ھتف عمر بحدة: أنتو مجانین؟! انتو عارفین أنتو واقفین ومتعصبین اوي كده قدام مین؟! أنا عمر القناوي. معاذ بغضب ونبرة عالیة جعلت الجمیع یأتي على نبرتھم: لا بصو بقى مش عشان أنتة قتالین قتله ھنخاف، لا فوق، احنا أحفاد الكیلاني. كانت العائلتین تقفان في صمت، ثم ھتف یعقوب بھدوء وتھدید وتحذیر: بص یا عیسى أنت ویوسف عیالنا بعید، واللي بیعملوه دا شغلھم وأي حد ھیقرب من العیال دي ھنفتح القدیم والجدید كله، تمام؟ نظر له یوسف بغضب، ثم ھتف قائلًا: ودا نعتبره تھدید یا يعقوب؟ّ! لا فوق، أحنا مش بنتھدد. ھتف مازن في غضب: لا بصو بقى كده، واسمعوا كویس عشان الكلام عندنا مش بیتكرر، شغلنا ونشوفوا، البنات ومحدش ھیقربلھم، وعیالك وعیال أخوك لو خایفین علیھم خلیھم ملھمش دعوة بالبنات عشان أحنا مش بنقتل لا أحنا بنخلي إلي قدامنا یتمنى الموت ومش ھیطولو، ثم نظر إلى عمر وریم ملكش دعوة بیھا، سامع؟ ثم وجه نظره إلى أحمد القناوي قائلًا: وحق ليلیان راجع راجع، كلام كتیر مش عایزین، تمام؟ ثم نظر لھم عمر في غضب عارم وھتف قائلًا وھو موجه نظره إلى عیسى: جاسر وأسر فین؟ عیسي: في الأوضة التانیة. عمر: طیب خلیھم یجھزوا عشان نشوف ورانا أيه، احنا عندنا سفر. ثم توجه إلى المرحاض كي یجھز، وھو متجه یتحدث لنفسه "البت لسانھا طویل، بس قمر" عدى الیوم بھدوء على عائلة الكیلاني بعد أن أطمئنوا على ریم أنھا بخیر، وأن الرصاصة سطحیة فقط. سافر الشباب جاسر وأسروعمر إلى بلاد أوروبا في أوروبا دلف الشباب إلى فندق كبیر، كل منھم وصل إلى غرفته عدى الیوم ثم تقابل الثلاثة في غرفة جاسر ھتف جاسر في ھدوء ومكر: قولولي صحتكو كویسة؟ ھتستحمل العملیة دي ولا؟ عمر بھدوء ومكر: لا تمام. أسر: تمام برضو. جاسر بتخطیط وتفكیر: طیب أحنا المفروض ھنروح المكان دا وقت التسلیم، وفي نفس الوقت نكون في المكان التاني عشان نخلص ونخليه یمضي على الورق ھنرتبھا ازاي بقى؟ أسر بتفكیر ومكر: بص... في مصر وتحدیدًا في منزل أحمد القناوي یجلس عیسى في غرفته یحضر شنطة سفره نهى: ھي السفریة فین یا عیسى؟ عیسى بنبرة ساخرة: في أمریكا یا ختي، ليه خایفة علیا؟ نهى: لا مش خایفة، وأنت عارف إني مش بخاف، بس بسأل عادي. عیسى بزھق: طیب أنا نازل. وھو یھبط درجات السلم رأى أحمد أحمد بصرامة: بقولك ايه لازم تشرفني قدامھم سامع؟ عیسى بھدوء وحزن داخلي: سامع. في غرفة سیدرا تجلس سیدرا على سریرھا بھدوء وھي تتحدث في الھاتف مع تیام كعادتھا سیدرا بخجل: أيه يا تیام ھو مفیش حاجة تتكلم فیھا غیر كده؟ تیام بابتسامة ساخرة ونبرة منخفضة: لا یا حبیتي، في بس أنتِ عارفة أني بحبك ومش راضیة بالحل اللي قلتلك علیھ. سیدرا بحزن: لا طبعًا، مستحیل دا یحصل في الحقیقة دا أخرنا وبس، اكتر من كده صعب. تیام باستھزاء: ليه حرام ولا حرام؟ سیدرا بحزن: لا أنا مالیش دعوة بالحرام والحلال بس لیا دعوة اني مش عایزة اعمل كده وخلاص. في مكان بعید عن الڤیلا يقف عیسى مع زوجة یوسف وراء الشجر وھو یتحدث معھا عیسى: البضاعة ھتیجي النھارده، ھاخدھا قبل ما أسافر ھتبقى في المخزن اللي أنا وأنتِ عارفین مكانه، عایزك بس تظبطي الدنیا عقبال ما أجي. مروة بدلع: طب وأنا مش ھوحشك كل كلامك على البضاعة، وأنا فین؟ عیسى بھدوء وابتسامة: لا موجودة، بس بصي بقى أنا عایزك تاخدي بالك كویس. مروة: ھتوحشني. عیسى وھو ینظر لھا نظرة ساخرة، ثم یھتف بضیق وانفعال: هوحشك أيه یا مروة فوقي أحنا بنقضي وقت مع بعض مش أكتر، وأنتِ عارفة وأنا عارف إن مفیش بينا حب، ولا أنك توحشيني ولا أنا أوحشك یا حبيبتي، احنا الحب والحیاة والمشاعر دي مش في حیاتنا، أحنا حیاتنا كلھا كده شغل وقذارة وقرف وبس. مروة وھي تنظر له بضیق وتھتف بنبرة عالیة نسبیًا: عندك حق، عشان كده سبتني زمان وسمعت كلام أبوك عشان بس توصل للفلوس، وتبقى جوا أبوك وبس، أنتو أصلًا كلكو عیلة قذرة، حتى أخوك ساب مراتك وأتجوزني وھو عارف أني بحبك، والمفروض ھو كمان كان بیحب مراتك ومش بعید یكونوا بیعملوا نفس اللي بنعمله، عارف ليه؟ عشان أكید منسھاش، أنت عارف كام مرة ندھلي باسمھا؟ عیسي بنبرة عالیة: وأنتِ عارفة كام مرة ندھتلھا باسمك؟ عارفة كام مرة كنت بتمناھا تكون أنتِ؟ بس مینفعش الفلوس وتعب العمر دا كله یروح، بس عشان مجرد حب ومشاعر وحاجات احنا أصلًا منعرفھاش، وبالمناسبة أنا عارف إن مراتي كل لیلة بتنام في حضن أخویا، بس عادي أصل أنا مبحبھاش فمش فارقة. لفظ كلماته الأخیرة وھو یختفي من أمامھا في منزل یجلس فیه یوسف ونھى نھى وھي بأحضان یوسف تھتف بھدوء: لسه بتحبني یا یوسف رغم كل اللي عیشناه دا؟ یوسف بھدوء: أه لسه بحبك، والغلط مكنتش غلطك ولا غلط مروة، الغلط كان غلطي أنا وعیسى لما أتنازلنا عنكم واختارنا الفلوس، بس مقدرتش أبطل أحبك مقدرتش، ودا اللي خلاني كمان مخلكیش تنزلي ابني اللي مكتوب باسم عیسى، ورغم أنه عارف أنه مش ابنه سابه، عارفة ليه؟ عشان ھو كل لیلة بينام في حضنك وھو عارف إنك لیا، وأحنا أساسًا عیلة قذرة، أبویا حكم علینا بالقرف دا طول حیاتنا، حكم علینا بكده أننا نعیش طول حیاتنا في غلط. نھى بھدوء وھي تحتضنه: بحبك.. یوسف وھو ینظر لھا نظرات جریئة: وأنا كمان بحبك جدًا، بس كل لیلة بلوم نفسي إني اتخلیت عنك وعن ابني، ومكتبتوش باسمي. نھى بنظرة طویلة له: اللي حصل حصل، وكده كده العیال طلعوا زبالة زي جدھم، فخلاص الواحدة حتى لو حاولت تربي مش ھتعرف، عارف ليه؟ عشان أبوك متحكم بكل حاجة، الوحیدة اللي نجت من القرف دا سیدرا. یوسف وھو ینظر لھا بمكر: وعارفة ليه بقى؟ نھى: ليه؟ یوسف: عشان شبھھا.