الفصل السادس

شيماء**طب هو أنا كنت قصرت مع والدتك فريد**متاخديش الموضوع بالشكل دا أنا قولت تساعدك وبعدين سوسن طول الوقت مشغولة في دراستها فانت محتاجة حد معاكي، وبعدين دي بنت طيبة واللي فهمته من فتحي إنها محتاجة الشغل وملهاش حد. شيماء**خلاص اللي تشوفه فريد**شوفيها الأول وبعدين احكمي (في غرفة منى) آلاء**إنتِ قولتيلي انه جد بس مقولتليش إنه بالشكل دا. منى وهى تضحك بشدة**هو فعلاً ليه هيبة بس هتتعودي عليه. آلاء**دي مش هيبة دا رعب وبعدين مش عاوزة أتعود عليه ولا عاوزة اشوفه. منى**انت طبيعي مش هتشوفيه كتير هو دايماً برة ودايماً مشغول. آلاء**أحسن (في غرفة السيدة روحية والدة فريد وحرم المرحوم حمدان فهي سيدة كبيرة في السن طيبة القلب وبشوشة الوجه، ورث عنها أبنائها طيبة القلب، ولكنها كانت مريضة وتحتاج من يعطيها أدويتها ويحضر لها الطعام الخاص بها) روحية**مالك يا بنتي ساكتة كدا ليه آلاء بهمس**هقول أيه روحية**قولي أى حاجة دا إنت بقالك ساعة قاعدة كدا ومبتنطقيش وإن مكونتش أكلمك مبتتكلميش، ولو مكنتش أطلب منك حاجة مبتتحركيش ايه يا بنتي دا إنت لسه صغيرة على الهم دا. آلاء بابتسامة خفيفة**انت طيبة قوى بتفكريني بستيؤ كلامك شبه كلامها وضحكتك وطيبتك، من ساعة ما ماتت محستش الإحساس دا غير لما شوفتك. روحية**إحساس ايه آلاء**الحب، إن لسه في حب في قلوب الناس حتى لو كان عطف، مش عارفة ليه بقيت أمشي أبص على الناس وأتخيلهم معندهمش قلوب عايشين كدا وخلاص. روحية**ايه كل دا إنت صغيرة اوى على الكلام الكبير ده ايه اللي خلاكي تقولي كدا، الدنيا لسه بخيرها، ولما ينتهي منها الخير هتنتهي طول ما هي مستمرة هتلاقي فيها الخير والشر. آلاء وقد فرت من عينها دمعة حبيسة**ممكن تحضنيني روحية التي فتحت لها زراعيها ** تعالي. *دخلت آلاء بين أحضان السيدة روحية وبكت بشدة وشعرت براحة كبيرة وبأمان، وإذا قارنت شعورها في قريتها وفى منزل والدها تحديداً بشعورها داخل منزل السيد حمدان وبين أحضان السيدة روحية تحديداً فكأنما نقارن بين النار والجنة. *ولكنها خرجت فجأة من أحضان السيدة روحية على إثر الصوت الذى جاء من خلفها. ياسين**ايه دا يا ماما بتحضني مين غيري؟! شعرت آلاء ببعض الحرج وكانت ستخرج ولكن ياسين وقف أمامها. يس**مين القمر دي؟ هو الأرض عليها ناس كدا؟ وكمان في بيتنا! شعرت آلاء بحرج وخرجت مسرعة متجهة نحو غرفة منى. روحية**مش هتبطل أسلوبك دا؟! أديك كسفتها مش هتعقل بقى وتبقى جد شوية مبتتعلمش حاجة من أخوك؟! ياسين وهو يقترب من فراشها ويقبل يدها** مين دي يا ست الكل. روحية**دي قريبة عمك فتحي بنت طيبة كانت محتاجة شغل وفريد قالي خليها تاخد بالها منك وبصراحة انا ارتحتلها اوي. يس بمرح**وأنا كمان ارتحتلها اوي. روحية وهى توكزه بكتفه**ملكش دعوة بالبت، دي طيبة ومش حملك. يس**طب ما أنا كمان طيب. روحية**أنا بتكلم بجد. يس**موعدكيش بصراحة أنا أول مرة في حياتي أشوف حد جميل وبرئ كدا، دي احلى واحدة أشوفها بتعيط في حياتي. روحية** هو انت شوفت وحايد قبل كدا! يس بابتسامة **بصراحة لا عندك حق أقنعتني. (في جنينة الڨيلا حيث تجلس منى وآلاء) آلاء**مين اللي دخلوا بالعربية دول. منى**دي الست سوسن بنت الست الروحية واللي معاها دا حاتم ابن عمها، عمي فتحي بيقولي انه غنى اوي عنده مصانع وشركات بتاعت، ابوه وامه وهو اللي بيدير كل حاجة، أصله ابنهم الوحيد وبيقولي إن هو والست سوسن متربيين مع بعض وانهم بيحبوا بعض اوي وهيتجوزوا. آلاء**الناس في البيت دا غريبة كل واحد في موال وعربيات داخلة وعربيات خارجة حاسة إنه عالم تاني عمرى ما شوفت بيوت كدا. منى*هتتعودي (في صالون الڨيلا حيث يجلس حاتم وسوسن) حاتم*لازم نكمل كلامنا دلوقت وأخد منك رد صريح حالاً. سوسن*بلاش تخيرني حرام عليك انت عارف اني بحبك بس أنا عاوزة أدخل طب، دا طموحي نفسى في كدا من واحنا صغيرين وانت عارف كدا كويس. حاتم*وأنا هستناكي كل دا؟ دا انت عايزة تدرسي برا، ازاي أستنى كل دا ازاي. سوسن*عاوزني أتخلى عن حلمي بعد كل التعب دا؟! مقدرش دا أنا أموت! حاتم*ولو تخليتي عني هتعيشي؟ سوسن*أنا متخليتش عنك انت اللي مش عاوز تقدر إن دا حلمي، من وانا صغيرة وانا بحلم انى ابقى دكتورة ناجحة ويبقالي اسمي المستقل عنكم، عاوزة أحقق ذاتي وأظهر باسمي أنا مش باسم عيلتي، حاول تفهمني وتساعدني. حاتم*عاوزاني اسيبك تسافري كل السنين دي يكون عمرى ضاع، ولا عاوزاني اسيب شغلي وأهلي واجي معاكي، ولا عاوزني أسيبك. سوسن*معرفش انا كل اللي عاوزاه اني مسيبش حلمي. حاتم*يبقى انت اللي اختارتي وخيارك كله أنانية وظلم مفيهوش أي رحمة. (رحل حاتم وتركها، لتنهار من البكاء فرغم عشقها له إلا أنها لن تستطيع اختياره فإن اختارته فستخسر نفسها، فهي تحيا لتحقيق حلمها وحلم أبيها بأن تكن أكبر طبيبة في مصر ،وإن لم تختار حلمها فلن تستطع أن تختار أي شيء بعده) ) تتعدد كنوز حياتنا وتصبح هذه الكنوز نقمات إذا خيرنا بينها وبين حياتنا فليس كل كنز مال ولا كل حياة تكمن في اختيار الوجود فقط والهروب من الموت، فكنوز حياتنا كعلم نتمناه أو حب صادق أو حلم بعيد نرجو تحققه، والخيار هنا بين مثل هذه الأشياء يكون خيار بين وجود هذه الأشياء وما يترتب على حياتنا من تغيير بعد هذا الوجود، فوجود كنز ممكن أن يفقدنا آخر وفقد كنز ممكن أن يغير ما نريد أن نحياه، فهنا الخيار يكن بين ما نريده وما سنفقده) إيمان البيوقي. شيماء**في أيه يا سوسن حاتم ماله طالع متضايق وبكلمه مبيردش. سوسن ببكاء**علشان قولتله اني هسافر أدرس زي ما كان بابا عايز. شيماء**طب ما تتفاهموا أكيد هتلاقوا حل وسط. سوسن**أنا مش هتنازل عن حلمي. شيماء**طب وهو؟ كلنا عارفين إن حاتم حلمك وحبك هتتخلي عنه؟ سوسن وقد ازداد بكائها**أنا بحبه وانت عارفة وهو عارف بس أنا مغلطتش علشان عاوزة أكمل تعليمي، بيقولي إني أنا أنانية، أنا كدا أبقى أنانية؟ شيماء**محدش بياخد كل حاجة هو مكملش تعليمه علشان يدير أملاك أهله هو تنازل علشان أهله فيها أيه لما تتنازلي شوية علشانه. سوسن ببكاء هستيري**يعنى أنا كدا أنانية علشان حبيته من وأنا طفلة واتمنيت أكون معاه، وفي نفس الوقت رسمت لنفسي شكل الحياة اللي عاوزة أكون فيها أنا عايزة أدرس بالشكل اللي اتمنيته عاوزة أشتغل الحاجة اللي طول عمري بتمناها، أنا أجمل هدية جاتلي في حياتي السماعة اللي بابا جابهالي في عيد ميلادي، كل يوم ألبسها وأتخيل إني في عيادتي وبعمل الحاجة اللي تمنيتها هو أنا علشان عايزة أبقى أنا اللي تمنيتها أبقى أنانية؟ بابا كان دايماً يقولي امتى بقى تبقي دكتورة عشان تساعديني في ضعفي ويقولي أكتر حاجة تضعف الإنسان المرض، علشان كدا هفتحلك مستشفى كبيرة تعالجي فيها كل المحتاج، كان يقولي مفيش سعادة أكبر من سعادة الإنسان لما يبتلى بمرض وبعدين يخف، بيبقى شعور واحد مبيختلفش من غني وفقير، عايزك تبقي انت سبب في جزء من السعادة دي، تبقي وسيلة من الوسائل اللي ربنا بيرفع بها ابتلاؤه عن الناس.