"الكهف" اتجهت فاطمة للمكان حيث وجدت بورو ينتظرها عند المركبة الصغيرة.. صعدا للمركبة على الفور بورو: لماذا تأخرت؟. فاطمة: لقد اضعت الطريق. بورو: لا بأس، لم يعلن عن الانطلاق للآن. فور دخولهما للمركبة وجلوس كل واحد منهما على كرسي سمعا صوتا يتردد عشر ثوان للانطلاق: تسعة.. ثمانية... فاطمة: دع أمر القيادة لي، وتولَّ أنت أمر الخارطة وترتيبنا. بورو: بالتأكيد... بعد لحظة سمعا: صفر انطلقت المركبة.. دخلا ضمن النفق الذي أوصلهما لصحراء.... وبدأت المنافسة... كانت فاطمة في المرتبة الأخيرة لكنها استطاعت التقدم للمرتبة الثانية... صاحب المرتبة كان الأمير ريان وأرم مساعده الذين استطاعا عبور منتصف المسافة في الصحراء في وقت قياسي.. بورو: لدينا رسالة. فاطمة: أعرضها.. كان صوت ريان في اللحظة التالية يتردد في الغرفة: لا تحاولا لن تهزماني.. ابتسمت فاطمة وزادت من سرعة المركبة ثم قالت: أرسل له هذه الرسالة. ضغط بورو على زر الإرسال: ليس مهما كلامك لأني من سيحصل على الراية الماسية في النهاية.. أرسل ريان رسالة أخرى: سأكون بانتظارك حينها. بورو: مشكلة.. فاطمة: ما هي؟ بورو: هنالك قطيع من الحيوانات الضخمة أمامنا. فاطمة: أرني .... أقصد أعرض ذلك على الشاشة أمامي. ثم تابعت باندهاش: ديناصورات! .. أليس هذا النوع يعيش في المناطق العشبية. أدركت ذلك من شكلها.. (شكل الديناصورات) سألت: ألا ترتفع هذه المركبة عن الأرض أكثر. بورو: لا، للأسف. فاطمة: لا مشكلة سنلتف حول القطيع.. من الجهة المعاكسة لسيره. بورو: فهمت، هو قادم من اليسار سنلتف من اليمين إذا. فاطمة: بالضبط.. هذا سيوفر بعض الوقت، لكن سيزداد الفارق بين مركبتنا وبين مركبة ريان. بعد أن تجاوزت القطيع زادت السرعة عشرة أضعاف.. بعد 20 دقيقة وصلوا للجبل البركاني المنشأ... كانت فاطمة تظن أن المرحلة الثالثة في بركان نشط... لكنه لم يكن كذلك... بدت عليها الصدمة لبرهة.. نزلا من المركبة قالت فاطمة: ماذا الآن؟. بورو: واضح، نشغل الخارطة التي في سوارينا. فاطمة: كيف؟ بورو: بسيطة، قولي تشغيل الخارطة وستظهر الخارطة ثلاثية الأبعاد. فاطمة: تشغيل الخارطة... لحظة هي تشير لكهف ما.. لا يمكن للمركبة الصغيرة عبوره بورو: إذا سنتابع مشيا. وصلا للكهف.. شغلت فاطمة البيل الذي كان في السوار ثم دخلا إليه... سمعت فاطمة صوتا قادما من أعماق الكهف... تابعا المسير حتى وصلا لمكان فيه ثلاث ممرات ضمن الكهف. فاطمة: أيها يوصل للراية بورو. بورو: أعتقد وفقا للخارطة جميعها. نظرت فاطمة للخارطة وقالت: مرسوم في هذا الطريق نهر ويبدو عميقا، لن نسلك هذا الطريق فليس لدينا المعدات اللازمة للعبور من خلال النهر.. نظرت للطريق الآخر كان مرسوما فيه حمم وفقا للخارطة. فاطمة: لن نعبر من هذا النفق بالتأكيد أيضا أشارت بيدها للنفق. في حين كان النفق الأخير يوصل لمتاهة.. فكرت فاطمة قليلا.. لاحظت أن المتاهة تتغير على الخريطة كل ثلاث دقائق.. فاطمة: سنعبر من هنا لدينا ثلاث دقائق للعبور وهذا الوقت كافِ إن استطعنا حل الخارطة ومعرفة الطريق خلال نصف دقيقة والعبور جريا في الوقت المتبقي. بورو: جريا! سأحاول مجاراتك. كانا يقفان أمام الخارطة عندما قالت فاطمة فجأة: انظر ظهرت الخارطة الجديدة. بورو: ممتاز. كان لدى بورو قدرة مذهلة على حل المتاهة حيث قال: سنسلك ذاك الطريق وإن تابعنا هكذا ثم هكذا ثم انعطفنا يمينا سنصل..كان يشير بيده على الخارطة فاطمة: جيد في أقل من ثلاثين ثانية.. ممتاز.. دخلا للمتاهة وبدآ الجري، وفجأة أصيب بورو في ذراعه بسهم، نظر خلفه ليجد كائن ريكا قد أطلقه عليه . نظرت فاطمة للخلف لتشاهد بورو يتعارك مع كائن الريكا... في اللحظة التالية صرخ بورو: تابعي، لا تتوقفي، طلبت المساعدة من المركز هيا بسرعة أجري.. لاحظت فاطمة كائن آخر غير الريكا يجري نحوها لذلك أغمضت عينيها لبرهة ثم فتحتهما وجرت بسرعة مذهل كعداءة سباق هدفها المركز الأول.. وصلت لنفق في آخر لحظة، حيث بعد دخولها للنفق تغيرت المتاهة على الخريطة وأغلق النفق من الخلف. باتت فاطمة وحيدة الآن.. لم تكن خائفة بل تابعت المسير... بينما كانت تمشي سمعت صوتا قادما من أحد الممرات.. كان الصوت مألوفا.. صوت ريان: لن اتحرك خطوة للأمام أكثر. أرم: لكن سيدي سنخسر هكذا. ريان: لا يهمني.. كان أرم على وشك قول شيء عندما قالت فاطمة: أنتما هنا إذا جيد. ريان: وصلت أخيرا؟ وقفت فاطمة بقرب ريان وقالت: وصلت. ثم نظرت لأرم والصدمة واضحة على وجهها حيث قالت: انظر، هنالك كائن خلفك أرم كن حذرا. أرم: هل تخالينني أبله... لن أقع في فخك مرتين. فاطمة: حذرتك.. بعدها بلحظة أمسك كائن ريمان بأرم في حين تراجع ريان للخلف بعد أن أمسك يد فاطمة وبدأ بالجري. فاطمة: ماذا عن صديقك؟. ريان: لا تقلقي، أرم قوي سيتولى أمره بسهولة. بعد الجري لمدة خمس دقائق وصلا لطريق مسدود.. فاطمة: أليس من المفترض وجود طريق هنا يؤدي لتلك الراية؟. ريان: هذا ما أفكر به الآن. بدأ ريان بالتحرك وهو يفكر عندما داس على حجر غارَ في الأرض أدرك ريان أنه فخ، لذلك بدأ بالنظر حوله عندما انهارت تلك الأحجار الثقيلة وسدت طريق العودة.. فاطمة: ما هذا! ماذا فعلت! ريان: صدقيني هي الصدفة.. لم أفعل شيئا فقط دست... أووووه هذا ليس مهما. فاطمة: ماذا سنفعل الآن؟. ريان: بالتأكيد هنالك حل بدأ بالضغط على الجدران لكن دون فائدة. بدأت فاطمة بفقدان الأمل لذلك سألت: هل صحيح أني مجبرة على متابعة السباق من أجل إنقاذ الأرض بعد أن صعدت على سفينة الجيفاي؟. ريان باستغراب: بالتأكيد لا، من أخبرك بذلك. ابتسمت فاطمة ابتسامة باهتة وقالت: لقد كذب علي ألوا في ذلك أيضا... قال أنه اختارني لأني ذكية وشجاعة كنت أعرف أنه يكذب. توقف ريان عن فحص الجدران: لكنكِ كذلك. فاطمة: لا، لست كذلك. ريان: صحيح أن ألوا من أكثر الكائنات كذبا.. لكنه قال الحقيقة عندما قال ذلك. فاطمة: صحيح.. ما سبب الخلاف بينكم وبين الجيفاي؟ نظرت لريان الذي كان يفكر ثم تابعت: إن لم ترد الحديث فلا بأس بذلك. ريان: لا.. أريد إخبارك بالكثير وهذا بعض منه. اسمعي القصة جيدا ثم احكمي. فاطمة: هنالك قصة إذا.. حسنا سأفعل.. ريان: هل تعرفين لماذا وصفت الجيفاي بأنهم غدارين؟، رغم معرفتي بأنهم ليسوا كذلك.. على الأقل ليس جميعهم.. هذا هو السبب. بدأ بالكلام....