_وجدتها لنكمل نحو الشرق يتقدم بخطواته لبدء رحلته ولكنه سرعان ما يعكس طريقه لسماعه حدوات الاحصنه مع الحصى يختبئ عند صخرة كبيرة والفتاة خلفه تموت رعباََ انتظر حتى أكملت الاحصنه في طريقها بحثاََ عنهم وهيأه نفسه لخوض أكبر معركة وهي الأولى بحياته أسماها معركة النجاة شق طريقه يبحث عن وجهة أخرى ليبدأ منها فصل جديد من حياته. سار حتى صار بعيداً أشد البعد عن تلك المدينة حتى وجد نفسه بتحدي عبور الغابة المظلمة ليست ظلمتها سواد ليل عاتم إنما هي غابة مرعبتاََ ومخيفة تراه من الخارج كطفل بريئ تدخلها بإطمئنان حتى تجد انك اما ان تموت داخلها أو تحارب لإنقاذ نفسك. الفتى بنصف الغابة يقف وبداخله احساس رعب من المكان فتهمس الفتاة بخوف وتتصبب عرقاََ وقلبها ينبض وانفاسها تعلو مع صدرها. _اتحس كما احس انا. الفتى يدعي الثبات وبداخله ذات الشعور بالخوف وعدم الطمأنينة. _لا تخافي لاشيء يدعو للقلق تمسكي بي جيداً إن احسستي بخوف فتمسك بكتفه وتسير على خطواته شيئاً فشئ حتى افتزعت رؤياهم بذئب يتربص خلف الشجرة صرخت الفتاة بلاشعور فيلتفت إليهم بارزاََ أنيابه فتقف بظهر الفتى خائفتاً وهو يبحث بنظره عن شيئاً يدافع به عنها وعن نفسه حتى وقعت عيناه على عصا وتبان متانتها من شكلها والذئب يبتسم وكأنه يقول هاقد جاء عشائي. الفتى يقدم رجله ناحية الذئب ليلتقط العصا وبسرعة يختطفها ويقول لها _ انتي ابقي مكانكي. _وانت ماذا ستفعل. _انا سأستفزه والهيه عنكي وبعدها سأجري واتصرف. تكلمه بدهشة _لا هذا جنون انت لن تفعل ذلك. يقدم نحوه في هدوء ويبدأ باستفزازه بالعصا وهي تشاهد ذلك المجنون الذي يعبث معه وكأنه يروضه حتى تمحورت نظرات الذئب نحوه وعندما احس بأنه صار على أهبة الاستعداد ليهجم عليه يركض مسرعاََ وذلك المتوحش يشق الغابة خلفه. كانت لدى الفتى سرعة فائقة على الركض والقفز يقفز من شجرة إلى أخرى والذئب يلحق به حتى اقترب من هاوية وكاد أن يقع بها وبآخر لحظة يقف الفتى ويقفز الذئب وسرعان ماجلس على رجليه حت صار الذئب بالقاع ينهض ويلتفت ناظراََ إلى الهاوية بابتسامة وبعدها يعود وتلك العصا بيده والفتاة تكاد تموت رعب من الذئب الذي يفاجئها ويقترب منها وهي ترتد بظهرها حتى شهر اظافره وقفز إليه فيقع برمية عصا الفتى التى كانت مثل السهم. يقترب منها مبتسماً لينسيها ماحدث من لحظات رعب يمسك بيدها ويكمل في طريقه حتى توقفت تعبر عن حالها انها ستموت عطشاََ وجوع فيتكلم بداعبه. _لا أظن أن نجد بهذه الغابة سوى المصائب لذلك علينا أن نجد طريقاً للخروج لأن الليل يتسحب مسرعاََ.. تقف منهكة وهي تنظر حولها حتى ذهبت بلهفة إلى نوع من الثمار واقع بين جذور شجرة تمد يدها فتعلق وتصرخ طالبة المساعدة يأتيها منقذها متعجلاََ يحاول شد يدها قائلاً. _كيف حدث ذلك. وهي متوجعة _لا ادري. يقول بنبرة معتريه _حتى الأشجار هنا لاترحم. اخرج يدها واكملا في صمت لا أحد منهم يكلم الآخر حتى توقف فجأة يشتم ليميز رائحة. هي تسأل منصدمه تصرفه وكأنه كلب يستعد لصيد. _اشتم رائحة نار وهي قريبة من هنا وهذا يعني أننا نحن لسن الوحدين بهذه الظلمه. يمشي مسرعاََ يقصد رائحة النار حتى يقف مبتسماً يتنفس بأرياحية عند رؤيته أناس يوقدون ناراً وعليها لحماََ يوشوا يقترب منهم فيقوقون بحراب مدافعين عن حالهم فيرفع يده مطمئناََ لهم فتهدأ يدهم تلقائياً سائلين. _من انتم. _نحن تائهون نبحث عن طريق للخروج وعطشا وجائعون. كانوا رجلين تكلم الأول _لاتخافو من شئ نحن سندلكم. والثاني _ونطعمكم. جلسو معهم وشربو حتى ارتوا عطشهم وبعدها قدموا لهم بعض اللحم المشوي وذهب الرجلان ليتركانهم يأكلو في هدوء. وبعد ان شبعو وامتلئت بطونهم ذهب الفتى مستأذناََ ليقضي حاجته. وعندما كان في طريقه للعودة بعد قضاء حاجته تترامى على مسامعه كلمات ارعبته من الحوار الذي كان يدور بين الرجلين فاستنتج منه أن هاذين الرجلين ليس كباقي البشر فهوايتهم اكل لحوم بني آدم ويمسك بطنه يكاد أن يتقيأ عند معرفته أن ماقدم لهم من طعام هو لحم فريسة من البشر سبقهم وهم الضحية المقبله لعشاء الليله. يذهب مسرعاََ إليها وهو لايستوعب ماسمعه يشدها من يدها ويحمل من الأرض خنجر ليحتمي به ويسير بها داخل الغابة دون أن يثني إليها بتفسير وعندما ابعدوا أشد البعد يقف ودون أن يحس يفرغ مابمعدته. يجلس مصدوماََ وهي أيضاً تصدم برؤيته هكذا فتلح عليه بالسؤال حتى اجابها أن هؤلاء اكلي لحوم البشر فسرعان ماتخرج كل ماادخلته من طعام وتجلس تشاركه الصدمة وخيم الليل على تلك الغابة. وصارت بالفعل مظلمة وترانيمها صوت الوحوش كانت شيئاً من الرعب الذي يدخل نفسك ولاتطمئن بها تخاف أن تنام بها على انك تستيقظ بفك وحش مفترس. جلست الفتاة بالقرب من الفتى وكان ذلك الحزن بدأ يزول مع مرور الليل فتعرفت الفتاة على قيس وعرف هو اسم نورهان الذي يطلق عليها. تغلب النعاس عليها فلم تستطع المقاومة فاستسلمت للنوم في حين الفتى استمر ساهراََ طوال الليل وكأنه يحرسها حتى بزغ الصبح بقليل من الوقت بدأ الظلام بالزوال ونهضا مجددا حينما استيقظت ليكملا البحث عن الوجهة فشرخا طريق الغابة بحذر حتى وصلا بئر بالقرب من بحر يجلس بجواره رجل عجوز اشيب لحيته بيضاء يرتدي عباءة سوداء بآلية مليئة بالترقيع مسترخي على فروة من الجلد وبيده مصحف قرآن متعمق به فيقفا عند رأس الفروه يكمل قراءته دون أن يأخذ نظرة ليعرف من يقف عند قدميه.