيواصل هو متغزلاََ. _وانتي أيضاً بانت على وجهكي علامات الكبر ولكن لاتزالين بجمالك وحسنك وستظلين دوماً باعيني ملاكي على الأرض. ترفع رأسها _لاتنسى أنني أكبر منك بعشر سنوات معنى ذلك أن عمري خمسون سنه وانت مازلت في الأربعون. _لا يشكل العمر فارقاََ للعشق مهما طال الزمان وطوت السنين أيامها سيظل الحبيب في أعين العاشق صبياََ عند حلاوة الحديث بينهم وطفلاََ عندما يضحك بالغ عاقل عند الرأي. _مرت ثمان سنوات على رحيلك من مملكة النور مرت وانت تدعوهم للإسلام لم تستسلم ولكن ماذا جنيت غير السجن. _لست نادماً نبينا نوح ظل يدعو قومه الف سنه الا خمسين عاماً وغيره من الأنبياء كلهم دعو قومهم سنيناََ طويله وواجهو كثير من العذاب وأشد انواع التعذيب ولم ييأسو . _لم أسألك مالذي أتى بك إلى هنا ألم أخبرك أن لاتأتي إلى هنا إن لم اتيك انا وارجعكي . _ نعم أخبرتني وكنت حافظة لعهدي لك ولكن عندما تطأ الرجل على جمراََ عليك تزيحها من مكانها جبراََ. هو بقلق _جمر مالذي حدث جعلتني اقلق. _وقع الأمر الذى كنت تخشاه. هو بنفس ذلك القلق وأكثر. _ماقصدك. _تمرد الشعب على وتفككت المملكة وصارت شارزم أحدها موالياََ له والأخرى ضده كثرة فيها الحروبات وصار الموت يحيط بها والممالك الأخرى استغلت ذلك الخلاف وصار يعصبون الخارجين أوامر وطاعة الملك. يجلس بيأس. _ألم أقل لكي وكأنني كنت احس بذالك واين ابنك. _يقاتل بجانب الملك. بفخر. _ابن ابيه فعلاً . يقف الحارس موشوشاََ لهم فيأساله قيس. _لماذا تساعدنا. الحارس مبتساََ لأنني أحببت حديثك عن الدين الجديد ولذلك احاول مساعدتك بقدر مايصح لي فأنا مثل اعجبه هذا الدين ولكنه يخشى بالبوح بذلك عاقبة الملك. يسأله متعجباََ _اتقصد أن هناك من أحب هذا ولكنه خائف. _نعم والان اخرجي سيدتي قبل أن يأتي شخصاً آخر واتعرض انا للعقاب. تدير ظهرها للذهاب وهي تقول. _سنلتقي مجدداََ. _إلى أين الآن. _لاتقلق احبابك كثيرون ولن يتركوني. ذهبت هي وعاد هو الى داخل السجن يجلس بمكانة قلقََ ومتوتراََ يقول. _كنت اعرف ذلك وبهذه الطريقة ستنتهي وتدمر هذه المملكة مثل كثير من الممالك التي تمردت على سيدها لم تجني شيئاََ سوى التفكك والموت المتواصل والدمار الذي صار في كل أنحاء مملكة تمردت طغية على الحاكم. في مدينة كدايس الإعدام وبعد مرور تلك الليلة القاسية المؤلمة أشرقت شمس يوم جديد يقودونه اماهم وهو يتعثر في خطواته ويداه مقيدتاََ خلفه الجميع محتشد ينظرون في دهشة وهو ويصعد على مسرح إعدامه خطوة خطوة حتى وقف شامخاََ رافعاً رأسه يأتي أحد الحرس ويضع الحبل على عنقه و يعود إلى تحت والجميع ينظر إليه بتأثر ولكن الخوف مطبق عليهم بدأ العد التنازلي لحياته بالدقائق والثواني ووسط ذلك الحشد تظهر زوجته ودمع يجف في عينيها وقلبها يدق خوفاً لاتعرف ماذا تفعل لحظات قليل ويصبح زوجها معلقاََ على هذا الحبل وكان هو يطمنها بابتسامته وكأنه يقول لها لا تقلقي إنني ذاهب إلى ربي أتوق للقاءه وفجأة تتوقف عقارب الساعة وتكتب نهاية بطل برمي خشبة الإعدام ووقوعه معلقاََ ورحه تنازعؤي على هذا الحبل وفي تلك اللحظة الحاسمة التي أوشكت على نهاية البطل دون توقع يقع على الأرض برمية خنجراََ قاطعاً الحبل فيذهل الجميع عند رؤية جيشاََ يهجم وتبتسم فاطمة ويستعد الوزير وجنوده لتصدي ذلك الهجوم ولكن كان الهجوم قوياََ عليهم لم يستطيعوا التصدي له فلازو بالفرار هرباً ونزل احد قواد الجيش من جواده ويتبعه الثاني يقترب من فاطمة التي ذهبت مسرعة تفك وثاق زوجها فيتكلم زوجها مبتسماً. _كبرت يابني وصرت مقاتلاً عنيداََ. الفتى يثني ظهره _ تلميذك يامعلمي لم أتوقع منك أن تتعرف علي بعد كل هذه السنين. _لا أحد لايعرف ابنه حتى وإن مرت عشرات السنين وانت يايونس أخبرني عنك وعن الدولة. _انا بخير يامعلمي ولكن الدولة لم تعد هناك دولة. هو بصدمه. _المماليك خانت الملك عبدالرحمن حاربنا بكل جهد ولكنهم وقعوا على قرار إعدامه كسروا ظهره بتخاذلهم لوكانو وقفوا معه ماكان حدث ماحدث كان الملك عبدالرحمن أقوى ملوك العرب أو جميع العالم يمتلك شجاعة مفرط وقلب حديد. _بعد الملك عبدالرحمن لن تقوم قائمة لمملكة النور والحروب لن تخلص منها ولن يتفقو رأي ابداََ هذا هو عاقبة الطغيان كانوا يعيشون في رغد وغداََ سينامون على موقد مااسوء الخروج عن الحاكم. أحمد _وماذا سنفعل ياابي بعد ذلك هل نستسلم. _لا اليوم بدأت حربي ضد الكفرة اريد ان أطهر هذه الأرض الفسق وكل من يرغب عن دين الإسلام اقطع رأسه بسيفي. ذهب بعض أهل المدينة إلى ديارهم وبقي البعض تابعين له. صار قيس يتلو عليهم كلام الله ويعلمهم تعاليم دين الإسلام ويقص عليهم قصص الأنبياء وكذلك زوجته تعلم النساء حدود الله وشرائعه و ابنه يعلم الأطفال ويساعدهم على حفظ القرآن الكريم ويونس ابن الشيخ إبراهيم يعلمهم المبارزة بالسيف واصطياد الهدف الرماح ومرت السنين معركة خلف معركة وبمرور الوقت يتوافد الكثيرون في دخول الإسلام حتى استطاعوا من هزم السيد وقتله وحكم المدينة قيس بن عبد الملك وخلصها من كل العادات الرجعية وادخل فيها عادات الإسلام الصلاة والصوم والزكاة غير اسمها من مدينة كدايس إلى مملكة نور الإسلام. // النهاية //