أرى الحیاة بعیونك، أراك في یومي، أراك في أحلامي، أراك في كل شخص أمامي لا استطیع النوم في كل لیلة، حتى استمع إلى صوتك العذب الذي یملئه حنیة العالم استیقظ من نومي لاستمع لصوتك الحب ھو شيء جمیل، ھو من یجعل الحیاة أجمل وأجمل، ھو الذي یشعرنا بتغیر حالتنا المزاجیة والنفسیة فالحبیب مؤثر إیجابي لیس له مثیل، الحب الذي لیس أمامه تمن، الحب النقي. أصبحت الأیام بطیئة علیھم، فھم لا یریدون أن یقابلوا العرسان، ولكن تم الأمر والیوم ھو یوم الموعد فالعرسان والعرائس من عائلة واحدة وجمیعھم أقارب، فالجمیع كان في منزل صاحب یعقوب جلس الجمیع على طاولة الطعام، الجمیع یجلس صامتًا لا یرید التحدث فھذه الجلسة، كانت غصب عن الجمیع، لا یرید أحد الحديث، فھي كانت جلسة تعارف، ولكن لا أحد یرتاح إلى الأخر، وكان الجمیع متوتر وغاضب من ھذه الجلسة التي سوف تجبرھم على شيء لا یریدونھ. ینظر الجمیع إلى بعضھم بغضب، یتبادلون النظرات التي تجعلھم یدركون جیدًا أن ھذه الزیارة ليست بإرادتھم بل كانت بإرادة أحد أخر مر الیوم بسلام في ھذه الزیارة، ثم ذھب الجمیع إلي منزلھم. دلف كل منھم إلى غرفته بغضب، ثم نظر یعقوب وھود إلى بعضھم البعض. ھتف یعقوب بھدوء وھو یجلس على أقرب مقعد له وھو ینظر إلى الشباب: أيه رأیكم في البنات یا معاذ أنت ومازن؟ نظر لھما الشابان بتوتر وحزن بادي على وجھيھما، وینظر كل منھما إلى الأخر في حزن كي یستطیع أن یتحدث جاھد أن یتحدث معاذ وھو یتلعثم في الحدیث معاذ: بص یا بابا، براحة كده وبھدوء أنت وعمي وجدي، أنا مش عجباني البنت اللي انتو جبتوھا دي فبصراحة مش عایزھا. نظر یعقوب له بھدوء وھتف قائلًا بحنان أبوي: ماشي یا ابني، بس أنا عایز أفرح بیك، ودا حقي أنا وأمك، وأنت كبرت معنتش صغیر. ظل معاذ ینظر له بھدوء وحزن، ثم ھتف قائلًا بحنان: حاضر یا بابا إن شاء ﷲ ھدور على عروسة أنھى حدیثه وھو یضحك وصدرت ضحكات كل الجالسین، وبالفعل الأھالي ابلغوا أهل الفتيات أن الشباب رفضوا الزواج بھن. في الیوم التالي في كافیه ھادئ وجمیل ومریح للأعصاب، یجلس معاذ وأمامه روح ینظر معاذ لروح بحب وحنان وحزن، یشعر كأن العالم كله بین یدیه، ولكن یشعر أیضًا أن العالم بأكمله ضده؛ لأن روح لن تكون معه مھما فعل، ومھما حاول أن یفعل، ھي لا ترید ترك كل شيء اعتادت علیه، ظل ینظر لھا ھكذا وھو صامت، لا یتحدث، لا یدرك ماذا سیقول، فھو أحبھا وبشدة ظلت ھي أیضًا تبادله النظرات، ولكن نظراتھا كانت ملیئة بالحب فقط، وھي تفكر ما الذي سیجعل شخص مثل معاذ یفكر بھا ھي، وھي لا تناسبه أبدًا. ھتف معاذ وھو متردد وینظر إلى كل شيء بجانبه ما عدا ھي، معاذ: روح أحنا لازم نبعد عن بعض. نظرت له روح بصدمة شدیدة وعیون دامعة، تجاھد في إخفائھا، ولكن فشلت في ھذا، ثم تساقطت دموعھا على وجنتیھا، وھي تتحدث بنبرة ضعیفة منخفضة وابتسامة باھتة تزین ثغرھا. روح: ليه كده؟ مش أحنا أتفقنا أننا ھنبقى صحاب؟ ليه بترجع في كلامك؟ أنا عملت ايه؟ نظر لھا معاذ بعیون دامعة ونبرة مختنقة بالدموع معاذ: أنتِ مش عایزة تتغیري یا روح، وأنا أتعلقت بیكي اوي، وبصراحة قربت أحبك كمان، بس صعب أوي أني أبقى عارف كل جرایمك دي وأسكت، أنا ظابط شرطة مستحیل أرضى بالوضع دا، لا شغلي ولا دیني اللي أتربیت علیه یسمحلي أني أبقى عارف كل دا عنك وأسكت، أنا مش عایز أذیكي، وأنا حاولت أغیرك، بس أنتِ مرضتیش، أعمل أيه؟ ظلت روح تنظر له وھي تبكي بدون صوت، ثم ھتفت قائلة بنبرة تحمل كل الوجع الذي تشعر به: وأنا عایزة اتغیر، بس إزاي أعمل أيه؟ نظر لھا معاذ وھتف قائلاً: تبطلي شغلك دا، وتشتغلي دكتورة في أي مستشفى، وتأجري شقة تعیشي فیھا، وتاكلي بالحلال، ویا ریت لو سیدرا تبقى معاكي، یبقى أحسن. نظرت له وھي تفكر بعقلانیة: طب ادیني فرصة بس أفكر، عشان خاطري، بس ما تبعدش وأنا ھنفذ في أقرب وقت ممكن. نظر لھا وھویحاول أن یستشف الصدق في حدیثھا، وھي بادلته النظرة بنظرة تأكید أنھا ستترك كل ھذا لأجله ولأجل حیاة سعیدة معه. في كافیة یطل على النیل یجلس به مازن وسیدرا نظر مازن إلى سیدرا بحب وھو لا یعرف كیف یعبر عن حبه لھا مازن بحب وعشق ظاھر في عیونه اللتان تنظران لھا باستمرار ولا یفارقونھا للحظة: بقولك أيه أنا ھكلم بابا یعني عشان أتجوزك. نظرت ھي له بصدمة، ثم ھتفت بدموع: باباك عمره ما ھیوافق أبدًا عليا، ولا العیلة ھتتقبلني. ھتف مازن بحزن وضیق على دموعھا: متخافیش أنا ھتصرف، أنا ھقنعهم أنك كویسة، وأنك مش زیھم، متخافیش أنا جمبك. نظرت له بحب وھي تبتسم من بین دموعھا، ثم ھتفت قائلة بنبرة عاشقة: وأنا بعشقك. ھتف مازن بحب وھو یسلط نظره على عیونھا بعشق: أنتِ قلبي وحته مني، ووحش الكون. نظرت له سیدرا وھي تبتسم، وتصدر ضحكات عالیة خطفت قلبه، قلب وحش الكون. حین یعشق القلب لا یستطیع أحد أن یفرقه عن من یحب. في أحد الشوارع الھادئة، تسیر ریم وعمر في شارع یسكنه الھدوء جاء رجل یبیع غزل بنات، نظرت ریم إلى عمر، جلب عمر لھا بعضًا منه وھما یكملان طریقھما بحب واستمتاع.. فتحت ریم كیس من غزل البنات وھي تقول بفرحة طفولیة ریم: ﷲ أنا بحبه اوي، حتى خد دوق. أنھت حدیثھا وھي تضع قطعة منه في فم عمر بتلقائیة وحب، نظر لھا عمر نظرة حب لخصت كل ما یرید قوله، وھو یبتسم، ھتف قائلًا بتلقائیة ھو الأخر: بتحبي غزل البنات صح؟ وجھت نظرھا له بحب وسعادة ظاھرة على وجھھا: امم جدًا. عمر بحب وھو یغمز لھا: وھو بیحبك. أبعدت وجھھا عنه بكسوف وھي تكمل أكل غزل البنات. عمر بجدیة: ما تیجي نتجوز؟ نظرت له بحزن ساد على وجھھا: أنا معندیش مانع، بس ھل أنت ھتقدر تبعد عن الطریق دا؟ عمر بجدیة وعقلانیة: من بكره ھبتدي افتح شركة. قاطعته ریم بعقلانیة: ھتفتح شركة بالفلوس الحرام؟ نظر لھا عمر، ثم ھتف قائلًا بعقل: لا الشركة الكبیرة ملھاش أي علاقة بالشغل التاني، دي شركة استیراد وتصدیر فعلًا وأنا لیا فلوس أرباح منھا، وكنت فاصل أرباح الشركة من أرباح الشغل التاني، ومتخافیش بكره افتح مكتب خاص بیا أنا عشان محدش یتحكم فیا. ھتفت ریم بحب وعقل: معندیش مانع، بس بعد ما تعمل الخطوة دي ابقى تعالى، بس قبل كل دا أوعدني إنك ھتبطل. عمر: أوعدك، بس بعد ما استقل بعید عنھم. أومأت برأسھا بأه، وأكملت معه الطریق وھي تمسك یده بحب وسعادة. في مركب جمیلة جدًا تزینھا البلالین یجلس بھا جاسر وليلیان وھما یتحدثان ویملئان المركب بضحكھما جاسر بضحك: حبيبتي أنتِ ملكیش حل، كل شویة تغلبیني في الطاولة، وتضحكي علیا عشان تكسبي. أردفت ليلیان بضحك أیضًا على حدیثه: لا وﷲ أنت اللي مش بتعرف تلعب یا نصاب. ھتف جاسر بسرعة وحزن مصطنع: أنا نصاب نظرت له ليلیان وھي تضحك ضحكات مستمرة، ثم ھتفت قائلة بحب وبراءة: لا یا قلبي، أنت مش نصاب، ـأنت حرامي. نظر لھا جاسر بصدمة وعاد یضحك بنبرة عالیة جدًا. نظرت له ليلیان بحب وضحك: أنا جعانة جاسر: طب تعالي نجیب أكلنا من جوا وبالفعل جلبا الطعام وجلسا ليلیان بنبرة عاشقة: على فكرة المفاجأة دي كانت تحفة. جاسر بحب وعشق ونبرة منخفضة: كنت متأكد أن الحاجات ھتعجبك، وحبیت أنا أبقى أول حد یحتفل بعید میلادك بطریقتي الخاصة. ليلیان بعشق وضحك: یا بني أنا دخلت المركب قلت أنت عایز قلة أدب، اتصدمت لما لقیت التورتة والحاجة الساقعة، وكمان لقیت البلالین اللي علیھا اسمي، وكل سنة وأنتِ طیبة، وكل سنة وأنتِ معایا، أنا بحبك یا جاسر. نظر لھا جاسر بصدمة وھي تتحدث، وھي توترت من ما ھتفت به، ثم ھبت من مقعدھا كي تترك المكان، ولكن نھض ھو من مقعده، وقف أمامھا بحب. جاسر بحب وعشق وھو ینظر لعینيھا: وأنا كمان بحبك، ولعلمك أنا بتغیر عشانك، أنا خلاص قربت أبطل كل الشغل دا، واللي عایزني في الشغل بقوله خلاص معنتش بشتغل، أنا بدأت انتبه أكتر للشركة عشان أعمل مكتب لیا أنا وعمر لوحدنا، عشان جدو ما یضغطش علیا بالفلوس، أنا عایزك تبقي مراتي، عشان كده لحد الوقت محاولتش حتى أني أقرب، حتى لو بسیط، أنتِ أول حاجة أعوزھا في الحلال. ظلت تنظر له بحب وھي صامتة. في الملھى اللیلي الذي یمكث به أسر أسر بحب: بقولك ايه یا إسراء؟ تعالي نسیب المكان دا والشغل دا، أنا خلاص معنتش ھاجي ھنا، مش دا اللي أنتِ عایزاه نعیش في الحلال، أنا ھعمل شركة مع ولاد عمي بعید عن جدي، وھكتب علیكي رسمي، ونعیش في شقة تخصنا أحنا، بس بفلوس حلال، أيه رأیك؟ نظرت له إسراء بحب وھي تھتف: أنا معاك في أي حاجة یا حبیبي، بس أنا عایزة أقولك حاجة وخایفة تزعق. أسر بحب وھو ینظر لھا بنظرات حانیة ویمسك بیدیھا بحنان: قولي یا قلب أسر. إسراء: انا عملت اختبار حمل أول إمبارح، وطلعت حامل. نظر لھا أسر بصدمة ألجمت لسانه، جعلته لا یدري ماذا سیفعل أو سیقول، ھل سیفرح لأنه سیصبح أبًا، أم یحزن لأنه سیجلب طفلًا لحیاة لا یستطیع أن یربیه تربیة سلیمة، ویجعله سوي نفسیًا، وھو في الأساس لیس سوي نفسیًا. ھل سیحبه أم لا، كیف یتعامل معه، ظل صامتًا لا یدري ماذا سیفعل أو سیقول، وھو یفكر ھل أنا فرح به أم لا، قاطع تفكیره الذي أرھقه، نبرة إسراء الھادئة التي یملأھا الحب: أسر ھنربيه أحسن تربیة، طالما ھتبعد عن الحرام. نظر لھا وھو حزین، ثم وضع رأسه بین یدیھا وبكى بكاء مریر، جلبت رأسه بین أحضانھا وھي حزینة على حاله، رفعت وجھه وجعلته أمام وجھھا وھي تنظر له بحب، إسراء: اھدى، أنت كده كده ھتسیب الشغل دا، ومتخافش ھنربيه بالحلال، وھنقرا كتیر عن التربیة عشان نقدر نربیه، متخافش طول ما أنت بتحاول تصلح من نفسك ھتعمل عیلة جمیلة وھادیة، اھدى أنا جمبك متخافش. توالت الأیام وبالفعل عمر وجاسر وأسر اتحدوا وانشأوا الشركة كما یجب، ولكن صغیرة بعض الشيء. ولكن أحمد لن یتركھم بحالھم أبدًا، فھم یعتبرون رأس ماله ذھب أحمد لھم في المكتب الجدید، وھو یقف أمامھم بشموخ أحمد بجدیة: ما ھو یا إما تعملوا العملیة دي وخلاص تسیبوا الشغل، یا إما ھقتلكوا البنات بتعكوا، أيه قولكم؟