Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الرابع

مر شهر سريعًا على ذلك اليوم.. فكرت هنا كثيرًا أحست أن سعد يحبها. تذكرت جميع المواقف التي جمعتها به. ماذا تفعل؟ هو أول من عرفت الحب على يده بسبب اهتمامه بها وحنانه عليها. كان يهتم بمذاكرتها ويذكرها بمواعيد امتحاناتها ومحاضراتها، يهتم بها أكثر من أي شخص آخر. تذكرت عندما خاصمها لمدة أسبوع كانت ستجن حرفيًا بسبب معاملته لها وخصامه، لكن ماذا تفعل إذا علمت نعمة بحبه لها؟ سعد شاب طموح ويافع، على خُلق واحترامه يشيد به أهل المنطقة. وقعت هنا في حيرة من أمرها ولكن عزمت على الاعتراف هي الأخرى. -أنا كمان بحبك بس أنا خايفة من حاجات كتير ممكن تحصل بعدين. لكنه طمأنها بحنيته وبكلامه المقنع. وأن في غضون أيام قليلة سيبلغ عائلتها ويتقدم لطلبها رسميًا. رجعت هنا ذلك اليوم فرحة.. تخطط لمستقبلها وتتذكر لحظة اعتراف سعد بحبه لها.. حتى تلقت رسالة على هاتفها من سعد قائلًا: النهاردة أسعد يوم في حياتي يا حبيبة عمري. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، كانت هناك عيون تراقبهما وتتربص لهما وهي نعمة، عندما شاهدت أختها تنظر إلى الهاتف وتبتسم فعلمت أن شيئًا ما قد حدث. فتشت ليلًا في هاتف أختها وشاهدت الرسالة.. جن جنونها أكثر فعزمت أن تفضح أمرهما اليوم أمام العائلة ويحدث ما يحدث. أمسكت نعمة الهاتف منادية على هنا بصوت غاضب: -ايه الرسالة دي يا هنا أنتِ بتستخفي بينا وبتحبي سعد من ورانا؟ توترت هنا وحاولت تهدئة نعمة، ولكنها كانت تزعم أن تفضح أمرها اليوم قائلة ببكاء: -لا والله مش كدا الموضوع يا نعمة.. أنتِ مش فاهمة حاجة. -هو ايه إللي مش فاهمة حاجة.. باعتلك رسالة حب وغرام.. بتستغفليني كل السنين دي كلها وطلعتي بتحبي سعد من ورانا والله أعلم بتعملوا ايه تاني.. ثم نادت علي والديها عاليًا: -يا ماما.. يا بابا.. الحقوا بنتكم بتعمل إيه من وراء ضهركم. تجمع أفراد العائلة على صوت نعمة الغاضب قائلة لوالدها: -تعالي شوفي يا ماما بنتك بتعمل ايه.. ماشية مع سعد من ورانا ومقضينها حب وغرام.. بصي الرسالة اللي سعد بعتهالها النهارده والله أعلم كانت بتعمل ايه تاني.. جدول المحاضرات بتاعها كان معايا وساعات في الأيام الفاضية كانت بتروح بحجج مختلفة، وانا أقولها متروحيش وذاكري هنا وهي بتصمم تروح وأنا أقول لها يا هنا معندكيش حاجة، وهي تقولي لازم أروح الجامعة وتخترعلي أي حاجة.. شوفت يا بابا بنتك المتربية. (الكذب يستسهله البعض، ولكن العواقب وخيمة فإيّانا والكذب مهما كان نوعه) انصدم الجميع مما سمعه هزت عايدة بنتها بغضب قائلة: -الكلام إللي أختك بتقوله صح؟ّ! أنتِ وسعد مع بعض! طب ازاي؟! إحنا استأمناه على كل حاجة.. أبوكي استأمنه على بنته وعرضه وشرفه وفي الآخر يخون اليد اللي ساعدته. كان الصمت من نصيب الحاج صالح مصدومًا مما يسمعه. كانت هنا تحاول هنا الدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة، ولكن نعمة كانت تكذب كذبًا فاضحًا في حقهم. ظنت أنها بتلك الطريقة تننقم من سعد وتنتصر لكرامتها، ولكن قبل ذلك أنها تسوء سمعة أختها أولًا. أخيرًا صوت الحاج صالح هز أرجاء البيت قائلًا برزانة: -ابعتوا لسعد يجي دلوقتي حالًا. جاء سعد وكان الجميع في انتظاره بملامح قاسية.. غاضبة.. الأجواء مشتعلة في البيت. تكلم الحاج صالح أولًا قائلًا بهدوء: -أنا عايز كلمة واحدة بس أنت على علاقة ببنتي هنا؟ كانت الصدمة من نصيب سعد قائلا بتوتر: -يا حاج الموضوع مش كده.. أنا كنت جاي والله عشان أقول أني بحب هنا وعايز أتجوزها بس.. لم يكمل حديثه حيث صدر صوت صفعة قوية على وجه سعد من الحج صالح قائلًا بغضب: -أنا إللي وثقت فيك.. طلعت بتستغفلني من ورايا وفي الآخر تقول بحبها وهتقولي امتى بعد ما قلت لها.. عملت ايه في بنتي انطق؟ أنا إللي لميتك من الشوارع أنت وأمك وسكنتكم عندي وعاملتكم أحسن معاملة، دي تكون جزاتي إنك تخوني وتضربني في ظهري، اسمع أنت من النهارده ملكش عيش معانا، دلوقتي حالًا تلم هدومك أنت وأمك وتمشي من هنا، مش عايز أشوف وشكم تاني. حاول سعد الدفاع عن نفسه قائلًا بندم: -والله يا حاج معملناش حاجة.. كل إللي أنا عملته.. إني اعترفت لها بحبي مش أكتر وكنت ناوي والله اتقدملها.. والله كنت ناوي.. غلطت غلطة واحدة بس وهي إني مقولتش لحضرتك الأول بس والله كنت عايز أعرف رأيها بس مش أكتر.. لو هي وافقت عليا كنت هتقدملها على طول. صدح صوت أم سعد قائلة ببكاء: -أنت عاشرتنا سنين يا حاج ولا مرة سعد طلع منه أي عيب.. كان بيحافظ على أهل بيتك أكتر ما بيحافظ على أمه..عمره في حياته ما يكذب يا حاج.. ابني كافح كتير.. عمره ما كذب عليك في حاجة وأنت عارفه كويس. ردت نعمة بغضب: -يعني قصدك ايه يا خالتي؟ أنا إللي بكذب أو بتبلى على ابنك؟! -كان في أربع سنين وأنتوا مع بعض.. يعني أنت عايز تفهمني إن مكنش في حاجة كده ولا كده.. أختها بتقول أنها مكنش بيكون عندها محاضرة ومع ذلك بتخرج.. بتروحوا فين؟ صح يا نعمة مش دا اللي حصل؟ كانت هذه كلمات الحاج صالح موجهًا سؤاله إلى ابنته نعمة. استجمعت نعمة شجاعتها وقالت: -أيوه يا بابا، حصل كانوا بيخرجوا مع بعض وكنت بشوفهم كمان مع بعض.. بس مكنتش بقول حاجة.. عشان دي أختي برضه وكنت خايفة عليها.. بس لما لقيت الموضوع وصل للدرجة دي فقلت لازم أقول كل حاجة. صرخت هنا وقالت: -كذب كذب، والله كذب محصلش يا بابا.. والله ما حصل.. أنت بتكدبي ليه يا نعمة حرام عليكي؟ كانت هذه كلمات هنا الباكية.. المصدومة من تصرف أختها. لماذا تكذب نعمة ثم أكملت هنا قائلة: -كل ده عشان خاطر بتحبي سعد بس هو مبيحبكيش، بتكذبي وتطلعي أختك مش محترمة علشان كدا؟ -لا يا هنا.. أنتِ إللي بتحاولي تغطي على فضايحكو وعمايلكو السودة.. أنا معملتش حاجة.. هو اللي غلط ولازم تدفع التمن يا سعد. صرخ سعد هو الآخر وقال: -أنتِ كذابة يا نعمة، والله العظيم يا حاج ما حصل اي حاجه من اللي هي بتقولها دي.. احنا مظلومين. مسك مروان في تلابيب قميص سعد وهو يحاول ضربه قائلًا: -يعني أختي حتكذب يا واطي؟ ولكن فض بينهما الحاج صالح وسط صراخ النساء الموجودة في البيت. وتابع بحزن: -خلاص مفيش فايدة من الكلام.. كفاية فضايح لحد كدا.. سمعتي وسمعة بنتي أهم حاجه عندي.. وأنت يا سعد مينفعش تكون ما بينا من النهارده.. خد أمك وأمشي من هنا ومش عايز أشوف وشك تاني. أجمل ما قيل في أدب نهاية العلاقات: "وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" فلا تتراشقوا بالحجارة من بعيد كونوا أحرارًا فقد قالت العرب: الحُر من راعى وداد لحظة

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514