دخل حسام عليهم الغرفة ويعتلي الحزن ملامحه حاول أن يخفيها ولكن شعرت بها هدى وقالت له: حسام ماذا بك؟. اقترب حسام وهو يمسح دمعة فرت من عينيه حزنًا على حالها فعلى الرغم بما تشعر به إلا أنها تحاول جاهدةً أن تبثهم الطمأنينة، ومسح على رأسها فهذه المرة الأولى منذ زمن يقترب منها حسام بهذه الطريقة وحاول أن يطمئنها فتحدث مبتسمًا: لا شيء حبيبتي فأنا كنت أطمئن على حالتكِ من الطبيب وهمس بأذنها قائلًا: لماذا لم تخبريني من البداية بحقيقة مرضك؟. نظرت له هدى ولأول مرة تجد هذه النظرة التي تمنت أن تراها منه من قبل، وأجابته برقة وعذوبة وصوت غلفه الإرهاق: لم أرِد أن أشغلك عن عملك. نظر لها حسام بدهشة يسأل نفسه ألهذه الدرجة أهملها حتى شعرت أن عمله عنده بالمرتبة الأولى! ثم تحدث بحب حقيقي ومشاعر دافئة: فليذهب العمل للجحيم المهم عندي أنتِ. في منزل ماهر كان يجلس ماهر بوجه عابس سيجن يريد أن يعرف أين اختفى أحمد ففاجأته مها بطلب الطلاق منه، والذي هددها أكثر من مرة أن موتها أفضل عنده من تطليقها. ولكنها تشبثت بقرارها وتحدثت بثقة كبيرة وهددته قائلة: سأرفع قضية "خُلع" الجرأة التي تحدثت بها معه جعلته يشك بها فخرج بسرعة من منزله متوجهًا إلى منزل أحمد يتفقد الخزنة والأوراق التي تحتويها ليطمئن قلبه ولكن الصدمة تملكته عندما وجد بعض الأوراق التي تدينه هو وليس عائلة زوجته, خرج من المنزل مسرعًا يريد اللحاق بزوجته ولكن القدر لم يمهله لحظة أخرى فلقد أرسل والد مها سيارة لتدهسه تحت عجلاته ليموت ماهر وتنتهي معه ومع أحمد خطتهما الشيطانية للإيقاع بهدى وانتقمت مها ووالدها من ماهر وبهذا يموت آخر طرف من أطراف المؤامرة وبدأت مها تباشر حياتها بأريحية بعدما تخلصت من ماهر. في منزل هدى خرجت هدى من المستشفى وعادت إلى منزلها بعدما رتب لها حسام زوجها جلسات علاجها الكيماوي مع الطبيب لتبدأ رحلة التعافي من المرض. في صباح اليوم التالي عرفت هدى من الفيس بوك بخبر وفاة ماهر إثر حادث سير، لم تشعر تجاهه بالشفقة ولا بشماتة فكل ما شعرت به أن هذا هو النتيجة الحتمية للشر. أخرجت مذكراتها واقتطعت الأوراق التي تخص ماهر من هذه المذكرات كي يندفن السر معه الى الأبد. مرت الأيام على هدى وحسام بسعادة فعلى الرغم من صعوبة رحلة العلاج إلا أنها وجدت حسام بجانبها يقويها ويشد من أزرها، كان يصحبها كل مرة لجلسة العلاج، فلقد شعر بتأنيب الضمير تجاه هدى، وأدرك قيمتها الحقيقية وأنها أهم من كل أعماله وتجاراته، تبدلت معاملة حسام لهدى إلى الأحسن، كذلك أبناءهم بدأ يقترب من حياتهم وبدأ يعوضهم حرمانهم منه وحرمانه منهم، وجد متعته الحقيقية في الهروب من ضغوط الحياة إلى الجلوس معهم. لقد قبل الله توبة هدى واستجاب لدعائها، بل ورد إليها زوجها التي كانت تفتقده. فلقد كانت تنتظر منه هذه المعاملة الحسنة وعندما فقدت الأمل عاشت نزوة كادت أن تعصف بحياتها وتدمرها إلى الأبد، ولكن الله أراد لها النجاة من هذه الخطة الدنيئة. بعد مرور ستة سنوات كانا هدى وحسام يجلسان بجانب بعضهما في إحدى قاعات الاحتفالات يشاركان ابنهما حفلة التخرج الخاصة به بعد أن منَّ الله عليها بالشفاء من هذا المرض، وأدركت هدى أن: (من ترك معصية خوفًا من الله أثابه الله على تعففه عن الحرام).