في منزل خالد: انتهت غادة من حديثها مع رحمة، وأوصلتها إلى باب الشقة، فوجدت مفاتيح خالد على الطاولة بجانب باب الشقة غادة: إيه ده، ده خالد جه! رحمة: معقولة، طب مدخلش ليه؟ غادة: تلاقيه اتكسف لما لقاكِ معايا رحمة: طب ادخليله بقى ليزعل تغمز غادة لرحمة مودعة إياها: متقلقيش، لو زعل بعرف أصالحه تغادر رحمة، وبعدها تدخل غادة إلى خالد في غرفتهما، لتجده جالسًا على السرير ساندًا برأسه للخلف وينظر لها في برود غادة: أنت جيت امتى؟ أنا محستش بيك لما جيت خالد في جمود: من شوية غادة: طب مدخلتش ليه سلمت على صاحبتي؟ دي رحمة صاحبتي كان نفسها تتعرف عليك خالد: مرضتش أقطع كلامكم ساور غادة القلق من طريقة خالد معها، فنظرت له قائلة: خالد، هو في حاجة مضيقاك؟ ارتسمت على شفتي خالد شبه ابتسامة قائلاً: إطلاقًا، ليه بتقولي كده؟ غادة: مش عارفة، حساك متغير خالد: يمكن عشان مرهق طول اليوم، وجعان تقترب غادة منه محاولة تخفيف التوتر السائد في هذه اللحظة، وتجلس خلفه محتضنة إياه من الخلف قائلة بصوت هادئ: متأكد إن ده بس السبب؟ يغمض خالد عينيه محاولاً السيطرة على أعصابه ضد الحرب الأنثوية التي تشنها غادة عليه، ثم يسحب نفسه في حزم قائلاً: جعااااااان يا غادة غادة: هحضرلك الغدا حالاً تخرج غادة من الغرفة، فيتنهد خالد محدثًا نفسه: اجمد كده يا خالد، وخليك راجل، لحد ما تنفذ اللي أنت عايزه، إما جننتك يا غادة ، مبقاش خالد في أثناء تناولهما الطعام حالة من الصمت كانت سائدة عليهم، حاولت غادة قطع حالة الصمت كعادتها باستفزاز خالد قائلة: مسألتنيش يعني عاملة إيه في الشغل؟ خالد في هدوء: وأسألك ليه؟ دي حاجة تخصك غادة: صح، هي فعلا حاجة تخصني، بس برضه من باب إنك تطمن عليا خالد: غادة حبيبتي، انتِ كبيرة كفاية وعارفة انتِ بتعملي إيه؟ غادة: أمممم، عندك حق، بس أنا عايزة أحكيلك عن أول يوم شغل خالد: لو عايزة تحكي، احكي، أنا سامعك غادة: الشركة كبيرة أوي، وفيها موظفين كتير، أنا بصراحة في الأول كنت حاسة إني تايهة، حاسة بالغربة، لولا أستاذ يحيى خالد ويحاول تمثيل الهدوء: مين أستاذ يحيى؟ غادة: ده مدير التسويق في الشركة، ومديري المباشر، راجل ذوق أوي، والغريبة إنه لسه شاب في أول التلاتينات، بالرغم من منصبه ده ، قعد فهمني الشغل، عرفني الدنيا ماشية ازاي خالد ومازال يحاول الاحتفاظ بهدوئه: وانتِ عرفتِ سنه منين؟ غادة: يعنى في وسط الكلام كده خالد في نفسه: اهدى يا خالد، ومتلبسهاش طبق الشوربة في وشها، أنت عارف إنها بتستفزك مش أكتر، بعدين ابقى خلص فيها القديم والجديد ألهى خالد نفسه في تناول الطعام في غيظ من غادة قائلة: مقولتليش حاجة يعني؟ خالد: ربنا يوفقك غادة في نفسها: إيه البرود ده، من امتى وهو كده؟! رمت غادة الفوطة من يدها في غيظ قائلة: أنا قايمة أنام خالد في هدوء: مش هتكملي أكلك؟ غادة: مليس نفس غادرت غادة من أمام خالد الذي ارتسمت على شفاهه ابتسامة نصر قائلاً في نفسه: ولسه يا مدام غادة، أنا همشيكِ تكلمي نفسك في الشارع بعد عدة أيام من تجاهل خالد لغادة وهدوءه معها، ومحاولتها الدائمة لتحطيم هذا الهدوء والتجاهل، إما باستفزاز خالد بالحديث معه، ولكنه يحاول الاحتفاظ بهدوئه، وإخراج شحنة غضبه بعيدًا عنها، وإما بقربها منه، ولكنه أيضًا يحاول التحكم في أعصابه أمامها وتمثيل البرود، وإبعادها عنه في هدوء، هو كل ما يريده ألَّا يخسر معركته أمام غادة، أما غادة فأصبحت في حيرة، وفعليًا كما قال خالد عنها أصبحت تحدث نفسها وفي يوم كانت غادة تجلس في مكتبها بعملها الجديد تتحدث مع رحمة في الهاتف غادة: أنا هتجنن يا رحمة، معرفش أعمل معاه إيه؟ رحمة: طب انتِ متعرفيش إيه سبب التغيير اللي هو فيه ده؟ غادة: ما أنا لو أعرف هرتاح رحمة: طب ما يمكن سمعنا يوم ما كنت عندك غادة: لا مفتكرش، خالد صريح، لو كان سمعنا، كان جه واجهني بالكلام رحمة: كويسة إنك معترفة إن جوزك صريح وملوش في اللف والدوران انتبهت غادة لما تقول، فحاولت تغيير الموضوع قائلة: أنا في إيه ولا في إيه انتِ كمان رحمة: طب بقولك، يمكن حاجة مزعلاه، حاولى تصالحيه، وتعرفي ماله غادة: بقولك كل ما أقرب منه، يبعدني، دا مكنش بيقدر يقاوم دلعي عليه، معرفش إيه اللي حصل رحمة: جربي تاني معلش، غيري طريقتك، اعمليله مفاجآت مكنش يتوقعها، كده يعني تنظر غادة إلى الفراغ قائلة في شرود: عندك حق ،أنا عرفت هعمل إيه في الشركة التي يعمل بها خالد، يجلس خالد على كرسيه وأمامه مسند خشبي يحمل رسمة هندسية يقوم بتصميمها، وفي أسفل مبنى الشركة، تحضر غادة لزيارة خالد فتقابل عادل في طريقها عادل: مدام غادة، ازيك غادة: ازيك يا أستاذ عادل عادل: إيه مش ناوية ترجعي تشتغلي معانا؟ غادة: معلش بقى، اشتغلت في شركة تانية عادل: على العموم ربنا يوفقك، انتِ عايزة خالد غادة: آه ياريت يا أستاذ عادل، هو فوق في مكتبه؟ عادل: آه موجود فوق، لسه معدي عليه تتجه غادة لمكتب خالد، بينما يتحدث عادل مع خالد صديقه عادل: خالد، بقولك غادة طالعالك خالد: غادة! إيه اللي جابها؟ طب اقفل أنت يا عادل يمسك خالد هاتفه قائلاً: لو سمحتِ يا منى، خلى أستاذة حنان اللي اشتغلت فى الماركتنج جديد تجيلي علطول تدخل غادة على خالد وعلى وجهها ابتسامة، يحاول خالد تجاهل ابتسامتها التي تشعل النيران بداخله، وازدادت النيران اشتعالًا بقربها منه خالد: غادة، إيه اللي جابك؟ اقتربت غادة منه ممسكة بقميصه قائلة في هدوء: مفيش، وحشتني قولت آجي أشوفك خالد محاولاً تمالك أعصابه: أحم، فعلًا وحشتك غادة: آه فعلا وحشتني، وقولت أجيلك عشان ... ولكن قطع حديثهما خبط الباب، فابتعدت غادة عن خالد بينما زفر هو شاكرًا الباب الذى أنقذه من الوقوع فريسة في شبكة غادة خالد: ادخل دخلت حنان في دهشة من غادة حنان: حضرتك طلبتني يا بشمهندس خالد؟ نظر خالد لغادة في تمثيل، ثم عاود النظر لحنان قائلاً: معلش يا حنان، أنا فعلًا طلبتك، بس هنتكلم بعدين الوقت مش مناسب استأذنت حنان وخرجت في غيظ من غادة التي نظرت لخالد شذرًا قائلة: يا سلاااام، ودا من امتى إن شاء الله؟!!!!!