خطيب شمس.. هل ما قاله حقيقي؟!، هل أنا أهذي أم ماذا؟، تسمرت شمس في مكانها فاغرة فاهها وقد جحظت عيناها من الصدمة، لم تستطع استيعاب ما قاله للتو، ولَم تعلم بماذا تجيب شريف عندما سألها قائلًا: خطيب مين؟، شمس؟!، ازاي؟، الكلام ده حقيقي يا شمس؟!، أنتِ ارتبطتي بيه؟! تلعثمت واختنق حلقها بالكلمات التي لا تريد الخروج، حاولت أن تتماسك وظلت تهذي بكلمات: ايه.. ها.. مين.. أصل.. يعني . شدد قصي قبضة يده على ذراعها وقال بصوت حمل لها بعض من الرهبة: ايه ياحبيبتي مالك؟، أنا آسف إني خالفت اتفاقنا وقلت قبل ما أروح أتقدم لماما، بس من فرحتى مقدرتش استنى. وقفت شمس تستمع له وهي مصدومة وقالت: مين؟.. تتقدم لماما.. واتفقنا.. ااه .. وهنا جذب شريف ذراعها من قبضة قصي وقال: خطوبة ايه ومين اللي حيتقدم؟!، الكلام ده مش حيحصل ومش حقيقي أصلًا، أنت شكلك بتخرف، شمس دي تخصني أنا وبس، مش لحد تاني، واحنا حنتجوز قريب، وأنت مالكش مكان هنا أصلًا . ثورة من الغضب والغل انتفضت بداخلها، إحساس شديد برغبتها في الانتقام تغلب عليها، وشعور بالإهانة وبأنها ليست دمية في يديه انتابها وجعلها تجيبه وهي تجذب يدها من يده بعد أن أمسكها بعنف وقالت: كلام ايه اللي مش حقيقي، أنا وقصي اتفقنا على كل حاجة، وأنا مش ملك حد يا أستاذ شريف، ولا يمكن أفكر أتجوزك في يوم من الأيام . وقف الاثنان في ذهول، شريف مما يسمعه من حبيبته وتؤام روحه، وقصي من أنها وافقت على كلامه ولَم تكذبه . ثم أخيرًا تحدث شريف قائلًا: أنتِ بتقولي ايه يا شمس؟ ازاي تقولي كده؟ وإزاي تفكري ترتبطي بحد تاني غيري؟ أنتِ عارفة احنا لبعض ايه، احنا مينفعش نعيش من غير بعض، مينفعش تكوني لحد غيري . أجابته بتحدي: احنا لبعض أخوات يا شريف، أنت زي أخويا، مش دي كانت كلمتك ليا من سنتين، إن أنا أختك، وموضوع إن مينفعش إني أكون لحد غيرك، ما افتكرش إنك تملك عقد ملكية ليا أو احتكار، وإزاي أفكر ارتبط بغيرك، أظن ده حقي اللي حضرتك مارسته بكل حرية قبل كده ومحدش اعترض، ودلوقتي أنا بأمارس حقي، اللي مالكش فيه حاجة . عاد قصي مرة أخرى للتدخل وأحاط كتف شمس بذراعه، ولكنها نظرت له نظرة حادة وقالت بصوت منخفض: متسوقش فيها، بدل ما افرج عليك الناس، ابتسم بخفة واخفض ذراعه وأمسك يدها وقال: متهيألي كده أنت اللي مالكش مكان هنا دلوقتي، ويا ريت تتفضل من هنا حالًا وكفاية إزعاج لحد كده، يلا يا شمس نشوف حفلتنا، أنهى كلماته وجذبها ليغادر المكان معها ويتركه بمفرده . حاول شريف التماسك وأن يسيطر على أعصابه ولكنه لم يعد يحتمل، فانقض على قصي من الخلف وظل يسدد له اللكمات، تفاجأ قصي فأفلت يد شمس واستدار نحوه لتدور معركة بينهما بالأيدي، ويحتشد الجميع للمشاهدة، وهناك من حاول التدخل ولكن قصي رفض ذلك، وصرخ بهم جميعًا ألا يتدخلوا، وظل الاثنان يسددان اللكمات لبعضهما البعض بقوة، كان شريف يصرخ وهو يتشاجر معه ويقول: شمس مش لحد تاني، أنت سامعني مش لحد غيري . وقصي يجيبه بنفس الصياح: أنت غبي.. غبي ضيعتها من أيديك وفاكرها حترجعلك وقت ما تحب، انسى شمس مش ليك ومش حتبقى . وقفت شمس مصدومة.. تبكي من هول الموقف.. تضع يدها على فمها تحاول إخفاء وجهها، ولكنها في الأخير لم تحتمل وصرخت قائلة: بسسس.. كفاية.. بس، ايه اللي بتعملوه ده، ايه الجنان ده، بس، أنا مش بتاعة حد، مش لحد خالص، سيبوني في حالي، كفاية بقا ظلت تصرخ حتى انقطع صوتها، ثم ركضت بعيدًا عن الجميع، توقف الاثنان عن الشجار، وشعرا بالخجل، أخفض شريف عيناه في الأرض، أما قصي فقد كان كل ما يشغله هي شمس، فأشار لشاهي أن تتبعها هي ووليد، ثم نظر نحو شريف وقال: امشي حالًا من هنا، بدل ما أخلي الأمن يرميك بره، ومش عايز أشوف وشك تاني، ولا تقرب ناحية شمس خالص، ثم أشار للحرس وقال: توصلوا أستاذ شريف الريسيبشن عشان هيعمل شيك اوت من الفندق، نظر له شريف بحقد شديد ثم غادر ظلت شمس تركض حتى وصلت إلى غرفتها، وانهارت على الفراش من شدة البكاء، استطاعت شاهي اللحاق بها ودخلت الغرفة بعد أن طلبت من وليد أن ينتظرها بالخارج، وبمجرد أن رأت صديقتها هكذا هرعت نحوها واحتضنتها وهي تحاول تهدئتها: بس.. بس حبيبتي، ليه كل ده، اهدي شوية.. بس . ظلت شمس تبكي بحرقة شديدة، فهي لم تعد تحتمل كل ما بداخلها من ألم ثم قالت بأنفاس متقطعة: أنا.. أنا.. آسفة.. آسفة.. عشان فرحك، سامحيني.. بوزت.. عليكي ليلة العمر . نكزتها شاهي في كتفها وقالت: بس بطلي هبل، آسفة ايه وعبط ايه، وبوزتي ايه، ده أنتِ عملتي لي أحلى شو في الدنيا، جو أكشن على ساسبنس، على إثارة ومتعة محصلش . ابتسمت شمس من وسط دموعها، فأضافت شاهي بسخرية لتخرجها من كآبتها: لا بس الصراحة الواد قصي طلع جامد طحن، شفتي رزع الواد كام بونيه كان حيكوموا، أنا كنت قاعدة فطسانة على روحي من الضحك . ضحكتا الفتاتان ثم قالت شمس: بس يا بنتي مش قادرة اضحك، سيبيني في همي . فقالت شاهي ممازحة: اضحكي أحسن ما تعيطي، وبعدين هم ايه أنتِ بتستهبلي، رجلين زي اللوز بيتخانقوا عشانك، عايزة ايه تاني، ده الاتنين اتطحنوا تحت، مبقاش فيهم حته سليمة، بقوا مزرقين من كتر الضرب، دول محتاجين عمرة كاملة عشان يرجعوا لطبيعتهم تاني . انفجرت شمس من الضحك على حديث صديقتها، ثم قالت: أحسن يستاهلوا، واحد عامل نفسه لسه بيحبني وعايزني وهو باعني في أكتر وقت كنت محتاجاه فيه، والتاني حشر نفسه في اللي مالوش فيه وطلع عليا إشاعة اني خطيبته، اللهي أشوف فيه يوم البعيد . ضحكت شاهي قائلة: أكتر من اللي شفتيه تحت، ما أظنش، الواد عدى عليه كل الأيام مش يوم واحد وكله بسببك . شهقت شمس قائلة: ليه بقا إن شاء الله، كنت قلت له يعمل فيها سبع رجاله ويتدخل في اللي مالوش فيه، بس اسكتي عشان أنا مفروسة منه، واللي فارسني اكتر اني أكدت كلامه، ابن الدايخة ده، اعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي . قهقهت شاهي وقالت: يا ختي حد يطول يتجوز قصي، ده أنا كنت جاية مخصوص عشان اعلقه لولا وليد حبيبي مكانش حيفوت من تحت أيدي، بطلي هبل قصي مفيش راجل زيه، وعمره ما ركز مع واحدة ست، وأنا ملاحظة أنه مركز معاكي اوي، ودي حاجة جديدة عليه، بلاش عبط بقا . هتفت شمس قائلة: يركز ولا يولع.. ميخصنيش، أنا اللي يهمني سمعتي وشكلي، وبعدين أنا ايه اللي يخليني أفكر في واحد من عينة سي قصي، كل يوم مع واحدة شكل، وحاجة كده مسخرة وقلة أدب، أنا مليش في الجو ده ولا ده لوني، أنا عايزة واحد بيخاف من ربنا، عشان يخاف عليا، لكن سي قصي ده لو أنا عاجباه النهارده، بكره تيجي واحدة تانية تعجبه . استمعت شاهي لصديقتها ثم قالت: طيب ممكن تهدي كده شوية، خلاص سيبك من كل ده وانسي وخلينا نفكر في اللي جاي . كان حسناء تتابع كل تلك الأحداث بترقب شديد، وبمجرد أن غادر شريف واتجه نحو بهو الفندق، ذهبت خلفه، وقالت للحارس الذي معه، أن يتركه لها وهي ستنهي كل شيء، ثم توجهت نحوه وقالت: أهلًا أستاذ شريف، أنا حسناء شكري سكرتيرة مستر قصي الخاصة، ألقى شريف نظرة مطولة عليها تفحصها فيها من قمة رأسها إلى قدميها، وهو يحدث نفسه قائلًا: طالما معاك الفرسة دي عايز ايه من شمس؟ كانت حسناء ترتدي ملابس كالعادة مثيرة تكشف أكثر ما تخفي، قميص شفاف يظهر حمالات الصدر الحمراء التي ترتديها من الأسفل، تعقده تحت الصدر لتظهر جسدها وشورت قصير جدًا من الجينز لا يكاد يخفي شيء منها، كانت نظراته لها تلتهمها، فهي امرأة مثيرة، مفعمة بالأنوثة، وبمجرد أن شاهدت كيف ينظر لها، علمت أنها ستصل إلى مبتغاها، وبدأت تحيك لعبتها، وكبداية بدأت بإثارته بحركات ناعمة من أناملها على صدره وهي تتحدث حتى تجعله يرضخ لها: أنا محتاجالك يا أستاذ شريف اوي اوي، ويا ريت لو تقدر تساعدني . حاول شريف أن يتماسك وقال: محتاجاني ازاي وفِي ايه؟ نظرت حولها ثم قالت بدلال: لا مينفعش هنا، حضرتك حتعمل شيك أوت، وتيجي معايا على اوضتي، ونتكلم براحتنا خالص وعلى أقل من مهلنا، ولا أنت وراك حاجة أهم مني؟ أجابها والرغبة بدأت تتملكه وقال بخبث: نتكلم براحتنا مفيش مشكلة، بس المهم ابقى على راحتى فعلًا . نظرت له بجرأة وقالت: متقلقش خالص، حتكون براحتك على الأخر . أنهى شريف إجراءات الخروج وأخذ حقيبته، وخرج من الباب الرئيسي ليعود مرة أخرى من الخلف ويعبر الحديقة ليصل معها إلى غرفتها الخاصة، فتحت الباب له ودعته للداخل ثم أغلقته بهدوء وهي تنوي فعل كل شيء لتصل إلى غايتها . أما قصي فقد أسرع نحو غرفة شمس وشاهد وليد يقف بالخارج، فاتجه إليه وقال: ايه الأخبار؟ أجابه وليد في ضجر: ولا أعرف، الأول سمعت صوت عياط، وبعد كده صوت ضحك عالي، وأهو واقف زي الأهبل مش عارف حاجة . فأجابه قصي ممازحًا وهو يبتسم بألم من أثار الكدمات: وليه زي؟ حملق وليد فيه ثم قال مستهزئًا: يا بني اتلم، أنت مفيش فيك حته سليمة، متخلنيش اتغابى عليك، ده أنت بقيت شبه السنافر الزرق من كتر الضرب . لم يستطع قصي الضحك بقوة من الألم فقال وهو يحاول أن يسيطر على نفسه: مشفتش التاني عامل ازاي، بقا شبه أبو لهب . _ اااه قلتي بقا التاني، مين التاني ده حضرتك، وايه سبب اللي حصل، وشمس مالها . حدق قصي بصديقه في دهشة وقال: ايه ده؟! قول والله إنك متعرفش . _تصدق ولا أعرف حاجة . _لا ازاي ودي تيجي، تعالى بقا لما أحكيلك على ما يُخلصوا اللي بيعملوه جوا . وبالفعل جلسا الاثنان في الحديقة على مقعد خشبي وبدأ قصي يروي له كل ما حدث . وبعد أن انتهى صاح به وليد قائلًا: أنت البعيد مجنون؟!، ازاي تقول عليها خطيبتك وليه؟! افرض كانت كسفتك وقالت محصلش، كان حيبقى شكلك ايه وقتها . صمت قصي برهة ثم قال: حتصدقني لو قلتلك إن قلبي كان حاسس إنها مش حتكسفني، مش عارف ليه. نظر له وليد بتمعن ثم قال: حتى لو كده، ايه اللي يخليك تقول إنها خطيبتك، يا بني أنت لسه عارفها من يومين، ازاي تقول كده؟ فأجابه وهو شارد بعينيه: صدقني مش عارف ليه عملت كده، أنا أول ما شفته معاها، ولقيته بيفرض نفسه عليها، الدم غلي في عروقي، حسّيت إني مش طايق أشوف حد معاها، واني مش مستحمل أن حد تاني يكلمها أو يقرب منها . ابتسم له صديقه وقال: يا حلاوة، أنت وقعت يا كبير ولا حدش سمى عليك ولا ايه، بس ازاي، لحقت تحبها امتى، وبعدين دي مش لونك خالص، يعني بنت عادية مش زي البنات اللي بنشوفهم كل يوم . نظر له قصي وقال: أنا مش عارف بالضبط إحساسي، بس كل اللي اعرفه إني مهتم بيها، عينيا بتدور عليها دايمًا، والأهم إني بجد عمري ما شفت بنت زيها . أجابه وليد محذرًا: قصي خد بالك، شمس مش زي البنات اللي نعرفهم، ومن كلامك هي مش حمل وجع ولا صدمات تانية، يعني لو حضرتك مش واثق من مشاعرك، بلاش تعلق البنية بيك، بلاش تظلمها كفاية الزفت التاني واللي عمله . حاول قصي أن يتحدث، ولكن شاهي قاطعت الحديث بينهما وقالت: يلا بينا يا وليد . نهض الصديقان وسألها قصي: ايه أخبار شمس دلوقتي؟ فأجابته بهدوء: سيبتها عشان تنام، بس خلاص بقت كويسة، متقلقش . فاقترب وليد من زوجته وقال: طب يلا بينا يا حبيبتي عشان عندي كلام كتير اوي لسه عايز أقوله، ثم وجه حديثه لصديقه قائلًا: سلام يا صاحبي، وفكر في اللي قلته ليك . غادر العروسان، ووقف قصي يراقب باب الغرفة ثم اقترب منه، وظل واقفًا لديه رغبة ملحة في رؤيتها والحديث معها، ولكنه يعلم أنه لا يجب عليه هذا، ظل ينازع رغبته حتى غادر في الأخير نحو غرفته . جلس شريف في غرفة حسناء ينتظرها بعد أن استأذنته لتقوم بتغيير ملابسها، وبالفعل خرجت بعد قليل ترتدي قميص نوم قصير شفاف باللون الأحمر وتضع عليه روب قصير بنفس اللون، تركته مفتوح ولَم تحاول حتى إغلاقه أو إخفاء ما يظهر منها . كان يجلس وهو في حالة انبهار بجمالها الأخاذ وأنوثتها التي تستطيع الفتك بأعتى الرجال، ابتلع ريقه وحاول أن لا ينفعل أو يتأثر ثم قال: ايه الحاجة اللي عايزاني فيها؟ اقتربت منه حسناء بدلال وقالت: مستعجل على ايه يا بيبي؟، أنت وراك حاجة؟ مش نقعد نتعرف على بعض الأول، وبعدين أنت ضيفي، وحتقعد معايا هنا كام يوم، ولازم أقوم بواجب الضيافة . فغر شريف فاه واندهش بشدة، ثم قال: حأقعد هنا ازاي؟!، ليه؟! اقتربت أكثر، ثم جلست على ساقيه وكشفت أكثر عن جسدها ووضعت يدها على ظهره وقالت: هششش، بلاش أسئلة كتير مالهاش لزمة دلوقتي، خلينا في اللي أحنا فيه، وخلي الاسئلة بعدين . حاول شريف التملص منها والنهوض ولكنها لم تتح له الفرصة، كانت رغبته أقوى من إرادته، استطاعت بأسلحتها الأنثوية أن تضعف مقاومته، وتجعله ينسى كل شيء سوى رغبته بها، ليقعا الاثنان معًا فيما حرمه الله .