في شركة أحمد القناوي وتحدیدًا في مكتبه یتحدث أحمد لنفسه أه یا سیدرا یا مطلعة عیني، أنا بحبك یا بنت عمري، طالعة شبھھا أوي، مش عارف ليه أنتِ الوحیدة اللي أخدتھا من نسلھا، أنتِ الوحیدة اخدتك عشان شبھھا، وعشان زیھا أنا سبت كل اللي شبھي وأخدتك أنتِ یا بنت عمري، حفیدتھا، صحیح الحمد لله أن محدش شاكك إنك مش مننا. في أوروبا، وتحدیدًا في المساء في قصر فخم یجلس كبیر رجال الماڤیا في أوروبا ھو وزوجته وأولاده كل منھم في غرفته الرجل الكبیر یجلس في مكتبه دلف أسر إلى الڤیلا بھدوء وخفة، من الباب الخلفي، ثم صعد إلى الأعلى وأول غرفة دلف إلیھا ھي غرفة ابنته الصغرى، كانت تجلس على سریرھا وھي تعطي الباب ظھرھا، جاء أسر من خلفھا، ثم وضع یده على فمھا كي لا تصرخ، ثم قبض علیھا بین ذراعيه وخرج بھا من الغرفة، ثم دلف بھا إلى غرفة أخیھا الأكبر وھو یجلس على سریره ینظر نحو الباب، دلف علیه أسر بسرعة وخفة قبل أن یھتف وھو یجر البنت الصغیرة بسرعة، ثم قبض على ید الشاب بسرعة، ثم شده بسرعة نھض من على سریره، ثم وضع یده على فمه حتى لا یتحدث، ثم ھبط بھما إلى الأسفل ووضعھما بھدوء على الكنبه یمسك المسدس بید یصوبه على البنت وھو یلف الحبل حول أخیھا بإحترافية بید واحدة، ثم لف الحبل حولھا ھي الأخرى، بعد أن أنتھى صعد إلى الغرفة التي تمكث بھا زوجته، ثم جلبھا بنفس الطریقة إلي الأسفل، ولف الحبل حولھا ووضع لاصق على فمھم قبل أن یصعد إلى الغرفة، كل ھذا والشخص الكبیر لا یستمع إلى شيء لأنه یجلس یخطط ویخطط لأشیاء كثیرة، وأسر فعل كل شيء بخفة، ثم دلف إلى غرفة مكتب الشخص وصوب ناحیته المسدس وھو یھدده أسر بنبرة تھدید وتحذیر: قوم معایا كده بھدوء عشان متخسرش عیالك كلھم. في ثواني نھض الرجل من مكانه بسرعة وھویتفوه بجمود وحدة: أنت مین وعایز ايه؟ ھتف أسر بسرعة وتحذیر: ھتعرف دلوقتي حالًا أنا مین یا قلب أمك، یلا بسرعة. ذھب الرجل معه إلي الصالون وجلس على أقرب مقعد، وھو ینظر له بھدوء، ثم ھتف قائلًا بجدیة وحزم ونبرة تحذیریة: أنت عارف أنت بتتعامل مع مین؟ أسر بنظرة ساخرة وھو یضحك: طبعًا عارف، أكبر رئیس مافیا في أوروبا كلھا وھو أكبر أسباب الإرھاب والشغب اللي بیحصل في مصر، وعارف كمان إنك بتأسس جماعة إرھابیة عشان تعمل ثورات كتیرة، وتعمل شغب في البلد، صح ولا لأ یا باشا؟ نظر له الشخص نظرة ماكرة، ثم ھتف قائلًا في ھدوء: صح، أنت بقى عایز أيه؟ أسر بمكر: عایز تمضي على الورق اللي مطلوب دا. نظر الرجل إلى الورق، رأى الرجل تنازل عن كذا صفقة، ویمضي على شیكات بمبالغ كبیرة، ثم یتنازل عن ڤيلا في سویسرا، ویعطي لھم الأوراق الخاصة بالمناقصات الأخیرة، ویعطي لھم الفلاشات التي تدینه في أشیاء كثیرة، مضى الرجل على كل ھذا، ثم أطلق أسر علیه رصاصة جاءت في قدمه. في مكان آخر في أوروبا یقف جاسر وعمر أمام أشخاص كثر یسلموھم مجموعة كبیرة من البضائع یضع عمر أمامھم شنطة ملیئة بالمخدرات والسلاح ثم یضع جاسر أمامهم شنطة ملیئة بالآثار ھتف شخص بجدیة وصرامة: طول عمركو یا ولاد القناوي بتجیبو بضاعة حلوة جدًا، أنتو أكتر ناس بتریحني في الشغل. نظر له جاسر بھدوء: نصیبنا بقى فین بالظبط؟ ھتف الشخص بحدة: نصیبكو زي ما اتفقنا عشرة ملیون دولار، في ذات اللحظة دلف علیھم أسر بھدوء ثم ھتف قائلًا بحدة: خلصت المھمة اللي علیا. الشخص: وریني الورق. أسر بخبث: أھو خد وبالطبع اخد شیك من ضمن الشیكات لنفسه، الوحید اللي كان باسم أسر. أخذ منه الشخص الورق، ثم نظر له نظرة ماكرة ھتف: قائلًا أیوه كده، ولسه أنا ھفرجك إزاي تلعب معایا. ثم نظر إلى أسر وعمر وجاسر ھتف قائلًا: بكره عایزكم تطلعوا على فندق كده اسمه...، ھتلاقوا الأوضة رقم.. فیھا مجموعة من الرجالة دول عایزھم كلھم یتصفوا، وحسابھم غیرحساب العملیة دي. نظر له أسر بمكر: طب أنا عایز حقي في العملیة اللي كنت فیھا. الشخص بحدة وجدیة: عیوني ادیتكم أنتو الثلاثة شیك بعشرة ملیون دولار، حلو؟ نظر له أسر بسخریة: طب وعملیة بكره؟ احنا ھنصفي حبه حلوین یعني مبلغ برضو. الشخص: عایزین كام؟ أسر: مش أقل من عشرة ملیون دولار كمان. الشخص بجدیة: تمام خلص وبعد العملیة تاخدوا الفلوس. نظر له الشباب بھدوء، ثم أخذوا الفلوس وتوجهوا إلى الفندق الذي یجلسون به. في غرفة جاسر یجلس الجمیع جاسر بھدوء ونبرة منخفضة: ايه بقى ھنصفي الحلوین دول إزاي؟ ھتف أسر بغموض وھو یجلس: عادي ھما فجأة ھیلقوا نفسھم في حتة تانیة خالص، دي رصاصة ھي حكایة ولا أحنا أول مرة نقتل؟ أنت عارف یا جاسر احنا أقل من الثلاثین، وقتلنا یجي أكتر من خمس آلاف شخص، وطبعًا أنت عارف أن نص قتلنا بالجملة. ھتف عمر بھدوء ومكر: بصوا بقى الكلام دا مالوش لازمة أحنا عادي جدًا ھندخل ونصفي، بس أنا عایز أسألك سؤال یا أسر. أسر: اتفضل عمر: أنت متغیر ليه كده بقالك مدة؟ أسر بھدوء وھو یحاول أن لا یغضب: متغیر من ناحیة أيه یعني؟ عمر بغموض: مش عارف، حاسس أنك مبقتش حابب اللي أحنا فیه. أسر بغضب طفیف: ومین یحب أنه یبقى في عیلة ماڤیا، إن عیلته كلھا تبقى عصابة، إنك ممنوع تعبر عن مشاعرك، إنك ممنوع تحب، ممنوع تفضفض، كل اللي لازم تعمله إنك تلعب بشرف البنات، وأنك تقتل وتجیب سلاح كتیر عشان تاخد فلوس كتیر، وتجیب عیال مالھاش أي ذنب في الحیاة غیر أنھا مالھاش حد، ونقتلھم وناخد أعضائھم، ونجیب مخدرات وھروین لشویة عیال برا مصر وجوا مصر عشان نموتھم بالبطيء، وأننا نتعامل مع ناس كل ھمھا إزاي تفسد عیالنا وشبابنا وبناتنا، دا غیر الإرھابین إلي أحنا عارفینھم وسایبنھم، عشان شغلنا وفلوسنا. مین یحب أنه میبقاش ليه مشاعر یا عمر؟ مین یحب أنه یعیش بس عشان یجیب فلوس؟ ویبقى بغل وبحقد على الناس كلھا، مین؟ أنت عارف یا عمر أنت وجاسر أنا كنت بحبكم جدًا وأنا صغیر، بعد كده أبویا أخدني على جمب وقالي بغضب وزعیق احنا معندناش حاجة اسمھا حب، ومینفعش أحكي لك أو لأخوك مشاعري، وانتو كمان أبوكو قالكو كده، أحنا بقینا بنسابق بعض عشان كل واحد یاخد فلوس أكتر، مش شایفین اللي وصلنا له بسبب جدكم وأبويا وأبوكم مش واخدین بالكم أننا بقینا عبارة عن أفاعي ماشية على الأرض. حین كان یتحدث كان عمر ینظر له بحزن وینظر له جاسر بضیق وحزن أیضًا هتف جاسر وھو یحاول أن یكتم دموعه: عندك حق، أحنا نسینا بعض، نسینا أننا كنا متعاھدین أننا نفضل مع بعض معتش حاجة بتجمعنا غیر القتل والشغل، عندك حق كل واحد فینا جري على الفلوس ونسي مشاعره زي ما ھما عایزین أحنا قذرین جدًا. نظر لھما عمر في ضیق وھو حزین فبالفعل حدیثھم جاء على أوجاعه: طب أحنا المفروض نعمل أيه؟ طیب قولي، حد ینطق فیكم ویقول، المفروض نعمل أيه؟ نسیب الشغل؟! طب إزاي؟! طب نسبلھم البیت، طب ھنشتغل أيه، كل واحد فینا بیفھم في أيه أصلًا. ھتف جاسر بحزم وعصبیة: لا بنفھم، كل واحد فینا عنده شھادة تسد عین الشمس بس احنا اللي حبینا الفلوس، أحنا اللي أتعودنا، صح ولا لا؟ عمر: طب نبتدي إزاي؟ أسر بھدوء وحزن: على الأقل نرجع أحنا صحاب، أنا عارف إن محدش فینا صافي من ناحیة التاني عشان محدش یاخد منه ورثه، بس أنا كأسر معایا فلوس كتیر من عملیات البنات یعني تمام، لكن كل واحد فینا عایز الورث، فدا لازم ننساه تمامًا، ونتكلم زي زمان بصراحة ونحكي اللي جوانا من غیر ما ھما یعرفوا، بس بصراحة أنا عارف أن محدش فینا ھیحلف؛ لأن كلنا كذابین وخاینين بس على الأقل نبتدي نرجع صداقتنا، اللي موافق یقول بس الخاین یطلع. نظر جاسر وعمر إلى بعضھما نظرة صافیة لا تحمل حقد ثم نظرا إلى أسر، وھتف عمر: بس من غیر ما حد یعرف. جاسر: تمام ونشتغل سوا في كل حاجة وكل واحد فینا عامل خمیرة حلوة واللي یطلع من الورق حلو كفایا طمع لحد كده. في مكان آخر وتحدیدًا في منزل الكیلاني تجلس ليلیان وریم مع بعضھما البعض في غرفة ليلیان. ليلیان: بت مالك كده مش مظبوطة من یوم الحادثة؟ ریم بھدوء وحزن: الولا اللي اسمه عمر دا، لما بصیت في عینه وھو بیتخانق معایا في المستشفي حسیت أنه غلبان، عكس الشخص البلطجي الھمجي، دا غیر أن أنا متكلفة من رئیسي في الشغل أني أعرف كل حاجة عن العیلة دي، مش عارفة عرفت شویة حاجات وعرفت مكان مخزن السلاح بتاع عمر وجاسر، عرفت الكباریه بتاع أسر وعرفت المكان إلى أسر بیجیب منھم البنات عرفت أنه بیجیب بنات غلابة جدًا نظرت لھا ليلیان ثم تفوھت بھدوء: وأنا كمان عرفت مكان العیال اللي بیجیبھم جاسر عرفت كمان بیودوا العیال فین وأمتى بالظبط. ریم بھدوء: طب أنا ھطلع كل دا في الجریدة بكره ربنا یستر بقى. في مكان آخر وتحدیدًا القسم یجلس معاذ أعلى مكتبه وأمامه لاب توب یرى منه كل شيء یحدث في غرفة جاسر وعمر وأسر، دلف علیه صدیقه الشخص: معاذ، الباشا عایزك معاذ وھو یبتسم له: تمام ثم أغلق اللاب توب الخاص به وخرج من الغرفة متوجھًا إلى غرفة اللواء. اللواء: عملت أيه في العملیة اللي كلفتك بیھا یا معاذ؟ معاذ بھدوء وجدیة: ھقولك البشوات كانوا في عملیة من یومین، قتلوا أكبر رجل أعمال في مصر وقتلوا صاحب شركات المنوفي للبناء والدیكورات والحاجات دي وبعد كده فضلوا لیلة في المستشفى وطلعوا غیر كده سافروا على أوروبا وراحوا على فندق أسمه... وبعد كده أسر راح مضى زعیم العصابة اللي في أوروبا على ورق كتیر تقریبًا تنازل عن حاجات كتیر لزعیم بتاعھم برضو في أوروبا وتقریبًا الأثنین دول بینافسوا بعض ھناك غیر كده سلموا أكبر شحنة سلاح، وآثار، وبودره، ومخدرات بس أيه جایة من ألمانیا؛ ولأن الشخص دا مالوش تعامل مع حد ھنا خلى عمر ھو اللي یتصرف وأنت عارف عمر بیعرف یظبط أموره ومعارف العیلة دي كلھا كتیر أصلًا دا غیر أن بكره الصبح ھتنزل عنھم أخبار في جریدة اسمھا... ھو یتحدث نظر له اللواء نظرة إعجاب، ثم ھتف قائلًا بنفس النظرة: طب لحد كده تمام، طب وأصل أحمد دا بقى أيه؟ نظر له معاذ نظرة مطولة، ثم ھتف قائلًا: سیادة اللواء ھو أنت تعرف جدي محمد الكیلاني منین؟ نظر له اللواء وھو صامت لا یتحدث لیس لدیه القدرة على النطق، فھو لا یرید فتح أبواب جھنم على محمد، ھو على علم بكل ما حدث ظل صامتًا، حتى تفوه في صرامة: معرفش حد یا معاذ، واتفضل شوف شغلك وبلاش تدور في القدیم أحسنلك وأحسنلي وأحسن للكل، في حاجات یا ابني لو عرفناھا ھنزعل أوي على نفسنا وعلى اللي حوالینا ومكناش نتمنى أبدًا أنھا تحصل أو أننا نعرفھا حتى، یلا یا معاذ روح شوف وراك أيه. ذھب معاذ من المكتب متوجهًا إلى مكتبه یجلس وھو شارد یفكر ما علاقة محمد بأحمد باللواء حسام، ما الذي یخبئه جده علیھم الذي یجعله یخاف علیهم بھذا الشكل. في مكان أخر أمام النیل تجلس روح أمامھا شخص ما روح: بص یا عمري أنا عایزة البت دي متعرفش تطلع من بیتھا من الفضیحة، تحط رأسھا في الطین أنا عارفة إن الكلام دا مش عندنا، بس دي قلب جدھا ھتوجعه. الشخص: تمام. نظرت له روح بشر فھي لا تحبھا أبدًا. في مكان آخر وتحدیدًا في مكتب محمد الكیلاني في ڤیلته یجلس ینظر على بعض الصور وھو یتحدث وبعدین في الدنیا اللي فرقتنا دي، وبعدین أنت اللي صممت توصل لكده، قلتلك تعالى معایا ندخل شرطة مرضیتش، وأنا وقفت محتار ادخل شرطة ولا لا.