"نجوم" اختبأت فاطمة في زقاق ضيق ووضعت الطفل على الأرض فقد كانت متأكدة من نجاح هروبها فهي لا تزال الأسرع في الجري. بعد مضي عدة دقائق خرجت من الزقاق هي والطفل عندما سمعا صوتا قادما من خلفهما: أنتِ... دعِ هذا الطفل. اختبأ الطفل مجددا خلف فاطمة التي قالت: ومن أنت؟ كائن الريكا: لا خصَّ لكِ... أعيدي الطفل وحسب. عندها ظهر كائن آخر الذي قال: أليس من المفترض أن يكون الطفل مع ذاك الضخم.. (يقصد كائن الريمان) أمسكت فاطمة الطفل وكانت على وشك الجري عندما ظهر كائنان آخران من خلفها. تتراجع فاطمة للخلف.. كان كائن الريكا الأحمر على وشك ضربها عندما فجأة ظهر ريان وبورو. ريان: كم أنتِ سريعة يا فتاة.. لم أتخيل روفا بهذه السرعة. بورو: هو على حق لولا الصدفة لما وجدناكِ. وجه ريان في اللحظة التالية ضربة باتجاه الريكا بينما ضرب بورو الكائن الذي بجانبه... أمسك ريان في اللحظة التالية يد فاطمة وقال: هيا أجري بأسرع ما عندك... لكن دون جدوى فقد ظهرت كائنات أخرى بسرعة والتفت حولهم، في تلك اللحظة أغمض ريان عينيه لمع سوار الأمير ريان ليمتلئ المكان بحراس الأورغونا بكل مكان، الذين أحاطوا بتلك الكائنات وأمسكوا بهم. أفلت ريان يد فاطمة وقال: هل طفل الأورغونا بخير. فاطمة: نعم هو بخير. ريان: بفضلي. فاطمة: مجرد مغرور وضعت فاطمة الطفل على الأرض نظر ريان للطفل وهو يحدثه بشيء بلغته ليجيبه الطفل بلغته أيضا. ريان الذي نظر لفاطمة: مذهل لقد أنقذتِ للتو أميرا من أمراء الأورغونا.. كيف عرفت أنه أمير!... هل تعاونتِ معهم.. أم أنكِ تحاولين التقرب منا؟. فاطمة: أوووه مجرد أبله.... لن أتعب نفسي بالكلام حتى. في تلك اللحظة قال الطفل شيئا معناه (لقد أمسكت بيدها)! ليجيبه الأمير ريان بلغتهما لغة شعب الأورغونا: أبقي هذا الأمر سرا بيننا. أجابه الطفل بتلك اللغة: نعم كان قد وصل جيرك لهناك حيث قال باللغة الشائعة: ما هو السر؟.. الأمير ريان: لا شيء مهم... لقد أنقذتهم. بورو: ذلك غير صحيح، بالفعل أنت مغرور كما تقول فاطمة وكذلك أصبحت كاذبا الآن. تجاهل الأمير ريان كلام بورو وتابع بلغة الأورغونا: لقد ساعدت فاطمة الأمير الصغير ألفيد، وأنا تدخلت في آخر لحظة لمساعدتها لكننا حوصرنا هذا ما حصل. ابتسم جيرك وقال بلغة الأورغونا: فهمت. بورو بغضب: ما الذي قاله لك. ردت فاطمة قائلة: اهدأ بورو لنعد لجولتنا، وكذلك لا أريد التأخر في العودة لذلك البناء. كانت غاضبة للغاية استغرب جيرك كلمة بناء! في المساء عادت فاطمة لتلك الغرفة.. استلقت على السرير... كانت تفكر فيما حصل لذلك لم تستطع النوم... نهضت من السرير وخرجت من الغرفة.. وبدأت التجول في الممرات عندما سمعت صوت الأمير ريان يتحدث بصوت منزعج مع أحدهم: دعني ألا يمكنني التجول وحدي لبرهة (أرم) .. كان معه الأورغونا ذو الملابس البيضاء. مشت فاطمة بهدوء ووقفت عند الزاوية تتنصت.. أرم: آسف سيدي، تلك الأوامر ولا استطيع مخالفتها. ريان: لكني أريد منك مخالفتها... لا دخل لي بما حصل اليوم. أرم: سيدي لكن ما حصل اليوم يمس الأورغونا كلهم.... هم بالتأكيد سيحاولون أذيتك. ريان يصرخ: هذا ليس مهما، أريدك أن ترحل حالا. هنا تظهر فاطمة وتقف أمام أرم وريان تتجه نحوهما وتقول: أرم ما ذاك خلفك. ينظر أرم للخلف تمسك فاطمة يد ريان وتبدأ بالجري... بعد التأكد من أنهما أضاعا أرم تبدأ فاطمة الكلام: أووه هذا ممتع لم أركض هكذا منذ فترة الظهيرة. ريان: ألم يخبرك أحد عن معنى الإمساك بيد أورغونا؟. كانت لا تزال ممسكة بيده لكن في اللحظة التالية أفلتتها ثم قالت: نسيت... آسفة حقا. ريان: إذا معنى إمساك اليد له معنى آخر عندكم. فاطمة وقد بان عليها الارتباك فكرت قليلا ثم قالت: بصراحة المقربين من بعضهم هم من يمسكون بأيدي بعض ليس شرطا الحب بين شاب وفتاة... يمكن بين الأب وابنته حيث يصحبها للمدرسة... وكذلك عند مقابلة شخص يمد يده من أجل المصافحة مثلا.. ليس شرطا الحب كما تعتقد. فجأة أنزلت فاطمة رأسها وابتسمت.. كما لو أنها تذكرت شيئا.. ريان: لماذا تبتسمين بتلك الطريقة الغريبة؟! فاطمة: هذا ليس مهما... ريان: أريد معرفة الشيء غير المهم ذاك. فاطمة: تذكرت أبي هذا كل ما في الموضوع. ريان باستغراب: والدك.. كيف يبدو، هل يشبهك؟. فاطمة التي استغربت من سؤاله: بت الآن فضوليا باتجاه أهلي هيا ارحل.. لقد ساعدتك فقط للهروب من ذاك.. ما كان اسمه؟ ريان بابتسامة: أرم... سأعطيكِ معلومة، تعرفين أنا مدلل تماما مثل ما يقول بورو.. وما أرغبه يتحقق.. وأرغب حاليا بالحديث معكِ. فاطمة: لا، لا يمكنك ذلك. ثم سكتت للحظة بعد أن خطرت ببالها فكرة حيث تابعت: يمكنك، لكن بشرط. ريان: ما هو؟ هل استطيع تحقيقه. فاطمة: أريد الصعود لسطح هذا البناء. بدأ ريان بالضحك وقال: هذا ليس بناء هذا مركبة... الجميع يستغرب عندما تقولين بناء.. لحسن الحظ لم يفهموا عليكِ... وإلا لكانوا سخروا منكِ. فاطمة بانزعاج: سخرية!.. حسنا سأعدل عن رأيي إذا. ريان: لا أنا موافق سآخذك لسطح هذا البناء... عفوا أقصد المركبة. فاطمة: هذا جيد. تسللا للسطح، نظرت فاطمة للنجوم ثم ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت: هي حقا لا تشبه نجوم كوكبي أبدا... لا أرى مجموعة الدب الأكبر أو نجمة القطب.. ريان: نجمة القطب! فاطمة: نعم إنه اسم أطلقناه على نجمة تساعدنا في معرفة جهة الشمال ليلا.. ريان: فهمت. فاطمة التي كانت تحدق بالنجوم: هل لهذه المركبة اسم. ريان: نعم هي مركبة الريح... لا دخل لها بمدينة ريح. فاطمة: إذا لماذا أطلق عليها هذا الاسم "الريح". ريان: لا أعلم بالضبط، ربما لأن شعبي يحب الريح... أعتقد من دون سبب مقنع... وإن كان هنالك سبب عليكِ بسؤال المصمم هو من سماها هكذا. ابتسمت فاطمة مجددا و لم تعقب بل بقيت تنظر للنجوم لعلها تجد نجمة ترشدها للعودة للمنزل. بعد دقائق هبت الريح وزاد الجو برودة لذلك قال ريان الذي كان يحدق بفاطمة: علينا النزول الآن واثق من كون عاصفة ما ستهب عما قريب هذه الليلة. تعدل مزاج فاطمة التي عادت لغرفتها ونامت... كان ريان يمشي في أحد الممرات في المركبة عندما سمع صوت جيرك من خلفه الذي قال: لقد أمسكت يدك. الأمير ريان: كانت لا تذكر. جيرك: لم أعنِ هذا.. أنت سمحت لها بذلك. الأمير ريان: وماذا في ذلك. جيرك: هي روفا.. وأنت تعلم جيدا هم كاذبون ومخادعون.. لكنهم يملكون الحب... وهذا أمر خطير... لا أريدك أن تعبث مع تلك الفتاة، أريد لها الفوز، هي ذكية ويمكنها ذلك. ابتسم ريان ابتسامة خافتة وقال: أنا أريد لها ذلك أيضا.. لذلك لا تقلق. أدرك جيرك في تلك اللحظة أن الأمير ريان قد تغير وفكر (يبدو أن الأمير قد وقع بالحب)