علي بطمع **وهما اللي اتجوزوا عملوا ايه ممكن تضيعي الحاجات دى من ايدك وبردو متتجوزيش، تبقي خسرتي كل حاجة لكن العقل بيقول إننا نجرب ومنضيعش الفلوس من تحت أيدينا وأهي مجرد تجربة مش هنخسر حاجة، ولو طلع كلام الشيخ محمود صح هنبقى من أغنى الناس في القرية ومش فى القرية بس في مصر كلها وهنعيش ملوك. كمال **كلام أخوكي صح. آلاء بحزن **عاوزين تجربوا فيا وتجازفوا بحياتي كلها علشان الفلوس. أمينة**لا يا بنتي محدش يقدر يقربلك طول منا عايشة ولو كمال مش عاوزنا عنده هنأجر أي بيت نعيش فيه ولو حكمت نسيب البلد كلها. علي بخبث**لا تسيبوا البلد دا ايه انتوا عاوزين الناس تاكل وشنا؟ تعالوا عيشوا معانا وبعدين نتفاهم، البيت بيتكم طبعاً ولا ايه يا حاج. كمال**أه طبعاً. آلاء وهي توجه حديثها للشيخ محمود والدموع تملأ عينيها** طب اللي حصل بيني وبين حسن دا بسبب كده اشمعنا محصلش بينا كدا غير دلوقت. محمود**أيوة له علاقة وأكيد كانت بتحصل بينكم حاجات شبه كده بس مش بالشكل دا ويمكن علشان فرحكم كان قرب. *سرحت آلاء في حديث الشيخ وظلت تتذكر مشاحناتها مع حسن التي كانت تخلق من العدم، وتتذكر عندما كانت تتهرب من رؤيته أحياناً دون سبب بالرغم من شوقها له ولكن كل هذا كان يمر باحتوائه لها وتداركه لأى سوء تفاهم كان يحدث بينهما كل شيء كان ضئيل أمام حبهما كله كان يزول بنظرة منه، بهمسة باسمها فلا جمال لاسمها ولا معنى له إلا بخروجه من شفاة حسن. نظرت آلاء حولها باحثة بنظرها عن منى فوجدتها تجلس في ركن في الغرفة وتبكي بصمت والصدمة والخوف مسيطرين عليها، فنزلت دموعها هي الأخرى وكأن دموع منى شجعت دموع آلاء الحبيسة على السقوط، حولت آلاء نظرها إلى جدتها لتجدها جالسة بصمت دون أن تبدي أي تعبير، مما جعل آلاء تزداد في البكاء لأن من يدعموها دائماً فقدوا قوتهم ويحتاجون إلى من يدعمهم، ولكنها أدركت بسرعة أن هناك من لا ينفد دعمه ولا تنفد قوته فنظرت إلى السماء تناجي ربها فهو من يعلم بحالها وبما تمر به، فكانت حياتها هادئة وفجأة أصبحت تائهة لا تعي ما تمر به، فعقلها يعجز عن إدراك ما تمر به، أما قلبها فقد تحطم بفقد من كانت به تستعين على مصائب الحياة فقد تزوج وتركها ولكنها هي من ضيعته من يدها ولكن دون إرادتها. آلاء مكملة الحديث مع ذاتها وربها **إنت عارف يارب انه غصب عني، يارب لو مليش أي حق فيه في دنيتي انزع حبه من قلبي وصورته من عيني وكيانه من كياني اديني القوة أقدر أعيش من غيره مش طالبة أعيش من غيره سعيدة بس طالبة أعيش بدل ما أنا لا عايشة ولا ميتة. *بعد رحيل الشيخ عبدالله أصرت آلاء أن تنتقل هي وجدتها اللي منزل أبيها قبل أن يحل الليل. (في الصباح عند حسن) دخل غرفته بعد أن قضى الليلة السابقة في غرفة أخيه الأصغر صلاح ولم يعد إلى غرفته إلا في الصباح كي يبدل ملابسه، دخل الغرفة فوجد أسماء مازالت نائمة فشعر بالراحة وقام بتبديل ملابسه دون أن يصدر صوت وبعد أن انتهى همَّ ليخرج فلفت انتباهه الطعام الموضوع على الطاولة وتذكر أنه لم يتناول أي شيء منذ فترة طويلة فجلس وظل يتناول طعامه بصمت ولكنه سعل في وسط الطعام، مما أيقظ أسماء فأدركت وجوده بالغرفة فنهضت وأحضرت له المياه ثم جلست بجواره مما جعله يندهش من فعلتها، فكان يظن أنها غاضبة من أسلوبه معها ليلة أمس ولكن ما زاد اندهاشه هو سؤالها له. أسماء** نمت فين امبارح؟ حسن باقتضاب دون أي ينظر لها وهو يكمل طعامه**عند صلاح. أسماء**ليه. حسن**أنا حر. أسماء**ايه اللي انت عملته امبارح دا؟ حسن**نفس اللي انت عملتيه. أسماء**عملت أيه؟ حسن**وافقتِ على جوازك مني وانت عارفة إني مبحبكيش، وإنك بالنسبالي مجرد أخت. أسماء**وأنا بحبك وانت عارف دا من واحنا صغيرين. حسن**وأنا بحب آلاء وانت كمان عارفة دا. أسماء**وأنا ممنعتكش عنها طول عمري بعيدة عنكم وبتمنالكم السعادة ولما هي بعدت محبتش أنا كمان أكون بعيدة. حسن بصراخ وغضب** آلاء مبعدتش عني. أسماء**وأنا عمري ما هكون السبب انكم تبعدوا عن بعض، لو أنا مكنتش وافقت أتجوزك عمي هاشم كان هيجوزك أى واحدة غيري وفي نفس المعاد بس العروسة التانية مكانتش هتحبك زي. ظل حسن يستمع لحديثها بصمت دون أن ينطق بكلمة ولكنه أزاح الطعام بعيداً عنه فقامت أسماء بتقريب الطاولة منه ثم أردفت بحنو أسماء**كمل أكلك أنا مش هضرك وانت قولت بنفسك إني زي أختك خلاص اعتبرني أختك وأنا راضية والله ما هبعد بينكم أبداً ولو جيت تتجوزها هفهمها شكل العلاقة بينا وصدقني مش هقف في طريقكم أبداً وأنا راضية أكون جنبك مجرد أخت. حسن**ليه بتعملي كدا واحدة في جمالك ألف واحد يتمناها، ليه تختار تعيش مع واحد مبيحبهاش. أسماء**علشان هي بتحبه انا بحبك وعمري ما شوفت راجل غيرك انت أطيب وأجدع راجل في الدنيا. حسن**واحنا صغيرين كنت بتديني لعبتك ألعب بها وتبقي راضية وفرحانة وكنت تشتري العسلية وتديني نصها ومترضيش تدي حد غيري، ودلوقتي عاوزة تديني حياتك من غير ما تاخدي اي حاجة! ليه؟ أسماء بابتسامة**مكنتش بخلي حد يركب المرجيحة بتاعتي غيرك وياسلام لما كنت بتركبني وتزق المرجيحة كنت ببقى طايرة من الفرحة مش علشان راكبة المرجيحة لا علشان متطمنة انك واقف ورايا واني مش هقع. ابتسم حسن ولكنه فجأة محى ابتسامته مردفاً** بس أنا بحب آلاء وانت زي أختي مش هقدر أشوفك غير كدا. أسماء بعتاب**وأنا راضية بس انت ليه عملت كدا امبارح طالما شايفني أختك ليه تكسر الصورة دي وتجرحني. حسن** غصب عني علشان يرتاحوا صدقيني مش هعمل كده تاني. حسن وقد خانته دموعه** متزعليش أنا كنت تعبان وتعبي كل دقيقة بيزيد قلبي بيوجعني اوي. أنهى كلماته وازداد في البكاء مما جعل أسماء تقترب منه وتربت على كتفه. أسماء**آلاء بتحبك وأكيد عندها أسبابها سيبها على الله وهو يدبرها. ارتمى حسن بين أحضانها وانهمر في البكاء مما جعل أسماء تضمه إلى قلبها وتربت على كتفه، وكل ما كانت تريده من الحياة أن تتوقف عند هذه اللحظة. حسن** هي ليه بتعمل فيا كدا، ليه بتكسرني؟! أسماء**آلاء عمرها ما تكسرك، كلام الناس كتير ومحدش عارف الحق فين، أكيد عندها أسباب حتى لو مكانتش معروفة. حسن** هو انت طيبة كدا ولا انتوا كلكم كدا تبانوا طيبين وفجأة تتقلبوا. أسماء**والله أنا ما عاوزة غير أكون جنبك. حسن تماسك ومسح دموعه ونهض من جوارها** اوعي تكوني فاكرة إن طيبتك وتضحيتك هيخلوني أحبك، أنا مبحبش غير آلاء ومش هحب غيرها، لو كنتي قولتي لنفسك أنا هخليه يحبني، يبقى بلاش تضحكي على نفسك وبلاش تضيعي حياتك جنبي، انت تستاهلي أحسن من كدا. أسماء بغضب** لا اتطمن أنا مقولتش لنفسي حاجة، أبوك جه سألني تتجوزي حسن، كان ردي هو الحاجة اللي أنا حاساها إني موافقة ومفكرتش في أي حاجة غير انك الراجل الوحيد اللي تمنيته وهفضل أتمناه طول عمري، لا فكرت انك مبتحبنيش ولا فكرت انت بتحب مين، اتطمن أنا عمري ما تخيلت انك ممكن تحبني. حسن** انت كدا أنانية وبعدتي بيني وبين آلاء أكتر ما الزمن بعد. أسماء** أنا عمرى ما كنت أنانية انت اللي ضعيف ومقدرتش تواجه أبوك ولا تواجه رفض آلاء، إنت عاوز تحطني شماعة تعلق عليها ضعفك. كان حسن في أقصى درجات السوء ولا ينقصه كلمات أسماء وخصوصاً أن كلامها صحيح وأنه لا يستطيع مواجهة أبيه ولا يستطيع مقاومة رفض آلاء، وكيف له أن يقاوم انسانة ترفض الزواج منه أيجبرها أم يجبر القدر على تغيير أفعاله، سمع حسن كلام أسماء القاسي فاتجه إليها وصفعها بقدر ما فيه من ألم وحزن وبقدر ما فيه من تشتت وخوف، مما جعلها تسقط أرضاً وعلى الرغم من أن ما يمر به حسن قادر على تغيير الجبال الصامدة إلا أن حسن مازال يحتفظ بطيبة قلبه التي لا مثيل لها، نزل حسن لمستوى أسماء ومسح دموعها وقام باحتضانها لم يحتضنها كي يواسيها على ما فعله، ولكن كان يريد أن يستمد من حنانها وقوتها كان يتمنى لو كان مثلها يستطيع التمسك بمن يحب كما تفعل هي، كان يريد الهرب من ضعفه إلى قوتها من انهزامه اللي إصرارها، حتى وإن كان إصرار خاطئ، حتى وإن كان اختيارها في نظره ونظر الجميع تقليل منها لذاتها فهي ترى أنها لا ذات لها سواه. حسن بندم* أنا آسف. أسماء وهى تبتسم من بين دموعها** اسفك مقبول بشروط. حسن وهو ينهض ولا يهتم لحديثها فقد أرهقه الحديث معها. ولكنها أمسكت بذراعه** اعتبره طلب. حسن بتعب**عايزة أيه. أسماء** متنامش برة علشان شكلي قدام أهلك وتاكل معانا. حسن بجفاء**الأوضة مفيهاش غير سرير. أسماء بابتسامة**وايه يعني. تركها حسن دون أن يعطيها أي رد. (بعد مرور أيام، في منزل كمال) *ظلت آلاء بمنزل والدها لمدة أيام وكانت نفسيتها قد استقرت وكانت منى تقوم بزيارتها يومياً. **في إحدى الغرف في منزل كمال كانت آلاء جالسة بصحبة منى** آلاء**أنا فرحنالك أوى يا منى بس مش قادرة أتخيل انك هتسيبيني وتتجوزي. منى**والله كان نفسي بعد الجواز نعيش هنا في البلد وأبقى جنبك بس غصب عني انت عارفة شغل عادل. آلاء**ربنا يسعدكم يارب، قوليلي الراجل اللي عمي فتحي بيشتغل عنده لقى شغل مخصوص لعادل ولا لسه بيحرص البيت مع عمي فتحي وخلاص. منى**السواق بتاعهم كبر وتعب وعياله مبقوش يخلوه يشتغل وعادل بقى بيسوق مكانه، شغلانة كويسة واهو هيبقى مع أبوه، وأستاذ فريد طيب اوي وأهله كلهم طيبين. آلاء**ربنا يوفقه يارب. منى**خدي الورقة دي خليها معاكي انا خليت عادل يكتبلك فيها عنوان الڨيلا بتاعت أستاذ فريد اللي عادل بيشتغل فيها هو وعمي فتحي، ما أنا قايلالك إنهم عملولنا أوضة جنب أوضة عمي فتحي هنتجوز فيها، خلي الورقة معاكي ولو احتجتي أي حاجة أو حصل أي حاجة خدي أول قطر وتعالي العنوان ميتوهش. ضمت آلاء منى وظلت تناجي قدرها من تبقى أيها القدر بحياتي سوف تبعده عني، أخذت كل شيء حتى أنا أبيت تركها لي فلا أجد من أحبهم ولا أجد ذاتي التي كنت أحبها لا أستطيع التعرف عليَّ ولا على قلبي من تبقى أيها القدر؟! آلاء**بقولك أنا جعانة مبعرفش آكل في البيت دا ومش واخدة راحتي. منى*هتتعودي دا في الأول والآخر بيت أبوكي. آلاء*طب تعالي نشوف حاجة ناكلها. منى*لا انا همشي انا عروسة ومش فاضية. آلاء* قدامي يا عروسة نشوف حاجة تتاكل الأول من غير نعيمة ما تحس بينا ونروح ناكل مع ستي في أوضتها وبعدين ابقي روحي. منى*ليه هي نعيمة عاملة عليكم حظر؟! آلاء*وأكتر. *خرجوا من الغرفة بهدوء كي يبحثوا عن طعام ولكن استوقفهم صوت اثنين يتهامسون فاختبأوا في إحدى الزوايا عندما سمعوا ما يتحدثون به. نعيمة** روحت للشيخ محمود؟ علي**أيوة. نعيمة**قالك أيه؟ علي**نفس الكلام اللي قاله قبل كدا لازم آلاء تنزل بنفسها مع الشيخ. نعيمة**طب وإحنا هنقنعها إزاي؟ علي**مش عارف دي دماغها ناشفة وعمرها ما هترضى وبتحب حسن وأنا متأكد إنها عاوزة ترجعله. نعيمة**متحطليش العقدة في المنشار قولي حل مش دي فكرتك؟ علي**نجيب ناس تحفر في المكان اللي الشيخ محمود قال عليه ونحاول نقنعها ولو موافقتش ناخدها بالعافية. نعيمة**افرض جرالها حاجة؟ دي برضو بنتي. علي**ما هي اختي انا كمان قولتلك قبل كدا ميت مرة مش هيجرالها حاجة دي هتبقى من أغنى الناس ونسيب البلد الفقر دي واتجوز أحلى واحدة في البلد، لا هتجوز أحلى واحدة في الدنيا وأحرق قلب أسماء زي ما حرقت قلبي واتجوزت حسن وهو مبيحبهاش ورفضتني رغم ان محدش هيحبها في الدنيا قدي، وهلبسك دهب محدش لبسه في الدنيا. نعيمة**خايفة الموضوع يطلع كدب. علي**ليه انت مشوفتيش بنتك وهي بتنح وتبحلق، دي اللي يشوفها يقول راكبها مليون عفريت. نعيمة**طب وابوك افرض رفض. علي**مستحيل دا بيحب الفلوس أكتر من عينه، ونفسه يبقى أغنى من عمي هاشم. نعيمة**بس أنا خايفة يجرالها حاجة. وهنا خرجت آلاء من مخبأها بعد جملة أمها الآخيرة وخلفها منى. آلاء**تكونيش خايفة عليا؟! انصدم علي ونعيمة لرؤيتهم آلاء ولكن سرعان ما رد علي بغضب: علي**انت بتصنتي علينا يا بت. آلاء بصراخ**وكمان ليك عين تتكلم. علي وهو يصفعها بقوة**وأيه اللي هيكسر عيني يابت.