Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الثاني عشر

دائمًا الحیاة تضعنا في اختبارات لا نستطیع أن نخوضھا، ولكن تجبرنا الحیاة على أن نخوضھا ونتحمل ھذه الصعاب والاختبارات، الحیاة ليست وردیة اللون دائمًا ولا سوداء اللون دائمًا فالحیاة ھي المزیج بین الجمیل والسيء، وبین العدل والظلم وبین الحلال والحرام، وكل منا ھو من یفرق بینھما، ولكن أحیانًا تختلط علینا الأمور فنتلغبط قلیلًا، وأوقات نعود إلى ذھننا ونتوب عن ما فعلنا. اقترب عمر من الشخص ثم أوقفه عن ما یفعل نظر له عمر بحدة، ثم ھتف بقوة، عمر: مین اللي بعتك یا لا؟ الشخص بتوتر: بعتني ليه؟ ايه یا باشا؟ عمر بجدیة ومكر: بعتك عشان تسیب الفرامل والعربیة تتقلب، أكید أحمد القناوي صح؟ نظر له الشخص بخوف، وھو یتحدث بتوتر: معرفش أنا معرفش حاجة. ھتف عمر بھدوء: لا تعرف، ولو مقولتش ھزعلك. الشخص بتوتر وخوف: ایوه أحمد القناوي. نظر لھ عمر بجدیة وصرامة، ثم ھتف بحدة: طب غور وإیاك تقرب منھا تاني. ثم صعد إلى المكان الذي تجلس به ریم، وقف أمام مكتبھا وھو یظھر الھدوء على ملامحه، ثم ھتف بنبرة ھادئة تخفي بركان الغضب الذي بداخله: بصي یا ریم، وھو یجلس على الكرسي الذي أمام مكتبھا وھي تنظر له باستغراب وھو یكمل حدیثه: اللي أنتِ بتعمليه دا غلط جدًا علیكي وعلى اسمك وسمعتك. أنتِ یا بنتي مش عارفة أنتِ وقعتي مع مین، مش ھقولك بقى أحنا أكبر عیلة والكلام دا، لا لأن الكلام دا مفروغ منه أساسًا، أحنا عیلة معروفة أبًا عن جد، بس اللي اكید أنتِ تعرفیه أننا مبنرحمش، ايه مش خایفة على نفسك؟ نصیحة خافي على نفسك وعلى عیلتك وخصوصًا أخوكي، ولا أيه رأیك؟ ھو یتحدث وھي تنظر له بجمود، ثم ھتفت قائلة بھدوء وجمود وحدة ریم: بص بقى أنت كلك على بعضك كده، أنت وعیلتك ما ھزتوش مني شعرة واحدة، ولعلمك أنا ما یفرقش معایا التھدید دا، لا، خالص طز فیك أنت وعیلتك ولو ناسي أنا مین، وبنت مین، وحفیدة مین؟ أفكرك، أنا ما بتھددش ظل ینظر لھا بإعجاب خفي، فھي أول من یتحداه ویقف أمامه. ھتف قائلًا في صمود وجمود یظھر على ملامح وجھه، وینظر لھا نظرات ساخرة: وأنا مش بھدد، تحبي تشوفي؟ وفي مكان عملك. أخرج مسدسه من جیبه وھو یشعر شعور غریب بداخله أن لا یفعل ذلك بھا، ولكن أخرجه ووضعه أمام رأسھا بسرعة، نظرت له ھي بتوتر وخوف، ثم ضربت یده بخفة أوقعت المسدس منه وھو ینظر لھا بصدمة، تقترب منه بسرعة وھو یضع یده على عنقھا، وھو یتحدث بنبرة غاضبة منخفضة كفحیح الأفعى وھو یتحدث: بصي أنا ممكن أعمل أي حاجة في أي وقت، أنا لابخاف ولا بھیب مخلوق ففوقي كده وأعرفي أنك بتتعاملي مع واحد بايع دنیته. أردفت ھي بشر وھي تحاول أن تبعد یده من علیھا وتعطيه ضربة قویة برجلھا، وھي تبتعد عنه تحدثت وھي تلھث وبقوة وسخریة: وأنا برضو مش بخاف، العمر واحد وتعددت الأسباب والموت واحد، یلا یا قلب أمك برا. نظر لھا بقوة وھو یغلي منھا بداخله، ولكن أقترب منھا مرة أخرى وھو یضع یده على شعرھا ویشده بحدة: وحیاة أمي لا ھفرجك یا بنت ال... ثم تركھا وذھب ھو، وھو یشعر بالغیظ تجاھھا وینزعج مما حدث باك عمر بحزن داخلي: مش عارف ليه حسیت ساعتھا أني متغاظ أوي من جدي أنه عمل كده، وبالرغم أن البت دي بھدلتني بمعنى الكلمة، بس انا معندیش أي رغبة بالانتقام من ناحیتھا. ھتف أسر بضحك وھو ینظر لعمر: یا لھوي علیك، وعامل فیھا جامد وبتاع، لا دا البت شلفطتك. نظر له عمر وجاسر وھما یضحكان بقوة، ثم نظر أسر وعمر إلى جاسر عمر : وأنت بقى یا جاسر أيه حكایتك؟ نظر لھما جاسر بتردد وھو یتحدث بھدوء وعقلانیة جاسر: بصو ھي عمرھا ما ھتفكر فیا، من أول ما شوفتھا في المستشفى وھي بتطمن علینا بعد العملیة وأنا حاسس إحساس غریب كده، مش عارف ليه، أنا عایز أكلمھا، رغم أني متأكد ملیون في المیة أن عمرھا ما ھتحب تتكلم معایا، أو مع اي راجل غیري؛ لأن ببساطة روح كسرت نفسھا ووجعتھا وحسستھا أن عندھا نقص كبیر، وبالتالي ھي مش ھتقبل فكرة الارتباط بسھولة، ولو قبلت عمر الشخص دا ما ھیكون أنا؛ لأن ببساطة أنا شریك روح في كل حاجة فأكید مستحیل ترضى بالوضع دا لا ھي ولا ریم، بس من جوایا عایز أتعرف علیھا. نظر له أسر بحزن ثم ھتف بھدوء: بصوا أنتو حاولوا، ونشوف ايه اللي ھیحصل ما یمكن یبقوا ھما سبب أنكم تبطلوا. نظر له عمروجاسر نظرات سخریة، ثم ھتف جاسر بحزم عمیق جاسر بابتسامة ساخرة: وأنت بقى متخیل أننا ھنقولھم أحنا مش عایزین نكمل مش ھنكمل، صح؟ ھتف عمر بحزن أیضًا: لا طبعًا، وخصوصًا أنھم عارفین كل حاجة یعني مش ھینفع نداري أصلًا فكرة أننا نحب ونتجوز ونعیش زي الناس ویكون لینا عیلة وكده مستحیلة، أصل أنا مش ھخلف عیل عشان اطلعه رئیس عصابة ولا قتال قتلة، ولا أحسن واحد بیجیب أثار وبنات، صح ولا أيه؟ ھتف أسر وھو ینظر له بھدوء. أسر: أنت صح، بس حاولوا، یمكن في نفس اللحظة التي یتحدثون فیھا سمعوا صوت بنتین بصوت عالي ریم بعصبیة وغضب ونبرة عالیة: دا بني أدم مغرور وأنا ھوريه ھعمل فيه ايه، وﷲ لأشرده في الجراید وأخلي فضیحته بجلاجل ابن بیاعة الفجل. ھي تتحدث وھم یجلسون على الطاولة التي أمامھم ولا ینظرون على الشباب. كل ھذا وعمر وجاسروأسر یضحكون بشدة عمر في صدمة: أنا ابن بیاعة فجل؟! ضحك جاسر وأسر بقوة ریم: ابن بیاعة الفجل یقولي أنا مبھددش؟ طب وحیاة أمه لأندمه على الیوم اللي فكر بس في أنه یتكلم معایا أنا كده، والمقال ھينزل بكره في صحیفة العدد، وعمر بالاسم. ھي تتحدث وھو یقف خلفھا، ھو وجاسر وليلیان تجلس بجانبھا، عمر من خلفھا بسخریة: انا ابن بیاعة الفجل؟! أنتِ یا بت أنتِ عبیطة ولا شكلك كده؟ وبعدین أعلى ما فخیلك أركبيه، أنتِ فكراني ھخاف منك یا شبر ونص أنتِ؟ ھو یتحدث وھي تنظر له وھي في مقعدھا، ولكن عندما قال لھا إنھا شبر ونص، وقفت أمامه بحدة وھي تنظر له بقوة، ریم: طب وحیاة أمك یا بن بیاعة البقدونس، بلاش فجل طالما مزعلاك، وبعدین مالھم بتوع الفجل والبقدونس مش بني آدمین ھو أنت فاكر إني بھزقك، لا لا دا أنا بكرمك أني شبھت أمك بیھم. ظل ینظر لھا بغیظ داخلي وھو یرسم البرود على وجھه ثم تفوه قائلًا بحدة ونبرة عالیة نسبیًا: بت أنتِ لمي لسانك أحسنلك. أردفت ریم بعصبیة: وإن ما لمتش لساني ھتعمل أيه یعني؟ یا بني أنت مفكر نفسك حاجة؟ أنت ولا حاجة ولا تقدر تعمل حاجة. أنت مین أنت؟ أنت لولا شویة الفلوس اللي معاك عمرك ما كنت ھتعرف تعمل حاجة، یا ابني أنت ولا شخصیة ولا أسلوب ولا أي حاجة خالص، أنت عبارة عن شيء ما لوش لازمة. في ھذه اللحظة أمسكھا من معصمھا بشده، نظر له جاسر وھتف بھدوء، ثم جاء أسر وأمسك به من ذراعه أسر: أنت مجنون یا عمر؟ ثم اقترب من أذنه وھتف بھمس أحنا عایزنھا تحبك، مفیش واحدة ھتحب راجل ھمجي زیك، نظر له عمروھو یتنھد بحزن وقلة حیلة ثم ترك معصمھا وھو یتفوه قائلًا بھدوء: أسف بس بلاش تغلطي فیا، ونتكلم بھدوء.. نظر له الجمیع بصدمة ریم وما زالت الصدمة تؤثر علیھا: ھنتكلم في أيه؟ أحنا بينا عداوة. نظر لھا عمر بھدوء وھو یحاول یتمالك أعصابه: أنا معملتش لیكي حاجة عشان یبقى بینا عداوة، العداوة بینھم ھما مش بینا أحنا، نظرت له وھي مترددة، ثم ھتف ھو بھدوء: طب تعالوا نقعد نتكلم. نظر لھم أسر ثم ھتف بابتسامة: طب أنا ھروح أنا، عن أذنكو.. وتركهم كل ھذا الشجار یحدث، وليلیان وجاسر في عالم أخرعالم خاص بھما بمفردھما، ینظر لھا بھیام كأنه أول مرة یراھا فھي أخذت قلبه وبشدة وھي تنظر له بإعجاب شدید لا تستطیع إخفائه، ثم فاقت على حدیث عمر، جلسوا جمیعھم على الطاولة وھم یتحدثون في أمور مختلفة، أخذ جاسر ليلیان على طاولة بمفردھمل یتحدثان سوا جاسر یھدوء وھو یحاول أن یفتح معھا حدیث: تسمحیلي نبقى صحاب؟ نظرت له وھي تتحدث بقوة: صحاب؟ صحاب أزاي؟! یعني ھو أنت فاكر أن دخلت علیا الدخلة اللي دخلتھا أنت وأخوك وابن عمك، أنتو أكید عایزین حاجة ما أنتو أحفاد القناوي، أكید وراكو حاجة مش ھتتكلموا كده والوطن، ھا عایزین أيه؟ نظر لھا بصدمة من حدیثھا، ولكن حدث نفسه قائلاً: لیھا حق تقول كده، ما سمعتك سبقاك على العموم حاول ما تیأسش ھتف قائلًا بابتسامة طفیفة وھو یحاول أن یجعلھا لا تخاف منه: ليه بتقولي كده؟ احنا فعلًا شغلنا محتم علینا أننا نبقى كده بس دا مش بأيدینا، دا غصب عننا. نظرت له بھدوء، ثم ھتفت قائلة بحزن: واللي روح عملته؟ أيه غصب عنكم برضو؟ أكید كنت عارف ما ھي أختك. نظر لھا بحزن داخلي، ثم ھتف بقوة وسرعة وھو یحاول نفي ھذه التھمة عن نفسه: لا، لا، أنا فعلًا معرفش، أنا أصلًا مش بحكي مع روح أختي في حاجة، أحنا كل اللي بینا شغل، شغل وبس مش أكتر، لكن شغل الأخوات دا وتحكیلي وأحكیلھا لا، أنا أصلًا مش شغال معاھا في المستشفى، أنا بجیب لھا عیال بس عشان الشغل، أكتر من كده أنا معرفش فعلًا، ولا كان عندي خبر أنھا ممكن توصل بیھا لكده. نظرت له نظرات خوف أن یكون كاذب، رد علیھا بنظرات مطمئنة وھو یحاول أن یكسب ثقتھا به. ھتفت قائلة بھدوء: طب قولي أنت عایز مني أيه؟ وھیفرق معاك في أيه بالظبط اني أصدق أو لا؟ نظر لھا بھدوء، ثم ھتف قائلًا وھو یبتسم: أيه رأیك نبقى صحاب؟ نظرت له ليلیان في توتر ثم أجاب ھو علیھا بھدوء جاسر: ھسیبك تفكري متخافیش، ودا رقمي رني علیا عشان نبقى على تواصل، ومتخفیش محدش ھیعرف حاجة. نظرت له وھي تتأكد منه نظر لھا نظرة مؤكدة جاسر بھدوء: متخفیش محدش ھیعرف حاجة خالص، غیر ریم وبس، أنا عارف أن الموضوع حساس وإن أھلك عمرھم ما ھیرضوا یبقى لیكي علاقة بیا. نظرت له بھدوء وأخذت الرقم وأعطته رقمھا، وكذلك ریم. في الملھى التابع إلى أسر یجلس أسر بالغرفة الخاصة به على سریره الخاص بجانبه إسراء التي تضع رأسھا على صدره العاري ينظر لھا أسر بحب وحنان، عندما تحدثت قائلة بھدوء إسراء بعین حزینة وھدوء: أسر ھو انا ممكن أسألك سؤال؟ نظر لھا أسر باھتمام: قولي سامعك. إسراء بھدوء: أنت ليه بتعمل معایا أنا بس كده؟ ومعنتش بتقرب لأي واحدة تانیة غیري، ليه أنا؟ ليه المعاملة دي؟ نظر لھا أسر بحب وھو یتحدث قائلًا بتردد: عشان، عشان بحبك. نظرت له إسراء بصدمة، ثم أعتدلت في جلستھا، وھي ما زالت مصدومة. أسر بضحك على حالھا: مالك مصدومة لیه كده؟ نظرت له وھي تتحدث بھدوء ودموع في مقلتیھا تأبى الخضوع أمامه: طب ليه؟ ليه ما تجوزتنیش؟ ولا ھو لازم حرام وخلاص؟ نظرلھا أسر بحزن وھو یضع یده على رأسھا بھدوء وحنان: لا أبدًا، بس أنا مش عارف لو أخدت الخطوة دي أنتِ ممكن یحصلك أيه؟ الكل ھیفتكر أني لما أتجوزك ھتاخدي كل حاجة وأنا خایف علیكي أتجوزك، أنا خایف أطلعك من ھنا عشان محدش یعرف عن علاقتنا حاجة، ویحطوكي في دماغھم وممكن یعملوا فیكي حاجة. نظرت له وھي تتحدث بقوة: ليه؟ ليه یعملوا كده؟ ومین دول أصلًا؟ نظر لھا بھدوء وھو یحاول أن یطمئنھا: بصي أنا ھحكیلك، بس الكلام دا میطلعش برا. وعدته إسراء أن لا تتحدث بأي شيء ھو یقوله لأي حد مھما أن كان. سرد لھا كل شيء، نظرت له بحزن على حاله، ثم ھتفت: خلاص أحنا تفضل زي ما أحنا مؤقتًا، بس أنا عایزة أسأل موضوع الخلفة أيه نظامھا؟ نظر لھا بقوة ثم ھتف بعین حمراء من للغضب: اوعي، سامعة أوعي، أنا مش ھجیب عیل یطلع زینا، أنتِ سامعة؟ تحدث بقوة وھو یمسك معصم یدھا بقوة. نظرت له بعطف على حاله، ثم ربتت على ظھره ومسحت على شعره بھدوء، ثم ھتفت قائلة بحزن: حاضر، متخفش أھدى أنت بس. نظر لھا بعیون دامعة، ثم اقترب منھا لیقبلھا بحب وحنان من وجنتیھا. فات على ھذه الأحداث حوالي شھر، كان الشباب تعرفوا على بعض، ولكن لا یعترفون بالحب بینھم فھم یقولون أنھم أصدقاء فقط، وكان كل منھم بیاشر عمله بشكل طبیعي. وفي یوم دلف یعقوب وھود إلى غرفة ریم وكانت ریم تجلس معھا ليلیان وأشار لھما أن یأتوا خلفھما إلى المكتب، وكان معھم مازن ومعاذ. یعقوب بھدوء: ليلیان وریم عندي لیكم عرسان زي الفل.

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514