في مكان یحل به الظلام یقف أحمد القناوي ومحمد الكیلاني وحسام وفھد الأسیوطي فھد بغضب عارم وقوة: عایزھم یقتلوا ابني یا أحمد؟ مش كفایة اللي عملته زمان وأخدت حبيبتي مني وخلیتھا تحبك، أنا جیت عشان الباقي ما یحصلھمش حاجة، عایز مني ايه تاني یا أحمد؟ عایز أحفادك یقتلوا حفید أخوك ليه؟ حسام بحزن وقھر: عمایلك دي ودتنا كلنا في داھیة یا أحمد، فوق كل حاجة بتضیع من أیدینا، العیال حبوا بعض وخلاص، مش ھنقدرنمنعھم عن بعض، أنت فتحت علینا أبواب جھنم یا أحمد. أحمد بزعیق: ايه ھو كله أحمد أحمد، لا فوق كده أنتو كلكم كنتو معایا. محمد بحزن ونبرة عالیة: كنا معاك في أيه یا أحمد؟ ھا كنا معاك في أيه؟ مش قلتلك من واحنا في الجامعة بلاش السكة دي، أنت اللي مشیت ورا أبوك، وأنا وحسام وفھد قلنا بلاش ادخل معانا شرطة وأنت مرضتش، عارف ليه؟ عشان الحقد والغل والكره مالي قلبك، حبك الفلوس عماك یا أحمد، إحساس إنك عایز دایمًا یبقى معاك فلوس خلاك ما تعرفش تعیش. في ھذه اللحظة جاءت لأحمد مكالمة أن أحفاده الثلاثة في القسم حسام: معاذ عملھا وقبض علیھم، متخافش یا فھد ابنك ما حصلوش حاجة. أحمد بسخریة: ما یتحبسوا وأيه یعني، طز. محمد باستھزاء: فعلًا وأيه یعني؟ في ھذه اللحظة جاءت لأحمد مكالمة آخرى تخبره أن عیسى ویوسف بین الحیاة والموت في المشفى أثر حادث سیارة نظر أحمد لھم بحزن: العیال بتموت في المستشفى. محمد بسخریة: اشرب بقى من عمایلك، یلا بسرعة أنت روح لعیالك، وأنا وحسام ھنروح القسم نشوف المصیبة اللي العیال فیھا، وأنت یا فھد خد ابنك وروح بیتي عشان نتجمع ونخلص من الھم اللي أحنا فيه دا. وبالفعل ذھب محمد وحسام إلى القسم حسام: قبضت علیھم؟ معاذ: ایوه قبضت؟ حسام: أفرج عنھم یا معاذ. معاذ: لا صعب الوقت أصبر شویه على الأقل لما التحقیقات تخلص. حسام: بكره یخرجوا. في المشفى كانت حالة عیسى ويوسف حرجة جدًا، وحين كان أحمد ذاھبًا إلى المشفى التي بھا عیسى ویوسف بالسیارة الخاصة به جاءت أمامه سیارة تسیر على سرعة عالیة وصدمته حتى انقلبت السیارة بأحمد أحد الأشخاص هاتف محمد لأنه كان الرقم الأخیر على ھاتف أحمد في المشفى یجتمع الجمیع عیسى ویوسف وأحمد خرج الدكتور من الغرفة التي بھا أحمد الدكتور: للأسف الحادثة كانت صعبة جدًا علیه خصوصًا أن السن یعني مش مساعدنا فللأسف حدث شلل نصفي. صدم الجمیع مروة بنبرة حزینة وھدوء: طمني یا دكتور على عیسى؟ ھتفت نھى في سرعة وحزن ونبرة ملیئة بالكسر: یوسف عامل ايه یا دكتور؟ اندھش الشباب جمیعھم أن كل واحدة تسأل عن زوج الآخرى، ولیس عن زوجھا ھي نظر الدكتور لھم بحذر واستغراب: للأسف أخدین الرصاص بجانب القلب مباشرةً، العملیة تمت بنجاح وشیلنا الرصاص، لكن بعد٢٤ ساعة بإذن ﷲ ھنطمن علیھم. وبالفعل الجمیع كان منتظر في المشفى محمد وحسام وروح وسیدرا ومعاذ ومازن، كانوا بجانب سیدرا وروح وفھد وابنه. وفي القسم كان أسر وجاسر وعمر یجلسون في القسم یتحدثون مع بعضھم جاسر بقھر: أدینا أتحبسنا، عشان جدك ینبسط بالفلوس. أسر بنبرة حزینة والدموع متحجرة في عیونه: أنا أول مرة أحس أني خایف كده أنا أول مرة أحس الإحساس دا، أنا مش عایز أرجع للأرف دا تاني. عمر وھو یزفر تنھیدة یخرج بھا كل القھر والحزن والخزي الذي یشعر به أمام نفسه: أحنا هنسكت كده لحد ما نعرف ھنعمل أيه، كان متوقع أن دي جزتانا في الأخر. عدى الیوم وفاق عیسى ویوسف وأحمد عند أحمد فاق من النوم بتعب وھو یتحرك ینظر في جمیع أنحاء الغرفة، حین رن الجرس لتأتي له الممرضة وتجلب الدكتور كي ینظر علیه، وبالفعل كشف الدكتور علیه وجائت زوجته لتطمئن علیه ھي وحسام ومحمد وروح وسیدرا أحمد بتعب: في أيه؟ أنا أيه اللي حصلي؟ محمد بحزن على صدیق عمره: قضاء ربنا یا أحمد. أحمد بحزن: یعني ايه اللي حصلي؟ حسام وھو ینظر إلى الأسفل بحزن: للأسف قضاء ربنا أنك ما تقدرش تمشي تاني. أحمد بانزعاج وھو ینظر له نظرة دھشة والقوة التي كانت في عینه من ثواني معدودة تبخرت، وتبقةى الحزن والدھشة والتعب فقط: یعني أيه؟ یعني أنا أتشلیت؟ الجمیع نظر للأسفل، نظر لھم أحمد بحزن، ثم نظر على قدميه بقھر وھبطت دموعه على وجنتیه بحرقة على ما أصابه، ھتف أحمد بندم: طلع عندك حق یا محمد أنت وحسام، اھو ربنا خلص مني، أنا مش زعلان ھو دا جزائي, نظر الجمیع له بدھشة أحمد بسؤال: اومال العیال حصلھم أيه؟ مروه : اھم في المستشفي بسببك، أنت تطلع من ھنا وكل واحد یشوف ھیعمل أيه أحنا تعبنا من القرف دا. أحمد: طب المفروض یطلعوا امتى؟ روح بجمود: بصوا بقى انتو كفایة علیكوا القعدة في المستشفى أكتر من كده، یلا ھخلي الدكتور یكتبلكم خروج، واھو بابا وعمي فاقوا یبقى نخلص من الھم دا، احنا عندنا مشاغل. وبالفعل الدكتور كتب على خروج للجمیع، بحیث أنھم ھیراعوھم في المنزل. أحمد بنبرة خافتة:حسام. حسام: نعم أحمد بھدوء وحزن: طلع العیال ودا آخر طلب ھطلبه منك. نظر له حسام بجدیة: ھطلعھم. في المنزل جلس الجمیع حتى عائلة محمد ینظر الجمیع لبعضھم البعض باستغراب، فما السبب الذي آتى بھم إلى ھنا، وحسام أخرج الشباب من الحبس. یقف الجمیع أمام بعضھم یستفسرون بالنظرات من الآخر، ماذا حدث لھذا التجمع، محمد في حزن وھو جالس على الأریكة: أتكلم ولا تتكلم أنت یا حسام ولا أنت یا أحمد. أحمد بقھر: أبدأ أنت وكل واحد یحكي الحكایة من ناحیته. ھتف حسام بتأكید: أه أحكي أنت. محمد وھو ینظر للجمیع بحزن: من أكتر من حوالي ٥٠ سنة، ویمكن أكتر من قبل ما أتجوز أصلا كان لیا خال وعم وھما وأبویا، كانوا صحاب أوي، بس كل واحد كان ليه طریقه، أبویا كان سامح، وخالي حسن، وعمي كان یاسین، خالي دا بقي ﷲ أكبر علیه هو وجدي تقدر تقول كده كانوا عصابة؛ سرقة ماشي، تجارة مخدرات ماشي، یجيبوا بنات ويبيعوھا للرجالة الكبار، والبنات الصغیرة یجوزوھا عرفي للرجالة الكبار ماشي، بس أمي وأبویا كانوا لا طبعًا، فخالي حسن دا أتجوز وخلف جدكم أحمد، وعمي یاسين اتجوز وخلف حسام اللي ھو اللواء رئیسك في الشغل، كنت أنا وحسام وأحمد صحاب أوي، لحد ما بقى عندنا ١٨ سنة، كل واحد فینا كان عایز یختار كلیة شكل كان مجموعنا عالي في الثانویة العامة احنا الثلاثة، بس أحمد كان عایز یشتغل مع أبوه، ھو عمره ما طلب وكان بیحاول یبعده، بس برضو أحمد الفلوس زغللت عینه وكان عایز بزیادة، كان طماع؛ لأن كنا كلنا على قد حالنا، بس أحمد عمره ما رضي بحاله، فأنا وحسام كنا عایزین شرطة، وقلنا له تعالى معانا مرضاش، فما قولتش لحد أني ھدخل شرطة غیر أبویا وأمي وحلفتلھم وقلتلهم اني صرفت نظر عن الموضوع دا بحیث إن علاقتنا ببعض تفضل زي ما ھي، ما تقلش وعدت السنین ودخلت كلیة الشرطة وكنت بشتغل مع أبویا مكانیكي، وكان الكل فاكر أن دي ھتبقى شغلتي، وكان حسام الكل عارف أن دي ھتبقى شغلته. كان لینا بقى من أیام المدرسة صاحبنا فھد، فھد دا كان بیحب أحمد أوي وأحمد كمان كان بیحبه، بس للأسف أبو أحمد اللي ھو حسن قتل أبو فھد، ففھد فضل متوعد لأحمد، وبالفعل كان عایز یضره والصحوبیة دي أتقلبت بعداوة كبیرة جدًا بین أحمد وفھد، بعد ما فھد خلص الكلیة فأنا وحسام أدخلنا في الموضوع، وطلبنا منه أن أحمد مالوش ذنب، وبالفعل فھد سافر وعمل ھناك إمبراطوریة لأنه ظابط كفؤ بس ھو مفھم معظم الناس أنه زعیم عصابة، أصل شكله لايق اوي، ثم نظر لفھد وضحك. المھم أنا وحسام خلصنا الكلیة وكان علاقة حسام بأحمد معدومة، بس علاقته بفھد كویسة جدًا، وأنا علاقتي بأحمد ممتازة، وبالفعل كان مطلوب مني أني أقبض علیه وأني أخلي یأمن لی، وأخد منه معلومات، بس أنا مكنتش عایز أعمل كده، بس قررت أني ھوقعه یمكن یبطل لما یتقرص من الحبس، وبالفعل فضلت معاه على كده سنة، بس للأسف أحمد عرف كل حاجة وواجھني وھددني بیعقوب، كنت خلفته وكانت فاطمة حامل في ھود، خفت على عیالي محدش عارفه أكتر مني، سبت الشغل، وكان معایا فلوس من العملیات اللي بعملھا في الشغل، فتحت الشركة دي بس كانت مكتب صغیر أوي، بدأت بقى استورد وأصدر، وأعمل المصنع بتاعنا دا واحدة واحدة، حسام بقى مشھور في الداخلیة أوي، كمل أنت یا حسام. حسام بھدوء: أنا كنت ركزت في شغلي، بس برضو كانت عیني على أحمد، كان مفكر نفسه أن مفیش حد یقدر یكشفه، بس اللي أحمد میعرفوش أن الكل كاشفه، وأنا إلي كنت بوقفهم، فضلت أراقبه لحد ما خلاص لقیت العیال كمان بقت معاه إجباري قلت لا وكلفت معاذ أنه یمسك القضیة، عشان نقبض علیكم وبعد كده نطلعهم یمكن ترجع عن اللي في دماغك، كمل أنت یا أحمد. أحمد بكسرة وعیون دامعة: أنا أسوء إنسان في الدنیا، وأنا صغیر كنت بحب بنت مشیت معاھا، سلمتني نفسھا، كانت حامل في طفل بس أنا مرضتش أعترف بیه محمد فضل یقنعني اتجوزھا وأطلقھا، قلت له ماشي، كنت مفكرھا سقطت الطفل، اتجوزتھا وبصراحة مقدرتش مقربش لیھا؛ لأني كنت بحبھا إتجوزتھا بعد موضوعنا یجي بسنة طلقتها وھي اللي طلبت كده، قلت ماشي یمكن تھدى بعد المھم بعد طلاقنا عرفت إنھا حامل برضو ما رضتش أعترف بعیال، أصل أنا مش بتاع إني أخلف وأشیل مسؤولیة بصراحة، كنت خایف من المسؤولیة دي، وبالفعل طلقتھا وعرفت وقتھا أن ھي كمان مقدرتش تسقط عیالي، وفي نفس الوقت معرفتش تواجه المجتمع بیھم، فسابتھم لمحمد. قاطعه محمد بنبرة عالیة: أحمد احنا اتفقنا على ايه؟ أحمد بنبرة متعبة: لازم یعرفوا كل حاجة، متخفش ھما كده كده بیحبوك أنت أبوھم. في ھذه اللحظة نظر یعقوب وھود لھم بحزن: یعني أحنا ولاد أحمد؟ محمد بحزن: أنا وفاطمة مش بنخلف، ولما لقینا الحال كده، خلینا أمكم تولد عندنا وتسیب العیال وتمشي، وبالفعل كتبتكم باسمي. نظر ھود ویعقوب لبعض بحزن، ثم اقتربا من أحمد بحقد وغل ھود بعصبیة: أنت أب أنت؟ أنت أيه یا أخي؟ أنت مش طبیعي؟ یعقوب بعصییة وسخریة: أب ايه؟ وبني آدم ايه؟ دا كویس أننا متربناش معاه، كنا طلعنا زیھم كده، أحمد ربنا یا ھود وبلاش تتعصب على الأقل عیالنا طلعوا كویسین وأسوياء نفسیًا. ثم أتجه إلى محمد: عارف أنت أحلي وأحن وأجمل أب في الدنیا، أحنا مدیونین لیك بعمرنا شكرًا إنك ربتنا التربیة دي أحنا وعیالنا. محمد بحزن وحب: عشان كده كنت خایف علیكم منه؛ لأنه كان مھددني بیكم أنه ھیقتلكم، عشان كده بعدت عن كل حاجة، عشان البیت دا ما یتھدش. أكمل أحمد حدیثه: لا دا أنا مسكتش على كده، مش كفایة إني مربتش عیالي لا أتجوزت ولما قلتلي أنھا حامل كنت عایزھا تنزل الطفل دا، عشان أنا مش عایز عیال، بس ھي كتر خیرھا بقى قامت بالواجب عشان تحافظ على العیل فضلت تقولي أنت كده ھتكبرعیلتك وتكبر فلوسك. في ھذة اللحظھ نظرت سھا إلى الأسفل ثم عاودت النظر إلیه مرة أخرى ثم ھتفت قائلة في حزن وخزي: كنت عایزة أخلف، كان نفسي أبقى أم، ویا ریت قدرت أربي صح، دا أنا طلعت عیال شیاطین. في ھذه اللحظة نظر جاسر إلى أحمد نظرة ملیئة بالغضب والحزن، ثم ھتف قائلًا في حزن وسخریة: یا ترى بقي مصايب ايه تاني اللي عملتھا یا باشا؟ نظر له أحمد بحزن وخیبة أمل وندم: ھحكي حاجة كمان، یوسف كان بیحب نھى وعیسى كان بیحب مروة، وأصلًا نھى كانت حامل فیك یا أسر من یوسف، ومروة كانت حامل فیك یا جاسر من عیسى وأنت یا جاسر اتكتبت باسم یوسف وقولنا أنك اتولدت في السابع ونفس الكلام أسر، ليه أنا غصبتھم مع اني كنت عارف أن كل واحد على علاقة بالتانیة، مش عارف، بس كان مزاج عندي أذیة الناس، وحاجة كمان سیدرا مش من العیلة أصلًا، سیدرا شبه جدتھا اللي أنا بحبھا، وأخدتھا من ابنھا عافیة لما خلفھا عشان لما روحت أشوفك بعید عن الناس في المستشفى لقیتك شبه جدتك أوي وأنتِ صغیرة عشان كده أنتِ طیبة وبكده تكون كل الحاجات اللي مخبیھا علیكم طلعت. نظر الجمیع لبعضھم بحزن والشباب جلسوا على الأریكة بحزن، وبالأخص سیدرا، اقتربت منه سیدرا وتحدثت معه بحزن ونبرة عالیة جدًا غاضبة: ليه عملت كده؟ ليه أنا عملت فیك أيه عشان تعمل فیا كده؟ أنا عایزة أروح لأھلي. أحمد: ماشي لو عایزة تروحي روحي، بس دا مكانك. ھتفت سیدرا في حزن: لا دا مش مكاني، انا أصلًا عمري ما ارتحت ھنا خالص. وبالفعل أخذھا أسر كي یوصلھا للمنزل الذي تنتمي له فأحمد یعرفه جیدًا. في منزل أبو سیدرا طرقت سیدرا الباب عدة طرقات فتح لھا رجل جمیل ملامحه بسیطة وھو ینظر لھا بتحدیق سیدرا بحزن وعیون دامعة: أنت بابا؟! نظر لھا الرجل نظرة شك، ثم ھتف قائلًا بحزن: أنتِ سیدرا بنتي؟! أنتِ إلي أخدك مني أحمد غصب وقوة؟ أحتضنھا بقوة بین ذراعیھ دلفت سیدرا وأسر إلى المنزل، نظرت إلى سیدة كبیرة تجلس على الأریكة تشاھد التلفاز وبیدھا كوب من الشاي الساخن في جو الشتاء. أقتربت منھا سیدرا بحب وحزن ثم جلست بجانبھا ھتفت سیدرا في حزن: أنتِ بقى اللي أحمد القناوي مش قادر ینساكي بعد كل السنین دي، أنتِ عارفة یا تیتا شكله كده ليه حق یحبك، أنتِ جمیلة أوي. نظرت لھا السیدة في حزن وھي تحدق بھا باستغراب ثم ھتفت قائلة: أنتِ سیدرا بنت ابني اللي أخدھا الزفت دا مني غصب عني، یا نن عیني. نظرت لھا ثم ھتفت قائلة: تسمحولي أعیش ھنا؟ ھتف والدھا بحزن: معندیش مانع، دا يوم المنى، بس أنتِ تقدري على العیشة دي؟ أنا راجل موظف مرتبي یدوب مكفيني أنا ومراتي وأمي وأختك اللي في أولى جامعة، الدنیا یدوب. نظرت له سیدرا: متخفش أنا كده كده معایا فلوس، لأني دخلت شریكة في شركة مع ولاد عمامي قصدي اللي أتربیت معاھم، بس فلوس حلال وشغل فمتخفش. نظر لھا الرجل ثم ھتف بحب: یا ریت یا بنتي تعیشي ھنا یا ریت. معاذ بحزن: والمفروض أننا نعمل أيه الوقت بعد ما عرفنا أننا مش أحفادك یا جدو، وأننا أحفاد أحمد القناوي. نظر له محمد بحزن وسرعان ما تفوه قائلًا بحزن: لا أنتو أحفادي أنا، ولیا أنا مش لحد تاني سامع؟ ثم اقترب من أحفاده الأربعة وأحتضنھم بشدة. كل منھم ترك المنزل وترك المكان وصعد هو إلى الطابق الأعلى وھو بداخله بركان عدى أسبوع وكل منھم یباشر عمله بروح متعبة حزینة، وھو لا یستطیع أن یجاھد في الحیاة. العلاقة بین الشباب والبنات أنعدمت كل منھم شعر أنه تجرد من ملابسه وأصبح عاريًا أمام من یحبھا أو من تحبه، كل منھم شعر بالحزن والخزي فھم أدركوا أشیاء لم یتمنوا أن یعرفوھا یومًا. محمد رأى ھذه الحالة التي بھا أحفاده، حزن وبشدة ذھب للحدیث مع أحمد كي یزوجوا الشباب لم یتردد أحمد للحظة وافق على الفور، وبالفعل بدأ في تنفیذ خطته وأخذ العائلة كلھا كزیارة لمنزل محمد القناوي والجمیع من بعد ما حدث وھم أبتعدوا عن كل شيء حرام، وتركوا الشركة الأم فقط ونھى تركت عیسى وستتزوج من یوسف، ومروة تركت یوسف وستتزوج عیسى. ذھبوا إلى منزل محمد وتحدث أحمد وطلب منه أن یزوج ریم لعمر وليلیان لجاسر وكانت إسراء زوجة أسر معھم، فھي أصبحت فرد من العائلة ھي وطفلھا الذي ینتظره الجمیع كي یكون أول حفید للعائلة كي یكون صالح لھم وبالفعل أتفق أحمد ومحمد على موعد خطبة ليلیان وجاسر، وعمر وریم في یوم واحد والجمیع یجلس مصدوم، لم یكن أحد یتوقع أن أحمد یتصرف مثل ھذا التصرف، وأتفق أحمد ومحمد على أن یذھب محمد لھم غدًا كي یحددوا موعد خطبة معاذ وروح ومازن وسیدرا، وسوف یحضرالاتفاق والد سیدرا الحقیقي. وبالفعل بعد أسبوع في یوم واحد كانت خطبة الجمیع، وكان الیوم مليء بالسعادة، وبعد شھر تزوجوا جمیعًا وأصبحوا جمیعھم أصدقاء، وحیاة أسر وإسراء مستقرة تمامًا. یوم الفرح دلفت روح مع معاذ إلى الجناح الخاص بھم وھي محرجة كثیرًا منه نظر لھا معاذ بحب وھو یجذبھا بین أحضانه ثم ھتف: عارفة أنتِ أجمل واحدة في الكون، ثم أقترب منھا لیقبلھا. في غرفة سیدرا ومازن دلفت سیدرا بعیون حمراء من الدموع نظر لھا مازن، وقد فھم أنھا محرجة مما فعلته في الماضي ولكنه یحكم علیھا منذ اللحظة التي عرفھا بھا، أقترب منھا وھو یقبل وجنتیھا بحب وھو یربت على ظھرھا بحنان بالغ، ثم ھتف قائلًا: بصي أنا بحبك وعمرك ما قلیتي في نظري، ولا ھتقلي في نظري أبدًا وأنا عمري شكیت ولا ھشك فیكي متخافیش، الليلة دي ھتعدي بسلام جدًا وكأنھا أول مرة، صدقیني. نظرت له نظرة كیف تقرأ أفكاري ھكذا؟ في غرفة عمر وریم دلفت ریم إلى المرحاض كي تبدل ملابسھا، خرجت ثم جلست بجانبه على السریر بھدوء، وھي تھتف قائلة بتوتر وخجل: عمر ممكن یعني ننام النھاردة لأني تعبانة؟ نظر لھا عمر بحب ثم غمز لھا وھو یقترب منھا بحب وغزل وھو یھتف قائلًا: مقدرش یا قمر، دا أنا مستني اللیلة دي من زمان. نظرت له ھي بتوتر وخجل، ثم أخفضت رأسھا إلى الأسفل، ثم أقترب ھو منھا وجذبھا من خصرھا لتصبح بین أحضانه في غرفة ليلیان وجاسر تجلس ليلیان أمام المرأة تسرح شعرھا وتھندم ملابسھا بسعادة، ثم اقترب منھا جاسر بحب وھو یدفن وجھه في عنقھا ویشتم رائحة عطرھا التي یعشقھا، وقفت ھي ثم استدارت له ثم قبلھا ھو وجلبھا معه إلي سریرھما الخاص. كده الروایة خلصت العبره من الروایة لیس كل ما نفعله ھو الصح، لیست وجھة نظرنا دائمًا صح، ليست الفلوس ھي ما تحدد أھمیة حیاتنا، ولا تحدد قیمتنا ولا تحدد أولویتنا، ليس معنى أننا أخطأنا سنعاقب العمر كله على ما فعلنا، ﷲ یغفر لنا، ولكن عندما نعلم أننا أخطأنا ونطلب منه السماح على كل ما فعلنا. العبرة من الروایة أن لا نرى الحیاة من منظور الفلوس أن لا نرید للحیاة أن تدور حولنا فقط، فبالفعل یوجد أشخاص غیرنا.