الفصل الحادى عشر بعنوان الفتى والشيخ
_ما أجمل هذا الدين وانا اريد ان اتعلم واعرف كل شيء عن الإسلام أحببته بذكرك له. يقول الشيخ مبتسماً _أحببته لمجرد حديث من فمي فكيف عندما تعتنقه وتتعلم علومه ستكون من السعداء مثلي وتكون مطئاََ بذكره ولكن من انت ومن أين أتيت وكيف لاتعرف أنه يوجد إله يسمى الله. _انا من مدينة لم يسمع عنها العالم وهي أيضاً لاتعرف شيئاً عما يدور خارجها لايعرفون سوى سيدهم ولا يعلمون غير تقاليد رجعية نشأو عليها ورثوها عن أجدادهم مدينة يأكل حق الضعيف والقوي يزداد هيبتاََ بالكذب والنفاق. وظل الفتى يحكي عن مدينته وماحدث معه إلى أن فقد رفيقة دربه وكان الشيخ ينصت في هدوء متعجباََ ماقاله فيكسر الصمت قائلاً. _انت محظوظاََ إن الله يحبك. يتعجب الفتى _كيف يحبني وانا كنت افعل كل شيء مخالفا لما أمر به. _الدليل خروجك من أرض الظلم إلى أرض الطهر ولقاءك بي لكي تتعرف على الإسلام وحبك له عن مجرد ذكرى فأما عن الفتاة فقد اختطفها الهجاينه ذو الرؤس المزدوجة _كيف. _هكذا هم يأتون كالاعصار _ومن هم هؤلاء الهجاينه. _شعب ذو راسين يعيشون همجية ويختطفون البشر ليصتادو بها الوحوش ليلاً فرأيتهم تشتدد في الظلام. _وكيف يمكن أن انقذها من قبضتهم. _هذا صعب واشبه بالموت _وانا اتحدى الموت ولا اذهب من دونها. _هل معك سيف. _لا. _هل معك جواد. _لا. _هل معك شئاََ تدافع به عن نفسك عند لزوم الأمر. _ليس سوى هذا الخنجر. _إذن انت مهزوم من قبل أن تنهض من موقعك. غضب الفتى من حديثه _كيف تقول لي انا مهزوم هل لك بعلم الغيب شيئاََ ام انك ساحراََ تدعي. _انا لااعلم الغيب ولكن من تجارب الحياة تعلمت إن دخلت معركة دون عتاد فالهزيمة مفادك ومخلص حديثي لك العتاد اول الطريق لكسبك أية معركة. يثني رأسه يأساََ ولكن الشيخ لم يترك ذلك اليأس يستكين به. _خذ جوادي هذا وهذا سيفي ورمحي و اذهب لخوض وقيعتك. _وانت كيف ستكمل طريقك. _لا تحمل همي معي الله فاانا متوكلاََ عليه بمساعدتي لك لايردني خائباََ إن الله لايضيع أجر من أحسن عملا _وكيف أجدك مرة اخرى. _جوادي هو من يرجعك لي. _وكيف ذلك. يمزق الشيخ من عبائته ويمدها له. _خذ هذه وبعد أن تخلص الفتاة اربط هذه العصامة مابين عينيه واذنيه. _وأين أجد هؤلاء الهجاينه _عند الغرب لكن عليك أن تجتاز البحر أولاً يقوم الفتى وهو حاملاً سيف الشيخ ورمحه بظهره يقف بجانب الجواد ويربرب عليه بيده فيلتفت قائلاً. _ولنا لقاء آخر إن لم أمت. _الأقدار بيد الله إن كان مكتوب لنا اللقاء ولاحتى الموت سيمنع. وبعد ابتسامة الوداع التي تفطر قلب كل كان يطوق للجلوس أكثر مع من يحب ولكن ساعة رحيله قد دقت يمتطي جواده كالفرسان يضربه من خلف ظهره ليجري صابق الصحراء خلفه ونهض الشيخ متجهاََ يكمل يسره متوكلاََ على الله والله لا يخزل عبداََ استجار به وقبل أن تبعد خطواته توقفه قافلة تمر من جانبه تسأله عن طريق مدينة يتوجهون إليها فكانت ذات وجهته فقال له أحدهم امتطي هذا الحصان فكان لأحدهم والله في طريقنا قضى في أمره يمتطيه الشيخ مبتسماً وهو يقول في نفسه ليت رآني ذلك الفتى كيف أكرمني الكريم بمساعدتة من توكل على الله فالله حسبه .
