ومازال الفتى يشق الصحراء حتى خرج ووجد نفسه داخل الغابة فصار جواده يشرخ بين الأشجار حتى شد لجامه لينزل أمام ذلك البحر الذي عطل سيره وانبرا عقبة بمضماره وقف متحيراََ يسأل نفسه كيف يعبره إن يسبح فلن يكون مجدياََ لأنه ضخم تعجز الرؤية عن تحديد آخره اخذ الجواد إلى جنب وربطه وظل يفكر ويبحث كيف يمكنه العبور كان متوتراََ لأن لم يتبقى من الليل شيئاً فهذا العصر وغريباََ الشمس ستعلن عن مغيبها ظل يجلس ينهض يبحث حتى ابتسم لرؤية شرذمة من الحبل على سرج الجواد فيذهب مسرعاََ يختطفها ويبدأ بحل عقدتها وينشرها على الأرض متراصه ويستل السيف من غمضة ويبدأ جاهداً بقطع الأفرع المتوسطة ويخبط بالاشجار حتى كون مجموعة من الأفرع الطرية ومن ثم يعيد سيفه إلى حيث ماكان ويخرج خنجره ويجلس ينظف به من عقد حتى صارت معتدلة ناعمة الملمس خالية من شوائب يرميها وينظر للتي بعدها يعمل بجد وجهد حتى يجرح كفه وينزف دمه بغزارة يتألم في داخله ولكن كان هدفه بلسماََ لهذا الألم قام وانتقض بعض الأعشاب ورماها بفها قام بهرسها حتى صارة كخلطة وكان يبصق بكثرة من مرارتها كمرار الايام التي يمر بها وضعها موضع النزف حتى توقف ولم يهدأ عاد إلى ماكان يفعله حتى اكمل كل نظافتها وبدأ بربط بعضها البعض بقوة حيث لايكون هناك سراسب تسمح للماء بالدخول وفعلها حتى صارت بحجم ممتاز يمكن للمرء أن يبحر من خلاله حملة بقوة ووضعه على بر البحر وعاد يحمل سيفه ويضع رمحه خلفه وخنجره عند خصره وصعد على قاربه ليبدأ رحلة الإبحار وكان بيده عصا يستعملها كمجداف ابحر وآمن بداخله أن لاشيء يمكن أن يوقفه عن هدفه. عزم وأصر على أن يكمل في طريقه واياََ كانت العقبات والمعوقات يستطيع اجتيازها وكان الدليل عندما وصل نصف البحر بقارب لايصعده من فقد عقله لأنه يحتاج مزيداً من التوازن َك9وفجأة موجة قوية تغطي عليه وعلى قاربه ودارت به داخل ذلك البحر وصار يعافر داخلها حتى قذفته في اليابسة مغماََ عليه. وبعد مرور قليل من الوقت يستيقظ ليجد نفسه في الوجهة التي يقصدها ولكنه يقف مندهشاََ من وجود طرق متفرقة صار ينظر متحيراََ من أي اتجاه يذهب احد الطرق مليئ بالأعشاب فتتوارى في ذكراه ذلك الشيخ عندما أخبره بهذه العقبة وان الأول مليئ بالأعشاب ولكنه مسكن حيايه والثاني فخاخ الهجاينه والثالث وهو الأخير ليس به شيء ولكن مفجائته أعظم بكثير من باقي الطرق ليست محددة ربما تجد أي شيء لايخطر ببالك. يتنهد ويستجم نفسه ليعرف كيف يختار فيحدث نفسه _الاختيار صعب ولكن مااصعب هو التراجع والاستسلام لذلك أنا سأستعمل طريق الحيايه وان استدعى الأمر سأكمل بالثلاث حتى أصل إلى مااريد. وفجأة يقفز على إحدى الأشجار مكملاََ التسلق من شجرة إلى أخرى وكأنه قرد يجتهد بقوة لكي لايجد نفسه وسط الأعشاب ويكون ضحية الحيايه ولكن المفاجأة الغير متوقعة أن الحيايه هي ماتقطع طريقة وتسكن فوق لذلك كان عليه أن يكمل بالخيار الثاني وعليه اجتياز الفخاخ يقفز على الأرض ليكمل منها وقبل أن يخطئ بخطوة يجمع حزمة من العصا ويمشي بها وهو يرميها أمامه على الأرض وعلى الأشجار وكانت كل رمية تظهر فخ لايسير بعد الرمية التي لاتصيب اي أنها تكون فارغة فاكمل بهذه الطريقة حتى وبسرعة ودون أن يدري يجد نفسه معلقاََ على حبل من عنقه ويتخنق يحاول التنفس ويتحسس بيده على وسطه ليخرج خنجره وعندما ضاق نفسه استطاعه بقوة قطع الحبل والوقوع على الأرض متعباََ يسعل بشدة فينهض وهو يتعتر برجله التي أصيبت قليلاً ويسير ولكنه يجلس وهو ينظر إلى خياره الأخير يردفها_لم يتبقى لي سواك وعليا أن اكون مستعداً لمفاجآتك. ينهض بقليل من الحماس وبوجهه إرادة وعزيمة _بدأت طريقي من مدينة لا نور بها وساكمل سيري لإيجاد النور حتى وإن كان بآخره موتي. تقدم بخطواته وبدأ بطريقة وكان يسير بكل أمان حتى نال مفاجأة لم تكن تخطر بباله فوقف يتمتم _كنت هارباً من فخاخ محكمة لايقاعي فداخل نفق مفري أجد أصحاب الفخاخ فلا مفر سوى خوض وقعية بها مكر ولكن يستحيل مفر. كانت أشكال الهجاينه تخيف لوحدها دون حد بيدها فعند رؤيتهم له انهالو عليه كالاعصار وفر هو هارباً حتى توقف عند شجرة يغطي بها ظهره شاهراََ سيفه وبدأ بقتال عنيف يضرب مبرحاََ ولكن كل ذلك لا يجدي نفعاً وفي ذلك الحين الحاسم توارة له صورة شيخ بمخيلته وهو يقول له_الهجاينة مخلوقات ضخمة أقوياء بإمكانهم اقتلاع الأشجار وكل ضربه بهم لن تكن نافعة الا إصابة واحدة وهي نقطة ضعف الهجاينه وهي الصمت ثم الضرب عند العين هم لا يرون في النهار ولكن احساسهم كالنظر. وقف بصمت كاتماََ أنفاسه وسيفه بيده ينظر رد فعل هذه المخلوقات وكما قال الشيخ صارو يخبطون في الفراغ يتحسسون الصوت وبهدوء هو ينزل رمحه ويشد السهم داخله ورقم ذلك الهدوء الا ان شد الرمح افاقهم وتنبهة أحاسيسهم الية وهو بسرعة يضرب الأول بعينه يقع على الأرض حتى أحدث هز وضرب الآخر وتسلق على الشجرة وهو مازال يصوب باعينهم إلى أن أحدهم يطيح الشجرة بيده حتى وقع على الأرض لايحرك ساكناََ ونزل أحدهم بظهره حملة بيده وكأنه لاشيء يضعه كتفه ويسير ماتبقى منهم خلفه. ساروا به وهو على كتفهم وقد بدأت عيناه تفيق شيئا فشيء حتى وصلو به إلى موطنهم حيث مسكنهم الأشجار وفراشهم الأرض بالمختصر أن عيشهم أشبه بالحيوانات وكانت مكانهم مخيفه وموحشه وكان الفتى رأسه إلى الأرض ينظر حوله مذهولاََ من مناظر عظام البشر جماجمهم المرمية على الأرض فتوقفو عند مجلس شخصاً أغرب منهم ويبان عليه انه زعيم الهياجنة صارو يأخذ ويعطي معهم بحديث غير مفهوم ولكن من صيغة حديثهم فهم أن موعده مع الوحوش وثقة يداه على شجرة تبعد عنهم قليلاً وكان كل مايدور بباله هو أن يجد فتاته ويبحث متلفتاََ بعينه ومر الوقت حتى نشر الليل سواده وتعب جسده ونشف حلقة من العطش وصار رأسه يترمى كتفيه كاد أن يموت ظمئاََ والليل يسير كالسلحفاء وصارت رؤيته تبهت صار نصف مغماََ وفي تلك الأثناء كان يرى فتاته موثقة ايديها وتمشي على رجليها خلف ذلك الضخم فكان لايعرف مايراه إن كان حقيقة اوحلم ككابوس ناتجاَ عن أنه منهك ومتعب.