Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثالث عشر

أنا : لا أظن ذلك، غرضه حالياً هو خروجي من البيت واختطافي بعد ذلك. باسكال : إني لا أفهم ماذا يدور في رأسك؟ أنا : عندما يأتي الليل سأختطفه، لكني لا أعلم إلى أين سآخذه. باسكال : غرفة الخردة، تلك الغرفة الموجودة في الحديقة، يوجد فيها قبو.. أنا : حسناً.. باسكال : لكن، كيف ستخطفه؟ أنا : بسيطة، حين يأتي الليل ستكون الخطة بأكملها بعلمك.. باسكال : حسناً.. (أنتظر بزوغ الليل بفارغ الصبر، أريد التخلص من أفكاري السلبية، وهلوساتي، والخوف الذي يتملكني من كوني شخصاً سيئاً ومجرماً) نزل الليل، ذهبت لغرفة السيد باسكال واقترحت عليه خطتي فغامر معي وقبل أن يساعدني.. الخطة كانت أن نتبادل أنا والسيد باسكال الملابس، ووضع بعض التغييرات كي نشبه بعضنا البعض، هو سيخرج أولاً والخاطف سيظنه أنا، سيتبعه وأنا سأتبع الخاطف وأقوم بتخديره، وبعد ذلك سنحمله ونأتي به للقبو الموجود في غرفة الخردة. خرج السيد باسكال مرتدياً ملابسي، وتبعه الخاطف على الفور، وأنا أتبع الخاطف مسلحاً، لم يمسسه كان يتبعه فقط.. المسافة تقاربت بيننا نحن الثلاثة، وقف الخاطف واِستدار للوراء.. الخاطف : وقعت في الفخ مجدداً.. خدرته بمساعدة السيد باسكال وحملناه للقبو، كبلته بحبال كثيرة، وأبعدت من جانبه كل الأغراض التي يمكن أن تساعده في الهروب.. فتشت في جيوبه عن أي أسلحة، لكني لم أجد شيئاً، وجدت فقط هوية وهاتفه النقال.. إسمه على الهوية (عمران) وهو من جنوب إفريقيا، أزحت الكمامة عن وجهه، أتمعن به كثيراً لعلني أتذكر إن كنت أعرفه من قبل أو لا، أسمر البشرة وذو عينان سوداوان نائمتان، شعر أسود مائل للبني الفاتح.. أنا : هل تعرف من هذا الشخص (وأعطيته الهوية). باسكال : لا أعرفه، هذه أول مرة أراه فيها. أنا : هل تعتقد أنها مزورة، أشك بهذا. باسكال : لا أظن ذلك، (ينظر لوجهه) إنه نفس الشخص الموجود في الصورة. أنا : في نظرك ما العلاقة التي تجمعنا بهذا الشخص؟ هل هو أحد رجال ذلك الذي يحاول خطفي؟ باسكال : لا أدري، لا أعرف.. أنا : حسناً، كم من الوقت يتبقى له ليستيقظ؟ باسكال : مفعول المخدر يستمر لساعتين فقط. أنا : حسناً، سأنتظر، لست على عجلة من أمري. باسكال : كم الوقت الذي ستبقِيهِ هنا؟ أنا : لا أعلم بالضبط؟ يعتمد ذلك على أجوِبته.. باسكال : لا تحبسه كثيراً كي لا تقع في المشاكل. أنا : نعم، لا تخف.. يمكنك الذهاب للبيت لترتاح، أنا سأتكفل بالأمر.. باسكال : ستحتاج للمساعدة... أنا : لا، كل شيء على ما يرام. باسكال : حسناً، سأذهب أنا، إنتبه لنفسك. (إنتظرته تلك المدة الكاملة، مرت ساعتان وكأنهما ليلتان..) (يصبح الوقت طويلاً عندما ننتظر أجوبة كل تلك الأسئلة التي تشوش عقولنا) نهض الخاطف، واستعاد وعيه.. عمران (الخاطف) : إنقلب السحر على الساحر.. أنا : المشكلة ليست في السحر، إنما في الساحر الغبي، أما السحر أعطى مفعوله.. عمران : أريد أن أصفق لك على هذا، لكني يداي مكبلتان.. أنا : لا بأس اعتبر نفسك أنك صفقت لي ويداك محررتان.. شكرا أقدر هذا. عمران : لا شكر على واجب.. أنا : مرحباً بك، لم أكن أريد القيام بشيء سيء ولكنك أجبرتني على ذلك. عمران : (يضحك) ماذا تريد مني؟ أنا : أريد منك الجواب على بعض الأسئلة البسيطة فقط، وإذا جاوبتني عليها بصدق فلن يصيبك مكروه، وسأدعك تذهب للبيت سالماً. عمران : ماذا؟ أنا : إسمي، ما هو إسمي، ومن أي بلد أنا؟ عمران : إذا أجبتك عن هذا ستتركني؟ أنا : بهذين السؤالين سأتركك بنسبة خمسون بالمئة.. عرض مثير أليس كذلك؟ عمران : وهل ستصدقني إذا جاوبت. أنا : سأحاول تصديقك، علاوة على ذلك ليست لك مصلحة في إخفاء هذا عني.. عمران : نعم، قد لا يكون من مصلحتي، لكنها مصلحتك أنت.. وأنا لا أحبك ولا أريد مصلحتك. أنا : لكن إن جاوبتني سيكون من مصلحتك، ما رأيك؟ عمران : ماذا ستفعل؟ أنا : لا شيء، سأقتلك فقط. عمران : نعم هذا أسهل شيء يمكنك القيام به. أنا : لا تجبرني على حمل المسدس وتوجيهه نحوك لأقتلك. عمران : نعم، سأجيب على أسئلتك. أنا : أسمعك.. عمران : إسمك الحقيقي هو صالح لكنك لست صالحاً، أنت مغربي من دولة المغرب، إذا لم تصدقني صدق لهجتك.. لهجتك مغربية بالرغم من أنك تتحدث الإِسبانية طوال الوقت، تتمتم باللهجة المغربية لقد لاحظت ذلك، تأكد من ذلك إن شككت في كلامي. أنا : (تأكدت من ذلك، يمكن أن يكون على حق..) فكرة جيدة. عمران : هل صدقتني؟ أنا : نوعاً ما.. عمران : ماذا أيضاً؟ أنا : هل لدي عائلة.. أب، أم، أو أي شيء؟ عمران : لا أعلم شيئاً عن حياتك العائِلية.. أنا : حسناً، من أنت؟ ومن أين تعرِفني؟ عمران : لديك هويتي، مكتوب فيها من أنا، عرفتك عن طريق صديق في مجال الحفلات والسهرات. أنا : إشرح لي أكثر.. عمران : كنت عازف بيانو شهير، تعرفت عليك من خلال هذا. أنا : حسناً.. عمران : لقد أجبتك عن الكثير من الأسئلة، دعني أذهب. أنا : إلى أين ستذهب؟ فالحفلة بدأت للتو. عمران : لن أجيبك عن أي سؤال آخر.. كان هذا كافياً. أنا : كما تريد، لكن أنت مضطراً للإختيار بين الحياة أو الموت. عمران : سأختار الحياة طبعاً، فأنا لست مثلك لأنجو من الموت. أنا : حسناً إذاً، ستجيب عن كل الأسئلة الموجهة لك. عمران : ليس لدي خيار آخر. أنا : (فتحت الرسالة الثانية التي وصلتني هذا اليوم) إشرح لي كل هذا وبالتفاصيل. عمران : لا أعلم، لست أنا من كتب هذه الرسالة. أنا : ليس مهماً منِ الكاتب بقدر ما يهمني ما كتبه.. أسمعك. عمران : أنت شخص سيء، لا تحاول إرتداء قناع البراءة، عيونك المخيفة تفضحك.. أنت شيطان ومجرم.. وجودك يشكل خطراً كبيراً على مستقبلي، ضميرك هو سبب مشاكلك... أنا : لماذا تعيد المكتوب في الرسالة، أجِبني بوضوح.. أنت تعلم أني فقدت ذاكرتي. عمران : إهرب يا صالح، فالموت يحيط بك من كل الجوانب، وأنت لا تدرك ذلك، تهرب من الموت وتذهب إليه بكامل إرادتك، إهرب يا صالح، إذهب لمكان بعيد وإياك أن تعود مرة أخرى.. (هذه الأغنية الحزينة أنا من لحنتها لك الآن، حزينة لكنها ستعجبك، هذا ذوقك) أنا : لا تستفزني أكثر، إنك تلعب بالنار. عمران : يريدون قتلك. أنا : من هم؟ ولماذا؟! عمران : هل من الضروري أن أجيب؟ أنا : (صوبت المسدس نحوه) ضروري. عمران : يريدون قتلك لأنك شاهد على جريمة قتل.. بالرغم من أنك مجرماً يريدون قتلك لأنهم لا يثقون بك.. أنا : مجرماً.. أنا مجرماً؟ عمران : نعم، قتلت شخصاً... أنا : لا، لا يمكنني فعل ذلك أبداً.. عمران : بلى قتلت شخصاً، ولدي الدليل على ذلك.. حياتك ملطخة بالدماء، لست صالحاً كما تظن. أنا : لا، أنا لست كذلك. عمران : بلى، قتلت روحاً، وساعدت في إخفاء جريمة شخص غيرك.. أنا : لا أريد سماع كلمة واحدة منك، إصمت. عمران : الحقيقة دائماً ما تكون مؤلمة. (بعدت قليلاً من جانبه، انهارت قواي، وقعت على الأرض.. لازلت لا أصدق شيئاً مما قاله، لكن ماذا لو كان يقول الحقيقة؟ كل شيء ممكن؟ ماذا لو كنت مجرماً قاتلاً؟ ماذا سيحدث لي؟ كلما أقتربت من الحقيقة تنهال علي المصائب من كل الإِتجاهات.) (رجعت لجانِبه) عمران : هل ستطول ضيافتي؟ أنا : لا، ليس كثيراً.. عمران : حسناً، ماذا؟ أنا : ما هو الدليل الذي بحوزتك والذي يبين أنني قاتل؟ عمران : الهاتف.. أين هو هاتفِي؟ أنا : إنه بحوزتي. رقم السر. عمران : 3690. (فتحته) عمران : أدخل لمقاطع الفيديو الأخيرة أسفل القائمة. أنا : (الفيديو الأول كان في غرفة، لشخص يغطي جثة ويساعد في حملِها ليدفنها في الغابة، والفيديو الثاني كان لنفس الشخص يقتل شخصاً آخر في مكان مهجور) ما علاقتِي بهذا؟ ومن هو هذا الشخص؟ عمران : هذا الشخص هو أنت، صحيح أن البحر استطاع إتلاف ملامِحك، لكن الزمن لم يستطع ذلك. أنا : وكيف سأعرف أنا بذلك، كيف سأعرف بأن هذا الشخص هو أنا. عمران : يمكن التأكد من خلال الفحص. أنا : عن أي فحص تتكلم، من المستحيل أن أكون أنا... عمران : هذا هو أنت، وهذا هو كل ما تعرفه، تعرف الهرب وإلقاء اللوم على الآخرين، أنظر لفيديوهات سهراتك، وطريقة عزفك على البيانو.. حقق جيداً في عيناك لعلك تعرِفك.. (نظرت لكل الفيديوهات ولطريقة العزف على البيانو، كانت تشبه طريقتي، حققت في عيونه كانت عيوني أنا، سوداويتين، وجريئتان..) أنا : حسناً، ومن قتل ذلك الشاب الذي ساهمت في إخفاء جثته؟ عمران : صديقك المقرب، أقصد كان صديقك. أنا : أنت؟ عمران : لست أنا، أنا حارسه الشخصي.. أنا : من هو إذن؟ عمران : حيدر، اسمه حيدر (إنظر لصورته إنها في الهاتف في ملف الصور). أنا : (فتحت الهاتف مرة أخرى، وجدت الكثير من الصور) أي واحدة؟! (أشار لي عمران برأسه على صورة كنت فيها أنا وهو قبل أن تتغير ملامحي). عمران : هل تذكرت صديقك؟ أنا : ليس صديقي، لا أقبل بصديق مجرم. عمران : الإجرام يسري في عروقك. أنا : أصمت، كلامك يؤلم رأسي. عمران : جاوبت على كل أسئلتك.. أنا : أريد التفاصيل.. تفاصيل الجريمة التي حدثت؟ عمران : لم أفهم؟ أنا : المكان الذي وقعت فيه الجريمة؟ ومعلومات عن الشاب المقتول. عمران : الدليل الكامل موجود لكنه بحوزة حيدر. (كنت مع فرقتك في حفلة موسيقية مقامة بإشبيلية، كنت في غرفة الملابس تجهز نفسك للعرض، وفجأة سمعت الصراخ في الغرفة المقابلة لك والتي كان فيها حيدر والشاب المقتول.. ذهبت لترى ما يحدث، رأيت حيدر يضربه بالسكين، فحصت الشاب لكن وجدته ميتاً) أنا : وماذا بعد؟ عمران : بعد ذلك ساعدت حيدر في تنظيف آثار الجريمة وإخفاء جثة الشاب في الغابة. أنا : إني لا أتذكر.. عمران : الماضي يتذكر، ماضيك يلاحقك. أنا : وماذا عن الشخص الذي قتلته أنا في مكان مهجور؟ عمران : لا أحد يعرف سبب قتلك له غيرك، ستتذكر مستقبلاً. (هذا هو أنا، وهذا هو ماضي الخبيث، كنت أعتقِد أنني شخص جيد وصالح، لكني كنت عكس ذلك.. قتلت روحاً، وتسترت على جريمة أخرى، لم أكن أعتقد بتاتاً أني أحمل كل هذا السوء معي) أنا : لا زال سؤالاً يحيرني؟ عمران : سأجِيبك. أنا : أنتم من حاولتم قتلى ورميي بعد ذلك في البحر؟ عمران : لا أنت كنت تريد الآنتحار، وحاولت إسقاط سيارتك من الأعلى إلى البحر، لم نستطع إيقافك.. لم تكن لنا بتاتاً أي نية في قتلك. أنا : البارحة حاولتم ذلك، واختطفتموني. عمران : نعم اختطفناك، لكن لم نكن نريد اذيتك، كان حيدر يضحك معك فقط، وكان يريد منك البقاء بجانبه لكنك هربت. أنا : حسناً، هذا كل شيء، سأدعك تذهب لكن تذكر جيداً ما سأقوله لك. (أومأ برأسه) (كان يجيبني عن كل الأسئلة التي أطرحها عليه وبالدليل حتى، لكن ومع ذلك هناك شيء خفي لم يخبرني به، هناك حلقة مفقودة، كل تلك الأجوبة ناقصة) أنا : كل ما حدث في الماضي، وكل ما حدث الآن.. سننساه كلينا، أنا بالأساس لا أتذكر شيئاً، لكن كل الدلائل ضدي وهذا كافي.. لا تعترضوا طريقي مرة أخرى، لا أعرفكم ولا أنتم تعرفونني (وأطلقت سراحه)، يمكنك الذهاب ولا تحاولوا مرة أخرى العبث معي. عمران : نعم كل شيء مفهوم.. لكن حيدر يريد مقابلتك. أنا : لا أ ريد لمحه حتى، أظن أنني أوضحت لك كل شيء. عمران : ليس لديك خياراً آخر. أنا : ماذا تقصد؟ عمران : إذا رفضت مقابلته، سيخبر السيد باسكال بحقيقتك كونك مجرماً، سيعرف أنه يساعد مجرماً. أنا : حسناً، موافق. (انصرف عمران، خرجت من القبو واِتجهت فورا للغرفة.. وقفت أمام المرآة أتطلع فيها لأرى بشاعتي، كنت بشع، قذر، ملوث بدماء الأبرياء.. هكذا كنت أرى نفسي.. إني مخرب، اللحظة التي انتظرتها طوال هذه المدة لمعرفة الحقيقة كانت لحظة سيئة، لم أكن أتوقع هذا بتاتاً، حقيقتي في معرفة نفسي كانت جد مؤلمة.. كنت أظن أنه كان لي مستقبلاً مزهراً، وأصدقاء صالحين، كنت أظن نفسي أنني طوال حياتي كنت طيباً، لكنني كنت عكس ذلك.. مجرم، قاتل، شيطان، ذئب.. كنت أنا هو السوء الموجود في هذا العالم. كيف سأكفر عن ذنوبي وسيئاتي؟ كيف سيسامحني الناس؟ كيف سيغفر لي الرب؟ كيف يمكنني النوم ويدي ملطخة بالدم؟ كيف سأهرب من دعوات المظلومين؟).

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514