أحمد: حبيبي وحشتني، أنت فین یا بني غطسان من يوم ما اتجوزت -وھو يضحك بنبرة عالية- ھو الجواز حلو أوي كدا؟ محمد وهو يتحدث بضحك: بصراحة آه الجواز حلو أوي أحلى من المرقعة، أنت فين كده يا أخويا؟ أحمد : انا في المكان بتاعنا. محمد : تمام أنا جاي على ھناك. أحمد : قولي أنت حكيت حاجة لمراتك؟ محمد بسرعة: لا طبعًا، أنت عایزھا تطلب الطلاق واحنا لسه متجوزين؟! وبعدين ھي أصلًا مش ھترضى وأنت عارف أنا بحبھا قد ايه، وعارف إنھا مش بتسیب فرض فأكيد ھتبقى مصيبة. أحمد : تمام يا أخويا، عارف طبعًا. *عودة إلى الحاضر* محمد وھو یجلس في غرفته: یاااه عدى أكتر من عشرین سنة، وعمري ما نسیتك یا صاحبي وصاحب عمري، مش عارف أنت لسه بتحبني ولا لا، أو فاكرني ولا لا، بس برغم اللي عملته أنا لسه بحبك. شعر محمد بالراحة وھو يرى صوره ھو وأحمد صديق عمره، شعر كأنه عاد به الزمن للخلف وأصبح محمد ذلك الشاب المستھتر، ولكن بدلته الأیام كما تبدل البعض منا، فأصبح محمد الكيلاني الآن في العقد الثامن من عمره، ولديه أولاد وأحفاد، یعرف محمد الكيلاني بالعقل ویتمیز بخفة الدم رغم كبر سنه وأیضًا بالصرامة على أولاده وأحفاده، وبالتفاھم معھم لأنه يعشق عائلته ذلك المنزل الذي أفنى فیه معظم عمره معھم، كي يصبح قصر عائلة الكيلاني صاحب أكبر شركات استيراد وتصدير، دلفت علیه زوجته فاطمة: صباح الخیر یا حاج. لیردف محمد قائلًا: صباح النور یا حاجة، العیال صاحیه؟ تتفوه فاطمة بابتسامة: آه صحیوا، اھو عشان كل واحد یشوف وراه أيه. لیردف محمد بجد: یا سلام كل دا نوم؟! ما ھو من السھر طول اللیل على النت، یلا یا فطوم بعد إذنك حضري الفطار. تتفوه فاطمة بتلك الابتسامة التي ما زالت تُذهب عقله رغم ذلك العمر، ولكن ستظل فاطمة ھي الشخص الوحيد القادر على إسعاد محمد وانتشاله من أي حزن. فاطمة: حاضر یا حاج. لتذھب فاطمة كي ترى من استیقظ، ومن يحضر الإفطار. لنتعرف على فاطمة: ھي زوجة محمد الكيلاني، وحب عمره أیضًا، هي تحبه وھو فعل ما بوسعه كي یصل إلیها ویتزوجھا، وبالفعل حدث وعاھد نفسه ألا یجرحھا، وھي أیضًا عاھدت نفسھا ألا تجرحه أو تزعجه أبدًا، ويسود بینھما الحب والتفاھم والاحترام. ذھبت فاطمة لترى قمر تحضر الإفطار ھي ونور فاطمة: صباح الخیر. قمر وھي تبتسم: صباح النور يا ماما. نور بابتسامة: صباح الھنا یا ست الكل. تتحدث فاطمة بجدية وھي تبتسم أیضًا: قولولي العیال صحیوا؟ قمر : ایوه وبیلبسوا كمان. نور وھي تتحدث بسرعة وتضع البيض في الصحن: وأنا خلاص جھزت الفطار یا ست الكل. جلس الجمیع على طاولة الطعام في سرعة وابتسامة، والكل یصیح على الآخر، لنتعرف على الأبطال أولاد محمد يعقوب وھود. یعقوب: في منتصف العقد الخامس من عمره، وھو متزوج من قمر وھو في أوائل العقد الخامس من العمر ولديھما معاذ وریم. معاذ: في أواخر العشرینات، شاب لیس بوسیم للغایة یتمیز بحنیته مع أهله، ولكن عندما يغضب لا یرید شيء أمامه، ویتمیز أیضًا بسماره وشعره الأسود وعیونه العسلیة الداكن وطوله المناسب، يعمل ضابط شرطة. ریم: في أوائل العشرينات تتمیز بشعرھا البني وسمارھا ولون عینھا العسلي، صحفیة تحب عملھا جدًا. ھود: وھو الابن الثاني لمحمد، وھو في أوائل العقد الخامس متزوج من نور، ولديھما مازن وليليان. مازن: وھو شاب یتمیز بخفة الدم التي ورثھا من جده، ولكن لا یعرف أي شيء عن الحرام لا ھو ولا العائلة بأكملھا، یتمیز بعیونه البنیة ولونه القمحي في أواخر العشرينات، ويعمل في شركة جده لأنه خریج تجارة ويحب عمله بشدة. ليليان: وھي في منتصف العشرينات تعمل دكتورة جراحة متخرجة من سنة تعمل في مستشفى كبيرة معروفة. یجلس محمد على رأس طاولة الطعام وھو یتحدث بضحك مع أحفاده أردف معاذ بحب: ایوه یا جدي أنا بحب شغلي جدًا، یبقی اسیبه ليه؟ یتحدث محمد بھدوء: عشان المفروض تبقى جنبي وجنب ابن عمك، أنا عارف ومتأكد إنك بتحب شغلك، بس دا میمنعش برضو إنك تیجي تبص على مالك ومال أختك، یا ابني ده حقكو لو أنا حصلي حاجة لازم تبقى عارف لیك أيه وعليك أيه. ليردف معاذ في ھدوء: حاضر یا جدي ھبقى اجي. لیتحدث مازن: طب قولولي بقى ھتخلصوا امتى؟ عشان نقضي السھرة في البیت سوا، بقالنا کتیر مسھرناش. محمد: أنا ھبقى ھنا على خمسة كدا. يعقوب: وأنا على ستة كده. ھود: وأنا كمانـ عشان عندنا كام مشوار كده تبع الصفقة الجدیدة. لتتحدث ریم: وأنا مش ھتأخر أخري ٤ بإذن ﷲ. لیردف معاذ: خلاص أنا كمان ھحاول أجي بدري. ثم تتحدث ليلیان بابتسامه: وأنا عندي عملیات النھارده بس أخري ٧ إن شاء ﷲ. لیردف مازن بمرح كعادته: تمام، وأنا كمان ونتفرج بقى على فیلم، وأنتِ یا ماما والنبي أعملي الأكل إلي أنا بحبھ. نور: حاضر یا حبیبي. وذھب الجمیع إلى عمله. في منزل أحمد عبد الرحیم القناوي كان یجلس أحمد وھو یتذكر ما حدث منذ زمن، ولكن ما زال الحقد یسیطر على قلبه تجاه محمد، وأحیانًا یلین ویرید أن یراه، ولو لحظة واحدة. أحمد : یاااا یا محمد، عدى على حكایتنا أكتر من عشرین سنه، ولسه مصفتش من ناحیتي، وحشتني أوي یا صاحبي. ثم یذھب من الغرفة إلي الطابق الأسفل أحمد: صباح الخیر تفوه الجمیع في آن واحد: صباح النور فھذه العائلة تختلف كثیرًا عن العائلة الأخرى. فكل منھم یفكر كیف یحصل على أكبر قدر ممكن من المال، لا أحد یفكر في الأخر، بل كل منھم یفكر في حاله فقط ،ویغیر من الأخر. أحمد القناوي أنشأ بینھم الغیرة والحقد، وعلمھم أن كل ما یسعون إلیه ھو تحقیق الربح فقط، لا یعرفون معنى كلمة حب، فیسود بینھم الكره والحقد فقط. لنتعرف على أبطالنا أحمد القناوي: كبیر عائلة القناوي، ھي أحد أكبر عائلات القاھرة، ولدیه العدید من مصانع الملابس وشركات لتصدیر الملابس والاستیراد وایضًا، أنشأ مستشفى، ولكن لغرض خاص، یعرف أحمد القناوي بالصرامه والصلابة والحدة مع الكل، لا یعرف الحنین أو اللعب أو حتى الھزار، فھو دائمًا یتكلم بحزم، ھو في منتصف العقد الثامن من العمر، ومتزوج من سھا فھي مثله تمامًا، تعرف كل أفعاله وتبلغ من العمرسبعون عامًا ولدیھم أولاد یوسف وعیسى. یوسف: یبلغ السادس والخمسون من العمر علاقته بوالده قویه، ولكن لأنه یجید الاحتراف في كل شيء تبع عملھم وھو متزوج من مروة التي تبلغ الثانية والخمسون من العمر، ولدیھما ثلاثة أبناء هم: جاسر: وھو یبلغ من العمر ستة وعشرون عامًا، یعمل مع والده وجده فھو دخل كلیة التجارة، كي یمسك عمل والده وجده، فھو شاب مثل عائلته كل ما یریده ھو الحصول على الأموال، وسیم بعض الشيء یتمیز بشعره البني. عمر: أخو جاسر الأصغر بسنتین ھو لا یقل عنه شيئًا، ولكن ھو أكثر بل مستھتر مثل جده في شبابه خریج كلیة تجارة، لیس لیمسك أعمال والده بل لأنه لا یوجد منفعة منه في التعلیم، فدخل كلية تجارة ولا یرید العمل معھم في الشركات والمصانع بل یعمل معھم في شيء أخر. سیدرا: ھذه البنت ھي أطیب شخصیة في المنزل، فھي أصغر فتاة للعائلة وھي أیضًا دلوعة العائلة، ولا أحد یستطیع أن یعكر صفوھا، وتبلغ من العمر عشرون عامًا، في كلیة الألسن، فھي تحب اللغات جدًا وخصوصًا اللغة الألمانیة. عیسى وھو الابن الثاني لأحمد علاقته بوالده قویة جدًا، ھو ذكي للغایة، ولكن لا یملك الاحتراف في التعامل مثل أخیه، ھو فقط یفكر، ویوسف ینفذ باحترافیه، وعصبي في كل شيء، ولكن یفكر بامتیاز، یبلغ الرابع والخمسون من عمره، متزوج من نھى وھي في الثانية والخمسون من العمر، لدیھم أبناء أسر وروح. أسر: وھو شاب وسیم یتمیز بعیونه السوداء وشعره الأسود، خریج ھندسة، فھو اختار ھندسة لشيء ما في عقله، لدیه شركته الهندسية الصغیرة، ولكن یساعد عائلته في كل شيئ، وأیضًا دخل كلیة طب في الخارج، لأنه كان یدرس في الخارج فدرس الاثنین معًا، ویدیر المشفى الخاص بجده، في السادسة والعشرون من عمره. روح: وھي فتاة مدلعة بشكل مقزز، في الخامسة والعشرون من عمرها، تخرجت من كلیة طب، تعشق كل شئ يخص التكنولجيا وأخذت فیھا الكثير من الكورسات، تعمل في الشركة في قسم المراقبات وتعمل في المشفى كدكتورة وتدیرها أیضًا. یتحدث أحمد: عمر لینظر له عمر في سرعة: نعم یا جدو. أحمد بجدیة وصرامة: عملت ايه في حوارنا؟ عمر في سرعة وجدیة وحزم: عملت اللي قلتلك علیه یا أحمد یا قناوي. (فأوقات یقول له أحمد) وقام بغمزه في منتصف الحدیث یھتف أحمد القناوي في حزم: اه تعجبني وأنت مشغل عقلك، عایز أعرف كل حاجة بالتفصیل.