واخيراََ بعد كل ذلك العناء والطريق الطويل الذي كان في كل خطوة به لغز ومتاهة يدخل الجواد مملكة يبان من مبانيها التحضر وصلو المملكة مع بذوق الفجر والمنادي ينادي لصلاة الصبح. صار يمشي الجواد داخل المدينة بخطوات هادئة حتى توقف عند مبنى يختلف عن باقي تلك التي رأوها عند مدخلهم ومن الواضح انه مسجداً فصهل الحصان بقوة وقفز برجليه الأمامية والفتى متشبساََ بلجامه يشده إليه بقوة يحاول تهدأته والفتاة شابكتاََ ايديها على وسطه خوف من أن تقع من ظهره ظل الجواد في لحظات من هياج الغير مفهوم حتى رأئ صاحبه الذي ابتسم عند رؤيتهم وصارت خطواته تقصر المسافة بينهم حتى امسك بلجام الحصان وصار يربرب بيديه على رأسه ويمسح على وجهه والجواد يثني رأسه حنيناََ لصاحبه وابطالنا مازلو على ظهره ينظرون إلى ذلك المشهد الرقيق والجميع خرج من المسجد خلفه مندهشين لرؤية الفتى والفتاة ومناظرهم الكئيبة وملابسهم البالية الملطخة بدماء الهياجنة وحوشهم وبعد لحظة شوقه لجوداه يلتفت إليهم مبتسماً _ألم أقل لك سنلتقي إن كان مكتوب اللقاء. ينظر إليه مكملاََ. _هل مستعد لحياة جديدة. ينزل الفتى من ظهر الجواد قائلاً. _عشت في مدينتي حياة غجرية ليس بها قوانين لا لوائح لادستو أرض يحرم بها الحب والتسامح ويستباح فيها القتل. يقف أمامه بثبات مكملاََ بقوة. _وكيف لأ أكون مستعداً لحياة يكون بها الجميع كأسنان المشط. يسأل مومئاََ برأسه. _اهذه هي الفتاة. يلتفت ناظراََ إليها وكأنه يريد التأكد يردفها. _نعم هي. فيقول مبتسماً. _أهلاً بيكي في مدينتنا. تنزل الفتاة لتقف بظهر الفتى وكانت تظهر على وجهها تعابير خوفاً ودهشة من المكان وأهله فيطمئنها. _اراكي خائفتاً ولكن لاتخافي نحن هنا قوم يحترم المرأة ويثني رأسه احتراما لها. حديثه بدأ يخفف من ارتعابها ويكمل الشيخ _اهلاََ بكم مرة أخرى في مملكه النور و يلتفت إلى أهله _اهلي وعشيرتي سكان مملكة النور اعرف ان الكرم أبرز صفاتكم وحبكم للضيف كحبكم لاهلكم واعرف ابوابكم مفتوحتاََ دوماً لكل من ظن الخير فيكم هذا قيس بن عبد الملك جاء من أرض فسق وظلم باحثاً عن أرض طاهرة. هتف الجميع بصوت واحد مرحبا به ويعود متلفتاََ _انت محظوظ لأنك ستبدأ يومك بصلاة الفجر في جماعة ولكن لكي تدخل دين الإسلام عليك أن تفعل بعض الخطوات.