Cairo , Egypt +01508281514 darr@elsayad121216.com

الفصل السادس

دلفت إلى حجرتها وقضت ليلتها دون أحلام وتلاها ليالي اخرى عديدة مما أثار فضولها لكونها لم تترك عادتها اليومية قبل أن تخلد الى النوم أدت فرضها والتقطت كتابها وظلت تقرأ وتقرأ وكأنها تشبع روحها فالقراءة لها تعد غذاء روحي لا غنى عنه يومياً حتى تتمكن من استعادة شقاق نفسها حتى غفت وسقطت وسط غيمة أحلامها ولكنها لا تعلم أنها ستتمكن من دخول عالمها مرة اخرى ولكن تلك المرة ستكون مختلفة موضوعاً وفكرًا تقف وسط مدينة ريفية بسيطة منازلها من الطين ولكن التقطت عيناها منزل يدل على ثراء أصحابه حيث فتح بابه وخرج منه رجل ريفي يرتدي جلباباً من اللون الرمادي وحذاء أسود ويغطي رأسه بطاقية من نفس لون الجلباب حيث ظهر من داخل المنزل سيدة ريفية بسيطة بجانبها فتاة رقيقة بشرتها خمرية عيناها سوداء جدائل شعرها الطويلة كسواد الليل الحال تلتمع بعينها لمحة ذكاء غير طبيعية مال الأب بجزعه قليلاً مقبلا جبهة طفلته وتعلو شفتيه ابتسامة حنونة رقيقة وهو يحدثها بصوته الأجش: عايزة حاجة يا سميرة وانا راجع من برا؟ هزت رأسها الصغير واجابته بصوتها الطفولي الذي ينم عن برائة مفرطة وتصميم شديد يثير إعجاب ابيها دائماً: عايزه اتعلم وابقى مشهورة احتضنها الاب بحنان بالغ فهي لها معزة خاصة بداخل طيات قلبه : حاضر يا سمسمة هتتعلمي وهتبقي مشهورة رحل بخطواته السريعة إلى حد ما وأغلقت الام الباب خلفه بهدوء حيث وقفت سارة تتلفت حولها متعجبة بما تراه فالظاهر أمامها قرية ريفية بسيطة للغاية ولكن مهلاً ماذا يحدث فقد تبدلت الرؤية والمناظر حيث ظهرت أمامها حارة من حارات حي الحسين بنوافذه المغطاة بمشرابية خشبية سداسية الشكل ويعلو صوت الأذان من داخل مئذنة جامع الحسين فلفت انتباهها صوت طفولي لمس قلبها وبات مميزاً لها ما جعلها تدير عينيها بأتجاهه حتى وجدتها تأتي بصحبة والدها ترتدي المريول الخاص بالدراسة تحمل حقيبتها فوق ظهرها وتعلو شفتيها بسمتها وقد زاد طولها بضع سنتيمترات وبدون شعور لا ارادي منها اتبعتهما كالعادة إلى أن توقفت خطواتهما امام مدرسة فرفعت عينيها إلى تلك اليافطة المعلقة أعلى بابها حيث كان اسمها (مدرسة قصر الشوق الابتدائية للبنات) تساءلت بين نفسها قائلة أيوجد مدرسة بذلك الاسم ولكن أفاقت من تساؤلاتها على صوت جرس يدق عالياً تلاه اصوات لفتيات قادمات من خلف الباب الذي فتح للتو فظهر من خلفه فتيات في مقتبل العمر فعقدت حاجبيها متعجبة مما تراه ثم رفعت عينيها مرة اخرى لتجد اسم المدرسة قد تغير وأصبح بنات الأشراف وقبل ان تستفيق من صدمتها وصل لمسامعها صوت أنثوي رقيق يقول: سميره موسى الاولى على المدرسة كالمعتاد والاستاذة نبوية الناظرة فرحانة بيكي جدااا ابتسمت برقة واردفت بصوت رزين ينم عن حكمة ورزانة صاحبته وقد أصبحت وجنتيها بلون الورد الأحمر من فرط خجلها : انا اللي فخورة اني بدرس في مدرسة بنات الأشراف وأن الأستاذة نبوية موسى ناظرة المدرسة واللي اسعدني اكتر اني لما اعدت صياغة كتاب الجبر السنة اللي فاتت وطبعته على حساب والدي ووزعته ما أعترضتش بالعكس سعدت جداً وشجعتني تعجبت مما تسمعه اذنيها ومما تراه عيناها سميرة موسى ونبوية موسى أحقاً ما يحدث أمامها فتلك الأسماء انتقلت إلى السماء ولكنها رأت سميرة وهي تهرول بسرعة كي تصعد بخفه داخل عربة الحنطور التي تقلها يومياً إلى منزلها وما هي دقائق حتى توقفت أمام منزل ذات طابع قديم دقت بابه ففتح الباب بواسطة فتاة صغيرة تبتسم وفور دخول سميره أغلقته خلفها وصعدت سميره سلم خشبي للطابق العلوي للمنزل فكان مكون من طابقين الأول معد للضيوف به غرفة ذات مساحة كبيرة إلى حد ما ومن باب داخلي غرفه بها سريرين وخزانة ومرحاض خارج الغرف وبالا على شقة مكونة من ثلاثة غرف ذات أساس ينم عن ثراء صاحبه وضعت حقيبتها فوق فراشها داخل غرفتها وخرجت عائدة للمطبخ حيث تتواجد والدتها تعد طعام الغداء ومن الواضح انه شهي وبالطبع لا تستطيع سارة اشتمام رائحته حيث وقعت عينا سارة على سيدة تقف أمام عدة من مواقد الغاز موضوعة فوق منضدة خشبية كبيرة وفوقهم أواني تحتوي العديد من أصناف الطعام طبعت سميره قبلة على وجنة والدتها حيث بادلتها الأم بابتسامة جميلة ووقفت الاثنتان تتبادلان الحديث ولكن تغيرت الرؤية لمرحلة متقدمة وقد كبرت سميره بضعة سنوات وهي الآن تقف امام عميد كلية العلوم الدكتور مصطفى مشرفة الملقب بأينشتاين العرب وهو الآن يهنئها بنجاحها بدرجة الامتياز واجتيازها السنة الأولى بتفوق والاستعداد للانتقال للسنة القادمة وقد أثار نجاحها غيرة البعض منها ولكنها لم تهتم وزاد اصرارها على تكملة ما بدأته بالفعل اجتازت السنوات الثلاثة المتبقية وأنهت دراستها ومن المفترض أن يتم تعيينها معيدة بالجامعة ولكن قابلتها اكبر عقبه بحياتها حيث اجتمع زملائها الرجال وعارضوا ذلك القرار بشدة ولكن الدكتور مصطفى كان له رأي آخر وقد تبنى بنفسه مهمة تعينها وساندها بشدة حتى تتعين معيده وقام بتهديد الجميع بأنه سيقدم استقالته لو لم يتم تعيين سميره موسى معيدة بكلية العلوم وتم تعيينها بالفعل وكانت أول انثي يتم تعيينها بهيئة التدريس بالجامعة وتم تسميتها مس ماري كورى الشرق لشدة ذكائها و تفوقها في مجالها بالرغم من كونها انثى مما زاد أحقاد الجميع من حولها لم تكتفي مس ماري كوري الشرق بهذا القدر من التعليم واكملت مشوارها وحصلت على درجة الماجستير بأحد النظريات المستحيلة والمعقدة ولكنها اجتازتها ببراعة كعادتها حيث حصلت على منحة لإنجلترا لاستكمال دراستها مدتها ثلاث سنوات للحصول على الدكتوراة وبالفعل سافرت وبدأت في دراستها وكالعادة نابغة مثل سميرة موسى استطاعت أن تنهي رسالتها وتحصل على الدكتوراة بأحد النظريات الصعبة للغاية في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة حيث أنهت ما بدأته في سنة وخمسة أشهر فقط حيث أكملت السنة الثانية في أبحاث متواصلة توصلت من خلالها إلى معادلة هامة للغاية ولكنها لم تلاقِ قبولاً في العالم العربي آنذاك بالرغم من كونها نظرية هامة كانت ستمكن جميع الدول العربية من صناعة القنبلة الذرية بمواد في متناول الجميع وبالطبع لم تدوِن الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت لها فقد كانت تتمنى أن يتم تسخير الذرة للخير وتستعمل لصنع علاج لمرض السرطان مثل الأسبرين مرت الأيام و تلقت سميرة موسى دعوة لإجراء أبحاثه في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الامريكية وبالفعل ذهبت ولم تنبهر بالحياة هناك على الرغم من ترحيب العلماء بها ولكن كان لابد من القضاء عليها سريعاً حيث تم توكيل تلك المهمة إلى إحدى فنانات الزمن الجميل المعروفة بتحيزها إلى الجانب الصهيوني وبالفعل وطدت علاقتها بسميرة موسى على أكمل وجه ولكن سميره كانت تنوي العودة إلى وطنها الأم حيث بعثت لأبيها رسالة قائلة فيها / ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كذلك التي نعرفها في مصر ومجتمعنا العربي يبدو أن كل شيء هنا ارتجالياً فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب كثيرون منهم جاءوا إلى أمريكا لا يحملون شيء على الإطلاق فتصرفاتهم غريبة كتصرفات زائر غريب يزور للمرة الاولى بلد يعتقد أن لا أحد سينتقد تصرفاته لكونه غريب. أقترب موعد رجوعها إلى مصر ولكن أجهزة المخابرات كان لها رأي آخر حيث قرروا تصفيتها لكونها خطر لن يتمكنوا من إيقاف الشعوب العربية تلقت دعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا وبالفعل لبت الدعوة وجاء اليوم المرتقب يوم الخامس من شهر أغسطس ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان مطلقاً ففي أحدى طرق كاليفورنيا الواعرة والشبه مهجورة آنذاك ظهرت سيارة نقل ضخمة للغاية فجأة لتصطدم بسيارة سميرة موسي بقوة مما أدى إلى انقلابها بوادٍ عميق ملئ بالصخور والأقرب أن زميلها الهندي المرافق لها والذي كان يقود السيارة تمكن من القفز من السيارة مختفياً تماماً وكأنه لم يتواجد بالحياة من الأساس ولم تتمكن السلطات الأمريكية من التوصل له أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل أسم مستعار وأن المعامل لم تبعث أى دعوات للدكتورة سميرة موسى ولم ترسل أي أحد لاصطحابها ويظل لغز موتها لغز محير لم يتم حله أستيقظت على صوت والدتها توقظها كي تذهب إلى جامعتها ولكن ما رأته مؤخراً جعلها غير متزنة وتشعر بتوعك شديد منعها من الاستيقاظ ومعاودة النوم مره أخرى أو محاولة النوم ولكنها لم تستطع

Get In Touch

Cairo , Egypt

darr@elsayad121216.com

+01508281514