Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الرابع والعشرون والأخير

مضت عدة أشهر منذ أخر لقاء.. لم يحاول أحد منهم أن يصل إليها أو حتى يهاتفها، انقضت الأيام بطيئة.. مؤلمة .. ومزعجة، لم يكن لديها الحق في الرفاهية، أن تغلق عليها باب حجرتها وتلعق جراحها حتى تشفى.. لا، فهي تحمل على عاتقها مسئولية هذا البيت وتلك الأسرة، فلا وقت للحزن.. أو حتى لاستعادة النفس، بل يجب أن تستمر في طريقها بلا توقف.. متناسية آلام قلبها، وكبريائها.. حاولت أن تنغمس في العمل لعلها تجد السلوى وتقوى على النسيان.. ولكن كلما مرت الأيام وزاد عددها.. زاد معها يقينها أنها بالفعل أحبته.. بل غرقت في حبه، لا تعلم لما قدرها هكذا دائمًا في الحب.. لا تكتب لها النهايات السعيدة، فقط يجب أن تتألم.. كما لو كانت ملعونة والحب هو لعنتها.. حاولت كثيرًا خلال تلك الفترة أن تستقصي أي معلومات عنهم وخاصة عن صحة وليد، ولكن كان الأمر عسير، لم تستطع أن تصل لأي شيء، فقط كل ما تعلمه أنهم خارج البلاد.. كانت دائما تتسائل.. هل ما زال يذكرها؟، هل مرت في مخيلته؟، أم أنه أيقن بعد كل هذا البعد أنها ليست من أراد بالفعل.. لماذا تجلد نفسها؟، يكفيها ما هي فيه، يجب أن تستمر حتى ولو بلا روح ولكن يجب عليها الاستمرار، ليس لديها بديل أخر . بالرغم من أنها رحلت عن الجاليري.. وتعقدت مسيرتها قليلًا، ولكنها استطاعت الوقوف على قدميها سريعًا، وإيجاد مكان أخر ليصبح مقر عملها الجديد، وبالطبع لا تنكر أن صفقة فندق الدالي فتحت لها أبوابًا كثيرة، ورفعت اسم براند شمس إلى الأعلى، حتى أن الفرص أصبحت تنهال عليها.. أخرهم دعوة من الهند لحضور مؤتمر الفن الراقي، بمشاركة العديد من الشركات التي أصبح لها بصمة سريعة في مجالها، وسيتضمن عدة ندوات ومحاضرات وأيضًا إمكانية فتح مجال للتبادل الاقتصادي، وهذا قد يفيدها كثيرًا. كما أنها بالفعل في حاجة إلى تلك الدعوة، فالبعد الأن سيكون في صالحها.. بعيدًا عن كل ما يحيط بها.. لتستطيع تصفية ذهنها وقلبها، ومحاولة إخماد كل تلك الصراعات التي بداخلها، وقد تجد لها متنفس جديد يعوضها عما سلب منها . لم تتردد في قبول الدعوة رغم محاولات والدتها بإقناعها عن العدول عنها، ولكنها قررت السفر فكما تسمع دائماً أن في السفر سبع فوائد، فلعل يكن لها حظًا تلك المرة وتنل فائدتين أو أكثر. أقلعت الطائرة إلى مدينة نيودلهي بالهند، المدينة الملقبة بالهند الصغيرة باعتبارها واحدة من مُدن العالَم الأولَى التي اشتُهرت في كافّة المَجالات؛ كالفُنون، والتّجارة، والأزياء، والمال والأعمال، والسّياحة، والتّنمية، وغيرها الكثير من المَجالات. كانت رحلتها طويلة ولكن أخيرًا وصلت إلى المطار لتجد سيارة بانتظارها تقلها إلى فندق (تاج بالاس_ نيودلهي) عالم آخر به سحر الشرق انتقلت إليه.. وجوه جديدة مختلفة.. مدينة تشع بالجمال والألوان.. ملابس تضج بالبهجة.. كانت مستمتعة بالمشاهدة من نافذة السيارة.. شعرت بأنها بدأت تستمد طاقة جديدة، ورغبة في العودة مرة أخرى للحياة.. وأن يعود لها الإحساس بالبهجة والسعادة . اصطفت السيارة أمام مدخل الفندق وترجلت منها شمس لتجد في انتظارها مضيفة تحمل الأزهار وتقودها إلى الداخل.. عبرت البوابة متجهة إلى الاستعلامات.. وفِي لمح البصر وجدت من يجذبها من ذراعها بقوة، ويجعلها تستدير رغمًا عنها وهو يهمس لها: وحشتيني حدقت شمس في دهشة.. عيناها لا تستطيع تصديق ما تراه أمامها همست بدون وعي: قصي؟! ليكرر مرة أخرى ما قاله: وحشتيني . كانت مشدوهة.. قدماها لا تستطيع حملها من المفاجأة.. قلبها يدق بعنف، لم تدرك شيء سوى أن الكلمات انسابت من فمها بدون وعي وقالت: وأنت كمان وحشتني . لحظات طويلة من الصمت.. والعيون لا تقوى على الافتراق، إلى أن فجأة ودون سابق إنذار، جذبها قصي واحتضنها بقوة، قوة حنين وشوق للأيام والأشهر التي لم يرها فيها.. لم تقاوم أو تعترض، فقط استكانت بين ذراعيه، وهدأت نفسها التائهة بعد أن عادت إلى موطنها الوحيد . لحظات واستمعت إلى صوت تعرفه جيدًا، فابتعدت سريعًا لتشاهد شاهي أمامها وبجوارها وليد وهو يقف على عكازين.. تبدلت ملامحها من الفرحة للحزن مرة أخرى.. لا تعلم كيف سيكون الحديث؟، سوى أنها وجدت صديقتها تهرع نحوها وتحتضنها وهي تقول: سامحيني.. أنا آسفة، أنا كنت غبية وحمارة، أنا عارفة اني وجعتك اوي، بس والله ما كنت حاسة بنفسي . كان عناقهما قويًا يحمل الكثير والكثير، لم تعاتبها شمس أو تتجادل معها، فقط احتضنتها وكأن هذا العناق قد أذاب كل ما كانت تمر به طوال الشهور الماضية . بعد انتهاء تلك اللحظات المليئة بالمشاعر الجارفة، جلسوا جميعًا في المقهى التابع للفندق.. وبدأت شاهي تروي ما حدث، وأنهم وصلوا إلى الهند منذ عدة أشهر لوجود أفضل جراحي العمود الفقري وأفضل المراكز، وأن زوجها مر بعدة عمليات والآن يخضع للعلاج الطبيعي، وحالته في تحسن مستمر . ثم تحدث قصي قائلًا: للأسف أنا حاولت أوصلك قبل السفر بس لقيتك سيبتي الجاليري وعرفت إنك روحتى الفندق وخلصتي الشغل، حسّيت إنك مصممة على البعد، وفضلت اسيبك شوية تهدي.. ومن وقت ما جيت وأنا عمال أخطط أوصلك ازاي، وأخليكي تيجي هنا، لحد ما عرفت بموضوع المؤتمر ورشحتك فيه، وتابعت كل الإجراءات عشان أعرف وقت وصولك.. والحمد لله إنك وافقتي . ظلت شمس تستمع إليهما ثم التفت نحو وليد وقالت: عامل ايه دلوقتي يا وليد؟ ابتسم لها بامتنان وقال: زي الفل، الحمد لله قدرت أحرك رجلي ومع الوقت حأطلع أجري زي الخيل، معايا مراتي حبيبتي القمر دي.. وصاحبي اللي حيجيب أجلي بعمايله.. وقاعدين في بلد من أجمل بلاد العالم .. أكيد مش عايز أكتر من كده . ابتسمت له بدورها وقالت: سامحني مالحقتش أشكرك على اللي عملته معايا.. وأسفة على اللي حصلك بسببي. أجابها: أولًا اللي حصل ده مش بسببك.. أنتِ اتخطفتي عشان كانوا عايزين يضغطوا علينا بيكي.. يعني أنتِ الضحية في الموضوع، ثانياً أنا مقدر اللي كنتي فيه، وكمان شاهي جت ونيلتها خالص . ضحك الجميع ثم أضافت شمس: أهم حاجة أنكم بخير، بجد أنا مبسوطة أني شفتكم تاني . فابتسمت شاهي بخجل وقالت: وحتتبسطي أكتر لما تعرفي مفاجأة صغيرة، ثم وضعت يدها على بطنها وقالت: أنا حامل . قفزت شمس من السعادة واحتضنت صديقتها قائلة: مبروك، ألف مبروك يا قلبي، ياااه يا شاهي حتبقي أم، وأحلى أم . انحنى قصي نحوها وقال بصوت منخفض: عقبالنا، ويا ريت بقى بسرعة عشان أنا مستعجل جدًا. أحمرت وجنتاها وتملك منها الخجل وقالت: تقصد ايه؟ فأجابها بسعادة: نتجوز بأسرع وقت.. ويا ريت لو نعمل فرحنا هنا . نظرت له شمس وقالت بتوتر: ايه؟!.. لا طبعًا مينفعش، مش قبل سنة من دلوقتي . رمقها قصي بغضب وقال: سنة!.. ليه إن شاء الله، محتاج أكون نفسي، ولا لسه حندور على شقة، في أيه يا شمس؟، أنتِ مش عايزاني ولا ايه؟! زاد خجلها وخاصة أن العيون كلها تتسلط عليها في انتظار إجابتها فقالت بعفوية: لا لما أنا أكون نفسي الأول . زفر قصي بقوة وقال: يا مثبت العقل يا رب، تكوني ايه يا حبيبتي؟!، تكوني نفسك ليه يا ماما؟، حد قالك أني مش لاقي أكل؟! انزعجت من طريقته وأجابته بعصبية: لا، بس أنا مش حأتجوز قبل ما أرتب حياتي ومستقبلي، ومينفعش أتجوزك والفرق الكبير دا بينا، أنا لازم أكبر شركتي الأول وأقف على رجلي كويس . وضع قصي يديه على رأسه وقال: يا دماغي.. اتفضلوا اتكلموا أنتم، قولوا حاجة للمجنونة دي . رمقته بغضب وقالت وهي تضع يدها في خصرها: مين اللي مجنونة يا قصي بيه؟ فقام بتقليد حركتها وأجاب: أنا اللي مجنون يا حلوة.. أنا.. أنا اللي غلطان أصلًا، بقا أنا قاعد أخطط عشان تيجي ونتجوز، عشان في الأخر تقوليلي بكون نفسي، عليا النعمة أنتِ واحدة نكدية وغاوية نكد . انتفضت شمس من مكانها وقالت: كده أنا نكدية، طيب يا قصي، بلاش تدبس نفسك معايا، أنا حأريحك مني، ثم انطلقت مبتعدة عنهم جميعًا. نهض قصي بغضب ليلاحقها ولكن شاهي منعته وقامت هي بالإسراع خلفها . استلمت شمس غرفتها وصعدت معها شاهي وجلستا الاثنان ثم قالت لها: مالك بقا؟!، ايه الكلام الأهبل ده، يعني ايه تكوني نفسك؟! تنهدت شمس وبدا على محياها أنها تشعر بالحيرة والقلق وقالت: مش عارفة يا شهيرة، بس صعب اوي الفرق بينا، مش عايزة أحس قدام أهله أني قليلة، مش عايزة أحس بالضعف، ده غير أن عندي طموح أني أكبر شركتي وتبقى ليها اسم كبير، عشان كده عايزة استنى شوية لحد ما أثبت نفسي أكتر . صمتت شاهي قليلًا ثم قالت: بصي يا شمس، طبيعي اوي إنك أتفاجئتي، ومكنتيش متخيلة أن ده حيحصل.. الصدمة والمفاجأة مع الفترة اللي فاتت اللي عيشتيها، أنا من رأيي بلاش تتكلموا في الموضوع ده دلوقتي، اصبروا شوية، وأنا حأكلم قصي يصبر شوية، اتفقنا . أومات شمس برأسها بأنها موافقة، ثم تركتها شاهي ترتاح قليلًا على أن يجتمعوا في المساء، وذهبت إلى قصي لتتحدث معه . ارتدت منامتها واستلقت في الفراش، وهي شاردة في كل ما حدث، بالأمس كانت حزينة.. تشعر أن الجميع رحل وتركها وحيدة، فؤادها مجروح.. وروحها تائهة، والأن كل شيء تبدل، كأنها في حلم يصعب تصديقه، قصي عاد.. شاهي لم تعد ناقمة عليها.. كل شيء تبدل للأفضل.. أغمضت جفونها وهي تحلم بما هو أت . مرت الأيام وهي في سعادة بالغة.. بين المؤتمر الذي استفادت منه بالفعل.. واستطاعت أن تخرج منه بأفكار جديدة وعلاقات بالتأكيد ستفيدها كثيرًا، وقصي الذي كانت تشعر معه أنها في عالم خيالي لا تريد أن تصحو منه، كان يبذل كل ما بوسعه لإسعادها.. كانت تنتهي من عملها.. ويبدأ التجول في المدينة مع الجميع، شاهدت الكثير من الأماكن الرائعة، كانت تشعر أنها أميرة في عالم الروايات، وأن هناك عصا سحرية قد لونت حياتها وحولتها إلى ما هي فيه . انقضى أسبوع كامل وهي في الجنة، وذات يوم في الصباح، استيقظت واستعدت لحضور آخر أيام المؤتمر، ولكن قبل ذلك يجب أن تتناول الفطور مع قصي، هكذا كان الاتفاق، هبطت إلى المطعم وبحثت بعينيها عنه، لتفاجأ به يجلس على مائدة كبيرة، ومعه والدتها وأخواتها، ورجل وامرأة من هيئتهما تظن أنهما والداه . وقفت مصدومة لا تعرف ماذا تفعل؟، لم تعي ما يحدث، إلى أن نهض قصي وتوجه نحوها بعد أن رآها، وقادها إليهم وهو يقول بصوت منخفض: ابتسمي حتفضحينا . تحدثت وهي مغلقة فمها وقالت: أنت بتدبسني؟ فابتسم لها وقال: اه الصراحة . وصلت للمائدة وألقت التحية على الجميع، وتم التعارف بين الأسرتين، وكان الإعجاب متبادل بينهما، فقد أغرمت والدة قصي بشمس، وفِي نفس الوقت أحبت والدة شمس قصي كثيرًا وشعرت بحبه الكبير لابنتها . لم يعد هناك سبيل للرفض أو التأجيل، لقد اتفق الجميع عليها، وتقرر إقامة الزفاف هنا في الهند، وانتهى اللقاء على أن يجتمعوا مرة أخرى للتحضير للترتيبات، ولكن قصي ألقى بالمفاجأة أن كل شيء قد تم ترتيبه وأن الزفاف بعد ثلاثة أيام . جلست مذهولة مما يحدث حولها، كما لو كانت ليست هي العروس، كأنها تستمع لحديث عن شخص أخر، ولكنها أخيرًا قررت الانصياع والتخلي عن عنادها، يكفيها ما مرت به.. فقط لمرة واحدة تحاول أن تستمتع بما يقدمه لها القدر.. بدون أن تفكر أو تقلق أو تتصارع مع مخاوفها.. هي فقط تريد أن تكون سعيدة . جاء الموعد المحدد وكان زفاف أسطوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد كان بالفعل قصي صادق فيما قال عن أنه قام بكل الترتيبات، لم يترك شيئًا واحدًا، بل على النقيض لو كانت هي من حاولت أن تعده لن تفكر فيه هكذا، تم إقامة الزفاف في قصر تاج محل، مكان تشعر فيه أنك بداخل عالم من الأساطير.. الأزهار كانت تزين المكان بأكمله.. الطابع المبهج الذي أضفي على الزفاف.. كان زفافًا على الطراز الهندي.. ولكن يتخلله بعض اللمسات المصرية، الفستان كان مصمم خصيصًا لها، لا تستطيع وصفه كان فائق الجمال بذيله الطويل الذي يمتد خلفها عدة أمتار.. السعادة التي تشعر بها مختلفة، ولكن أجمل ما فيها، أنها بالفعل عاشقة حتى النخاع، نعم هي تحبه بكل جوارحها.. ولا تريد الابتعاد عنه يومًا واحدًا، كانت تمشي في الممر المؤدي إلى العريس وهي تشعر بالخجل الشديد والسعادة الأكبر كانت تتأبط يد والده وعيناها تتعلق عليه، يقف هناك في انتظارها.. ظلت هكذا حتى وصلت إليه، ليمد يده إليها ويقترب منها ويرفع خمارها من على وجهها، ثم ينحني ليقبل فمها في قبلة تذهب العقول.. ليصفق الجميع وسط أجواء جميلة من الاحتفال . وبعد مرور عام من يوم الزفاف.. في القاهرة، فيلا صغيرة فاخرة بالتجمع الخامس.. تصدر منها أصوات عالية، وأشياء تتحطم . _ استهدي بالله يا شمس، واستعيذي بالله من الشيطان وغيري هدومك وأقعدي . _ لا يا قصي مش حأقعد، وحأنزل اروح الشغل . _ تروحي فين يا مجنونة ببطنك اللي قدامك مترين دي، أنتِ هبلة يا بنتي؟! بنظرات غاضبة تكاد تشتعل من الغيظ وعصبية شديدة، قذفت الوسادة من يدها نحوه وهي تقول: أنا مجنونة يا قصي، دي أخرتها، طبعًا ما خلاص اتجوزتني وخلتني أحمل وعايز تقعدني في البيت تحت رجليك، بس ده مش حيحصل أبدًا، حأشتغل يعني حأشتغل . وقف قصي يحاول أن يكون صبورًا ويراعي حالتها وقال: يا بنتي أفهمي حتشتغلي ازاي وأنتِ على وش ولادة، وبعدين يا حبيبتي أنا قصرت في حاجة، مخليكي محتاجة حاجة، أنا حتى سايب شغلي وقاعد جنبك. زفرت بقوة ثم أجابته بحدة: ايوه شغل أسطوانة السهوكة، ما أنت مشغلها من أول الجواز ومقعدني جنبك في البيت من أول يوم، أنت السبب.. خلتني سيبت شغلي وشركتي.. وأهملت نفسي لحد ما بقيت شبه الدبة.. أنا بقيت دبة بسببك.. أنا بكرهك.. أنت اللي عملت فيا كده.. أنت السبب، أنت كل شوية تثبتني بكلامك وتصرفاتك لما خلاص قربت ابقا زي أي ست مصرية أصيلة قاعدة في البيت تأكل وتنام. أجابها قصي: أنا اللي بثبتك؟!، يا بنتي ده أنتِ مثبتانا كلنا، وبعدين أنا غلطان يعني إني بحبك وخايف عليكي . صاحت به قائلة: لا ده مش حب.. ده تحكم، وأنا بكرهك.. بكرهك يا قصي . اقترب منها قصي، وهو يحاول أن يمتص غضبها ونظر في عيناها بحب وقال: بذمتك بتكرهيني؟ تلعثمت قليلًا وقالت بنبرة أقل حدة: اه بكرهك . فأردف: طب ولو قلتلك وحياتي . تنهدت بنفاذ صبر وقالت: يعني هو مش كره اوي يعني.. شوية غيظ على حقد كده . فأضاف: طب لو قلتلك.. بحبك وبموت فيكي . شردت مع كلماته ونبرة صوته وعيناه: هااا.. ايه، صمتت قليلًا ثم فجأة قالت: شفت مش قلتلك اهو السهوكة اشتغلت، شايف بتثبتني كل مرة ازاي.. أنا لا يمكن أتنازل أبدًا المرة دي، وحاشتغل يعني حأشتغل. لم يجد سبيل سوي الوسيلة التي تفيده في كل مرة، فقطع سيل كلماتها المندفعة بقبلة منه، جعلتها تغرق معه في بحر عشقهما الذي لا ينتهي.. وتنسى حاليًا ما كان يدور بينهما.. حتى موعد أخر . تمت بحمد الله

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514