"المرحلة الأولى... تم" بعد أن أنهت فاطمة طعامها بلحظات سمعت صوتا تردد في أنحاء القاعة: على المشاركين في السباق المرحلة الأولى التوجه نحو مركز الانطلاق. بورو: لا أعرف أين يقع ذاك. أشارت فاطمة بعينها نحوها الأمير ريان.. الذي وقف... واتجه نحو مخرج قاعة الطعام. بورو: لم أفهم هل عينك بها شيء. فاطمة: لااا... فقط اتبعني. لحقت فاطمة بالأمير ريان الذي دخل في النهاية بممر ما كان يقف عليه حارس. وقفت فاطمة أمام الحارس وقالت: آسفة سيدي لكن أين مركز الانطلاق بالنسبة للجيفاي.. أشار الأورغونا الحارس لنفق مجاور... فاطمة: شكرا لك بورو: أوه فكرتك رائعة. فاطمة: هنالك مثل شائع في بلدي يقول (من له لسان يسأل به... لا يضيع) بورو باستغراب: ما هو اللسان. فاطمة: الذي أحركه عندما اتحدث. بورو: تقصدين هذا.... ثم أشار لفكها السفلي فاطمة: لااا... أنسى الأمر. وصلا للنفق الذي أشار عليه الأورغونا ذاك كان عليه حارس أيضا الذي قال: السوار... مدة فاطمة يدها من خلال فتحة الممر الحارس: تم التعرف مدة بورو يده لكن الحارس قال: لم يتم التعرف. نظرت فاطمة باتجاه بورو الذي بدت عليه الصدمة. بورو: علي المرور لا يمكنها قيادة مركبة لوحدها. الحارس: بلى تستطيع.. من فضلك خذ موقعك بين الجمهور. بورو بغضب: لااا... لا يمكن.. أ... فاطمة تصرخ: اهدأ.. ثم قالت بهدوء: لا تقلق يمكنني التعلم. بورو: لكن.. فاطمة: ما مدى صعوبة ذلك.. ثم ابتسمت وقالت: سأتعلم بسرعة. بورو: حسنا.. عبرت فاطمة لنهاية الممر لتشاهد مركبة كان بابها مفتوحا.. صعدت إليه وما إن صعدت أغلق الباب وتردد صوت داخل المركبة: جميع المتسابقين في أماكنهم أمامهم عشرون ثانية للانطلاق. نظرت فاطمة أمامها بعد أن أدركت أن معها أقل من عشرين ثانية لتتعلم قيادة المركبة، شاهدت كرسي أمامه شاشة عملاقة جلست عليه، كان أمام الكرسي مكان فيه حلقة مرسوم داخلها مكان يشبه اليد البشرية وضعت يديها عليه، أضاءت المركبة من الداخل وارتفعت فوق سطح الأرض وأضاءت الشاشة أمامها أيضا. فاطمة بصوت: جيد والآن علي معرفة.. كيف سأجعلها تتحرك؟. كانت الشاشة أمامها عبارة عن خارطة؛ حيث كان عليها في البداية الدخول ضمن نفق شفاف يودي إلى بحر واسع واجتيازه ضمن مسار محدد للجميع وعبور خط النهاية ضمن البحر انتهت مدة الاستعداد.. وتردد صوت: انطلاق وفاطمة لا تزال تفكر عندما أمالت يديها للأمام بالصدفة وتحركت المركبة قليلا للأمام أدركت فاطمة الطريقة. أمالت يدها أكثر لتبدأ المركبة بالانطلاق وبسرعة أيضا وصلت للنفق الشفاف كان عليها الاتجاه لليمين للدخول للنفق لذلك حركت يديها يمين ونجحت بالدخول.. أدركت فاطمة طريقة عمل المركبة، نظرت للشاشة لتدرك أنها الأخيرة فقد كان الترتيب موضوعا على الشاشة أيضا عن طريق نقاط ملونة، وكان لون الجيفاي هو الأخضر بدا ذلك بديهيا لفاطمة، زادت فاطمة السرعة لعشرين ضعفا وما إن اقتربت من منعطف في النفق قامت بتقليص السرعة للنصف.. استطاعت عبور المنعطف بسلاسة ومنه للبحر حيث زادت السرعة وسبقت أثنان وفقا لما أشارته الشاشة حيث ارتطم أحدهم بالمنعطف بينما تأخر الآخر... كان عدد المشاركين سبعة.. ثمانية معها.. في الماء بدأت زيادة سرعتها تدريجيا حتى وصلت لثلاثين ضعف وبذلك اجتازت ثلاثة آخرين وأصبحت هي الثالثة تابعت فاطمة التقدم بزيادة السرعة ليرتسم أمامها منطقة كتلية صخرية متفرقة قريبة ووفقا للمسار عليها اجتيازها لذلك قامت بتخفيف السرعة لحد كبير كانت الكتل الصخرية منتشرة خلال الماء لم تكن على أرضية البحر. أدركت فاطمة أن عليها اختيار الطريق الذي فيه أقل كتل صخرية وأصغرها حيث يمكنها الالتفاف حولها بدلا من الاصطدام بها.. لم تجد مسارا يحقق ذلك.. لذلك اختارت المسار الذي فيه التباعد بين الكتل أكبر وفقا لما ارتسم على الشاشة أمامها. كانت حذرة للغاية وعندما كانت تجد مسافة كافية بين كتلة وأخرى تزيد السرعة ثم تخفضها من أجل الالتفاف... إلى أن ظنت أنها أنهت الكتل فلم يكن هنالك أي كتلة على الشاشة زادت السرعة ما إن زادتها بمقدار حتى ارتطمت بكتلة لم تكن ظاهرة على الشاشة، توقفت الشاشة عن العمل وظهر مكانها مادة كالزجاج شفافة كانت قادرة على رؤية المياه حولها فالمركبة لا تزال تضيء من الخارج.. لحسن الحظ لم يحصل تسريب للمياه لداخل المركبة.. لكن توقفت عن العمل. حاولت فاطمة جاهدة إعادة تشغيلها لكن دون جدوى.. في لحظة غضب نهضت من الكرسي وقامت بركل الواجهة أمامها في تلك اللحظة عادت الشاشة للعمل.. ابتسمت فاطمة وجلست على الكرسي، استدارت حول الجدار وانطلقت بأقصى سرعة... هي لم تعد تعرف ترتيبها لكن كان كل تفكيرها هو ألا تستسلم وعمل ما يتوجب عليها عمله لآخر لحظة.. عندما فجأة شاهدت مركبة أمامها.. قالت في نفسها: لا بأس بأن أكون قبل الأخيرة. قادت بأقصى سرعتها، بالكاد استطاعت اللحاق بالمركبة التي في آخر لحظة عبرت خط النهاية قبلها. ما إن وصلت حتى أضاء الماء حولها بقوة.. لتجد نفسها داخل المركبة في ملعب ما ضخم.. يشبه ملعب كرة القدم لحد كبير. خرجت من المركبة التي فتح بابها فجأة... كان الذهول باد عليها في البداية.. لكن سرعان ما سالت الدموع من عينيها فهذه أول مرة تذوق طعم الخسارة.. في تلك اللحظة ظهر بورو أمامها وقال وهو يبتسم: لا أصدق كيف فعلت ذلك كنتِ بالمركز الثاني!... وكيف خرجت من السباق وعدت خلال دقيقة.. وحصدت المركز الثالث بفارق صغير عن المركز الثاني.. فاطمة: المركز الثالث!... بورو بابتسامة: نعم الثالث ألم تكوني تعرفين؟! فاطمة التي كان الجميع يهتف لها ب(روفا أي بشر): لا أصدق لم تظهر تلك الكتلة على الشاشة... تلك الكتلة التي اصطدمت بها وكما أن الشاشة لم تكن تعمل بعد الاصطدام. بورو الذي مُسِحَت البسمة عن وجهه: ماذا! هنالك من يغش إذا... فاطمة إن لم أكن موجودا بالمرحلة التالية كوني حذرة للغاية سأبلغ المجلس بذلك.. لعلهم يجدون الفاعل. هزت فاطمة برأسها مجددا. بورو: لماذا أنتِ جائعة.. فاطمة بابتسامة: لست جائعة ذلك يعني... نعم... ابتسم بورو مجددا وقال: أعتقد أنكم حمقى غالبا (يقصد البشر) في تلك اللحظة ظهر جيرك الذي قال: مبارك لكِ المركز الثالث، عليكِ الحصول على الراية الماسية وسيتم إنقاذ شعب الجيفاي بفضلك حينها... أذهلتني أنتم شعب (الروفا) تتعلمون بسرعة كبيرة. فاطمة: شكرا لك سيدي. همس بورو في أذن فاطمة: أعتقد أنهم يخافون منكِ الآن. نظر له جيرك بغضب فاطمة التي ابتسمت: هل نسيت سمعهم قوي. في تلك الأثناء: كان الأمير ريان يقف غاضبا بالخلف فقد حصدت فاطمة كل الأضواء رغم أنه هو من حصل على المركز الأول (حصدت الأضواء لأنها أول روفا يفعل ذلك... هم كانوا يعتقدون أن البشر أغبياء)