الفصل التاسع

بعد ذهاب ليليان وبلال وإيثان الي المحل، أخبرهم صاحب المحل بحدوث حادث منذ ساعات وربما تكون هي.. ليليان بتساؤل: طيب مفيش أي طريقة نعرف عنها اي حاجة رقم عربية مثلاً؟ صاحب المحل: لا والله، الناس إتجمعت وشوفناه وهو بيشيلها وتقريباً كدة أخذها على المستشفى. بلال بنظرة متألماً: يعني ايه يا إيثان الكلام ده؟ كاميليا ضاعت مني خلاص؟ قلبي واجعني، وسقط بلال مغشياً عليه من الصدمة وحمله إيثان إلى المشفى خوفاً أن يخسر صديقه.. أفاق بعد ساعة وهو تائه ويفكر في تلك المجنونة التي سلبت عقله وقلبه بجنانها وخفة روحها، يا الله سوف أموت من غيرها، الحياة لم تعد تهمني بدونها، ما هذا الذي تخبئه لي الأيام، كنت أود أن اعيش معها باقي عمري، وهل لحياتي أي قيمة من غيرها، أنا لا أستطيع التنفس بدونها، حياتي هي كاميليا فقط. إيثان بصعبانية على ما حدث لصديقه: هترجع إن شاء الله، هندور عليها في كل مكان وأكيد هنلاقيها.. ليليان بتوهان: كيمي، كيمي، دي مش بس صاحبتي، لأ دي أكتر من كدة بكتير، كاميليا هي اللي ساعدتني من أول ما نزلت من بيروت وجيت على الإسكندرية، وماسبتنيش لحظة واحدة لوحدي، إزاي أنا أسيبها أكيد هي محتجاني جنبها دلوقتي... إيثان ببكاء على صديقه وزوجته التي إنهارت بين يديه وصرخت بكل قوتها صرخة أوجعت كل القلوب، صرخة ستبدأ من خلالها حياة ثانية، حياة تقودها إلى أشخاص آخرين من خلالهم يمر العُمر. بعد عشر سنوات كانت واقفة بكل إعتراض تُعبر عن إعتراضها بطفولة بعدم ذهابها إلى المدرسة صاحبة السبع سنوات. جاء صوت صارم من خلفها : روچي، إجهزي علشان هوصلك للمدرسة. روچي بطاعه لوالدها : حاضر يا بابي. إبتسمت والدتها على هذه الصغيرة التي لا تحب أن تغضب والدها، ومن غيرها حبيبة باباها. -يلا يا لي لي هتتأخري على شغلك.. بعد ثلاث سنوات من إختفاء كاميليا، كانت ليليان قد دخلت في صدمة لم تفيق منها، وحاول الكثير إخراجها مما كانت فيه، ولكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل، ولم ييأس إيثان من دعمها والوقوف بجانبها، وبعد ذلك وهبهم الله ابنتهم روچي بعد إجراء عملية بسيطة لليليان لتكون قادرة على الإنجاب. ثم أكملت ليليان دراستها وحصلت على درجة الدكتوراة، ثم عمِلت بالجامعة وحصلت على حب طلابها. لم ييأس بلال من محاولة العثور على كاميليا خلال العشر سنوات الماضية ولم يتزوج بعدها أبداً... وفي مكان آخر كانت تشاهد التلفاز بتوهان ذكريات، مثل الفيلم تظهر وتغيب في نفس اللحظة مشاهد فرح، سفر، وأحداث متداخلة.. أفاقت من شرودها على صوت بجانبها.. - فتون، صحيتي امتي؟ - من بدري يا كيمي. سرحت كاميليا في الأسم التي نادت عليها به. فتون بأستجواب : مالك يا كاميليا؟! - أبداً بس حسيت إن في حد قالي نفس الإسم دة قبل كدة، لكن مين مش قادرة أفتكر.. ثم أمسكت رأسها بتعب.. - خلاص إهدي، الدكتور قال الموضوع هياخد شوية وقت. - شويه وقت ايه بس، دول عشر سنين ويا عالم حد بيدور عليا ولا لأ يا فتون. - إستهدي بالله كدة. كاميليا بشرود : ونعم بالله. بعد ما حصلت حادثة كاميليا، إتصل الشخص الذي صدمها بسيارته بأخته لتأتي إلى المشفى. - سيف، إيه اللي حصل؟! - فتون كويس إنك جيتي بسرعة، إلحقيني، صدمت واحده بالعربية، ولحد دلوقتي مفاقتش. - طيب معاها فون نقدر نتصل بأي حد من اهلها؟! - معرفش، تقريباً لا لأني جبتها على المستشفى على طول فمكنتش واخد بالي من فونها. - طيب إهدى بس، نشوف الدكتور هيقول إيه الأول وبعدها نحدد هنعمل إيه. جاء اليهم الطبيب يطمئنهم على حالتها. - حصل لها نزيف وفقدان ذاكرة لأن كل ما نسألها عن حاجة متعرفش تجاوب فمن فضلكم إدخلوا لها. داخل غرفة كاميليا، كانت ترقد متعبة جداً وتحس بصداع. - حمداً لله على سلامتك. - الله يسلمكم، أنتم تعرفوني؟ أنا مين؟ أنا مش فاكرة أى حاجة!! فتون بفكرة وعزمت على تنفيذها. - بقول لك إيه يا سيف، البنت مش معاها فون ولا اي حاجه نتعرف عليها من خلاله، إحنا ناخدها تعيش معانا لحد ما تفتكر هي مين.. وبالفعل أخذوها وجاء إليهم دكتور اخر لأن الدكتور الذي يتابع حالتها ذهب إلى البيت وترك دكتور آخر ليستلم مكانه، وفتون وسيف قالوا للدكتور إنها إحدى أقربائهم، وذهبوا في نفس الوقت الذي دخل بلال فيه من البوابة الرئيسية، ولهذا السبب لم يعثر عليها.. فتون زوجة سيف، وهو بطبيعة عمله يسافر طوال الوقت، ومن حين إلى آخر يترك زوجته بمفردها، ولهذا السبب وافق سيف أن يأخذ كاميليا لفتون لحين إسترجاعها لذاكرتها.. فتون كانت ونعم الأخت لكاميليا، وأيضا سيف كان ونعم الأخ لها. كان سيف يمتلك فيلا في الغردقة ويمتلك منزلاً أيضاً الإسكندرية، وكان ذاهباً للإسكندرية لينهي بعض الأعمال الخاصة وحين عودته لمنزله بالإسكندرية بعد إنتهاءه من بعض أعماله هناك، وبالصدفه كانت فتون زوجته معه، حيث أنها تعمل معه في نفس مجال الهندسة المعمارية، ولم ينتبه سيف أثناء قيادة سيارته إلى الفتاة التي كانت تعبر الطريق، وكانت هى كاميليا التى دعسها بسيارته..