"شجرة الحياة (الميلا)" اصطحب ألوا فاطمة لحجرة واسعة كان في منتصفها شيء ما يشبه عمود قائم في منتصف الغرفة تحيط به مادة سائلة طائرة وشفافة، كان لون العمود أزرق نظر ألوا لفاطمة وقال: اتجهي نحو الجهاز وقفي أمامه وفكري في أكثر شيء يجعلك سعيدة وأكثر شيء يجعلك حزينة... عندها ستعمل الجيفاي الجامعة (اسم الجهاز) الوحيدة المتبقية وستمدك بالمعلومات التي تحتاجينها.. وكلما كنتِ صادقة أكثر في مشاعرك كلما حصلتِ على معلومات أكثر.. فهي تستجيب للمشاعر وقوتها. فعلت فاطمة تماما كما طلب منها ألوا... وقفت أمام الجهاز وفكرت في أكثر شيء يجعلها حزينة... فكرت ب... دموع الحرقة من عيني أمها، نظرة الغضب في عيني والدها، الحزن في أعين أخوتها، والشفقة في أعين أصدقائها.... كل ذلك جعل دموعها تسيل.. كل ذلك جعل قلبها ينبض بألم... فهم كانوا كل عالمها... ثم ابتسمت فجأة عندما تذكرت حلمها الذي لطالما وصفته في نفسها بأنه ساذج وصعب التحقيق؛ لكنه يبقى حلمها الذي كان في رغبتها برؤية أكبر عدد ممكن من الناس سعداء وأصحاء.. لذلك؛ كانت تريد دخول كلية الطب... تذكرت بسمة أمها والنظرة الداعمة من والدها ومحبة أخوتها، كل ذلك أعاد رسم البهجة في ابتسامتها.... في تلك اللحظة اكتشفت أن أحلامها وآلامها تتمثل بالقرب من عائلتها وهي غير مستعدة لتغير ذلك بعد... فهم مجرتها الصغيرة وفقا لما وصفته في أفكارها.. بعد ذلك بلحظة أشع الجيفاي الجامعة بطريقة قوية وغمر النور المكان... أضاءت عيني فاطمة... في اللحظة التالية واختفى النور من الجيفاي الجامعة.. لكن جسد فاطمة بقي يشع لبضع لحظات بعدها ثم تلاشى النور تدريجيا حتى اختفى... ألوا بتعجب: أنتم البشر... ما سعت أدمغتكم.. أنتم بالفعل شعب قابل للتعلم أوووه وبعضكم يملك فيضا من المشاعر... هذا مثير للاهتمام حقا. نظرت فاطمة له باستغراب وقالت: لا أفهم! بدا كما لو أن خارطة ضخمة من المعلومات ارتسمت في دماغي... تتوقف عن الكلام ثم ابتسمت وقالت: هذا مذهل بل لا يصدق... أنا الآن أعرف الكثير. ألوا: لوقت قصير وحسب نظرت له فاطمة باستغراب فتابع ألوا: نعم وقت قصير حتى تنهي المهمة وتساعديني على الفوز بتلك اللعبة... سأمسح ذاكرتك تماما.. لن تذكري حتى رؤيتي هنا... فاطمة بهدوء: أوووه شيء متوقع.. فأنتم للآن تروننا كائنات أقل قيمة منكم. ألوا: نعم للأسف هذا حقيقي.. رغم انبهاري الآن بقدراتك لكن؛... ابتسمت فاطمة ابتسامة ساخرة: حسنا.... أووه صحيح تلك اللعبة.. ما شروطها.. ألوا: تعرفين رغم كل هذا التعقيد الذي دخل لدماغك لكني واثق من مكيدة ما فشعب (الأورغونا) يكرهنا بسبب خلافات دامت لسنين طويلة... حسنا تلك التفاصيل غير مهمة الآن... علينا بدء التدريب الجسدي.. أعتقد أنكِ أخذتِ المعلومات الكافية عن ذلك... وأعتقد أن لياقتك جيدة بالنسبة لمؤشر اللياقة لدي.. لذلك؛ في اللحظة التالي حرك أصبعه السبابة... بالكاد عيني فاطمة رمشت لتجد نفسها في ساحة بيضاء واسعة... بدأ التدريب مع مجسمات ثلاثية الأبعاد لكنها كانت أقرب ما تكون للواقع.. كانت المجسمات على شكل الجيفاي.. وكان التدريب يتعلق بفنون الدفاع عن النفس الفضائية. كانت فاطمة تمضي عدة ساعات بالتدريب ثم تمضي وقتا ما قبل النوم مع أطفال الجيفاي اللطفاء، كانت تحب إمضاء الوقت معهم وكذلك تعلمت منهم القليل عن عادات الجيفاي... لتدرك صدق ألوا.. الذي طالما كان يتفاخر بصدق شعب الجيفاي... وأدركت أن ما حصل معهم هو ما غيّر القليل من تلك العادات أو ربما غيّر الكثير الكثير بالنسبة لكائنات الجيفاي نفسها..كان أطفال الجيفاي يحبون البقاء تحت ظل ذاك الكائن العملاق الذي يشبه الشجرة لكنه كان مكونا من أوراق بنفسجية بدلا من الخضراء التي كانت في بعض الأحيان في الليل تشع وتملأ المكان نورا كان اسم ذلك الكائن (الميلا) .... في يوم كان الأطفال يلعبون بقرب الميلا كالعادة بينما كانت فاطمة تراقب الميلا من بعيد كانت غارقة بالتفكير عندما سمعت صوتا قادما من خلفها: (هل تعجبك (الميلا) يا فاطمة..) لم يكن ذلك الصوت صوت ألوا لذلك نظرت للخلف وقالت: نعم هي جميلة... الجيفاي الشاب صاحب العيون الفضية واللون الأخضر الفاتح والشعر الفضي: إنها الوحيدة المتبقية من نوعها. فاطمة: هذا محزن حقاً الجيفاي الشاب: بورو.... أنا الذي سيرافقك لكوكب (غو) وسأكون زميلك في اللعبة.. فاطمة: كوكب غو!... بورو: نعم كوكب غو هو المكان الذي ستقام به اللعبة.. لا تقلقي هو شبيه بكوكبك كثيرا.. أعتقد أنه نسخة عنه. فاطمة بابتسامة: هذا جيد بورو... ستكون زميلي إذا... بورو: نعم زميلك الذي يمكنك الاعتماد عليه.. شكرا لكِ على موافقتك... لولاكِ لما كنا سنعرف ماذا كنّا سنفعل. ابتسمت فاطمة مجددا وما زال الانزعاج واضحا عليها بسبب إحضار ألوا لها لهنا من دون إذن: نعم صحيح... ستكون زميلي الذي يعتمد عليه... لذلك سأقولها هذه المرة وحسب أنا أعتمد عليك بورو مهما كان نوع اللعبة. بورو الذي بانت عليه البهجة من كلام فاطمة: حسنا سأكون عند حسن ظنك... فاطمة: صحيح متى سنكون في الكوكب؟ بورو: نحن بالقرب من مداره الآن عدة دقائق وستأتي مركبة الإشراف لتقلنا لداخل الكوكب. فاطمة: حسنا سأستعد خلال تلك الدقائق بعد ذلك بلحظة اتجهت فاطمة على الفور لمكان المنامة التي كان عبارة عن خيمة بين خيم شعب الجيفاي لم يستغرق الأمر خمس دقائق حيث أخذت من الخيمة تلك اللعبة المضيئة لدى شعب الجيفاي التي كانت عبارة عن هلال يضيء كلما فكر الشخص بفكرة جيدة وتكون شدة إضاءته تبعا للفكرة، كان قد أعطاها إياه طفل من الجيفاي.. هي كانت سعيدة بتلك اللعبة... وضعتها في حقيبة الظهر خاصتها التي كانت ترتديها لحظة اختطافها من الأرض. ما إن وضعت الحقيبة حتى وجدت نفسها أمام باب ما وبجانبها بورو... أمسك بورو بيدها وقال سأعبر أولا من الباب فهو النفق الذي أنشأته مركبة الإشراف للدخول إليها ثم أفلت يدها... هزت فاطمة رأسها قاصدة القول أنها فهمت لم يفهم بورو سبب هز فاطمة لرأسها وظن أنها جائعة ربما أو تعبة لذلك قال: هذا ليس وقت الأكل. استغربت فاطمة كلامه وكانت على وشك قول شيء لكن بورو عبر من الباب وتبعته فاطمة.. بعد ذلك وجدت فاطمة نفسها واقفة أمام كرسي جلست عليه وبدأت العد... بعد وصولها لرقم خمسة بالعد ظهر باب أمامها خرجت منه.. بدت كما لو أنها تقف على صخر! سمعت صوت بورو خلفها حيث قال: هل تبدو الأرض هكذا؟ كان كل ما حولها تقريبا عبارة عن جبال شاهقة من الصخر فقط أمامهما طريق ضمن نفق في الجبل. قالت فاطمة: لا... لا تبدو هكذا. ثم اتجهت نحو ذاك النفق تبعها بورو الذي أمسك بيدها وقال: حتى لا نضيع.. ابتسمت فاطمة وأشعل بورو شيء يشبه البيل كان يحمله في يده ما إن خرجا من النفق المظلم وجدا أمامهما سهلا أخضر واسعا واختفى النفق. ابتسمت فاطمة التي كانت تدرك أنها ليست في الأرض وقالت: هكذا تبدو الأرض أعتقد أن هذا المكان شبيه فعلا بالأرض. هنا قال بورو: أووه هذا المكان يشبه شعبي (يقصد اللون أخضر) أحببت الأرض فعلا. عندها فجأة سمعا صوتا قادما من خلفهما: أنتما!.. استدارا ليجدا كائنا ما يشبه البشر كثيرا عدا من أذنيه كانت أشبه بآذان الأقزام الخيالية. بدا الغضب واضحا على وجه بورو حينها وقال: أنتما آخر المشاركين في اللعبة من فضلكما ارتديا السوارين (حيث مد يده) اتجهت فاطمة نحو الكائن واخذت السوار نظرت لبورو الغاضب وقالت: هيا بورو خذ سوارك. اتجه بورو على مضض نحو الكائن وأخذ السوار.. بانت ابتسامة ساخرة على وجه الكائن بينما كانا يمشيان خلف الكائن قالت فاطمة بهمس: بورو ما سبب غضبك..؟ بورو: لا أستطيع الكلام الآن فحاسة السمع لدى (الأورغونا) عالية سكت فاطمة فهي كانت قد أدركت أن الجيفاي لا يحبون الأورغونا منذ أول لقاء لها مع ألوا.