Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل السادس

دخل الفرح بيت الحاج صالح أخيرًا بعد زفاف نعمة ابنته منذ سنوات. فرحة العائلة بمروان كانت كبيرة خصوصًا أنها جاءت بعد غياب، كان الجميع فرحين به وبخطبته. اتفقت العائلتان على أن تتم الخطبة بعد أيام قليلة وستكون في قاعة كبيرة كهدية من زوج أخت العروس. قبلت عائلة مروان الهدية وستجرى مراسم الخطبة في قاعة قريبة من بيت العروس. تجهز الجميع وأصبح بيت صالح يعج ويشع فرحة وسرور. كان قلب عايدة ينقسم لإثنين.. قسم فرح بخطبة ابنها والآخر يحزن على بناتها وحالهن. وخصوصًا بعد آخر زيارة لوالدة زوج نعمة وهي تهددها بتزويج زوجها بعدما علمت بفرصة حملها الضعيفة وكلامها لا يخلو من التهديد وأن حان التنفيذ. جاءت هنا بفستان لأختها وببدلة لأخيها كهدية منها. تحاول أن تفرح، ولكن قلبها ينزف من الداخل.. تتصنع الابتسامة وقلبها يبكي دمًا على حالها وضياع حبها. اما عند سعد.. كان العمل على قدم وساق. هاتفته والدته لأن سعد مشغول من فترة بسبب زفاف أحد أقارب زوجة صاحب القاعة. والجميع يهتم بتلك الخطبة، فكان يطمئنها عليه وأنه عندما ينتهي سيأخذ إجازة ويجلس معها.جاء يوم الخطبة.. تجمعت العائلتان وكانت مراسم الخطبة على أكمل وجه من البهجة والفرح والسرور . فتاة هادئة وجميلة.. زميلة مروان ستزف عروس له.العائلة الطيبة كانت هي عنوان هذه الخطبة. تمت الخطبة من مراسم وجميع الاتفاقات على أكمل وجه حتى جاء ما لم يكن في الحسبان. جرح السبع سنوات الماضية سيُفتح في لقاء وصدفة. كان للصدف عنوان القاعة الذي يشرف عليها سعد، كانت هي نفس القاعة التي تمت فيها خطبة مروان . يجتمع سعد بالعائلة لأول مرة منذ سبع سنوات.. يجتمع المحبوب بمحبوبته بعد غياب سنوات عديدة، يتخللها ألم وفراق. كان اول من شاهده هو مروان وعلم إنه المسؤول عن ذلك المكان. حاول تهدئة نفسه حتى لا يشتبك معه ويخرب خطبته، دعا أن يمر ذلك اليوم على خير.. وبالتحديد على أخته هنا. علم الجميع بوجوده والكل ينظر إلى هنا يشاهدون تعابير وجهها، ولكن هي أبدت عدم اهتمامها.. وقلبها يشتعل من الداخل. كان الخوف يسيطر على نعمة، وأن بظهور سعد تكون عُرضة لكشف المستور. سينكشف ما حاولت إخفاؤه منذ سنوات كثيرة.. كانت تمنع هنا من رؤيته ولكن للصدف معاني أخرى. تقابل الحبيبان أخيرًا منذ سبع سنوات، الأعين كانت تحكي أفصح من الفم . وقفا أمام بعضهما البعض وأعينهم تتحدث وقلبيهما سيخرجان من مكانهما من شدة دقاتهما. كان أول من فتح فمه هو سعد قائلًا: -أزيك يا هنا ما شاء الله احلويتي.. وشكلك حلو قوي بالفستان.. آه النهارده خطوبة أخوكي ألف مبروك.. لينا نصيب نتقابل بعد السنين دي كلها.. سبحان الله اتقابلنا في فرح عكس آخر مرة كان فيه ظلم وافتراء. كان الصمت يخيم على هنا، سنوات كثيرة تتمنى أن تشاهده من بعيد، ولكن الآن هو أمامها كانت صورته محفورة في قلبها والآن عينيها تراه بوضوح.. لا يفصلهما سوى مسافة قليلة جدًا. استجمعت هنا قواها وقالت بثقة: -كويسة.. الله يبارك فيك.. مش هعرف أقول لك عقبالك أو لا.. لأن معرفش أنت اتجوزت ولا لا.. تقريبًا أنت إتجوزت صح؟ ابتسم ابتسامة واسعة وقال: -لا متجوزتش.. القلب اللي حب مرة بصدق ميقدرش يحب حد تاني.. ثم أكمل بترقب قائلًا: -تقريبًا أنتِ أتجوزتي صح؟ ظهرت ابتسامتها الآن وقالت: -لا... لأنك مش لوحدك بتعرف تحب بصدق. قطعت حديثهما نعمة قائلة بتوتر: -معقول بعد السنين دي كلها نشوفك يا سعد.. حقيقي الدنيا صغيرة اوي. كتم سعد غيظه لأنه تذكر إنها السبب في كل ما حدث قائلًا: -زي ما الدنيا صغيرة.. الكذب مسيره يوم وينكشف . -الكلام ده ملهوش لزوم دلوقتي يا سعد.. فرصة سعيدة أننا شفناك.. يلا يا هنا عشان نرجع مكاننا تاني. مسكت أختها وذهبت وهو واقف، ولكن سعد صمت مرة ولن يصمت مرة أخرى. نادى سعد على أحد أعضاء فريقه وقال بهمس: -أبو العريس اسمه الحج صالح.. أنا عايزه في الأوضة فوق.. بس من غير ما حد يعرف أي حاجة.. قوله أي حاجة.. المهم إن هو يجيلي فوق في الأوضة ولوحده. وبالفعل حدث ذلك وجاء الحج صالح ومعه عصا يتكأ عليها قائلًا بتعب: -مين اللي عايزني.. هو فين؟ ظهر له سعد أخيرًا قائلًا بنبرة عالية: -متغيرتش اوي يا حاج صالح.. زي آخر مرة شوفتك فيها بس كبرت شويه.. بس لسا هيفضل جميلك فوق راسي. التفت الحاج صالح لمصدر الصوت قائلًا بتعجب: -سعد!! معقولة أنت! عايز مني ايه.. وجاي ليه بعد السنين دي كلها.. جميلي ده اللي خنتني وطعنتني في ظهري.. هو ده الجميل اللي أنت شايله فوق رأسك؟! -كذب.. والله العظيم كذب.. أنا سكت المرة اللي فاتت ومعرفتش أثبت بس المرة دي لا مينفعش.. صدقت بنتك وكذبتني وكذبت العيش والملح اللي أكلته في بيتك.. حتى كذبت بنتك.. أنا شايف إن الأمور بقت أحسن دلوقتي بخطوبة ابنكم وسعداء في حياتكم.. بس أنا مش سعيد خالص.. أنتم دمرتوا حياتي برضو.. زي ما أنت يا حاج اديتني فرصة الحياة بس أخذتها مني وبقسوة.. أنا محتاج فرصة عشان أثبت براءتي ومحتاج فرصة عشان أثبت براءة هنا هي معملتش غلط وإن نعمة هي السبب. ضرب الحاج صالح عصاه بالأرض وقال بغضب: -أسكت.. أنا مش عايز اسمع حاجة.. ومش هسمحلك تتكلم عن بناتي ولاهصدقك.. أنت ضحكت على بنتي وهي بسببك لحد دلوقتي مش عايزة تتجوز أي حد.. من الصدمة بسببك. صرخ سعد قائلًا: -مش من الصدمة لأن بنتك بتحبني وأنا كمان لسه بحبها.. أنا سني دخل على ال30 خلاص.. ولحد دلوقتي مش شايف حد كزوجة ليا غير بنتك.. قلبي ده مش عايز يحب حد تاني غيرها.. إتمرمطت واتعذبت واتظلمت واتهنت من اللي يسوى واللي ميسواش.. بس بعد كدا ربنا كرمني وبقى عندي شغل وعربية وشقة.. ومع ذلك مش قادر أنسى بنتك.. مش قادر أحب حد تاني.. المفروض إنك راجل مؤمن طيب وبتسامح .. ليه مسمعتنيش.. ليه مدتنيش فرصة تانية؟ بس النهاردة أنا هخفف من عليك ذنوب كتيرة بسبب ظلمك ليا.. مش أنت اللي هتديني فرصة تانية.. دا أنا اللي هديك فرصة إني أسامحك. نظر له الحاج صالح نظرة مطولة كأنه عزم على فعل شيء.

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514