سيف: إحنا لازم نسيب بعض نظرت له غادة في صدمة قائلة: انت بتقول إيه يا سيف؟ أنت عايزنا نسيب بعض؟ طب ليه؟! سيف: صدقيني يا غادة، الموضوع مش سهل عليا زي ما أنتِ متخيلة، بس أنا بعمل كده عشان مصلحتك غادة في سخرية: مصلحتي! مصلحتي إنك تبعد عني، طب ليه أنا عملت إيه =؟ سيف: انتِ عمرك ما عملتي حاجة وحشة يا غادة، المشكلة فيا أنا، أنا جالي فرصة سفر لألمانيا عشان أشتغل وأكمل دراستي غادة : طب وإيه المشكلة؟! أنا أسافر معاك، نتجوز قبل ما تسافر وآجي معاك سيف: مش هينفع يا غادة، أنا معرفش الدنيا هناك عاملة ازاي، ومش هينفع أتجوزك وأبهدلك هناك غادة: طب خلاص يا سيف بلاش تاخدني معاك، نتخطب وأنا هستناك لحد ما تخلص دراسة وترجع تتجوزني سيف: برضه مش هينفع، أنا مقدرش أسيبك متعلقة كل ده، أنا معرفش هخلص امتى غادة: من الواضح إن كل دي حجج، وإنك أنت اللي مش عايزني معاك أصلاً سيف: متاخديهاش كده، خديها إني خايف عليكِ من البهدلة، وعايزلك حد أحسن مني تنظر له غادة فى سخرية قائلة: حد أحسن منك؟! أمال اللي بيننا ده كان إيه؟ سيف: اللي بيننا كانت مشاعر جميلة أوي، بس يمكن انتِ فهمتيها غلط وهنا انفجرت بركان غادة التي طالما حاولت إخماده قائلة: فهمته غلط؟! أيوا صح عندك حق، لما كنت بتقوللي أنا بحبك يا غادة وعايزك مراتي كنت فاهمة غلط! لما كنت بتغير عليا من أي راجل تاني وتقعد تزعقلي ونظراتك تبقى نارية ليه كان كل ده فهم غلط، لما كنت بتعلق على لبسي، وتقعد تؤمر البسي ومتلبسيش كنت برضه فاهمة غلط، لما كنت بفهمك من نظرة عينيك من غير ما تحتاج حتى تتكلم وأعملك اللي أنت عايزه كنت برضه فاهمة غلط ، لما استكفيت بيك عن كل الناس وكنت شايفاك أماني وحمايتي وتعويضي عن كل وجع عيشته في حياتي كنت برضه فاهمة غلط وتكمل حديثها فى إنهيار قائلة: تصدق بقى أنا اكتشفت إني من يوم ما اتولدت وأنا فاهمة حياتي كلها غلط أغمض سيف عينيه في ألم، فقد مسّ قلبه حديث غادة وإنهيارها، لتحاول غادة تهدئة نفسها وإكمال حديثها قائلة: متخافش عليا أوي يا أستاذ سيف، أنا الصدمة مش هتموتني، أصل مفيش إنسان ميت بيموت مرتين، على العموم أنا مش هوعدك إني هحاول أنساك عارف ليه؟ ينظر لها سيف في تساؤل ممزوج بألم لتكمل غادة في حزن وقد همّت بالذهاب قائلة: عشان لو صرصار عدى من قدامك، مش هتحاول إنك تنساه، هيبقى كل اللي عليك تديله باللي في رجلك، وترميه فى أقرب باسكت، عن إذنك وتعود غادة إلى الواقع، لتجد دموعها قد خانتها وهربت من سجن عيونها، مسحت غادة دموعها سريعًا، وانتبهت أنها أصبحت فى الواقع وأن كل هذا ما هو الَّا ذكريات أليمة، استكملت حديثها مع نفسها قائلة: ومن ساعتها انقطعت أخبار الاتنين، أحمد وسيف، أو بمعنى أصح أنا اللي مبقتش عايزة أعرف أخبار عن حد فيهم، بعد ما شاركوا الاتنين في جريمة قتل، راح ضحيتها قلبي وثقتي في كل الرجالة، ومشوفتش حد فيهم غير النهاردة ، لما جه أحمد فرحي ومعاه مراته وولاده الاتنين، بس الغريبة إنه متجوزش نهى اللي سابنى عشانها أصلاً، كأنها كانت جاية لمهمة محددة وهي إنها تفرق بيننا وخلاص، وبعد كده دورها ينتهي، أما بالنسبة لسيف فلحد لحظتنا دي أنا مشوفتوش ومعرفش عنه أي حاجة، بعد اللي حصلى كرهت كل الرجالة، اتأكدت إن مفيش راجل ينفع أثق فيه ولا أسلمله مشاعري، مشاعر إيه أنا أصلا موتها من زمان، اهتميت بشغلي وبس، بقيت باخد كورسات كتير واشتغلت في أكتر من مكان، مكنتش بخلي ثانية واحدة في حياتى فاضية، لحد ما اتعينت في شركة مقاولات، وهناك اتعرفت على خالد، كان شغال مهندس في الشركة، خالد كان معجب بيا وده كان واضح من طريقته معايا، بس أنا كنت بحاول أتجاهل الإعجاب ده ، لحد ما فاجئني بطلبه بالجواز مني بعد سنتين، فى الأول فكرت أرفض زي ما رفضت قبله كتير، لكن رجعت في كلامي مع ضغط ماما، ولأني حسيت إني الوحيدة اللي خسرت في الموضوع ده، كل واحد عاش حياته، اللي سافر اتعلم واشتغل =، واللي اتجوز وخلف، وأنا وقفت حياتي، وفي أقل من شهرين اتجوزت أنا وخالد، وبقيت مكتوبة على اسم راجل نظرت غادة لخالد النائم بجانبها مكملة حديثها: بس يا ترى القدر مخبي لعلاقتنا إيه يا خالد؟ ويا ترى إيه الجرح الجديد ليا اللي هتكون سبب فيه؟ في اليوم التالى ظهرًا: تفتح غادة عينيها بثقل ناظرة حولها، وتسأل نفسها: إيه ده، أنا فين، وفين أوضتي؟ لتتذكر أن أمس كان حفل زفافها، فتتنهد في ضيق وتنظر بجانبها باحثة عن خالد، ولكنها تستعجب عندما لا تراه بجانبها محدثة نفسها: إيه ده، هو راح فين؟ ليقطع تساؤلها خالد الذى يدخل حاملاً صينية من الطعام، وعلى وجهه ابتسامة بشوشة قائلاً: صباح الخير يا عروسة، كل ده نوم! غادة: ليه هو إحنا امتى دلوقتي؟ خالد: العصر قرب يأذن يا حبيبتى غادة: ياااااه, أنا يظهر كنت جعانة نوم، معلش يا خالد سيبتك لوحدك يضع خالد ما بيده على الطاولة ويقترب منها ممسكاً يدها قائلاً: أنا أهم حاجة إنك نمتي وارتحتي ، وكفاية عليا إن صحيت على وشك الجميل ده تنظر له غادة محاولة تجاهل مشاعرها قائلة: هو إيه اللي هناك ده؟ خالد: دا الفطار يا حبيبتي، عملته بإيدى غادة: أنت اللي عملته؟ خالد: وإيه يعني يا حبيبتى، وبعدين إنتي عروسة ولازم تتدلعي، بس متاخديش على كده غادة: أنت طيب أوي يا خالد ليصرخ بداخلها صوت ينبهها قائلاً: انتِ هتصدقي ولا إيه، دا حبتين بيعملهم عشان لسه في الأول، وبعد كده هتشوفي الدلع على حقه خالد: طب يالا بقى يا قمر ناكل، عشان أنا هموت من الجوع ومهانش عليا آكل من غيرك مر شهر كامل على زواجهما، وقد قضيا معظمه فى السفر أو كما يقولون شهر عسل، حاوطها خالد فيه بالحب والحنان والاهتمام، أما غادة فأحيانًا تستلم لهواجسها الداخلية أن كل ما يفعله معها خالد ما هو إلا تمثيل، وأن قناعه سيسقط في أي لحظة ويطعنها في ظهرها كما فعل من قبله، وكثير من الوقت تستسلم لحبه وحنانه مكذبة نفسها، ربما لأنها تحتاج لكل المشاعر التي يغرقها بها خالد، أو ربما لأنه يعطيها إحساس الأمان التى فقدته منذ أن كانت صغيرة ، أياً كانت الأسباب فهي تحاول أن تنعم بهذه السعادة حتى ولو لفترة مؤقتة، لتستعد بعدها للحرب الذى شنّها عقلها على قلبها، حتى يجعل من القسوة غلافًا مناسبًا يحميها من أي غدر بعد شهر من رجوعهما القاهرة : تجلس غادة في بيتها الجديد التى بدأت تعتاد عليه، وأحست أنه أصبح مملكتها وفي نفس الوقت حصن أمانه التي سوف تحتمي به ضد أي هجوم على قلبها، تنظر إلى الساعة ويبدو على ملامحها الضيق، يدخل خالد حاملاً بعد الرسومات الهندسية فى يده وعلى وجهه إبتسامة بشوشة اعتادت عليها خالد: مساء الخير يا حبيبتي يقترب خالد ليقبلها في وجنتها، ولكنها تبتعد عنه قائلة: كنت فين يا خالد لحد دلوقتي؟ خالد: مالك يا غادة ، بعدتي عني ليه؟ غادة: بقولك كنت فين يا خالد؟ خالد: كنت في الشركة يا غادة ما انتِ عارفة غادة: خالد، الشركة بتخلص 4، والساعة دلوقتي 7، وبيننا وبين الشركة نص ساعة دا بالكتير أوي كنت فين باقي الوقت؟ يخلع خالد جاكت بدلته في تعب قائلاً: خلصت الشركة وروحت عند ماما أتطمن عليها، فيها حاجة دي؟ غادة: وليه مقولتليش آجي معاك؟ خالد: يعني مجتش مناسبة، وأنا راجع حسيت أنها وحشاني وقولت أتطمن عليها غادة: مجتش مناسبة، ولا مكنتش عايزني آجي معاك؟ خالد: وأنا مش هعوزك تيجي معايا ليه يا غادة؟ غادة: يمكن عشان تروح تشوف حبيبة القلب براحتك من غير عوازل خالد: حبيبة القلب مين؟ غادة: خالد متستهبلش، أنت عارف أنا قصدى على مين، جنى بنت الجيران اللي مربيها على إيدك، واللي أول ما روحنا عند مامتك مقدرتش تستحمل وجريت عليك أول ما شافتك، دا كان ناقص تبوسك وتاخدك بالحضن يا راجل، ولا عملت حساب لكرامة الكلبة اللي واقفة جنبك خالد: مستهبلش؟! لا يا مدام الظاهر إنك انتِ اللي نسيتي إنك بتكلمي جوزك، وأنا بقى اللي هفكرك