أرتمت ریم على الأرض بتعب من آثر الرصاص الذي أطلقه الرجال علیھا، واختبأت منھم كي لا یحتجزوھا معھم، تحاملت على نفسھا، حتى وصلت إلى السیارة التي تركتھا بعیدًا بعض الشيء عن المخزن، ثم ابتعدت بالسیارة عن المكان واتصلت بمعاذ ریم بتعب: معاذ الحقني أنا في المكان.. في العربیة مضىروبة بالنار، ثم أغلقت الھاتف معه نھض معاذ من مقعده ثم ذھب بالسیارة نحو المكان الذي وصفته له ریم ثم رن على والده معاذ: بابا ریم أضربت بالنار وأنا ھاخدھا ونروح المستشفي اللي بتشتغل فیھا ليلیان. یعقوب بذعر: بنتي!! أنا جایلك حالًا. في الڤیلا ارتدى یعقوب ملابسه في سرعة، في ھذه اللحظة تدلف علیه قمر تسأل قمر: أنت رایح فین؟ ومستعجل أوي كده؟ یعقوب بنبرة عالیة خائفة: ھتنیل أشوف بنتي اللي أضربت بالنار. قمر بذعر ونبرة عالیة: یا لھوي بنتي!! أنا جایة معاك. أستمع إلیھما محمد من الغرفة المجاورة، ثم دلف إلیھما. محمد: في أيه یا يعقوب؟ بتزعق ليه؟ يعقوب بخوف: بنتي أضرب علیھا نار یا بابا. محمد بقلق: أنا جاي معاك أستنى. وبالفعل في خلال بضع دقائق كان معاذ وصل إلى المكان الذي تمكث به ریم، ثم أخذھا في سیارته وذھب بھا إلى المشفى. في المشفى في ذات اللحظة التي أنتھت فیھا ليلیان من عملیة جاسر ذھبت إلى الأسفل، وجدت معاذ یحمل ریم على ذراعیه ويستنجد بأحد، جعلته یضعھا على الترولي لینقلوھا إلى غرفة العملیات. في الأعلى كانت روح أنتھت من عملیة أسر، ثم خرجت من غرفة العملیات كي ترى عائلتھا منتظرینھا، وترى ليلیان وھي مستعجلة على تجهیز غرفة عملیات آخرى. روح: في أيه یا ليلیان؟ ليلیان بتوتر: بنت عمي جت ھنا، ومضروبة بالرصاص ھعملھا العملیة عن إذنك. نظر أحمد في ھذه اللحظة إلى ليلیان وھي تتحدث وجد شبهًا بینھا وبین محمد، ثم وجه نظره إلى روح أحمد: قولیلي ھما عاملین أيه الوقت. روح بھدوء: كویسین حالتھم مستقرة، بكره ھیفوقوا. أحمد: طیب، ثم نظر إلي أولاده: یلا. عیسي بھدوء وحزن: لا خلینا شویه نطمن علیھم. قطع حدیثھم محمد وھو یخطو خطوات سریعة جدًا، وینظر إلى روح وھو لا یعرف أنھا حفیدة القناوي محمد بذعر: طمنیني یا بنتي ﷲ یخلیكي، بنتي فین؟ روح باستغراب على ھذه الحنیة فھذه الحنیة ھي لم ترھا من قبل. روح: بنتك مین یا حاج؟ محمد بخوف وسرعة: بنتي ریم اللي شاب جابھا ھنا من شویه، قریبة ليلیان اللي بتشتغل ھنا. ھنا أدركت روح مع من تتحدث ثم نظرت له نظرت تقیيم وأردفت قائلة: أیوه ھي في أوضة العملیات أھي. یقف محمد والجمیع خلفه، ثم جاء معاذ. معاذ في قلق: ھي ليلیان خلصت العملیة ولا لسه؟ روح: لسه؟ معاذ بتنھیدة قویة: طیب. یعقوب بخوف: طب أيه؟ أنا عایز حد یطمني على بنتي. ھناھتف أحمد وھو ینظر إلى یعقوب في شر: خلي بنتك تبعد عن حوراتنا یا یعقوب، المرة دي حصل فیھا كده، المرة الجایة ھتزعل وھنزعلك أنت كمان علیھا. نظر له یعقوب والشرار یتطایر من عینه، جاء لیتحدث قاطعه محمد بنبرة قویة محمد بحدة: لا، أنا عیالي وعیال عیالي یشتغلوا براحتھم، ولا عاش ولا كان ولا أتخلق اللي یحدد لعیالي وعیالھم یعملوا أيه ومیعملوش أيه أو حتى یھددھم، أنا عیلتي كلھا ھتفضل رافعة رأسھا لحد آخر نفس فیھم، فاھم ولا لا یا أحمد یا قناوي؟ وأي حاجة ھتحصل لحد منھم ھزعلك على نفسك وفلوسك وحریمك الكتیر، ثم أصدر ضحكة عالیة بنبرة عالیة جدًا، لیثیر غضبه. نظر له الجمیع باستغراب معادا أحمد ھو الوحید الذي یدرك معنى الضحكة القویة ھذه، ثم وجه محمد نظره إلى أحمد، محمد بحدة ونبرة كفحیح الأفعى: أوعى الزمن ینسیك أنا مین یا أحمد، أفتكر وأنت تعرف. أحمد بنبرة ھادئة: عارف ومتنساش برضو مین أحمد اللي خلاك تبطل كل حاجة. نظر له محمد نظرة استھزاء، ثم ھتف قائلًا: تؤ تؤ، یا حبیبي أنا بطلت خوفًا على عیالي وأحفادي استثمرت عمري ومجھودي وفلوسي في عیالي وأحفادي، وھما دول اللي باقینلي. في ھذه اللحظة جاءت ليلیان وھي تتنھد بتعب، ثم نظرت إلى یعقوب بھدوء وھي تقترب منه ھو وقمر، ثم قالت بھدوء: الحمد لله یا عمي، ھي بخیر. قمر بدموع: مین اللي عمل في بنتي كده؟ معاذ وھو ینظر إلى عیسى. معاذ: ھعرفه وھجیبه، ولو مسكته ھطلع عین أمه وأندمه على الیوم اللي فكر یأذي فیه حد من عیلة الكیلاني. ثم وجه حدیثه إلى ليلیان: قولیلي یا بنتي ھي ھتفوق أمتى كده بإذن ﷲ؟ ھتفت ليلیان بتوتر: بكره الصبح إن شاء ﷲ، انتظر الجمیع في المشفى حتى الصباح، لیطمئنوا على ریم وعائلة القناوي جمیعھا ذھبوا. وفي صباح یوم جدید أتى الجمیع حتى یطمئنوا على أولادھم. انتقلوا جمیعًا إلى غرف عادیة، یقف في الممر معاذ یتحدث مع روح معاذ بھدوء: أنا عایز أسالك سؤال واحد بس، إزاي واحدة بالجمال دا كله وتبقى بالشر دا كله؟ وبتشتغل الشغل دا؟ نظرت له روح بذھول ثم ھتفت قائلة: انا أتعودت على كده دي حیاتنا وحیاة عيلتنا، وأظن أنت شایف. ھتف معاذ قائلًا بحنان: طب لو جالك فرصة تتغیري ھتتغیري؟ ھتفت روح بجمود: لا دي حیاتنا وأنا أتعودت علیھا. كان عمر مع ریم في نفس الغرفة لنقص عدد الغرف، أسر مع جاسر في الغرفة، كانت سیدرا معھم دلفت على عمر لتطمئن علیه، نظر علیھا مازن نظرة إعجاب تجاھلتھا سیدرا، جلست تتحدث مع عمر كان عمر ینظر على ریم من لحظة إلى آخرى، ثم بدأ في الحدیث معھا والجمیع في الغرفة عمر: قولیلي أيه اللي حصل؟ ریم بتقزز منھم ونبرة عالیة: وحیاة أمك! أنت ھتعمل نفسك متعرفش حاجة، وأنتو أصلًا السبب. عمر بخضة: السبب؟! سبب في ايه؟ أحنا كنا في شغل واتصبنا وجینا على ھنا أحنا مین بقي اللي السبب؟ ریم بنظرة ستحقار: لا وﷲ یعني مش أنت قلت لرجالتك یضربوا علیا نار عشان كنت جمب مخزن السلاح بتاعكم؟ عمر بنظرة مریبة: یا سلام، وأنتِ عایزة تبقي جمب مخزن السلاح بتاعنا ومحدش یھوب ناحیتك؟! أنتِ عبیطة یا بت أنتِ ولا أيه؟ّ! في ھذه اللحظة أنتفض معاذ من مقعده ھو ومازن ثم نظرا إلیه وإلى والده وأھل عمر بحدة.