"مدينة الريح" كانت فاطمة تحاول النوم في تلك الغرفة في ذلك البناء.. كانت تفكر في المرحلة التالية التي ستكون في صحراء ما على هذا الكوكب... وبما أنها لم تستطع النوم قررت الخروج للتجول في ممرات البناء.... بينما كانت تمشي شاهدت الأمير أيان يمشي ببطء أمامها، كان يمشي بحذر كان لدى فاطمة فضول لمعرفة سبب ذلك... اتجهت نحوه وقالت: أيها الأمير. وقف الأمير ريان مرعوبا في مكانه للحظة ثم أدرك أنها فاطمة لذلك استدار وقال: أنتِ ما الذي تفعلينه.. فاطمة: هل ارتعبت؟ ريان: لا لم ارتعب.. لن ارتعب من روفا بالتأكيد.. فاطمة: مغرور، من تخال نفسك؟ عندما لاحظ ريان أحدا قادما من ممر مجاور فقد شاهد ظلا... جرى لمنعطف آخر واختبأ هناك!. استغربت فاطمة ذلك وبقيت واقفة في مكانها... كانت تريد قول شيء عندما سمعت صوتا قادما من خلفها: يا روفا. نظرت باتجاه الصوت، كان ذاك الاورغونا الذي يرتدي اللون الأبيض.. حيث تابع: ما الذي تفعلينه هنا؟ فاطمة: لا شيء.. ذاك الأورغونا: لا شيء... حسنا.. هل رأيتِ الأمير ريان؟ فكرت فاطمة قليلا ثم قالت: نعم في تلك اللحظة بان الغضب على ريان الذي كان يستمع.. لكنه لم يجرؤ على الظهور. تابعت فاطمة وهي تشير بيدها نحو منعطف ما يؤدي لممر آخر: ذهب أميركم المغرور من هناك. ذاك الأورغونا: شكرا لكِ.. ثم اتجه هو والاثنان الذين معه نحو ذاك الممر. بعد أن تأكدت فاطمة من ابتعادهم قالت: اخرج المكان آمن. استغرب ريان كلامها فقد كان يتوقع أن يتم الإمساك به. خرج وقال: هل كذبتِ للتو! فاطمة بابتسامة: كذبة بيضاء... كان ذلك لمساعدتك.. ريان: هل كنتِ تحاولين مساعدتي؟!... ثم ما معنى كلمة كذبة بيضاء؟!.. هل للكذب ألوان عندكم يا روفا؟! فاطمة: أولا اسمي فاطمة... ثانيا لا... ليس للكذب ألوان... انسَ ما قلت عن الكذبة البيضاء.. ثالثا.. نعم أحاول مساعدتك ماذا في ذلك؟... بدا كما لو أن عيني ريان برقت لوهلة ثم قال: حسنا تعرفين بأنكِ خاسرة لذلك تحاولين التقرب مني.. فاطمة باستهزاء: التقرب منك... من تخال نفسك. ريان بثقة: أحد أمراء الأورغونا يا روفا. فاطمة: حسنا يا أورغونا سأكون صريحة معك.. لا يهمني من تكون. ريان: تمزحين صح لكن فاطمة لم تجبه بل تابعت مسيرها... نظر لها ريان باستغراب وقال: انتظري أريد الفهم... أنتم الروفا فعلا غريبون. زادت فاطمة من سرعة مشيها فلحقها ريان.. بدأت فاطمة بالجري تبعها ريان لكن فاطمة كانت سريعة للغاية وبدأت الدخول من ممر ضيق لآخر حتى أضاعته. بعد أن تأكدت فاطمة من إضاعتها له عادت لغرفتها ووضعت رأسها على الوسادة وغفت من دون أن تشعر.. في صباح اليوم التالي استيقظت باكرا واتجهت نحو قاعة الطعام لتشاهد بورو، اتجهت نحوه وقالت مع ابتسامة: كيف الحال... بورو: أنتِ هنا لن تصدقي ما حصل البارحة. فاطمة باستغراب: ما الذي حصل؟! بورو: قام أحدهم بالدخول للغرفة الممنوعة في هذا البناء. فاطمة: الغرفة الممنوعة! بورو: نعم تلك الغرفة التي غير مسموح سوى لمنظمي المسابقة بدخولها. فاطمة التي شكت بالأمير ريان: إذا... وعرفوا الفاعل؟ بورو: نعم كان من شعب الريمان ذاك الذي حصل على المرتبة الأخيرة في السباق.. من شدة خوفه حاول الغش. فاطمة: الريمان! بورو: (شعب مثل الجيفاي ومثل شعبك لكنهم ضخام البنية وبنيتهم صلبة كالحجر) فاطمة: ولماذا حاول الغش؟ بورو: هم يائسين تماما مثل الجيفاي بسبب خطأ أحدهم قد يحكم على (الريمان) جميعهم بالتشرد... على الأقل هم للآن لا يزال لديهم أمل في البقاء في موطنهم.. هنا أدركت فاطمة أن المشاركين الثمانية يمثلون سبع أنواع من الكائنات التي لكل واحد منهم قصة. بورو: وسمعت شيئا آخر لكني لست متأكدا منه. فاطمة: ما هو؟ بورو: أن من يحصل على الراية الماسية سيحقق له أمنية. فاطمة: إذا سأحصل عليها. عندما سمعت فاطمة صوتا قادما من خلفها: واثقة من نفسك فاطمة! نظرت فاطمة باتجاه مصدر الصوت لتشاهد الأمير ريان ومجموعته التي كان ينقصها ذاك الريمان. فاطمة: إذا أنت تذكر اسمي الآن. ريان: يمكنك إمضاء بعض الوقت معنا اليوم فنحن سنخرج للتنزه في مدينة الريح على هذا الكوكب. فاطمة: آسفة لا أستطيع.. لا يمكنني الذهاب لأي مكان من دون بورو. ريان: لا بأس يمكن لصديقك القدوم معنا فاطمة: لا.. شكرا كنت أنا وبورو نخطط للذهاب لهناك وحدنا.. ريان: حسنا كما تريدين. بورو يهمس: هل قررنا ذلك حقا؟! فاطمة: اسكت لا زال قادرا على سماعنا. ابتسم الأمير بينما كان يخرج من القاعة بعد أن تأكدت فاطمة من مغادرة الأمير ريان قالت: لا لم نقرر أنا التي قررت ذلك للتو... فقد مللت من هذا المكان. بورو: هكذا إذا... لماذا كذبت؟ فاطمة: لم أكذب!... حسنا لا عليك انسَ الموضوع.. الآن كيف نصل لتلك المدينة؟ بورو: الأمر بسيط مادام السوار بيدنا... حسنا... لا دخل للسوار... يمكننا الذهاب مشيا لهناك فالمدينة ليست ببعيدة... فقط تبعد نصف ساعة عن هنا. فاطمة: جيد لننطلق إذا. بورو: كيف سننطلق! فاطمة: أقصد لنتجه نحو المدينة... كان بورو طوال الطريق مذهولا بكل شيء يراه حتى الأزهار الملونة أثارت فضوله، فالكائنات حيث يعيش هي إما بنفسجية أو خضراء... الغريب في الأمر قدرته على تمييز الألوان. وصلا للمدينة ودخلا من باب المدينة كالعادة عن طريق السوار. ما إن دخلا لم يكن العمران مختلفا كثيرا عن العمران في العصور الوسطى.. كل شيء يبدو تاريخيا بالنسبة لفاطمة. بدآ بالتجول في أزقة المدينة ثم اتجها نحو السوق.. كان السوق يبدو كسوق تاريخي لكن البضائع تبدو من عام 2100 أي من القرن الثاني والعشرين بينما كانا يتجولان كان الأمير ومجموعته مارين بالصدفة بالقرب منهما حيث لاحظهما الأمير الذي قال لمجموعته: بأنه يريد المشي وحده الآن واتفق على لقاء مجموعته بعد ساعة في نقطة ما... وبدأ بتتبع فاطمة وبورو.. بينما كانت فاطمة تمشي شاهدت طفلا يبدو تماما كالبشر.. كان يبكي.. في تلك اللحظة قالت لبورو: هل ذلك بشر؟.. بورو: لا ذاك الطفل أورغونا تتغير آذانهم بعد بلوغهم... فاطمة: ما الذي يبكيه؟ بورو: ربما هنالك من سرق منه طعامه الفاخر المفضل تعرفين الأورغونا مدللون. لكن فاطمة لم تستمع له واتجهت نحو الطفل وبدأت الحديث معه لكن الطفل لم يفهم عليها ما قالت وبدأ الكلام بلغة غريبة. عندها فجأة ظهر كائن ضخم جلده كالصخر أدركت فاطمة أنه الريمان. قال الريمان بغضب: دعيه هذا ابني.. فاطمة: كاذب هذا ليس ابنك فأنت ريمان. الريمان: لا تتدخلي فيما لا يعنيك.. اعطني الطفل. اختبأ الطفل خلف فاطمة التي وقفت بعد أن كانت تجلس القرفصاء وهي تتحدث مع الطفل.. وقالت: الطفل خائف منك.. من أنت؟... هل اختطفته؟ الريمان: تتدخلين في ما لا يعنيك يا بشعة.. سألقنك درسا. اتجه نحوها لكن فاطمة في اللحظة التالية حملت الطفل وبدأت بالجري من دون تفكير.. كان الطفل يتمسك بها وبقوة، كانت فاطمة سريعة وبالكاد كان الريمان قادرا على اللحاق بها..