Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل السابع عشر

یقف أحمد أمامھم في المكتب الذي أنشأه الشباب في المدة الأخیرة بشموخ وقوة، ینظر لھم بحدة وغضب عارم یكاد أن یقتلھم بنظراته. یقف للشباب بھدوء وتوتر ینظرون إلیه بعد أن ألقى جملته، التي بثت الرعب في قلوبھم وجعلتهم على يقين أن الخروج من ھذه الدائرة شيء لن یكون من السھل أبدًا، ولكن ممكن أن یحاربوا، فقط لأجلھن لأجل البنات اللاتي أحبوھن وبشده أحمد بشدة وقوة: محدش رد یعني، أيه للدرجة دي الموضوع صعب؟ أسر بشدة وقوة ونبرة عالیة تكاد تكون سمعت أركان المكان من شدة قوتھا وعیونه الجاحظة ویملؤھا اللون الأحمر من شدة الغضب والحزن والخزي الذين یشعر بھم، أردف بقوة أسر: أنت عایز توصل لأيه بالظبط؟ عایز مننا أيه أحنا سبنالك الفلوس والشركة ما اخدناش غیر نصیبنا بس في الصفقات الأخیرة مش أكتر، أحنا مش عایزین حاجة، وﷲ مش عایزین، أحنا عایزین بس نعیش زي بقیة الناس، نحب ونتجوز ونخلف، ونعمل أسرة ھادیة وبیت دافئ، وربنا یبقى راضي عننا في كل قرش، ونربي عیالنا بحب على سنة ﷲ ورسوله، مش عایزین حاجة تانیة، والحمد لله الفلوس كتیر. عندما كان أسر یتحدث بقوة، كانت دموعه أیضًا تنھمر على وجنتیه، في حین أن عمر ینظر لجده بعتاب وحزن، وجاسر یتنھد تنھیدة تعب وحزن وھو یجاھد في كتم دموعه. ھتف أحمد بقوة وغضب: طب بصوا بقى عشان تبقوا فاھمین كل حاجة، انتو ھتعملوا المھمة دي، یا أما كده یا أما ھقتلھم كلھم، وماھسمي علیھم. تركھم أحمد وخرج، ظل الشباب یجلسون بھدوء وحزن والدموع مسیطرة علیھم جمیعًا. نظر عمر لھم بحزن وھو یشعر بالتعب ثم ھتف قائلًا: ھنعمل العملیة دي صح؟ أسر بحزن ودموع: أنا معتش ینفع أعمل عملیات، أنا مراتي حامل. أنھى جملته، وھو یبكي بحرقة. نظر له جاسر بحب ودموع وابتسامة: ما شاء ﷲ مش تقول یا عم، مبروك، ألف مبروك یا أخویا. ثم ھتف عمر أیضًا بحزن: ألف مبروك یا أسر، ھبقى عمو بسببك. نظر لھم أسر بحزن ودموع ثم ھتف قائلًا: مبروك على أيه بس؟ أنا في مصیبة، أنا مش عارف أصلًا ازاي ھربي دا، ومش عایز أطلع عملیات، ونفسي ربنا یقدرني وأبعد، بس جدكم مش سایبنا. نظر جاسر لھم بعقلانیة: مفیش غیر أننا نطلع، یلا كل واحد یروح یودع حبیته، عشان أنا مش مرتاح، للعملیة دي، وشكل ھیحصل بعدھا حاجة، ايه ھي ﷲ أعلم. عمر بتنھیدة قویة یخرج بھا كل ما في قلبه: تفتكروا بعدھا هیبطل یطلبنا في عملیات؟ أسر بحزن: بتھیألي لا، بس احنا لازم نمسك علیه حاجة. جاسر: نخلص العملیة دي وبعد كده نشوف. في ذات الوقت، كان معاذ في مكتبه یقرأ الملفات الأخیرة التي جھزھا عن عائلة القناوي، ثم ترك مكتبه في ھدوء وھو یتجه إلى مكتب اللواء حسام. دلف إلى المكتب بھدوء، ثم جلس وھو یجاھد أن یتماسك ولا یتعصب أمام اللواء. نظر له حسام نظرة ھادئة وھو یتحدث بحب داخلي: مالك یا معاذ؟ جاي عایز أيه؟ معاذ بغضب: ھما رایحین العملیة بكره، أنا عندي معلومات بكده. نظر حسام بضیق، ثم ھبطت دمعة على وجنتیه بھدوء، وھو ینظرله بحزن، ثم ھتف قائلًا: العیال دي عایزة تتوب، بس أحمد مش سایبھم، ادیھم فرصة أخیرة، أنا لما قلت لك أمسك القضیة كنت عایزك تقبض على العصابة الكبیرة وأحمد، مش دول، دول ما لھمش ذنب، عشان خاطري أنا یا بني بلاش دول. صدم معاذ من حزن اللواء، وھذه النبرة الحزینة المنكسرة كما لو كانوا أولاده، وھم لیسوا كذلك، نظر له، ثم ھتف قائلًا: في أيه مخبيه عني أنت وجدي؟ في حاجة أنا مش فاھمھا؟ حسام بجدیة بعد أن مسح دموعه: مالكش دعوة. معاذ بغضب ونبرة عالیة نسبیًا: تمام، بس أنا ھقبض علیھم، العملیة اللي ھیعملوھا دي خطر جدًا لازم أقبض علیھم، تقبلھا لأنھا خطر علیھم ھما كمان. حسام بحزن: ليه ھما ھیعملوا ايه؟ معاذ بجدیة: ھیقتلوا حفید فھد الأسیوطي. حسام وھو مصدوم: ايه فھد؟! دا خطر اوي، دا لو حطھم في دماغه مش ھیقتلھم، لا دا مش بیموت دا بیحرق، لا یا معاذ بلاش تسیبھم یلعبوا مع فھد الأسیوطي، ھما مش قده دا صعب ھما مش قده. معاذ بضیق: خصوصًا بقى أن مرآة أسر حامل، یعني ممكن یخلي حد یغتصبھا قدام عینه وبعد كده یقتلھا ھي وابنه، دا غیر بقى أن عمر وجاسر بیحبوا أختي وبنت عمي، یعني الأذى على الكل وأنت عارف ھو ممكن یعمل فیھم أيه. حسام بحزن: خلاص ادیني أنا فرصة اتصرف، بلیل لو ما عرفتش أقبض علیھم. في كافیه ھادئ تجلس ریم وھي تنظر لعمر باستغراب، وھي لا تفھم شيء من حدیثه الذي یھبط علیھا كالصاعقة وشكله أمامھا یجلس عمر بحزن ودموع تملأ عیونه عمر وھو یجاھد أن یتحدث: أنا عارف إن الكلام اللي هقوله دا صعب علیكي، بس أنا شكلي عمري ما ھعرف أرجع عن الطریق دا، أنا أسف سامحیني كان نفسي أتغیر وأبقى قد وعدي لیكي، بس أنا أضعف من كده بكتیر، سامحیني بجد غصب عني، غصب عني أوي وﷲ. ریم بنبرة عالیة نسبیًا: غصب عنك ايه یا عمر؟ أيه اللي یجبرك أنك ترجع تشتغل تاني؟ قولي، فھمني أيه اللي یجبرك یا عمر؟ غیر بقى أنك مش عارف تسیب الشغل. عمر من بین شھقاته: مش ھتفھمي، ولا ینفع أتكلم. وھو یوجه نظره إلیھا: كل اللي عایزك تعرفيه أن كان نفسي أعیش معاكي حیاة سعیدة وھادیة مفیھاش أي مشاكل، ولا أي أذى لا نفسي ولا جسدي، كان كل حلمي بیت ھادي وست جمیلة وأسرة ھادئة وطفل شقي یتعبنا وراه في تربیته وبنت جمیلة، ومش عایز حاجة تانیة، كان نفسي في بیت ملیان حیاة وھدوء وسكینة واستقرار وصلاة، بس للأسف تأتي الریاح بما لا تشتھي الأنفس، سامحیني یا ریم، أنا مش ھقدر أوفي بوعدي معاكي، وأتأكدي أني أكتر حد حبك في الدنیا، عن إذنك. تركھا عمر بعد أن دفع الحساب وخرج من الكافیه، بل من المطعم كله وھو یبكي. في عربیة جاسر یجلس وھو ینظر إلى ليلیان بغضب، وھو یتحدث بقوة عكس ما بداخله: أنتِ یا بت أنتِ مفكرة اني ھتجوزك بجد؟ أنتِ عبیطة؟ لا وكمان مفكرة أني ھبعد عن حیاتي عشان خاطرك؟ یا بت أنتِ كنتي تسلیتي، أنسي یا حبيبتي أنك تاخدي مكان في حیاتي، أنتِ أخرك إني أمشي معاكي مش أكتر، حاجة كانت صعبة علیا وأخدتھا، لكن جواز وحب واستقرار ما تلاقیش یا قطة. كانت ليليان تنظر له بصدمة وعینان تحملقان فیه، وھي تحدق فیه بقوة، حتى تتأكد ھل ھو الشخص الذي قضت معه أجمل أیام حیاتھا؟ ھل ھو ذلك الشخص الذي أحبته بصدق؟ ومن المفترض أنه أحبھا، ھل ھي مخطئة أنھا أمنته على قلبھا؟ ھل ھي مخطئة أنھا أعطته فرصة كي یتغیر؟ ظلت تفكر وتفكر وھي تنظر له بعد أن أنھى حدیثه، وھو یجاھد في إخفاء حزنه، وینظر لھا ویرید أن یضعھا بین أحضانه، ولكن ما بالید حیلة، فھو خائف علیھا بشكل غریب یرید أن یبعدھا عن عالمه المؤذي، فھي بالنسبة له طفلة، لا تعرف شيئًا عن عالمه، فھي بریئة، نظر لھا وھو یتحدث بجمود وجحود: یلا یا بت انزلي، أنتِ ھتصوریني؟ ھتفت ليلیان بحزن: أنت كذاب، أنا ھستناك ترجعلي، أنت بتكذب علیا. في شقة إسراء كانت تجلس على السریر وھي تضع رأسھا على صدر أسر العاري، وھو یضع یده في شعرھا أسر: إسراء بصي یا حبيبتي، أنا عایز أتكلم معاكي في موضوع. إسراء، وھي تعتدل في جلستھا وتنظر له نظرات عاشقة ھتف أسر بحب وحزن یظھر في عینيه: بصي یا إسراء، أنا كاتب باسمك في البنك كل الفلوس اللي كنت بكسبھا من العملیات، مكنتش بصرف منھا كتیر لأن لیا حسابي في الشركة وكده، المھم كل دا أنا نقلته باسمك، ولو حصلي أي حاجة تفتحي مشرع كویس، ودي أرقام ثلاث بنات؛ واحدة اسمھا ليلیان، والتانیة ریم، والثالثة سیدرا، ریم وليلیان دول یبقوا البنات اللي بیحبوھم جاسر وعمر، وھما ھیساعدوكي أنك تعملي مشروع كویس، أما سیدرا دي فھي أختي الصغیرة، ودي برضو ھتساعدك كویس، ولو حبیتي سیدرا عیشي معاھا، وخلي الطفل یحب عمته وخلي بالك من نفسك ومن الطفل وتفتحي مشروع كویس عشان الولد ما یحتاجش حاجة، وتربيه صح یا إسراء، ربيه على الصلاة والقرآن والأذكار، ربيه أنه ما یجرحش حد بكلمة، ولا أنه یاخد حاجة مش بتاعته، ویكون طیب القلب ھین الطبع، وفي النفس الوقت یكون راجل وكلمته مسموعة، ویكون شاطر في دراسته وعلميه دروس في دینه، خليه شخص سوي نفسیًا، ولو لقیتي له أب كویس وھیعامله حلو أتجوزي، المھم حاولي تطلعيه أحسن مني. كل ھذا وھي تنظر له بحب وحزن، وھي لا تفھم شيء من حدیثه. إسراء بحزن ودموع تنھمر على وجنتیھا: ليه كل دا یا أسر؟ ھو في أيه؟ أسر بحب: مفیش حاجة، ثم اقترب منھا وھو یبثها مدى حبه وعشقه لھا في قبلة رومانسیة كي یطمئن قلبھا. عدى الیوم وفي المطار الشباب منتظرين الطیارة التي سیسافرون بھا، ثم یحدث شيء لم یتوقعه أحد.

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514