وفي آن وقوفهم تهب عليهم ريحاََ عظمة حتى غطت على كل ماحولهم وعند ذوال ذلك الإعصار يذهل الفتى بإختفاءها وصار يجري يجوب الصحراء بحثاََ عنها حتى انهك وظمأ وحاله اعتراها اليأس ونزع سترته ليحملها بيده وتسير خطواته كمن حان موعد إعدامه صار منكباََ مكسوف البال. اغشى رهاب الصحراء على رؤية أحلامه وظن أن مطاف رحلته سينتهي عند تلال الرمال التي تحرق رجليه كما احرق امله بالنجاة إلا أن كان للقدر رؤية أخرى وعين الله لايغشيها شيئاً فبيده كل الأمور فترآت له رؤية مطمسة لبعدها كانت تلك الرؤية قد بدأت تعيد من نشاطه وامله وصار كلما اقترب وكأنه زهراََ يتفتح بانفاس الفجر وعندما وصل لقارب نجاته وجد شيخ كهل يصلي وبجانبه جواده وعلى السرج تتدلى زمزمية ماء وبلهفة دون استأذان يختطفها ويشرب بشراها حتى خرجت من جانبي فمه. ينزلها ويتنفس بعمق وذلك الشيخ يسلم ويلتفت لينظر للفتى الذي شرب ماءه ويأكل قطعة الخبز التي يسد بها جوعه. استحى الفتى من نظراته وهدء فمه من الاكل متأسراََ من أنه تناول طعاماََ ليس طعامه. ونزل على ركبتيه معتذراََ إلا أن ذلك الشيخ يجيبه بطيب خاطر. _هو لك من الأول انت لم تأكل حقي بل أخذت نصيبك. يصاب الفتى بدهشة. _كيف لي وهو لك وبجوادك. يتكلم مبتسماً. _ان كان لي ماكنت لتأكله حتى وإن كان بيدك. _هل تقصد انك انت لست غاضباً لأني أخذت ماتسد به جوعك. _وهل أغضب من شيئاً قسمه الله لك لو كان من نصيبي لماكنت وجدته وكنت تناولته قبل أن اصلي ولكن للله حكمه ولاندري أين هو رزقنا. أعجب الفتى بحديث الشيخ وسأله. _كيف تبسط الأمور بهذه الطريقة من انت. _انا لاابسطها بل اتركها لخالقها وللله ترجع الأمور. يسأل الفتى مستغرباً وليستغرب الشيخ من سؤاله. _ومن هذا الله الذي سمعت عنه اول مرة في حياتي للمرة الثانية في رحلتي هذه يبان انه من الحديث عنه هو رجل عظيم. _هو أعظم بكثير مما تتخيل. _كيف. _ألم يروق ببالك يوماً وانت جالس كيف خلقت انت ومن أين أتت هذه المخلوقات وكيف هذه البحار صنعت والجبال بنيت والطير كيف يطير وهذ السماء التي تثبت من غير عمد. _لم يخطر ببالي يوماََ هذا السؤال ولكن بعد قولك هذا عندي مزيد من الفضول لأعرف. _كل هذا المخلوقات التي على وجه الأرض بما هي نفسها الأرض من الله والجبال والسماء من صنعه هو الواحد الأحد بسم الله الرحمن الرحيم (قل هو الله أحد (1)الله الصمد (2)لم يلد ولم يولد (3)ولم يكن له كفوا أحد (4) هذا هو الله. _يامااجمل ذلك انا اريد ان اتبع له واكون مثلكم. _لتتبعه يجب أن تتبع دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دين الإسلام _دين المحبه دين التسامح نحن أمة سيدنا محمد خير أمة أخرجت للناس وكل من اعتنق دين الإسلام وتوجه بقلب سليم هو من اتباع محمد ولكل منا يومه يوم مماته وبعد موته أمامه اثنين إما ناراَ خلد بها أو جنة ينعم بها خالداً