عندما تجبرنا الحیاة على الخوض في معركة، من الواجب أن تخوضھا بكل سلام، عندما نضع أنفسنا في حرب نحن نعلم جیدًا أن هذه الحرب من الممكن أن لا تكون في صالحنا، فمن الواجب علینا أن نحتمل نتیجة قرارنا، مھما كان القرار ونحارب لأجله. العشق ھو للعذاب أم من حولنا ھم من جعلوا العشق والغرام عذاب وظلموا العشق معھم ظلت ریم تنظر إلى ليلیان في صمت وصدمة تحل علیھما ھما الإثنان مما حدث، نظر لھم ثم نظر ھود إلى معاذ ومازن وھتف قائلًا بھدوء: وعندي لیكم عروستین إنما ايه زي الفل من عیلة، كویسین ومؤدبین ومفیش منھم. ظل الشباب ینظرون إلى بعضھم البعض في حیرة وتوتر فھم یعلمون أنھم یحبون بنات أخرى، ولكن تأتي الریاح بما لا تشتھي الأنفس. ھتف یعقوب بھدوء: أيه یا عیال مالكم؟ ھتفت ریم بھدوء وحزن داخلي: مفیش یا بابا. ثم ألقى یعقوب نظرة على ليلیان: متخافیش یا حبيبتي ھو عارف اللي حصل، ومتكلمش. نظرت له ليليان بدموع محبوسة بداخل مقلتیھا، ثم ھتفت: تمام یا عمو، بس احنا مش عایزین جواز الوقت، یعني مش حاسة اني مستعدة الوقت. ھتف ھود بھدوء وجمود: لا فكروا أنتو الأربعة عشان عایزین نفرح بكم تركوھم الشباب وصعدوا إلي غرفھم. في ڤیلا عائلة القناوي یجلس الجمیع على طاولة الطعام كي یتحدثون في جمیع ما حدث الفترة التي مضت أحمد بجدیة وحزم وصرامة: كده البضائع كلھا وصلت، والبنات كمان وصلوا، والفلاشة أنت جبتھا یا عیسى، بس أنا حاسس بحاجة غریبة من ناحیتكم بقالي فترة، حاسس إن أنتو خسعتوا كده معنتوش زي الأول. كان یتحدث بسخریة، مما أثار غضب الجمیع. ھب جاسر من مقعده وقف أمامه أمسك یاقة القمیص الخاص به: أنت أيه یا أخي؟ معندكش دم؟ ما بتحسش؟ مفیش أي حاجة كده؟ كل اللي أنت عایزه أي فلوس؟! ملعون أبو الفلوس یا أخي اللي تخلیك تعمل كده في عیالك وأحفادك، ادیني مبرر واحد یخلیك تعمل فینا كده؟ أنت الفلوس عمتك خلتك إنسان مختل، وصلتنا كلنا لحارة سد مش عارفین نخرج منھا، لا وكمان مفكر نفسك الكل في الكل، وممشي الدنیا على مزاجك أنت عارف یا أحمد یا قناوي أنت ولا حاجة، أنت أضعف وأقل من أنك تكون حاجة ظل ینظر الجمیع بغل وحقد على أحمد القناوي، فأحمد ھو من كان السبب في كل ما حدث لھم. نظر له أسر وھو هادىء أسر وھو یتحدث بھدوء: أنا بس عایز أسألك سؤال صغیر خالص، أنت ليه بتعمل كده؟ یعني وأنت بتفكر أنك تخلي عیالك كده كانت وجھة نظرك أيه؟ یعني كنت عایز تجني من وراھم أيه؟ ما أنت كده كده معاك فلوس ومعاك شركات والدنیا معاك ماشیة زي الفل، كان ايه السبب الرئیسي اللي یخلیك توصل عیالك لحد النقطة دي؟ نظر أحمد لھم بھدوء ومكر، ثم ھتف قائلًا بھدوء وعقلانیة: أنا كنت عایز كده، كنت عایز یبقى لیا إمبراطوریة ملھاش زي وأھو كبرتوا وبقیتوا رجالة بشنبات، مفیش مخلوق یقدر یتجاوز حدوده معاكم. في ھذه اللحظة صرخ فيه عمر بجنون عمر بغضب جنوني عارم ونبرة سمعت أركان المنزل: إمبراطوریة ايه یا راجل ناقص یا عرة؟ إمبراطوریة أيه؟ أنت كنت عایز یبقالك رجالة ورا ضھرك تحمي اسمك، لو مش عشان بتحبك عشان تاخد من وراك فلوس بالھبل، ودي النقطة اللي أنت عملتھا، خلیت كل واحد فینا یطمع أكتر وأكتر عشان منقدرش نستغنى عنك، عشان فلوسك علمتنا الطمع عشان نفضل نحمیك مش كده برضو. ظل ینظر له بغضب وجمود، ثم ھتف قائلًا بنبرة استھزاء: أیوه حصل، واھو برضو بقى لیكو شنه ورنه من ورا اللي أنا علمتھولكو كلكوا مدیونین لیا، اني خلتكم بني ادمین. في ھذه اللحظة ھتفت روح بنبرة ساخرة: بني آدمین؟! أنت مقتنع أن أنت وعیالك وأحنا بني آدمین؟ّ أحنا مجرد حثالة، أحنا لو اتقال علینا حیوانات نبقى ظلمنا الحیوانات معانا،أنت شایف أنت وصلتنا لايه؟ أنت استفدت أيه طیب؟ ھتف أحمد بجدیة وصرامة: وصلت ووصلت لحاجات كتیر، أنا ثروتي تتعدى ٥ ملیار في البنك، دا غیرالشركات المصانع والفلل والشقق والعربیات، وغیر حساب كل واحد فیكم في البنك وغیر طبعًا كل واحد فیكم بیملك ايه، والمستشفیات كل دا وما استفدتش، ولا أنتو استفدتوا، لا یا حلوة أنتِ وھما، كلنا استفدنا. نظرت له سیدرا باحتقار، ثم ھتفت قائلة بحزن واستھزاء بحدیثه: ولا اي استفادة، فین الاستفادة دي؟! ھتف أحمد بجدیة ونبرة عالیة: أن أنتو بتغیروا بدل الطقم كذا طقم في الیوم، أن مش كل یوم نفس اللبس ونفس الأكل، عمر ما حد فیكم مشي بحاجة مقطعة، ولا نام من غیر عشا، ولا حتى كان نفسه في حاجة ومجبھاش، بل بالعكس أنتو بتجیبوا أغلى وأحسن وأنضف الماركات العالمیة، مش كل یوم بتاكلوا فول ولا كل یوم حتة جبنة في سندوتش عشان الباقي یاكل، لا یا حبيبتي أنتِ وھما، أنتو كل یوم بتفطروا فطار شكل؛ شویة كروسوان، وشویه جبن مستوردة، وشویه سیمون فيمیه، یا بھایم انتو مفیش یوم بیعدي علیكم مش بتاكلوا فيه لحمة وأكل نضیف، ولا مرة اكلتوا عدس ولا تعرفوا شكله أيه ولا لیكو دعوة بأسعار، ولا عمر حد فیكم دخل مكان وسأل على سعر حاجة قبل ما یشتریھا، لا بالعكس دا انتو بتشتروا بتشتروا وفي الآخر خالص بتحاسبوا بالكریدت كارد فهمتوا بقى استفدتوا أيه؟ ھتفت روح بدموع: ولو، ما في ناس كتیر بتاكل أي حاجة وعایشة وراضیة بالحلال، كل اللي أنت قلته دا میدكش الحق إنك توصلنا للمرحلة دي، أنت بوظت حیاتنا حرفیًا. نظر له الجمیع باشمئزاز وتركيز، بعد أن أنھت روح جملتھا الأخیرة، صعد كل منھم على غرفته حزین على ما ھم به یفكرون إذا كان حالھم أقل مما ھم فیه هل كانوا سیتحملون؟ هل كانوا یستطیعون العیش بدون كل ھذه الأشیاء التي معھم؟ ظلوا یفكرون طوال اللیل، ماذا لو كانت عیشتھم أقل أو لو كانوا یضطرون أن یعملوا عند أحد؟ ھل الحرام ھو ما منعھم من أن یعیشوا مستوى أقل؟ أم كان من الممكن أن یعیشوا نفس المستوى، ولكن بالحلال. في منزل الكیلاني یجلس یعقوب مع زوجته في غرفته وھو یتحدث معھا یعقوب بحنان: أنتِ ايه رأیك نضغط علیھم ونجوزھم؟ ولا نسیبھم براحتھم؟ ھتفت قمر بھدوء وحنان: ھما یشوفوھم بس، لو مش عاجبینھم خلاص، ھو مش إجبار ھو بس مجرد اقتراح وھما ویقرروا. نظر لھا بھدوء، ثم ھتف بحزن: بس أنا حاسس إن العیال دي في حد في حیاتھم، بس مش قادر أوصل ھما مین، ولو كده وكویسین أنا معندیش مانع. نظرت له بھدوء، ثم ھتفت بحب: یا ریت وﷲ. في غرفة ھود ھود وھو یتحدث مع زوجته نور ھتف ھود بنبرة ھادئة: أيه یا نور؟ أيه رأیك لما نعمل مشروع الملجأ دا؟ ھتفت نور بحنان: وماله یا ھود، أھو حاجة أتلھي فیھا شویة، ادیك شایف بفضل قاعدة في البیت انا وقمر، لو كده نباشر الشغل. ھتف ھود بجدیة: طیب أنا ھبتدي في إجرأت الملجأ. ھتفت نور في فرحة وسعادة: یا ریت یا ھود، وكمان عایزة احج. ھتف ھود بحب: وماله نطلع أنا وأنتِ ویعقوب وقمر. نظرت له نور في سعادة، ثم ھتفت قائلة بحماس: ماشي ظبط أنت كل حاجة وقولي. ھود: عیوني لیكي یا حبيبتي. في غرفة فاطمة ومحمد یجلس محمد على سریره وبجانبه فاطمة. محمد: مالك یا فاطمة؟ فاطمة بحزن: مش عارفة یا محمد، حاسة أن أیام لما كنت شغال ظابط ھترجع تاني. في اللیل تسحبت نھى من الڤیلا ھي ویوسف إلى مكانھما المفضل ولا أحد یشعر بھما في مكان آخر وتحدیدًا المنزل الذي یمكث فیھ یوسف وھو یجلس على الأریكة ویلمس على شعر نھى. نھى: مالك یا یوسف؟ تحدث یوسف بھدوء وحنان فھي الوحیدة التي یستطیع أن یكون حنین معھا وعلیھا: لحد أمتى ھنفضل كده؟ لحد أمتى ھنفضل مخبین على جاسر أن ھو ابن عیسى مش ابني؟ ولحد امتى ھنفضل مخبین على أسر أنه ابني مش ابن عیسى؟ ولحد امتى ھنفضل