"حقل الزهور" فاطمة عندما كانت على سطح المركبة فكرت وهي تحدق بالنجوم: ربما الحياة ليست بتلك السهولة، الحياة ليست مجرد أهل أو والدين يقدمون لك الحماية طوال فترة طفولتك... الحياة أكبر من ذلك... الحياة أعمق.. هي فرصة منَّ الله علينا عشيها بكل حذافيرها... علينا مواصلة المقاومة فيها... علينا التقدم... وتجاهل الماضي السيء و التعلم منه... للوصول لغد... علينا مواصلة التقدم. عندما عادت فاطمة لغرفتها غفت وشاهدت ذاك الحلم الذي كان فيه أهلها.. كانوا جميعا بخير... وكانوا يتمنون لها السلامة. في صباح اليوم التالي استيقظت والبسمة تعلو محياها توجهت لقاعة الطعام تقدم منها الطاهي وأعطاها طبقا جديدا يصلح للروفا، فقد أجرى بحثا عن ذلك.. شكرته فاطمة التي جلست على إحدى الطاولات وبدأت بتناول الطعام.. عندما دخل بورو للقاعة اتجه نحوها وجلس أمامها على الكرسي المقابل وقال: تبدين مشرقة اليوم. فاطمة: نعم فقد رأيت حلما جميلا. بورو: حلم! ما هو ؟ فاطمة: الحلم شيء مثل صورة أو ذكريات يهيئه الدماغ لك وتراه خلال نومك.. بورو: لم أفهم. عندما سمع صوت الأمير ريان يقول: تقصد الرؤيا أو ما يشابهها. بورو: فهمت الآن.. لحظة من سألك؟ ريان: لا أحد أردت الإجابة وحسب. استغرب بورو فقد ترك الأمير ريان مجموعته وجلس على الطاولة بجانبه حيث قال باستغراب: هل أنتَ بخير أيها الأمير؟!. ريان: بالطبع يا جيفاي أنا بخير. نظرت له فاطمة وقالت: له اسم... اسمه بورو... الأمير ريان: أكيد الجيفاي بورو. نظر باتجاه بورو وقال: تشرفت بك بورو. زاد استغراب بورو عندما تابع: أرغب بالتسكع معكم اليوم. بورو بانزعاج: بالتأكيد لا، اذهب وتسكع مع جميلتك. فاطمة: جميلتك!.. ما القصة؟ بورو: قصدت صديقته، أعتقد هكذا تلقبونهن. فاطمة لريان الذي بان عليه الانزعاج كانت بسمة كبيرة تغطي وجهها: هل لديك صديقة. ريان: نعم هي كأخت لي مثل عندكم، مجرد أخت. بورو: غير صحيح! ألم تتقدم لخطبة فتاة، هي أميرة من أميرات الأورغونا. ريان: لااا... لم أفعل... غيرت رأيي في الفترة الأخيرة. بورو: مستحيل، ربما غرورك هو ما جعلك تغير رأيك... ربما هي ليست بنفس مستواك. ريان: أنت بورو صحيح.. اِنسَ ذاك الموضوع من فضلك.. وأخبرني عن ما تخططون له اليوم؟. بورو: ليس لدينا خطط لليوم. عندها فجأة دخل الطفل ألفيد للقاعة ونظر حوله.. شاهد فاطمة وريان معهم بورو يتجه نحو طاولتهم تلاحظه فاطمة التي قالت: الطفل الصغير.. ريان: أي طفل! تقف فاطمة ليقترب الطفل منها ويقول: أختي... أخفض ريان رأسه حينها. بورو: لا هي ليست أختك. الطفل لبورو: لا، ستصبح فاطمة يوما أختي. بورو: لا لن تصبح كذلك.. الطفل ألفيد: بلى، ستصبح وسترى أيها الكائن المزعج. بورو: من الكائن المزعج. ألفيد: أنت. لم تفهم فاطمة ما يجري لكنها قالت بصوت مرتفع: كفى جدالا. ينظر الاثنان نحوها.. الطفل: آسف، فقط كنت خائفا في المرة الماضية، كما قام أولئك الاشرار بنزع جهاز الترجمة الخاص بي.. لذلك لم أشكرك. فاطمة بابتسامة: لا داعي للشكر يا فتى.. كل الأمور بخير الآن. ألفيد: ابتسامتك بالفعل جميلة رغم أنكِ روفا.. قرأت الكثير من الكتب عنكم قبل مجيئي لهنا.. كنت متحمسا لرؤيتك مجددا. فاطمة: أووه هل فعلت ذلك. ألفيد: نعم... لم أكن أعرف أنكم أذكياء وتتأقلمون بسرعة جيدة مع محيطكم... وكذلك تنمون بسرعة أقل منا نحن الروفا... صحيح كم عمرك من السنين الأرضية؟ فاطمة: ثمان عشر سنة.. تقريبا. ألفيد: مذهل بعد الحسابات هذا يعني أن عمرك مقارب لعمر أخي ريان.. ما إن سمع بورو ذلك بدا الانزعاج عليه وسرح في تفكيره لبرهة.. حيث تذكر ذاك اليوم الذي شاهدها تقف فيه بالقرب من الميلا.. تلعب مع الأطفال الصغار من بني جنسه، شعر بجمالها رغم أنها لا تشبه الجيفاي، وكذلك تذكر ذاك اليوم الذي كانت تحدق به للميلا كانت تبدو في غاية الجمال في عينيه... قاطع سلسلة ذكرياته تلك صوت فاطمة التي قالت: ما رأيك بورو؟. بورو: بماذا؟ فاطمة: ألم تكن منتبها.. حسنا ما رأيك بأن نذهب لحقل الأزهار الذي شاهدناه على الطريق بينما كنا نسير باتجاه مدينة الريح؟ أعتقد بأنه قد أعجبك. بورو: نعم، لكن.. فاطمة: هيا بورو.. بورو: موافق.. عندما وصلوا لذلك الحقل بدأت فاطمة بالمشي بين الأزهار وقالت: كم هي جميلة. ريان: ألن تفسديها إن مشيت فوقها. فاطمة بانزعاج: صحيح.. ريان: لا بأس سنذهب لذلك التل الأخضر، سنجلس هناك حيث يمكننا مراقبتها من دون إفسادها. فاطمة: فهمت. لسبب ما كان بورو يراقب ريان طوال الطريق، كان يراقب طريقة كلامه مع فاطمة.. وكان ذلك يزعجه. جلسوا على العشب فوق التل... قال ألفيد لفاطمة: ما رأيك بان نجري سباقا؟، أنتِ سريعة للغاية وأريد رؤية مدى سرعتي. فاطمة: حسنا... ثم وجهت الكلام لريان وبورو: سنعود بعد قليل.. لا أريد سماع أي كلام أحمق.. هز ريان برأسه فاطمة: إذا تعرف معنى ذلك (تقصد التعبير عن الفهم من خلال هز الرأس) ريان: لقد قرأت عن ذلك. فاطمة: ذاهبة الآن. بعد أن ابتعد كل من ألفيد وفاطمة قال بورو: أنت لا تعبث معها صحيح. ريان: لا... ماذا عنك.. لاحظت نظراتك الحاقدة. بورو: لا... ريان: تعرف القاعدة... أنتم الجيفاي لا يمكنكم التلاؤم مع البشر فهم يشربون الماء.. وأنتم... أنتم تكوهونه. بورو: لا نكرهه، هو فقط يؤذينا. ريان: تماما.. هل أنت مستعد لتحمل ذلك الأذى. بورو: بالطبع. ريان: هل مستعد لرؤيتها تتألم من أجلك، تتألم لألمك، فوفقا لتقريرنا عنها هي شخص حساس.. لن تتحمل رؤية ذلك. بورو: لكن، ماذا عنك؟. أنت مجرد أورغونا أحمق. ريان: أحمق نعم، لكن لن أوذيها أبدا.. ليس مثلك. بورو الذي تنهد محاولا كبح غضبه: ذلك ليس مهما الآن، القرار لها في النهاية. ريان الذي تنهد: نعم صحيح. عادت فاطمة وألفيد الذي قال: أنتِ حقا سريعة للغاية. فاطمة: كنت أتدرب كثيرا على الأرض، وجاذبية هذا الكوكب لا تختلف كثيرا عن الأرض. ألفيد: الأرض! أتمنى زيارتها يوما ما. كانا قد وصلا للمكان الذي كان يجلس فيه كل من بورو وريان.. لاحظت فاطمة الانزعاج على بورو لذلك قالت: هل كل الأمور هنا على ما يرام؟. ريان: بالطبع كنا نتحدث عن أصناف الطعام لديهم، هي حقا غريبة، لكنها ليست أغرب من أصنافكم. فاطمة التي تذكرت الفلافل والشاورما التي هي حقا لذيذة. قالت: نعم هي غريبة بالفعل، لكنها مفيدة ولذيذة عليكم تجربتها إن كانت تصلح لكم. زاد انزعاج بورو في حين قال ريان: بالطبع، لا مانع لدي. زاد استغراب فاطمة أكثر!. في المساء عاد الجميع لمركبة الريح.. كانت فاطمة بغرفتها عندما سمعت صوت يتردد: على جميع المتسابقين التوجه لغرفة الانطلاق.. لقد تم دمج المرحلتين الثانية والثالثة في السباق. خرجت فاطمة من غرفتها حيث شاهدت جيرك.. قالت: الصحراء في هذا الوقت ستكون باردة. جيرك: بل متجمدة، من فضلك كوني حذرة. فاطمة: سأفعل شكرا لك.