الفصل العاشر والأخير

سحبها علي من السيارة ووضع منديل على فمها مما جعلها تفقد الوعب، وبعد حوالي نصف ساعة فاق ياسين ليجد رأسه تنزف وآلاء ليست بجانبه، شغل السيارة وأسرع إلى الڨيلا، دخل الڨيلا وكان سيجن كان يبحث عن منى وجدها تجلس مع فتحي وعندما رأوه على هذه الحالة وبدون آلاء أصابهم الرعب والقلق. ياسين بصراخ وقلق**مين علي دا؟! *صُدموا من سماع الاسم وتوقعوا ما حدث. منى ببكاء**علي يبقى أخو آلاء. ياسين**عاوز منها ايه بيخطفها ليه، هو في أخ بيخطف اخته؟! صرخت منى بقوة**يخطفها! يبقى أكيد هيقتلها! يس بصدمة**يقتلها! ازاي مش بتقولي أخوها! فتحي**أيوة يا ابني لازم نلحقها. يس**طب ازاي؟ فتحي**اكيد هيروح بيها على بلدنا، لازم نلحقهم **قصوا عليه ما حدث لآلاء بالتفصيل. يس**في الأول لازم نبلغ البوليس لأن معاهم أسلحة. (أفاقت آلاء لتجد نفسها ملقية في احدى الغرف في منزل جدتها وتشعر باختناق شديد مما جعلها تبكي بشدة وتصرخ) وبعد حوالي ساعة وجدت الباب يفتح ويدخل منه أبوها وعلي وأمها ومبروك وعوض ومعهم الشيخ الذي أتى به علي من قبل. ظلت تنظر لهم بحقد وجمود. كمال بنفس نظرته الغامضة **بتهربي؟! آلاء**ولو طولت أهرب ميت مرة ههرب يكونش فارق معاك فراقي ولا أكونش وحشتك؟! ما إنت طول عمرك رميني عادي لو هربت الناس مش هيلوموا عليا انتوا طول عمركم سايبني، عادي لما اسيبكم! نعيمة**طول عمرك لسانك طويل ومش متربية. آلاء ببكاء**طب مربتنيش ليه! سيبتيني ليه! مكنتش بوحشك؟! مكنتيش بتفتكريني؟! وانت جاية تنامي مكونتيش بتقولي في حتة مني بعيدة عني الصبح هسأل عليها وهروح أشوفها؟! يا شيخة دا انا عمري ما تعبت ولقيتك جنبي! عمرى ما شوفت في عينك قلق الأم على بنتها! تعرفي! انا نفسي أجرب حضن الأم! عمرك ما حضنتيني! تخيلي أمي تبقى عايشة وانا معرفش يعني ايه حضن الأم! تعرفي إن ستي وجدي عبدالرحمن هما اللي كانوا بيحننوا قلبي عليكم رغم اني عمري ما شوفت في قلوبكم حنان لا عليهم ولا عليا ولا على نفسكم! بحسكم بتكرهوا بعض وبتكرهوا نفسكم انتوا ازاي كدا وليه!؟ *لم تلقى منهم أي رد. آلاء موجهة حديثها لوالدها**تعرف إن انت المفروض مصدر قوتي ودعمي؟! بس الحقيقي إن انت مصدر خوفي مبخافش من حاجة قد نظرة عنيك، لأن كلها قسوة وجمود، أبص في عينك مفهمش ليه القسوة أو مصدرها أيه ليه بتبصلي بكره وليه بتخوفني!؟ حتى يوم ما ختمت القرآن انت أول واحد جيت عشان افرحه، بس انت مرديتش عليا! قولتلك أنا ختمت القرآن بصتلي بنفس الجمود، ليه مفرحتش بيا!؟ هو انا مش بنتك! دا أنا حتى لو مش بنتك مكنتش هتكرهني كدا! هو انت بتكرهني؟! آلاء بصراخ هيستيري**انت ممكن تكون بتكرهني؟! طب ليه! دا أنا بنتك! حتى لو مبتكرهنيش ليه محبتنيش ليه؟! كنت طبطب عليا يوم واحد علشان لما أحس انك بتكرهني أفتكره! كنت ابتسم في وشي ابتسامة واحدة في حياتك، مكانتش هتنقص من عمرك، بس كانت هتزيد من عمري! هو انتوا مبتحبونيش علشان انا اتربيت بعيد عنكم ولا انتوا سبتوني اتربى بعيد عنكم علشان انتوا مبتحبونيش؟! آلاء بهمس**إنتوا مبتردوش عليا ليه! ردوا قولوا لا ولا حتى الرد مستخسرينه فيا!؟ اقترب علي منها وصفعها بقوة جعلها تسقط أرضاً**هو دا الرد المناسب ليكي. آلاء وهى تتحسس وجنتها وتبتسم من بين دموعها** تعرف، الحاجة الوحيدة اللي عملوها في حياتهم انهم علموك الكره، علموك تكرهني ومن كتر ما شربت منهم الجفاء والكره بقيت تكره نفسك، حتى هما معرفوش يخلوك تحبهم أصل عمرنا ما هنحب ناس مش عارفين يحبوا نفسهم ولا يحبوا ولادهم! حتى البنت اللي زَعمت انك بتحبها معرفتش تخليها تحبك عارف ليه؟! علشان إنت محبتهاش! لو كنت حبيتها بجد كانت حبتك، بس انت مبتعرفش غير إنك تحقد وتغير، عشت عمرك كله تغير من حسن واستكترت عليه إن كل الناس تحبه وتميزه، بس كل الناس كانت بتحبه وأنا منهم، علشان هو بيحب كل الناس! لكن انت معرفتش تحب أختك ولا حتى تحب نفسك تعرف انا كان نفسي يبقى عندي أخ زي بقيت البنات يخاف عليا ويغير عليا ويزعقلي وينصحني ويحضني أخ يحبني! اقتحم حديثها وصمتهم البوليس ومعه منى وفتحي وياسين وفريد. رجل الشرطة**دول اللي خطفينها؟ ياسين وهو يشير على علي وعوض ومبروك**أيوة هما دول. كمال بخوف**احنا مخطفناش حد دي بنتي! *ابتسمت آلاء بسخرية على قوله كلمة بنتي فلأول مرة يعترف بكونها ابنته. نعيمة وهى تمسك بآلاء وتبكي**قوليله يا آلاء اننا مخطفنكيش وانك بنتنا! أزاحت آلاء يد نعيمة من عليها مردفة**دا أبويا ودا أخويا ودا بيت جدتي ومكتوب باسمي ومبروك عايز يشتريه وهما بس جابوني علشان أحضر بيعه. ياسين بصراخ **آلاء! نظرت له آلاء بترجي وبكاء. (لا أخشى على قلوبكم مني فإن جرحت قلبكم فسهل علىَّ دوائه ولكن أخشى على قلبي منكم فإن جرحتم قلبي فصعب علىًّ مداواته وصعب علىَّ جفائي لكم وإن جفا قلبي زمن فيأتي يوم ويلن ولا يأتي يوم شفائه فلينه لكم لا يعنى معافاته وأهاً لمن خلق قلبه ليحن فحنينه تمرداً عليه وزيادة لآلامه) إيمان البيوقي الضابط موجه حديثه لياسين**أمال أيه الكلام انت قلتله دا يا أستاذ ياسين؟ ياسين **انا فهمت غلط يا حضرة الظابط فكرته خاطفها، مكونتش حتى أعرف إنه أخوها. *أمر الضابط بانصراف القوة وأمر فريد بالتوجه لقسم الشرطة لإنهاء الإجراءات ودفع غرامة نتيجة البلاغ الكاذب. أما ياسين فبقيَ مع آلاء بعد انصرافهم وبقيَ معهم فتحي ومنى كمال موجه حديثه لآلاء**انا مبكرهكيش بس معرفتش أوريك اني بحبك انت بنتي حتى لو كنت بعيدة وحتى لو معرفتش أبقى مسؤول عنك بردو بحبك. نزلت كلمات كمال على آلاء لتحيي جزء من قلبها الذى مات كلياً. وفجأة وجدت أمها تقترب منها وتضمها بقوة وحب، ولأول مرة تشعر بأن لها أم ولأول مرة تذق طعم حضن الأم وكأن هذا الحضن تكفير من أمها عمَّ مضى. آلاء وهى تضع يدها بيد ياسين **زي ما إنتوا معرفتوش تحبوني انا عمرى ما عرفت أكرهكم، أنا حابة أكمل شغل عند الأستاذ ياسين، حابة أفضل مع منى كلهم هناك بيحبوني وأنا هناك هبقى كويسة. كمال **ربنا يوفقك واحنا موافقين بس تيجي تزورينا. احتضنت منى آلاء بشدة وفرحة وبكاء فالجميع كانوا يشاهدون بصمت دون تعقيب، فهل هناك تعقيب عم يحدث؟ وهل ما يحدث واقع فعلي؟ نعم ما يحدث واقع اختلفت أشكاله ولكن كثر وجوده، فحال آلاء كحال أبناء كثيرون لم يحصلوا على طريقة المعاملة الصحيحة من آبائهم، فلم يستطيعوا تصديق حبهم بل وكبرت لديهم الأفكار السيئة وإن لم يستطع الآباء حب أبنائهم والتعبير عن هذا الحب فلن يستطع الإخوة حب بعضهم ولا التعبير عن هذا الحب كحال علي وغيره، فالحب كما هو فطرة فأيضاً هو اكتساب *وفاقد الشيء لا يعطيه* لمن افتقده منه *ركب ياسين وآلاء ومنى وفتحي بسيارة ياسين ورحلوا ولكن تركوا خلفهم أعين تراقبهم بحزن. فحسن عندما علم ما حدث هرول مسرعاً وخلفه هاشم وأسماء ولكن عندما وصل رأى آلاء راكبة بالسيارة بجوار يس ولم يستطع اللحاق بهم ولكن ومع تحطم قلبه وجد أسماء تربت على كتفه ومعها هاشم فوضع يده بيدها وأخذهم ورحل إلى المنزل. (فنتركك أيتها الحياة تختاري لنا ما تختاريه ولكن ما سنختاره دائماً هو أنت فإن حرمتينا من كنوزك فلن نتركك تحرمينا منك فنحن سنعيش بك رغماً عنك وستكونين خيارنا حتى يختارنا الموت) إيمان البيوقي. باقي الكثير والكثير من الكنوز والخيارات والأحداث ستكون مني لكم ومن قلبي وعقلي لقلبكم وعقولكم... *تمت بحمد الله وتوفيقه*