Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثانى

منى بخوف* معرفش والله هي كانت كويسة وبتكلمني وأول إنت ما جيت سكتت فجأة. حسن وقد تجمع حزن العالم بقلبه عند سماعه لكلام منى، وأخذ يتساءل عمَّ صار لمحبوبته، فكانت عندما تراه يبتسم كيانها بأكمله، كانت عينها تشع حب وسعادة على إثر رؤيته، ولكن لماذا عينها متصلبة هكذا؟ ظل يهزها ويتفقدها ويحدثها ومنى تحتضنها وتتفقد حرارتها، وأخذ حسن بضع مياه من الإناء التي قامت بملئه ومسح وجهها بالمياه، ولكن هيهات فكل محاولاتهما باتت بالفشل ظل حسن يحاول معها وفجأة لاحظ كأن شفتاها تتحرك وكأنها تحاول قول شيء. آلاء بهمس ** ابعد عني سيبني يا حسن مش عاوزاك. آخر شيء كان يمكن أن يتوقعه حسن في هذه الحياة أنه يستمع لتلك الكلمات من آلاء صديقة طفولته ومحبوبته، فهو لم يرى غيرها فحياته أبسط من أن يكن بها شيء سوى آلاء، فهي حياته ومستقبله، وحلمه الأول والأخير أن يتزوجها فحسب، استمع منها هذه الكلمات ولم يستطع قول شيء بعدها، حتى لو كانت آلاء تهلوس من شدة مرضها فمن المستحيل أن تتفوه بمثل هذه الكلمات. ظلت منى تراقب الموقف بصدمة وصمت وآلاء تزداد حالتها سوء مما جعل حسن يحملها ويتجه بها نحو منزل جدتها فأسرعت لتلحق بهم. وصل حسنإلى منزل جدته أمينة حاملاً آلاء بين يديه ويكاد عقله يجن مما سمعه منها ويكاد قلبه يتوقف من خوفه عليها، وظل الناس في القرية يتساءلون ويتهامسون عم صاب آلاء منذ تلك الليلة التي وجدوها فاقدة للوعي في الظلام في شارع جدتها سعدية، وأخذ كل شخص يفسر الأمر كما يحلو له وكثرت الإشاعات والأقاويل. نهضت أمينة فزعة عندما رأت حسن يدخل عليها حاملاً آلاء مثل الجثة الهامدة، فقد خرجت سليمة ومتحمسة لرؤية حسن. أمينة بلهفة *** في ايه يا حسن آلاء جرالها أيه؟! منى التي اتبعت حسن وكاد قلبها أن يقف من خوفها على صديقتها وعينها لم تجف من البكاء *** كانت كويسة وكنا بنتكلم وفجأة تخشبت ومبقتش تنطق. وضعها حسن على الفراش وظل واقفاً في عجز تام لا يستطيع فهم أي شيء. ظلت أمينة تتفقد آلاء وتحاول إفاقتها ولكن بلا جدوى، مما جعلها تسرع بجلب بصلة وتمررها نحو أنفها مما جعلها تسترجع وعيها ببطء وتحاول فتح عينها. أمينة *** مالك يا حبيبتي جرالك ايه ردي عليَّ يا آلاء متقلقنيش عليكِ. نظرت آلاء نحو جدتها القلقة وحولت نظرها إلى حبيبها الذي يظهر على قسمات وجهه مدى هلعه عليها ولكن كانت نظراتها جامدة ومبهمة. حسن بصوت أوشك على البكاء *** آلاء. آلاء مصوبة بصرها عليه ونظراتها تزداد حدة ولكن قلبها يكاد أن ينطق بحبه، قلبها يريد أن يضمه ولكنها لا تعي شيء ولا تستطيع فعل شيء، لا تستطيع التحكم بجسدها ولا بلسانها فقد فقدت السيطرة على جسدها حتى عينها التي كانت تشع حب وبهجة لم تعد تتحكم بما يصدر عنهم. لم يستسلم حسن ولم يوجه حديثه لها ولا لعينها ولكنه سيحدث قلبها فهو مالكه ويعرفه ويجيد لغته، نزل حسن إلى مستوى آلاء ووضع يده على قلبها وهمس باسمها مما جعل جسد آلاء يزداد تصلبا وأصبحت تحملق به بشدة، فاقترب منها أكثر ليتفقدها فهمست في أذنه بصوت مخيف لا يبت لنبرة صوت آلاء الناعمة بصلة. آلاء وهي تهمس لحسن بصوت مخيف *** ابعد عني، مش عاوزاك لو قربت مني هولع في نفسى ابعد عني ابعد عنيييييييييييي. أمينة بحدة تصاحبها خوف** ايه اللي بتقوليه دا انتي اتجننتي؟! دا حسن! إنت عاملة كدا ليه؟! إنت مش آلاء! فين آلاء؟! هاتولي بنتي! وأصبحت تصرخ الجدة وتبكي حتى سقطت مغشي عليها مما جعل منى التي تسيطر عليها الصدمة تتحرك وتتوجه نحو أمينة وتتفقدها، وكاد حسن أن يفقد وعيه هو الآخر فهو لم يعي أي شيء مما يدور حوله ولا يعلم كيف يتصرف، أما آلاء مثبتة كما هي، وأصبحت كالمغيبة مصلبة عينيها نحو جدتها دون أن تتحرك أو تتفوه بأي كلمة استطاع حسن ومنى إفاقة جدتهم أمينة ولكن كان الحزن مسيطر عليهم جميعاً، ألقى حسن نظرة على محبوبته فوجدها مازالت مصلبة بصرها نحوهم ولكن دموعها تتساقط بصمت، مما جعل دموعه تسقط حزناً على لؤلؤة حياته وحلمه الأول والأخير، فبدونها تفنى الأحلام ويظل بلا حياة. رحل حسن وبقيت أمينة ومنى بجوار آلاء وبمجرد رحيل حسن وجدوا آلاء تنهض من مركضها. نظرت أمينة ومنى لآلاء بصدمة وذهول. منى** انت كويسة؟! آلاء باقتضاب وحزن** أيوة. أمينة بحدة** ايه اللي حصل ده؟ آلاء ببكاء ** معرفش، هو ايه اللي حصل؟ انا تعبانة اوى، انا تعبانة ومش فاهمة حاجة. انهمرت آلاء في البكاء ظلت تبكي بشدة وبدون توقف. أمينة وهي تحتضنها** بسم الله الرحمن الرحيم، متخافيش يا بنتي أنا هاخدك الصبح ونروح لعمك الشيخ محمود يقرألك شوية قرآن وهتبقي كويسة متخافيش يا حبيبتي. طول عمرك بتتعبي وبتتفزعي وبتطيحي فينا كلنا لكن كنت أول ما تشوفي حسن تبقى زي الوردة، حصل أيه هو زعلك؟ أومأت آلاء رأسها بالرفض، ثم عادت لصمتها وشرودها مرة أخرى. منى بخوف وحزن ** إن شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة، وحسن مبيزعلش منك مهما حصل. رحلت منى خوفاً من أبيها، وظلت أمينة محتضنة آلاء وتقرأ عليها بعض آيات القرآن الكريم. وبعد مرور ساعات سمعوا طرقات على الباب ففتحت أمينة الباب لتجد كمال والد آلاء. أمينة بغضب ** لسه فاكر! مش عيب عليك تعرف إن بنتك تعبانة ومتسألش فيها؟! كمال وهو يتجاهلها ويدخل ** هي فين؟ أمينة ** بعتلك علشان تيجي تشوف بنتك توديها لحكيم، مجيتش ليه؟! كمال ** مكنتش فاضي كان عندي شغل في الأرض. كمال قد وصل حيث تستكين آلاء** أيه يا بت مالك! قومي كدا هو في عروسة بتتعب؟ نظرت له آلاء بجفاء دون أن تنطق بكلمة. كمال ** قومي وفوقي علشان أنا حددت معاد كتب كتابك. أمينة ** آلاء تعبانة يا كمال. كمال ** ماهي زي الفل أهي لما تتجوز هتخف أنا بعت لحسن يجي علشان أقوله. سمعت آلاء تلك الكلمات فتركتهما ثم نهضت فجأة واتجهت نحو لمبة الجاز وسكبتها عليها، مما جعلهم يسرعا باتجاهها فامسكت بيدها مشعل النار وهددتهم بحرق نفسها. آلاء بأعين جامدة *** مش هتجوزه! سامع!! مش هتجوزه ولو غصبت عليَّ هولع في نفسي! أمينة ** محدش هيغصب عليكي حاجة طول ما أنا عايشة، بس سيبي اللي فإيدك ده علشان خاطري يا بنتي انت مش في وعيك. كمال بصدمة** هو فى ايه؟! هو مين اللي مش هتتجوزه؟ مش دا حسن اللي كانت هتموت عليه والبلد كلها عارفة إنهم عاوزين بعض من وهما عيال صغيرة!؟ حصل إيه؟ أمينة**مش عارفة مالها. كمال** هيكون مالها؟! بنت مش متربية فاكراه لعب عيال! هتتجوزيه غصب عنك! بعد ما شالك وجابك من عند محطة المية وسيرتك بقت على كل لسان جاية تقولي مش هتجوزه! آلاء وقد تطاير الشرر من عينها ** مش هتجوزه سامعني يا كمال! كمال ** أما صحيح رباية ناقصة، لكن انا هربيك من جديد. اقترب منها وأخذ يضربها بكل ما به من قوة. أمينة وهى تحاول أن تدفعه عنها ولكن بلا جدوى ** بقى أنا ربايتي لها ناقصة! بعد كل اللي عملته! ظل يضرب آلاء ولكنها لم تبدي أي ردة فعل وكأنها لم تتلقى الضربات، ظلت مستلقية بالأرض وعيناها متصلبة وفقط تهمس بأنها لن تتزوج حسن، وظلت جدتها تدافع عنها وتدفعه بعيداً عنها. دخل حسن فجأة ليجد الباب مفتوح وصوت عمه كمال يملأ المكان. دخل ليشاهد ذلك المنظر، فحاول منع عمه عن طفلته وحبيبته، لكنه وجد عمه فجأة يقف متصلبًا العين والجسد. حسن بقلق** مالك يا عمي في أيه؟! ولكن كمال كان يقف وعيناه تزداد اتساعاً ونظره مثبت نحو الباب ويهمس بصوت منخفض. اتجهت أمينة إليه بدهشة فلم تعد تفهم أي شيء مما يحدث لهما** مالك يا كمال في أيه؟ وظلت آلاء مستلقية على الأرض ولا يصدر منها سوى نظرات جامدة موجهة نحو كمال تخرج من عينها كأسهم قاتلة. حسن الذي لم يعد يحتمل ما يمر به ولم يدرك ما أصابه، فكان يحيا حياة هادئة مع وردته التي كانت تملأ حياته عطراً** مالك يا عمي في ايه؟ ظل كمال على هذا الحال لدقائق قليلة ثم توجه نحو الباب كالمنساق، خرج كمال وخرج خلفه حسن. وظلت آلاء مستلقية على الأرض وأمينة بجوارها تبكي بشدة عم صاب حفيدتها فكانت مثل البدر تشع حيوية كانت مرحة محبة للجميع عيناها كانت تحتضن من تنظر له ولكن من هذه الجامدة أهي آلاء؟! ولكن أين جمالها وبراءتها وحنانها؟ مرت عدة أيام والأجواء في حالة من الاستقرار وآلاء في حالة من الهدوء بعدما قام الشيخ بقراءة بعض من الآيات القرآنية لها. ولكن جدتها كانت في حالة من الخوف والترقب. فكانت تلاحظ منذ زمن أن هناك بعض الأشياء الغريبة تحدث لحفيدتها وحتى يوم خطبتها على حسن فهي تتذكر أنهم وجدوا فستان آلاء ملطخ بشيء أحمر يشبه الدم ويومها ارتدت آلاء فستان قديم ولكن كانت تظن أنها أشياء عادية تحدث كما يحدث لنا جميعاً بعض الأشياء الغريبة في حياتنا، حدث ما حدث ولا شيء مما حدث في الماضي أصاب دهشة أمينة ولا استوقف آلاء لكن ما يحدث الآن كفيل أن يصب دهشة القرية كلها فالجميع يعلم مدى عشق آلاء لحسن وعمق علاقتهم التي لم يحدث مثلها. أما حسن فظل بعيد عن آلاء لبضعة أيام ظناً منه أن ما تمر به مجرد ضغط عصبي وستهدأ بعد مرور القليل من الوقت. ((في منزل حسن)) حسن *** أيه اللي إنت بتقوله دا يا أبا. هاشم *** اللي سمعته، هخطبلك بنت خالتك. حسن *** ازاي أنا خاطب وفرحي قرب. هاشم بصراخ *** خاطب! خاطب مين؟ حسن **في ايه يا أبا مش انت كنت موافق على جوازي من آلاء وانت اللي خطبتهالي، ايه اللي جد يعني؟ علشان تعبت شوية اسيبها!؟

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514