أمسكت يده بقوة تناسب سنواتها الاثني عشر وهي تقول بلهفة: "تمنّى أمنية" رمقها بدهشة وعدم فهم وهو يقول: "ماذا؟" أخبرته سريعا: "هيّا ماكس تمنى أمنية سريعا" همّ بالحديث وهو يرمقها وكأنها مختلّة عقليا إلّا أنها أصمتته وهي تعلم بحدسها الأنثوي المبكّر الذي حباها به الله أنه لن يتمنى شيئا ذا قيمة لتغمض هي عينيها رافعة رأسها إلى السماء وهي تهمس بعدة كلمات لم يسمعها ولكنها كانت أمنيتها الوحيدة منذ تعرّفت عليه.. ((أتمنى أن أراكَ مرة أخرى وأن تقع بحبي بقوة)) وبلحظة شعرا بشيء سحري يحيط بهما..هو لا يعرف كنهه, أما هي فبشخصيتها الحالمة المؤمنة بالأساطير تعرف جيدا فهو شهاب يسقط من السماء ليحقق الأمنيات وهي عين الرب التي تعتني برعاياه في الأرض ليحقق أمنياتهم كما كانت تخبرها والدتها وهي صغيرة. وبلحظة انتهى السحر فابتعد عنها بغِلظة وهو يهتف: "أنتِ حقا غريبة الأطوار كما يقولون" رمقته بحزن قبل أن تتركه وتركض تجاه منزلها الحبيب الذي ستتركه صباحا وهي ترجو أن تتحقق أمنيتها حقا مستقبلا..أما هو فتبعها بنظراته للحظات قبل أن يعود لمنزله وبعد فترة قصيرة نسي كل شيء عنها تماما!