Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل الأول

تدق غادة أحد الأبواب، لتفتح لها سيدة أربعينية تبدوعلى ملامحها الطيبة، تحدثها غادة فى مرح قائلة: صباح الفل يا خالتي، انتوا لسه نايمين ولا إيه؟ أمال أحمد فين؟ تقابلها فوزية بوجه بشوش قائلة: صباح النور يا بنتي، لا صاحيين، بس أحمد تعبان شوية تظهر ملامح القلق على وجه غادة، وتتغير نبرة صوتها إلى الحزن قائلة: تعبان! خير يا خالتى ماله؟ فوزية: معرفش والله يا بنتي، من امبارح حرارته عالية أوي، ومبينامش من الكحة، الظاهر واخد دور برد جامد شوية غادة: ألف سلامة عليه يا خالتي، ممكن أدخل أطمن عليه؟ فوزية : طبعا يا بنتى، البيت بيتك (غادة بنت جميلة، تدرس فى المرحلة الثانوية، تعيش مع أمها بعد أن تركهما والدها وتزوج غير أمها، ولم يهتم أن يسأل عنهما، غادة وحيدة ليس لها أخوات، ولم تجد من يهتم بها ويسأل عنها غير خالتها فوزية وابنها أحمد، أحمد في نفس عمر غادة، وهو أيضًا بالمرحلة الثانوية، وتربطه بغادة علاقة حب وطيدة منذ الصغر، فهو يشعر دائمًا بالمسئولية تجاه غادة) تدخل غادة غرفة أحمد ومعها فوزية، لتجده نائم على سريره ويتصبب العرق منه تقترب منه غادة بصوت حزين قائلة: ألف سلامة عليك يا أحمد ليجيبها أحمد بصوت ضعيف: الله يسلمك يا غادة فوزية: اقعدى يا غادة على ما أعملك حاجة تشربيها تخرج فوزية تاركة أحمد وغادة ينظر أحمد لغادة بحب ويحدثها وهو يسعل: وحشتيني يا غادة تجيبه غادة بمرح مصطنع: أنت فى إيه ولا فى إيه، على العموم وأنت كمان وحشتني ترتسم ملامح الحزن على وجه أحمد قائلاً: شوفتى اللي حصلى يا غادة، أتعب قبل الإمتحان بأسبوعين غادة: ما أنا قولتلك يا أحمد بطل تغسل دماغك كل شوية هتبرد، وأنت مبتسمعش الكلام أحمد: أهو اللي حصل، شكلي مش مكتوبلي أجيب مجموع السنة دي غادة: ليه يا أحمد بتقول كده؟ إن شاء الله هتجيب مجموع كبير وتدخل كلية الطب زي ما أنت عايز أحمد فى سخرية: طب إزاي بس يا غادة، وأنا مش قادر أتحرك من مكاني، ولا أفتح عيني، هراجع إزاي بس، أهو تعب السنة كله راح تبتسم له غادة محاولة التخفيف من تعبه قائلة: ولا يهمك يا أحمد، أنا هذاكر معاك وأراجعلك، ومش هسيبك غير وأنت حافظ كل المواد أحمد: تراجعى معايا إزاي! طب ومذاكرتك؟ ولا ناسية إن انتِ كمان عندك إمتحان بعد إسبوعين؟! وبعدين إحنا مش نفس القسم انتِ علمي رياضة، وأنا علمي علوم غادة: وإيه يعني، أدينى براجع معاك، ما إحنا نفس المناهج تقريبًا، الفرق الوحيد فى مادة الرياضة، وأنا أصلاً شاطرة فيها، ولا إنت مش عايز تنجح وتدخل كلية الطب؟! أحمد: أنا كل أملي إني أنجح وأبقى دكتور، عشان خطوبتنا تبقى رسمي، وبعد ما أتخرج نتجوز على طول، و... وهنا بدأ أحمد فى السعال المستمر، ظلت غادة بجانبه تعطيه الدواء وبعض المشروبات الساخنة، حتى يهدأ وينام ظلت غادة تأتي لأحمد يوميًا لكى تطمئن عليه وتراجع معه دروسه، حتى بدأ يتعافى ويسترد صحته من جدي ، ولم يكن فى حسبان غادة أن العدوى سوف تنتقل إليها، وتمرض قبل الإمتحان بأيام قليلة، فلم تستطع أن تراجع دروسها وتستعد للإمتحان وهي مريضة، ولأنها اهتمت بدروس أحمد أكثر من دروسها. ويأتي يوم النتيجة لتصدم غادة بأنها لم توفق فى الامتحان، فقد حصلت على 85% ، بينما يفاجأها أحمد على حصوله على 98%ٌ أحمد: إيه يا غادة، مش فرحانة ولا إيه؟ بقولك جبت 98% ، يعني هدخل كلية الطب، خلاص حبيبك هيبقى دكتور تحاول غادة رسم ابتسامة على شفتيها قائلة: مبروك يا حبيبى أحمد في قلق: غادة، انتِ عملتي إيه؟ غادة في حزن: أنا جبت 85% تظهر ملامح الصدمة على وجه أحمد قائلاً: إيه!! إزاي الكلام ده، دا انتِ اللي كنتِ بتذاكريلي؟! غادة: أكيد عشان تعبت قبل الإمتحان بكام يوم ومعرفتش أذاكر يضرب أحمد الحائط بيديه فى غضب قائلاً: أنا السبب، لو مكنتيش ضيعتِ وقتك في المذاكرة معايا، مكنتيش تعبتي وكنتِ لحقتِ تراجعي لنفسك، وكان زمانك جايبة مجموع، ياريتنى كنت متّ قبل ما أبقى السبب فى آذيتك تضع غادة يدها على فم أحمد قائلة: متقولش كده يا أحمد، بعد الشر عليك، وبعدين مين قالك إني زعلانة؟ المهم إنك جبت مجموع وهتدخل طب، وإن شاء الله هتبقى أحسن دكتور في الدنيا كلها، صحيح أنا محققتش حلمي إني أبقى مهندسة، بس الأهم من كده إني هبقى زوجة أهم دكتور فى مصر يمسك أحمد يديها قائلاً بحب: ربنا ما يحرمني منك يا أحلى زوجة فى الدنيا تعود غادة للواقع عند سماعها صوت إحداهن تناديها قائلة: إيه يا عروسة، سرحتِ في إيه؟ غادة: ها، ولا حاجة؟ السيدة: طب بصي كده وقوليلى إيه رأيك؟ تنظر غادة لنفسها فى المرآة، فوجدت أن شكلها تغير بعد وضع مساحيق الزينة على وجهها، فإذا كانوا استطاعوا إخفاء ملامح الحزن المرسومة على وجهها بوضع تلك المساحيق، هل يمكنهم إخفاء ما يؤلم قلبها؟ تنظر غادة للسيدة قائلة: كويسة لتحدثها سيدة أخرى بصوت يشبه الضجيج قائلة: طب يالا بقى يا عروسة، العريس مستني برة تتنهد غادة فى ضيق، وتبدأ بالحركة ببطء، وكأن كل خطوة تسيرها تقودها إلى مصير مجهول لا تعلمه، فكيف ستواجه مصيرها القادم؟

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514