Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل السابع عشر (الطوفان السابع عشر طوفان الخوف)

حركات ناعمة تمسح علي شعراتها القصيرة بتتابع رقيق .. جاهدت كثيرا ان تفتح عينها و تقاوم نعاسها حتي أتاها صوت من بعيد يقول : _ مي ... مي قومي وحشتيني قوى . فتحت عيناها فجأة و هي تتطلع بسقف غرفتها غير مصدقة لذلك الصوت الذي اخترق عقلها لا اذنها فأتاها مجددا قائلا بحنو : _ صباح الخير يا حبيبتي قومي عاوزة اشبع منك . تطلعت مي لجوارها فوجدت زهرة تجلس علي طرف فراشها و تمسح لها شعراتها و تطالعها بعينين ممتلأتين بالدموع .. انتفضت مي جالسة و احتضنتها قائلة بشوق : _ ماما !!!... ده بجد و لا انا بحلم ؟! ضمتها زهرة لصدرها و قالت بتنهيدة طويلة : _ ايه يا قلب امك انتي مش بتاكلي و لا ايه ؟! جسمك بقا هزيل ليه كده ؟!!! ابتعدت مي عنها و طالعت وجهها و هي تقول بإبتسامة خافتة : _ انتي رجعتي البيت خلاص و هتفضلي معانا و كده . اجابتها حياة قائلة : _ بابا رد ماما لعصمته من ايام و حبينا نخليهالك مفاجأة و خلاص رجعت بيتها تاني . رفعت مي عينيها للاعلي و قالت بسعادة : _ الف حمد و شكر ليك يا رب . جذبت حياة مي و زهرة من ذراعهما و هي تقول بمداعبة : _ ده لا وقت سلامات و لا غيره انا محضرة الفطار برة و جعانة جدا .. من امبارح في الفرح مأكلتش حاجة . خرجتا معها للخارج فوقفت زهرة امام عثمان الذي مازال متمسك بقراءة الجريدة اليومية صباحا و قالت علي استحياء : _ لسه مش حابب تكلمني يا عثمان ؟! لم يرفع عينيه عن جريدته و اجابها بهدوء : _ لولا فريدة عمرك ما كنتي هترجعي البيت ده .. انتي ما تعرفيش هي كانت بتضغط عليا ازاى علشان ارجعك . لفت حياة ذراعها حول كتف حياة و قالت براحة : _ تعرفي يا ماما فريدة اخدتني قعدتني معاها في اوضة سهي و قربت مني و بقت تخرجني و تفسحني و اتعاملت معايا و لا كأني اذيتها و كنت هخرب لها حياتها . طأطأت زهرة رأسها فتابعت حياة قائلة : _ حتي طنط سعاد كانت مش بتسيبني ابدا و علمتني اطبخ و ارتب البيت و كنت بقعد اخر اليوم انا و هي نشرب القهوة سوا في البلكونة .. ما كنتش متخيلة انهم طيبين كده . قاطعتها مي و هي تقول بإمتعاض : _ انتي عاملة الشاي اللي بالحليب بسكر يا حية انتي . ضحكت حياة و هي تلتفت اليها قائلة : _ انا حية يا بومة .. و باعدين دى كوباية ماما كوبايتك قدام الكرسي بتاعك قومي يا اختي اقعدي مكانك ماما رجعت خلاص . انتبهوا علي طرقات بباب الشقة ففتحت حياة الباب لتجد سعاد أمامها مبتسمة فأشارت لها حياة بالدخول قائلة : _ اتفضلي يا طنط صباح الخير . دلفت سعاد هاتفة : _ هي امك دى فين بقا .. انتي يا ست زهرة فينك . طالعتها زهرة بنظرة خاطفة و اشاحت بوجهها بعيدا منتظرة توبيخها لها بينما وقفت سعاد امامها و قالت بضيق : _ مش بتردى يعني القطة اكلت لسانك يا ست زهرة و لا مكسوفة مني طبعا .. حقك تتكسفي ما انتي جاية الفجر و فاكرة اني مش هشوفك و ناوية تخبي الفطير الصعيدى و المش الحار عني ... لااا ده بعينك بقا .. ليا فيه لهخفيه و الله . ابتسم عثمان براحة و اغلق جريدته و وقف و سار حتي غرفته دلفها و تركهم علي حريتهم .. رفعت زهرة رأسها مسرعة و قالت : _ لا و الله الفطير كله تحت امرك .. و جايبة كمان عسل اسود عمرك ما دوقتيه في حياتك . التفتت سعاد ناحية حياة و قالت بنبرة آمرة : _ بت يا حياة جهزيلنا فطيرة مرحرحة كده و شوية عسل و مش و طلعيهم عندى هاخد امك معايا علشان تحضر معايا صباحية فريدة . ثم تأبطت ذراع زهرة و قالت لها بهمس : _ تعالي معايا ننم علي موضوع خطوبة سهي و الجديد يا ولية العريس اللي متقدم لحياة . اتسعت عيني زهرة و هي تسير معها بسعادة و قالت بصوت خفيض هي الاخرى : _ عريس !!!... احكيلي بسرعة عنه يا سعاد متشوقنيش . همست لها سعاد بزهو : _ هو وخطيب سهي ظباط جيش يا ولية مش اي حاجة ظبااط جيش . اقتربت حياة من مي و غمزت لها قائلة : _ هما حطوا راسهم في راس بعض و بيتأمروا علي مين دول ؟! ارتشفت مي من كوب حليبها و قالت بهدوء : _ الدويتو ده هيطلع من وراه عريس .. بالشفا يا حياة . ابتسمت حياة بخجل و هي تلف طرف خصلة من شعراتها علي سبابتها و هي تتخيل حديث باسم اليها بالامس .. بينما طالعتها مي بإمتعاض و رفعت عينيها بملل و اكملت فطورها الصحي ... تتبدل أحوالنا بسرعة كبيرة كتلك التي تمر بها أيامنا.. و يتحول الفرح لحزن مغلف كل الوجوه التي كانت ممتلئة بالسعادة و الإنتشاء بالأمس... قلق عارما إنتابهم بعدما وصلهم ذلك الخبر المشؤوم ... المنتظر.. جلس عثمان امامهم بملامح متجهمة ... مرر عينيه علي وجه جاسر وجلال الشاردين و الجالسين سويا في حديقة المنزل.. وقد تبدلت ملامحهم السعيدة بالأمس .. لتجهم و قلق اليوم.. و هم يتشاورون في تلك المصيبة التي لن تتركهم رغم مرور كل تلك السنون ... إقترب منهم سامح الذي لاحظ صمتهم فور إقترابه منهم فقال متأسفا: _ أنا آسف.. واضح إني قاطعتكم . أشار له جاسر بالجلوس و قال بقلق: _ إقعد يا سيادة الرائد انت مش غريب دلوقتي عننا . قطب سامح حاجبيه متعجبا وتسائل قائلا بفضول: _ في إيه يا حاج مالكم حاسس انه في مشكلة او حاجة . تنهد جاسر بأسى وقال بألم و هو يعقد ذراعيه أمام صدره: _ الحكاية يا إبنى.. إنه إحنا سبنا نجع حمادي من خمسة وعشرين سنة كان ادهم عنده اربع سنين تقريبا .. وجينا الإسكندرية هربانين من الطار.. طار خد في سكته شباب كتير كان أخيرهم أخوى عبد الرحمن. تنهد بحزن و قال متابعا : _ كان شاب عنده عشرين سنة.. و إحنا ما خدناش طاره.. بس عيلة البردويلى اللي بينا وبينهم الطار ما إكتافوش بأخوى وكانوا عاوزين طارهم من أدهم إبنى کمان لما كبر ... سفرته بره مصر أربع سنين.. وحاولنا معاهم كتير لغاية ما وافقوا إن أدهم يقدم كفنه. اتسعت عيني سامح و قل بصدمة : _ كفنه ؟!!!!.... اومأ جاسر برأسه و قال مؤكدا : _ ايوة كفنه و مش كده و بس وياخدوا كل الأراضى اللى بإسمنا في البلد و اننا مندخلهاش تاني ابدا .. ووافقنا.. كلمنى مدير الأمن بقنا.. وقال إن تقديم الكفن يوم الجمعة الجاية.. وأنا قلقان قوى يا إبنى.. لأخد أدهم بإيدى لموته . تنفس سامح بصعوبة وإزدرد ريقه.. وفكر قليلا ثم قال بعدما لمعت عينيه ببريق خاطف لفكرة ليست سيئة: _ أنا هعمل تليفون دلوقتي.. وهو اللي هيقولنا نعمل إيه . سأله جلال بفضول: _ هتكلم مين يعنى يا سامح ؟! انا اعرف اللوا فهمي و كلمناه و هو قال هيساعدنا . رد سامح بثقة: _ لا انا هكلم سيادة اللوا والدى .. هو خدم في قنا عشر سنين.. ويعرف ناس كتير هناك و علاقته بيهم قوية جدا . أخرج سامح هاتفه.. ثم هاتف والده..وقص له المشكلة كاملة.. و تحاور معه طويلا قبل يغلق سامح الخط وقال بإبتسامة متسعة مغلفة بالراحة : _ ما تقلقوش.. هو هينسق دلوقتى مع المديرية ..والتأمين هيكون على أعلى مستوى.. وأدهم هيرجع معاكم بالسلامة إن شاء الله . ربت جاسر على كتفه.. وقال ممتنا: _ تسلم يا إبنى.. ربنا يحميك بس اهم حاجة سهي ما تعرفش علشان لو حد عرف هتبقى مصيبة . اجابه سامح مسرعا : _ متقلقش يا عمي محدش هيعرف حاجة ان شاء الله . إبتسم عثمان أيضا براحة و قال لسامح بحنو: - ربنا يعلم غلاوتكم عندنا يا إبني.. بقيتوا زى ولادنا و الله . جلس باسم معهم و هو يقول بمداعبة : _ طب ايه بقا يا حاج عثمان مافيش اخبار حلوة عندك . وخز سامح باسم بذراعه و أجاب عثمان بتريث متعقل: _ ربنا يخليك يا حاج عثمان ده شرف لينا و الله . إعتدل جلال في جلسته وسأله بقلق: _ إنتوا هترجعوا النهاردة للمعسكر يا سامح صح ؟ أومأ سامح برأسه وقال مؤكدا: _ أيوة يا عمى.. شوية وهنمشى إن شاء الله . فسأله جلال بضيق: _ لسه قدامكم كتير يا إبنى.. سهى وحشتنى و لما رجعت البيت بقاله طعم خصوصا ان فريدة خلاص سابتنا . إبتسم سامح بألم وقال بتنهيدة ساخنة: _ للأسف يا عمى قدامنا إسبوع بالكتير.. ومصر كلها هتتكلم على اللى هنعمله إن شاء الله و اللي سهي كانت سبب فيه . ضحك جاسر بخبث وقال بصوت عابث: _ ما ده كويس.. ليه بقا قلت للأسف يا سيادة الرائد . تنهد سامح مجددا بأسى وقال: _ یعنی. سهى هترجع بعدها لبيتها تانى.. إحنا إتعودنا على ضحكها وشقاوتها..يا بختكم بيها و الله . إبتسم جلال بمكر وقال: _ هو يا بختك إنت بيها.. وهي محظوظة إنك إنت نصيبها و محدش هيقدر يخاف علي بنتي و يحطها جوة عنيه و قلبه غيرك . إتسعت مقلتي سامح من الفرحة و وقف منتفضا و قال بصدمة إرتسمت على ملامحه الذكورية الوسيمة : _ قصد حضرتك إنك موافق إنى أتقدم لسهى يعني ؟! أوما جلال برأسه موافقا وقال بإبتسامة متسعة: _ أيوة موافق.. وبعد ما تخلصوا مهمتكم تقدر تيجي مع والدك.. وربنا يعمل اللى فيه الخير . وصلت كلمات جلال لمسامع باسم الذي التف بكامل جسده ناحية عثمان قال موجها حديثه إليه برجاء : _ وأنا يا حاج عثمان مش هترضى عنى وتخليني أرجع شغلی مطمن ؟! رد عثمان بإبتسامة هادئة: _ ربنا يسهل يا إبنى... هبقى اسأل حياة وهرد عليك . فتح باسم فمه ليستجدى عطفه فقطعت أميرة وسعاد تلك الحالة و هما تقتربان و تحملان حقائبا ممتلئة و تسائلت أميرة بإهتمام: _ هو ياسين فين يا حاج ؟ أجابها جاسر بتعجب و هو يرى إستعدادها للخروج قائلا بهدوء: - راح مشوار مع مازن و راجعين أهم في الطريق . فسألهما جلال و هو يطالع زوجته التي لم تخبره انها ستخرج بغضب: _ على فين بدرى كده ان شاء الله . أجابته سعاد ببديهية: _ راحة لبنتى طبعا....و أخدتلها أنا و أم أدهم الصباحية. أكدت أميرة على كلماتها و قالت بقوة: _ أيوة طبعا.. بس يرجع مازن و لا ياسين وهما يوصلونا لهناك انا لسه قافلة معاهم و قالوا تحت البيت . وقف سامح و قال بتهذيب: _ أنا ممكن أوصلكم عارف العنوان . أجلسه جاسر و هو يجذبه من ذراعه و قال بحزم: _ مافيش حد هيروح في حتة يا إبنى إقعد . زمت أميرة شفتيها و قالت بقلق من نبرة زوجها الحازمة: _ قصدك إيه يا حاج مش فاهمة ؟! أومأ جاسر برأسه و قال مؤكدا بصلابة: _ قصدى اللي فهمتيه.. مافيش مرواح في حتة . سحبت سعاد مقعدا و جلست عليه و هي تستند بمرفقها على الطاولة بحزن و استندت بوجنتها على قبضة يدها و قالت بغضب: _ طب و الأكل اللى عملناه ده.. و باعدين أنا عاوزة أطمن على بنتى. أتاهم صوت ياسين المازح كعادته و هو يقول بسعادة: _ أنا سامع سيرة أكل صح... لا و شامه كمان. زمت أميرة شفتيها و قالت بضيق: _ أبوك مش راضي أودى الأكل للعرسان يرضيك يا إبنى ؟ أجابها ياسين مسرعا بحزم قاطع: _ آه يرضيني... تروحي فين بس هما لحقوا . طالعته بنظراتها النارية التي لو طالته لصفعته على مؤخرة رأسه أمام الجميع و قالت بلوم غاضب: _ بقا کده...ماشي يا ياسين انا هوريك . ضحك ضحكة عالية وهو يعبث بتلك الحقائب مخرجا ما بها من طعام و قال بتحذير حازم: _ انا عن نفسى لو إتجوزت إن شاء الله... على الأقل شهر ما أشوفش حد . تعالت الضحكات من حوله و هو يفرد الطعام أمامه... فوخزه جاسر بذراعه و قال بغضب: _ إحترم نفسك يا زفت إنت . مسد ياسين ذراعه متألما.. بينما تسائلت أميرة بضيق: _ طب و الاكل ده مين هياكله و هما هياكلوا إيه ؟! شمر ياسين ساعديه و قال بسعادة و إنتشاء: _ إحنا طبعا... يالا يا عم مازن و إعزم على الوحوش اللي جنبك دول.. أكيد أكلنا ده بالنسبة لهم عصفر . هز سامح رأسه بيأس و قال ببساطة: _ على فكرة إحنا بناكل زيك عادى يعنى . طالعه ياسين بشك وقال بمداعبة: _ أمال التضاريس الضخمة دى طلعت منين إن شاء الله... أكيد بتاكلوا خروف على الغدا مثلا . تنهد باسم بقوة فاقدا صبره من حواراتهم و إلتفت برأسه ناحية عثمان مجددا و قال بتوسل لا يليق به من الاساس : _ يا عمي أرجوك حضرتك تقدر تتصل بيها دلوقتي.. ونعرف كلنا قرارها . كان مازن يحاول جاهدا مهاتفة كريستينا او التوصل اليها بأي رسالة و لكن دون جدوى ... لاك ياسين ما في فمه و تسائل بتعجب: _ هو في إيه ....و مين دى اللى بتتكلموا عنها ؟! لم يعطه أحد إهتمام بينما تطلع عثمان لجاسر الذي أومأ برأسه موافقا.. فقال لهم عثمان مسرعا: _ هطلع أسألها وهرد عليك . وصعد عثمان لشقته.. مال مازن على ياسين و قال له هامسا: _ باسم طالب إيد حياة يا معلم. إبتسم ياسين بخفوت و أجابه هامسا: _ طب و الله ما ينفعها غير وحش زى ده يربيها... ده أنا قاعد مرعوب منه . وبعد فترة عاد إليهم عثمان و جلس مكانه بهدوءه المعتاد ... حدجه باسم بقلق عله يستشف أي شئ من ملامحه .. ولكنه زفر بضيق وقال فاقدا صبره للمرة الثانية: _ ها... إيه الأخبار يا حاج.. هي ما وافقتش ولا إيه ؟! رد عليه عثمان بملامح متجمدة: _ وهى لو ما وافقتش هيبقى فيه مشكلة يعني يا ابني . رد باسم وهو عابس عينيه.. وقال برجاء بعدما قفز قلبه من محجره : _ لا يا حاج أرجوك.. إوعى تقولها.. بس هي قالت إيه طمني ؟!!!! _ أنا موافقة . التفت باسم إلى حياة متعجبا.. فإصطدمت عيناه بإبتسامتها المرحة والتي لم يراها من قبل.. وقال بلهفة: _ إنتى قولتي إيه ؟! إبتسمت برقة أذابت معها قلبه بجمالها وقالت بنعومة: _ أنا موافقة . التفت باسم ناحية عثمان.. وألقى عليه نظرة لوم .. ثم قال محتجا: _ حرام عليك يا حاج قلبي كان هيقف والله من الخوف . جلست سهى الى جواره وقالت بصرامة: _ ما تنشف شوية يا سيادة الرائد.. مدلوق كده ليه ؟!!! إقترب منها وقال هامسا بتحذير: _ إطلع إنت منها يا طلبة.. لسالك معانا إسبوع.. ولا إنت قد ثقالتي . عبست سهى بعيناها لتهديده لها وقالت بخوف: _ لا يا هندسة قلبك أبيض خلاص . إقترب باسم من عثمان و انحني عليه وإحتضنه وقال بفرحة: _ أنا يشرفنى بجد إنى أناسبك يا حاج و الله . ربت عثمان على ظهره بحنان و قال: _ أنا اللي ليا الشرف إنك تبقى إبنى قبل ما تكون جوز بنتی.. ربنا ينصركم ويرجعكم وإنتم رافعين راس مصر لفوق . بحث ياسين حوله باحثا عن می و سألهم بتعجب: _ هي مي فين بقالها فترة مش باينة كنت عاوزها تاكل معايا هي بتحب الفخدة زيي . أجابته زهرة المبتسمة بسعادة لخطبة إبنتها حياة و قالت بمزاح: _ أصلها بتروح الجيم و ماشية مع دكتور تخسيس لما وشها بقا قد اللقمة.. عقبال جسمها . قطب مازن جبينه بتعجب و قال بهدوء: _ هي مش تخينة کده یعنی... وباعدين وشها لايق عليه إنها تبقى قلبوظة . تنهدت زهرة مطولا و قالت بيأس: _ تقول إيه يا إبني..هي عاوزة كده ده غير شغلها الجديد اللي واخد كل وقتها زى ما حياة قالتلي . ابتسم مازن و قال : _ سبيها يا طنط ... بنتك هتتفوق علينا كلنا ان شاء الله انا واثق في ده و فرحان بتغيرها و احساس انها كبرت و بقت مسئولة . ثم عاد لهاتفه من جديد و هو يحاول بكل الطرق الوصول لكريستينا .... وقف أدهم كالتائه في المطبخ يفتح في خزائنه المنتشرة حوله و كأنه يبحث عن ابرة بكوم قش .. حتى إنتبه لرنين هاتفه.. إبتسمت شفتيه ورد قائلا بضيق و هو يسند الهاتف علي كتفه بأذنه : _ في حد يكلم عريس في وقت زي ده.. والله ما عندك ريحة الدم . ضحك ياسين ضحكة عالية.. ثم قال بمداعبة: _ يبقى نقولك صباحية مباركة يا عريس صح و لا اييييه ؟! رد أدهم وهو مازال منشغل بالبحث داخل الخزانة: _ الله يبارك فيك يا سيدي . سأله ياسين بمكر: _ هاااه رضيت عنك مش كده؟ ضحك أدهم وقال بثقة: _ عيب عليك يا ابني أخوك مقنع برضه . تنهد ياسين مطولا ثم سأله بهيام: _ قولى يا أدهم أخبار الجواز إيه ؟! تنهد أدهم هو الآخر تنهيدة طويلة و حمل هاتفه بيده وهو يتذكر ليلته المثيرة السابقة وقال: _ مش قادر أحكيلك.. ده الواحد ما کانش عايش يا معلم.. أوف بقا.. حاجة كده دلع الدلع . زم ياسين شفتيه بغضب وقال: _ يا باختك يا عم.. ماشية معاك عقبالنا احنا بقا . تجهم وجه أدهم وقال بخوف: _ أعوذ بالله من نبرك يا أخي هو أنا ناقصك . ضحك ياسين ضحكة عالية وقال بعبثه الهزلي : _ بقا كده وأنا اللى لسه حايش الهجوم الثنائي عنكم من شوية ... ماشی یا عريس . قطب أدهم حاجبيه وهو يحمل علبه ما بيده و تفحصها بتعجب و قال له بعدم فهم: _ هجوم إيه ؟!!!... مش فاهم . أجابه بتشفى: _ أصل أمك و حماتك كانوا هيطبوا عليكوا دلوقتي .. بس أبوك لحقها... تصدق بقا هبعتهوملك علشان تبقي تضايقني قوى . إتسعت عينى أدهم و قال مسرعا بفزع: _ لأ... محدش يجى إحنا لحقنا... قول لأبوك انا عريس و مش عاوز أشوف حد كام يوم كده بالله عليكم ده صبر سنين يا جدعان . رفع ياسين عينيه للسماء و قال بتمنى: _ عقبالى يا رب لحسن انا هتجوز على روحي... يا بختك . ضيق أدهم عينيه و قال له بغضب : _ تاااني .. أعوذ بالله منك ده انا ملصم الجوازة دى... إقفل أحسن يا ساتر عليك... سلام . أغلق أدهم الهاتف.. وجهز الفطار على الطاولة.. وزينها بالورد.. ودلف لغرفة النوم.. و إقترب من فريدة.. وجلس بجوارها على الفراش.. تطلع إليها بإبتسامة عذبة.. فهي كانت و مازالت حلمه الوحيد .. وأصبحت الآن واقعه.. ظل مستيقظا طوال الليل ليتأكد أنها أصبحت ملكه أخيرا.. كلما تذكر ليلتهم العاصفة... والتى برع بها بجدارة... وجرفهم تياره المثير لعالم لهما وحدهما يزداد شوقه لها أكثر و أكثر .. داعب خصلات شعرها... ثم قبل وجنتها بشوق وقال هامسا أمام شفتيها : _ فريدة . لم تشعر به.. فمرر أنامله على وجهها برقة وقال: _ قومی بقا يا فريدة . تململت بإرهاق.. وهي تجاهد للنهوض من نومتها بعدما شعرت بألم في أنحاء متفرقة من جسدها ثم قالت من بين غفوتها: _ سبيني شوية يا ماما تعبانة . ضحك أدهم ضحكة عالية.. فتحت فريدة عينيها بفزع وصرخت قائلة و هي تجذب الغطاء عليها : _ إنت دخلت أوضتى إزاى . فرد مسرعا: _ وطى صوتك يا مجنونة.. إحنا في بيتنا ركزى و دى اوضتنااااا . تطلعت حولها.. وهدأت قليلا بعدما بدأ عقلها في إستيعاب الأمر.. ثم مررت أناملها في شعراتها البنية الناعمة.. وإعتدلت في جلستها وقالت بإبتسامة هادئة: _ صباح الخير . حدجها أدهم بنظرة عينيه الحنونة.. والتي تلتهمها بتوق ثم قال بمشاغبة: _ يا صباح الورد.. إيه الجمال ده بس . إبتسمت بخجل وقالت برقة: _ شكرا.. ممكن تخرج بره.. عاوزة أقوم أدخل للحمام . حدجها بجرأة وقال بتنهيدة حارة: _ طب ما تقومى هو أنا ماسكك . إبتسمت فريدة ببراءة لعوب وقالت: _ بليز يا أدهومي.. أخرج شوية صغيرين لسه بتكسف منك . إبتلع ريقه بصعوبة وهو يتفرس في وجهها بإشتهاء وقال هامسا: _ أخرج فين بس.. ده أنا مش خارج من السرير ده النهاردة . عبست بوجهها وقالت بتعجب: _ يووووه... هو إحنا لحقنا . إقترب منها وقبل عنقها بنهم.. وإستنشق عبيرها كأنه يتنفسها وقال بتنهيدة نارية: _ أعمل إيه بس وحشتينى قوى . ردت فريدة وهي ذائبة بقبلاته الشغوفة بهمس: _ يا قليل الأدب . إبتسم بمكر وقال وهو يخلع سترة منامته قائلا بنظرات ذات مغزى : _ إستعنا على الشقا بالله . إستعدت سهى للعودة للمعسكر وحزمت حقيبتها.. ودعت الجميع كالعادة بدموعها.. وصعدت السيارة بجوار سامح.. وهى تمسح دموعها.. إبتسم لها سامح برقة.. نسيت معها شوقها لأهلها.. بينما تنهد باسم بأسى وقال بغل: _ يا بختك يا عم سامح.. مش أنا مقدرتش حتى أخد رقم تليفونها . التفتت إليه سهى بغضب وقالت بامتعاض: _ إنت هتقر علينا ولا إيه.. وباعدين لو قعدت هادی ورضيت عنك.. هديك رقمها . إتسعت عيني باسم بتلهف وقال مسرعا بفرحة: _ بتتكلمي جد یا سهی ؟ هتعطيني الرقم بتاعها ؟!! إبتسمت بخبث وقالت بشرط: _ لو بقيت في حالك كده وشلتنا من دماغك.. هديهولك. فقال لها باسم بصوت طفولى و هو يشبك انامل كفيه ببعضهما أمام و جهه ويستعطفها: _ مش هتسمعى صوتی طول الطريق.. بس إديهولى دلوقتى علشان خاطرى. إبتسمت سهى بطيبة عينيها المعهودة وقالت: _ تصدق صعبت عليا.. خد رقمها أهه........ هاتف باسم حياة والتي كانت شاردة تصفف شعراتها أمام مرآتها.. وتتذكر وداعه لها.. ونظراته الشقية.. وكلماته المثيرة لأحاسيسها.. إبتسمت وقالت: _ والله وحشتنى. إنتبهت على رنين هاتفها.. فحملته و طالعت شاشته بتعجب من هذا الرقم الغريب.. ولكنها ردت بتوجس: _ ألو. اخترقت نبرة باسم الذكورية أذنها وهو يجيبها بتلهف: _ وحشتينى والله. ردت حياة بصوت مرتجف و هي تعتدل بوقفتها مسرعة: _ باسم؟!!!... تنهد مطولا وهو يحن لنظرة عينيها الثاقبة المشعة....ثم قال بهيام: _ قوليها تانى وحياة أغلى حاجة عندك لتقوليها. عضت شفتها بخجل وقالت بغضب لذيذ: _ عيب كده على فكرة. رد عليها باسم بخفوت: _ هو ايه اللي عيب بس.. علشان خاطرى لتقوليها تاني. ضحكت وقالت ببطئ شديد...مثير: _ باسم. أسند رأسه على كرسى السيارة.. وأغمض عيونه.. هائما بكل حرف من إسمه..وهو طائر مع ذبذبات صوتها الساحر وقال بجنون: _ قلبي ضاع منى خلاص.. إنتي عملتي فيا إيه؟!! شعرت حياة برجفة غريبة تسرى بأوصالها .. فأغمضت عيونها.. وقالت برقة تذيب أعصابه بها أكثر: _ أنا بريئة.. وإنت اللي عملت مش أنا. فسألها باسم بمكر وهو في عالم آخر معها و سامح يطالعه بتعجب في مرآة السيارة: _ يعنى حاسة باللي أنا حاسس بيه دلوقتي مش كده؟!! مررت يدها بشعراتها وقالت : _ مش عارفة.. بس اللي عرفاه إني لازم أقفل دلوقتى قبل ما الموضوع يتطور أكتر. لاحظ باسم نظرات سهى المتعجبة إليه.. فتنحنح قائلا بإحراج: _ إحم.. عندك حق.. هبقى أكلمك كمان شوية لما أبقى لوحدى.. سلام مؤقت. ردت حياة بهدوء : _ سلام.. لا إله إلا الله. إبتسم بهيام وقال: _ محمداً رسول الله. وأغلقا الهاتف وهما في عالم آخر.. تطلعت سهى لسامح بإبتسامة وقالت بتعجب: _ مش مصدقة إن باسم ذو الطول الفارع والعضلات المفرطة.. بيقول.. قلبي ضاع مني.. مصدق يا سامح. ضحك سامح بسخرية وهز رأسه قائلا بتلقائية: _ أيوة مصدق طبعا.. واضح كده إن عيلتكم دى لعنة وهتصيبنا. زمت سهى شفتيها وقالت بغضب: _ يعنى أنا لعنة يا سامح؟!! حدجها بلهفة وقال مسرعا: _ ده إنتى لعنة عشقى.. وحب خطفني من نفسي. كانت تتلقف كلماته بعينيها و بقلبها فقطع باسم تلك الحالة وهو هائما مستندا برأسه على زجاج السيارة: _ كمل يا سامح.. محتاج أتعلم كام كلمة كده رومانسية.. إنت عارف شغلنا دم وقتل وضرب نار وبس و لا مكان للرومانسية و الكلام ده. زفرت سهى بضيق وقالت: _ رجعت تضايقنا تانى.. أنا غلطانة إنى إديتك رقمها اصلا. أشاح بيده في وجهها و عاد لحالته و صوتها يصدح برأسه.. "موافقة"..... جلست كريستينا في غرفتها.. وهي ضامة قدميها لصدرها ودموعها لا تتوقف.. كلما تذكرت صفعة أخيها إليها..تتألم.. فهو قبل ان يكون أخيها هو صديقها وأبيها و سندها .. كيف طاوعه قلبه على ضربها لم تكن تتخيلها بيوم فهي مدللته و صغيرته.. أغمضت عينيها في صمت بعد ان تألم قلبها بشدة من مجرد فكرة يبدو أنها لم تحسب حسابها قط... دخلت عليها بشرى والدتها وقالت بضيق : _ هتفضلی رافضة تاكلى كده كتير.. فاكرة اللي بتعمليه ده هيوصلك لفين؟! لم ترد عليها كريستينا..وظلت على حالتها من الألم والبكاء المستمر.. أردفت بشرى قائلة بنبرة حانية بعض الشىء : _ ما إنتى اللى غلطانة بتعيطي ليه بس.. أنا نصحتك وإنتي ما سمعتيش کلامی.. عقلك كان فين نفسي افهم؟! ردت كريستينا بصوت مختنق من بكائها: _ غصب عنى حبيته.. أعمل إيه..مش هقدر أبعد عنه.. ولا هو يقدر يبعد عنى يا ماما. ردت بشرى برجاء و هي تزيح لها شعراتها عن وجهها : _ ليه يا بنتي..ما هاني إبن خالتك عاوزك وبيحبك و انتي عارفة و حبه ليكي هينسيكي كل الهبل ده و من دمك ومن دينك متصعبيهاش علينا. قالت لها كريستينا بألم و هي تتطلع باللاشىء : _ بس أنا مش بحبه يا مامى.. أنا بحب مازن.. ومش عاوزة من الدنيا غيره. تطلعت بشرى خلفها بخوف.. ثم قالت هامسة: _ وطى صوتك.. أخوكي لو سمعك تاني مش عارفة هيعمل ايه المرة دي.. أنا عمرى ما شوفته بالشراسة دى.. ده قاعد برة ياكل في نفسه و انا خايفة عليه يجراله حاجة. عبست کريستينا وقالت بتحدى و هي ترفع رأسها بإيباء : _ يعمل اللي هو عاوزه أنا مش هبعد عن مازن.. ومش هتجوز غيره مهما حصل انتم مالكمش الحق في الحكم علي حياتي انا مش طفلة. ركل فكرى الباب بقدمه.. و اتقض عليها بحركة واحدة وقبض على شعراتها بالقوة.. وقال وعيونه تشع نارا: _ بتتحديني يعني و مش عاملة حساب لاي كلام قولته امبارح .. طب أنا هوريكي اللي عمرك ما شوفتيه منى. كانت بشري تحاول تخليص شعراتها من قبضته و كريستينا تصرخ من الألم بينما تابع هو هادرا بعنف: _ ولو حکمت هحبسك في أوضتك هحبسك و مش هتشوفي الشارع تاني الا بمزاجي و يا انا يا انتي. حاولت فك شعراتها من بين يده هي الاخرى ..ولكنها فشلت..فقالت متألمة: _ آآآآه.. إبعد عنى.. لازم تبقى عارف إنى بحبه وهو بيحبنى.. وإحنا لبعض مهما عملت.. انا محدش يتحكم في مصيري غيري. رد فكرى بطوفان غضب جارف: _ يبقى إنتى اللى إختارتي و انا مش ندمان علي اللي هعمله فيكي و لو هموتك بإيدي هعملها و مش هتكوني ليه ابدا. وقام بصفعها عدة مرات.. حاولت والدتها أن تبعده عنها بكل الطرق لم تستطع تحريكه قيد أنمله و استمر ضربه لها حتي لاحظت صمت كريستينا و سكن جسدها فصرخت قائلة بفزع: _ بنتي.

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514