ثم جذبها من شعرها، حاولت منى الدفاع عنها ولكن قام على بدفعها هي الأخرى خرجت أمينة من غرفتها مسرعة رغم ما بها من مرض على صوت صراخ آلاء وعندما رأتها آلاء أفلتت شعرها من يد علي ونهضت مسرعة اللي جدتها. آلاء ببكاء هيستيري**الحقيني يا ستي عمال يتفق هو وأمه عاوزين يدمروا اللي فاضل من حياتي مش مكفيهم اللي حصلي. علي بغضب وعينه تمتلئ بالشر**اخرسي هتلمي علينا الناس. أمينة وهى تضمها اللي صدرها بضعف**متخافيش يا بنتي ربك أقوى من كل قوي. علي وهو يجذب آلاء من شعرها بعنف**بت انت هتعملي اللي أقولك عليه بالذوق ونتفاهم ولا أخليك تعمليه بالعافية. آلاء بضعف وبكاء**حسبي الله ونعم الوكيل. نعيمة**بتحسبني علينا ليه إحنا عاوزين مصلحتك. آلاء بصراخ**عمري ما هسامحك ولا هسامح اي حد فيكم. لم يتركها علي لتنطق بكلمة أخرى قام بجرها خلفه مما جعل أمينة ومنى يحاولوا الدفاع عنها ولكنه دفعهم بقوة فسقطت أمينة مغشى عليها فأكمل جره لآلاء ورماها في احدى الغرف وأغلق الباب. أسرعت منى ونعيمة نحو السيدة أمينة وحاولوا إفاقتها ولكن بلا جدوى. نعيمة بخوف موجهة حديثها لعلي **دي قاطعة النفس اجري هات دكتور. علي**دكتور ايه انت عاوزة تفضحينا. وحملها ووضعها على السرير مردفاً*دلوقت تفوق. منى ببكاء وخوف من هؤلاء القاسية قلوبهم وخوف على السيدة أمينة**منك لله انت مفيش في قلبك رحمة. علي**امشى يا بت اطلعي برة ومشوفش وشك هنا تاني. منى وهى تركض باكية**والله لأفضحك في البلد كلها. *أما آلاء فظلت جالسة في الغرفة تبكي وتصرخ وتنادي على جدتها وتترجى على كي يخرجها لتطمئن على جدتها. آلاء بصراخ هيستيري **افتحلي أشوف ستي وهعمل كل اللي انت عاوزه. نعيمة**افتحلها مش ناقصين فضايح كان علينا بأيه من دا كله وروح هات الدكتور. علي بعدم اقتناع **طيب. **خرجت منى من منزل كمال راكضة اللي منزل هاشم أخو كمال. وظلت تدق باب هاشم بشدة وباستنجاد أفاق حسن من نومه على صوت الباب فتح عينيه ليجد ذراع أسماء فوق صدره. حسن وهو ينهض مسرعاً**أيه اللي نيم دي جنبي انا لما نمت كانت تحت مع صلاح أخويا، لفت انتباهه شعرها المغطي وجهها وفستانها المرتفع بعض الشيء. حسن**منك لله أنا ناقصك. ازداد الدق مما أيقظ أسماء. أسماء**في ايه. حسن لم يرد عليها وخرج ليرى ما الأمر فتح حسن باب المنزل**ليجد منى في حالة انهيار، كانت تبكي بشدة. منى ببكاء**الحق يا حسن علي ضرب آلاء وستي نعيمة أغمى عليها مش راضية تفوق. حسن بخوف**اهدى مش فاهم حاجة. أدخلها حسن المنزل وأجلسها على أقرب مقعد، أتت أسماء مفزوعة، قصت منى عليهم ما حدث. نهض حسن وهو في قمة غضبه مما جعل أسماء تمسك به. أسماء بخوف**رايح فين؟ حسن**لآلاء. أسماء برجاء**متروحش لوحدك دور على عمي هاشم وخده معاك علي ممكن يعمل أي حاجة ويتبلى عليك. منى**عندها حق. تركهم على وذهب مسرعاً. أسماء وهى تربت على كتف منى متقلقيش حسن مش هيسيب حد يئذي آلاء حتى لو كان أخوها. صمتت منى فهي لم تعد تدرك أي شيء فحالها كحال الجميع لا تستطيع تصديق رفض آلاء لحسن، وعيناها لا تصدق رؤية أسماء بمنزل حسن وبهذه الملابس. *أخذ حسن أبيه وذهبوا اللي بيت كمال فوجدوا الطبيب يفحص السيدة أمينة. الطبيب**الحاجة في غيبوبة ولازم تتنقل المستشفى حالا. على بجفاء**ليه هو مش حضرتك دكتور بردو. الطبيب بغضب**بقول لحضرتك في غيبوبة يعنى محتاجة رعاية خاصة وضغطها وسكرها عاليين ومحتاجين متابعة. هاشم **اعمل اللازم يا دكتور أنا متكفل بكل حاجة. *نقل الطبيب السيدة أمينة في سيارة إسعاف إلى المستشفى وذهب معها علي ونعيمة وهناء أخت آلاء الصغيرة. وتبقى هاشم وكمال وحسن الذى حاول السيطرة على غضبه حتى يرحل الطبيب. حسن بصراخ وهو فاقد السيطرة على ذاته بشكل كامل**أنا هوديكم في ستين داهية هبلغ عنكم وهقول إن انت وابنك بتحفروا على آثار وحابسين بنتكم وابنك ضرب سته علشان بتدافع عن آلاء ومنى شاهدة وأهل البلد كلهم هيشهدوا على اللي انتوا عايزين تعملوه. كمال بدهشة وسخرية**ايه اللي ابنك بيقوله دا هو اتجنن بعد الجواز ولا ايه. هاشم**إلى بيقولوا حسن صحيح شوف ابنك عمل أيه، ولو انت موقفتوش عند حده أنا اللي هوقفه كفاية بقى سيرتنا بقت على كل لسان. * لم يتفوه كمال بكلمة واحدة. حسن**فين آلاء. هاشم الذي نظر لابنه بحدة وحاول تصليح الموقف *عايزين نتطمن على آلاء. كمال بعدم موافقة**هي كويسة. هاشم بغضب**أيه يا كمال خلاص اللي حصل مش هيخليني أشوف بنت أخويا. *نظر كمال إلى حسن ولم يرد على هاشم واكتفى بنظراته الحادة مما أغضب هاشم وجعله يأخذ حسن وينصرفوا من منزل كمال، وكان كلاً منهمل في أسوأ حالاته وأكثر درجات غضبه فحسن كان غاضباً من آلاء لأنها هي من أوصلتهم لهذه الحالة وغاضباً من عمه الذي منعه من رؤية محبوبته وغاضباً من علي الذي قسى على قلبه بقسوته على آلاء وغاضباً من نفسه ومن القدر ومن الحياة كلها، أما هاشم فكان غاضباً من سؤال ابنه على آلاء ومن أخيه الذي منعه من رؤية آلاء. (مساءاً في غرفة حسن) حسن بتودد**أسماء. أسماء**نعم. حسن**كنت عاوز منك طلب. أسماء**أنا ممكن أعمل أي حاجة علشانك. حسن**عاوزك تروحي لآلاء. أسماء**إزاي؟! حسن**إزاي ايه، عاوزك تروحي تشوفيها تطمني عليها تتأكدي انهم مش حابسينها وكمان تطمنيها على جدتها. أسماء**طب هما هيرضوا يخلوني أشوفها أنا مش عاوزة أشوف علي وبعدين لو رضيوا يدخلوني بيتهم، آلاء هترضى تقابلني؟ حسن بحزن**معرفش خلاص مش مهم. أسماء**انت زعلت ولا ايه انا بفكر معاك بس مش أكتر، خلاص هروحلها واديني هجرب ومش هخسر حاجة. ابتسم حسن لموافقة أسماء فهو يريد أن يطمئن على آلاء بأي شكل، فأصبح اطمئنانه عليها هو هدفه الوحيد في هذه الحياة فأصبحت حياته مرتبطة بكونها بخير. (في الصباح في منزل آلاء) كانت آلاء جالسة بالغرفة محطمة وقلبها يحترق على جدتها فقد منعها علي من الذهاب إلى جدتها بالمستشفى ولم تستطع معارضته خوفاً على جدتها فقد هددها إن خرجت من المنزل فسوف يخرج جدتها من المستشفى ويتركها في المنزل دون علاج، وكانت أختها الصغيرة تذهب هي ووالدتها لجدتها كل يوم، وكانت تطمئن على جدتها من خلال أختها ولكن الأخبار سيئة للغاية فجدتها مازالت في غيبوبة وكل ما كانت تفكر به آلاء، إذا تركتها جدتها ماذا ستفعل ومن سيبقى لها بهذه الحياة؟ *ذهبت أسماء اللي منزل آلاء كي تطمئن عليها ولم تجد أحد بالمنزل سوى آلاء فعلي وكمال كانوا في الأرض ونعيمة وباقية أبنائها كانوا بالمستشفى. أسماء**حسن بعتني أتطمن عليكي. آلاء بشرود**شكراً مكنتيش تعبتي نفسك. أسماء**متقوليش كدا حسن مبينامش من قلقه عليكي. آلاء والدموع تملأ عينهيا وقلبها كاد أن يتوقف وهى تتخيل حسن نائم بجوار أسماء**أنا كويسة. أسماء وهى تربت على كتف آلاء وتمسح دموعها**حسن بيحبك وانا عمري ما همنعكم عن بعض. آلاء التي انهمرت في البكاء**وأنا بحبه انت أكتر واحدة عارفة اني بحبه ونفسي أشوفه حاسة اني مشوفتوش بقالي سنين طويلة اوي. أسماء**هو كمان نفسه يشوفك. آلاء**عمري ما هنسالك انك بصيتي للموضوع بانسانية ووافقتي تيجي تشوفيني وتطمني عليَّ قوليله آلاء بتقولك انساها وسامحها غصب عنها، قوليله آلاء وحسن بقوا هما المستحيل. *ضمتها أسماء بقوة وبكوا بشدة فمن يرى حالة آلاء يتمنى فقط أن يستطيع مساعدتها فحياتها أصبحت بئر مظلم لا فرار منه ولا طاقة نور به. انتهت زيارة أسماء وأثناء توديعها لآلاء، إذ بأخت آلاء الصغيرة تأتي لتخبرها بأن جدتها قد ماتت. صعقت أسماء من الخبر ولم تصدق ما سمعته وتوجهت بنظرها اللي آلاء وهي في حالة من الرعب والترقب، لتجدها جالسة بالأرض ولا يبدو عليها أي علامة من علامات الحزن لم تستطع أسماء تفسير مشاعر آلاء ولو تجمع الكون بأكمله كي يفسر مشاعرها إثر سماعها لهذا الخبر لن يفسروها أو يتوقعوا ما يمر به قلبها، فكلمة جمود وتصلب تعد كلمة بسيطة جداً مقارنة بما كانت به آلاء، ففي هذه اللحظة كانت كشخص سيسقط من مكان شديد الارتفاع، ولكنه تمسك بفرع شجرة ضعيف مجاور لسطح المكان ورغم ضعف هذا الفرع إلا أنه الأمل الوحيد في نجاته، ومع تمسكه بالفرع يمر قلبه بمشاعر مختلفة لا وصف لها كخوف من انكسار الفرع الضعيف وخوف من رحلة السقوط ورهبة من الموت وأشياء أخرى كثيرة ومشاعر متضاربة لا يستطيع وصفها سوى من مر بها، فجدة آلاء كانت هذا الفرع الضعيف التي تتمسك به لتحيا كانت سبب حياتها رغم أن جدتها كانت ضعيفة هزيله ولكنها كانت الطاقة والأمان كانت الشيء الوحيد الصادق بحياتها، فبعدها لن يتبقى حياة ولن تجد صدق ولن تلقى معنى للأمان عندما سمعت خبر وفاة جدتها شعرت بانكسار الفرع وسقوطها من مكان لا ينتهي علوه فما مر من حياتها كان أشبه بفترة تعلق الشخص بفرع الشجرة فهي فترة مجاهدة وإصرار على الحياة وبحث عن فرع آمن تتمسك به ولا يهم إن كان فرعاً ضعيفاً، فما يهم أنه حلقة الوصل بينها وبين الحياة وأحياناً من هم مصدر أماننا لا يمتلكون القوة بهذه الحياة لكننا سنظل نقوى بهم، أما الفترة القادمة من حياتها فهي أشبه بانقطاع فرع الشجرة وسقوط الشخص من مكان عالي لا ينتهي ارتفاعه ويظل بين السماء والأرض حتى يشاء القدر ويصل للأرض، ولا وصول له إلا عندما يأتي أجله ولا حائل بينه وبين تعلقه بين السماء والأرض سوى الموت فمن منا يستطيع وصف شعور إنسان يسقط من السماء إلى الأرض، من منا يستطيع تجسيد رحلة السقوط فإن كان هناك من يستطيع وصفها إذن فهناك من يستطيع وصف شعور آلاء عند وفاة جدتها. (مرت عدة أيام بعد وفاة جدة آلاء) *ظلت حالة آلاء كما هي ممتنعة عن كل شيء بالحياة حتى البكاء، وكان الطبيب يأتي لفحصها يومياً ولم يختلف حال حسن عن حالة آلاء كثيراً فكان هو الآخر مضرب عن الطعام وعن الحديث وعن كل شيء وكأن روحه متعلقة بروح آلاء، وكلما ازداد حزن حسن على آلاء تضاعف حزن أسماء على زوجها وحبيبها وأخيها كما تزعم. (في منزل هاشم) أسماء **مش هتاكل. حسن بجمود**لا. أسماء وهى تقترب منه حاملة إليه الطعام **كل أي حاجة علشان خاطري. حسن وهو يسكب الطعام عليها وعلى الأرض ويردف بصراخ**انت ملكيش خاطر عندي ومحدش في الدنيا دي له خاطر عندي غير آلاء، إنت فاهمة! ملكيش دعوة بيا سيبيني في حالي أنا مش عايزك وانت عارفة روحي شوفي حياتك بعيد عني قولتلك انا مبحبكيش. ألقى حسن كلماته وخرج دافعاً الباب بقوة وترك خلفه قلب أسماء الذى سقطت عليه كلمات حسن كحجارة سجيل التي فعلت بقلبها كما فعل الله برؤوس هادمي الكعبة، وأصبحت بقدر ما في قلبها من حب وجرح ظلت فقط تسأل نفسها عن سبب بقائها معه رغم قسوته معها وظلت تسأل نفسها عن سبب حبها الكبير له وما هذا الحب الذي يستحق أن تهدي حياتها لشخص لا يريدها ومن المستحيل قبوله لهديتها، فهي أهدته قلبها وكان ما فعله هو أن يحطم هذه الهدية على أقرب صخرة. (سألتني عن بقائي معك رغم بقائك معها؟ سأجيبك...... لأن لا بقاء سوى معك وفى بعدك الفناء ولا حياة إلا بجوارك وبدونك لا توجد حياة وإن كنت تحبها فأنا كي تبقيني جانبك سأحب حبك لها وإن كنت تود الحديث عنها دائماً فأنا كي تبقيني جانبك سأعشق الاستماع لك قلت لي أنها كل حياتك وأنا سأنتظرك باقي حياتي وإن تبقى من حياتك معها حياة فستكفيني وإن تبقى من حكايتك معها سطر فارغ سأملأه وإن كان قلبك بأكمله لها فسأبحث عن مأوى لي بعينك وإن كانت صورتها تملأ عينك سأبحث عن ملجأ لي بين أحضانك وإن كانت أحضانك لا تسع سواها فملجأي سيكون جوارك وإن كان ليس لي معك ملجأ فمأواي هو رؤيتك وإن كان ليس لي مأوى بعينك. فأنا لك وإن كنت أنت لها فأنا معك وإن كنت أنت معها فأنت حبي وإن كانت هي عشقك فأنت روحي وإن كانت هي نبض قلبك فأنت قلبي وإن كان ليس لي أي مكان بقلبك فكياني ملكك وإن كان عالمك لها وحياتي فداك وإن كنت تحيا من أجلها أنت أنا وإن كنت أنت لها) (بعد مرور أيام في منزل كمال) *في غرفة آلاء*دخل علي الغرفة لآلاء ومعه شخص ملتحي وشكله غريب. علي**اتفضل يا شيخ دخل الشيخ وبيده سبحته وآلاء كانت جالسة على السرير صامتة وعينها شاردة ولا تنظر لأحد ولا تعطي أي ردة فعل. الشيخ**ظل ينظر لها ويتفحصها ويقرأ عليها بعض الآيات. علي**هي كويسة يا شيخ؟! الشيخ**أيوة هي مفيهاش حاجة حد مزعلها. علي بعدم اهتمام**لا دي زعلانة على موت ستها. الشيخ**ربنا يرحمها. علي**هتبدأ أمتة. الشيخ**لما العروسة تبقى جاهزة وقادرة تنزل معايا أنا مش هينفع أنزل من غيرها مهما كانت قوتي مقدرش أخاطر. علي**اهي قدامك يا شيخ وهجيبهالك لغاية هناك بس انت انوي، ولو حد اخد خبر قصاده عمرك. الشيخ بغضب**انت بتهددني. على**لا انا بس بتفق معاك علشان أبقى معرفك كل حاجة من البداية. الشيخ**قولتلك من البداية مبقولش كلمة غير وأنا قدهاؤ بس خليك انت قد اتفاقك تديني نسبتي زي ما اتفقنا. كمال الذى دخل عليهم فجأة** في أيه مين دا؟ علي الذي أخذ أبيه والشيخ وخرج من الغرفة مردفاً** تعالى يا أبا وأنا هفهمك كل حاجة. *وبعد خروجهم مباشرة نظرت آلاء اللي الباب وسقطت منها أول دمعة كانت أول دمعة تسقط من بعد وفاة جدتها ولكنها كانت أحر دمعة تسقط منها، كانت خارجة من قلبها مباشرة كانت في حرارة غليان المياه وكأنها تعلن عن غليان قلب آلاء مما سمعته ومما تمر به فأخيها يتاجر بابتلائها بدلاً من أن يعينها على الخروج منه سقطت منها أول دمعة لتخفف فيض دموع قلبها، ومع خروجها أفرغت من قلبها بعض الهموم وأطفأت به جزء من النيران