الفصل الثالث عشر بعنوان مقاتل بين الوحوش

وكان للأسف مارأته عيناه ليس خيال او حلم بل حقيقة أنه قد حان موعدها وهي فريسة صيدهم التي كانوا يجرونها خلفهم كأسيرة الحرب وهم أمامها يهتفون ويرقصون ويلهون كانت احجامهم مرعبتاََ ويسيرون وكأنهم قطيع افيال يقصدون الصحراء لصيد فرائسهم ومازال الفتى موثقة يداه يخرج أنفاسه وكأنها أنفاس المنية ولكن القدر كان له رأياً آخر بارساله شخياََ كهلاََ يسقيه ماءََ حتى ارتوا وصار مثل زهرة أتاها الربيع بعد صيفٍ قاتل وعندما لمعت عيناه بحرية الأنفاس ووضحة رؤية الأعين بعد موت اجفانها فكانت انه هو نفس الشيخ الذي اخرجهم من ظلامها للمرة الأولى والآن للمرة الثانية ينقذه ويفك وثاقه فيقول بصدمة. _أهذا انت فقال له __اذهب نحو الجنوب قبل أن تصبح ضحية مفترس. وكان باله مشغولاً عليها لم ينتظر ليسأله من انت فذهب إلى مسكنهم مرتبكا ومتوترة أعصابه يبحث عن سيفه ورمحه وكانت اللهفة والخوف عليها يبان عنيه فوقف يأساََ عندما لم يجد سيفه ولكن سرعان ما تظهر ابتسامة صغيرة على وجهه لرؤيته السيف خلف شجرة فيتقدم إليها مسرعاََ بلهفة يشد سيفه ومعه تنزلق رجله حتى وجد نفسه بين وحوشهم الجائعة التي اصتادوها من قبل فكشرة عليه باعينها المحمرة وانيابها البارزة فكان مرعوباََ وهو وقعاََ على الأرض وهي تقترب منه معلنتاََ هجومها فينقلب على جنب والاسد يهبط على الأرض هامداََ اسر رمية رمح فيلتفت الفتى ليندهش برؤية الشيخ حاملاً رمحه ويستمر بشد سهمه عليها وشهر هو أيضاً سيفه وبدأ يقاتل بجانب الشيخ حتى تخلصو منهآ وعند النهاية ابصر بجواره لم يجده فصار يتساءل في نفسه من هذا ولماذا يساعدني في كل مرة صار يفكر في هذا العجوز كثيراً صار سؤالاََ يحير أفكاره ومضى في طريقه ركضاََ ليلحق بالتي بعد قليل ستكون ميته أو قد تكون صارت فعلا كذالك ظل يشق تلك الأشجار الغزيرة التي تضاعف من ظلمة الليل وسواده وتتعذر عليه رؤية الطريق وأصوات حيوانات الغابة يصدأ بإذنه ويزيده اربعاََ عليها وصار يقطع المسافات حتى وجد نفسه بالصحراء وكانت خيراً من تلك الغابة ضوء القمر يعكس بالرمال التي تعطي بريقاََ مثل الذهب هذا جعل الرؤية تكون أوضح ويرى طول ناظره. وصار يجوب الصحراء في ذلك الليل واصداء الوحوش مازال بأذنه حتى اختلط وافزعه بصوت آخر وهو صراخ بشر وصار يركض إلى حيث يترامى إلى أذنه بتقطع وكلما اقترب من مصدره اتضح أكثر حتى ميزه بأنه هو نفسه مايبحث عنه. ولحظات من الركض يتضح الصوت مع اتضاح الرؤية يراه موثقة ايديها بين قائمتين وهي بنصفهم تصرخ وتلك الوحوش أمامها تهيأ نفسها لأجل أن تهجم عليها لتقطم منها والفتى ينزل رمحه من كتفه يشده عليه مسرعاََ حتى أطلقه بالذي سيقطم زراعها أصابه إصابةََ اسقطته ارضاََ ويبدأ بشد الثاني وقبل إطلاقه يشعر بشيء امسك زراعه بقوة فيدير ظهره متلفتاََ ينظر حتى فوجئ بأحد الهياجنة ورفع رأسه ينظر إليه جيداً وبتلك القبضة يرفعه من زراعة وكأنه يرفع فأراََ يرميها بعيداََ ويأتي الي الآخر رافعاً سيفه للطمه وهو على الأرض والوحوش تكاد تفترس الفتاة وصراخها يعبء الصحراء ولكن قدرة الله واسعة تتشتت السهام أحدها يصيب في الوحوش والآخر في ذلك الذي سيقتل اعذراََ وكانت المفاجأة ذاتها هو العجوز نفسه وظل ينشر سهام رمحه وشاركه الفتى المعركة وأردف الرماح والجو كالامطار تشتي على الهياجنة والوحوش وانطلق مسرعاََ لإنقاذ فتاته وبالفعل استطاع إنقاذها وهزم الوحوش والهياجنة برفقة العجوز الذي ابهرهم ببراعته وشجاعته . وبعد كل ماحدث العجوز يدير ظهره ذاهباََ فينده عليه الشاب. _إلى أين على الأقل أخبرنا شيئاً عنك. فيجيب مبتسماً _انا ابن كل مكان. الفتى _كيف ذلك. العجوز. _ستجدني عند البئر. الفتى ساخراً _وهل تتوقع مني العودة مرة أخرى إلى هنا. العجوز وهو مازال متلفتاََ. _لا تتعجل بالحكم على الحياة فإنك ستعود لي في يوم من الايام لان المفتاح لما تبحث عنه ستجده عندي ولكن اتمنى ان لا يكون الأوان قد فات. الفتى. _في كل مرة اقول عنك مجنوناً ولكن الآن انت بالفعل مجنون. العجوز وهو ذاهب. _وأحيانا السر الذي يبحث عنه العقلاء يكون عند المجانين. يمسك ايد الفتاة ويذهب وهو يقول _هيا لنرحل من هنا ونتركها لهذا العجوز المجنون. مضو في ذلك الليل حتى وصلوا إلى جواده الذي ربطه عند النهر يقف بجانبه مبتسماً فتتكلم الفتاة. _انا لا أفهم شيئاً، هذا العجوز، وهذا الجواد، والسؤال الأهم، كيف وجدتني، انا حين اختفيت منك ليس معك سوى خنجر والآن رمحه وجواد وسيف. يلتفت إليها بنفس الابتسامة وهو صامتاََ يخرج من جيبه تلك العصامة التي اعطاها له الشيخ ويربطها على رأسه. الفتاة بدهشة_ وماهذه واخيراََ يكسر صمته _هذه قصة طويلة. يصعد على الحصان وهو يكمل. _وامامنا طريقاً أطول لاقصها عليكي ونقصر بها الليل وصعدت خلفه وهي تضع يدها على كتفه وانطلقا بتلك الصحراء الواسعة تاركين الجواد يركض إلى صاحبه وبدأ بسرد قصته.